الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان شديدا على أهل العبث والفساد.
وفي أيامه كان انقطاع الدولة الفاطمية من المملكة في أول سنة سبع وستين وخمس مئة - كما يأتي ذكره في ترجمة الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب إن شاء الله تعالى -.
وتوفي المستضيء في ثاني ذي القعدة، سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وأمه أمُّ ولد أرمنية، وكانت خلافته نحو تسع سنين، وسبعة أشهر.
وكان مولده سنة ست وثلاثين وخمس مئة.
وكان عادلاً، حسن السيرة، وكان قد حكم في دولته ظهير الدين أبو بكر منصور بن نصر المعروف بابن العطار بعد قتل عضد الدين الوزير، والله أعلم.
* * *
خلافة الناصر لدين الله
هو أبو العباس، أحمدُ بنُ المستضيء بأمر الله بنِ المستنجد بالله يوسف بنِ المقتفي محمَّد بنِ المستظهر أحمد بنِ المقتدي عبد الله ابن الأمير ذخيرة الدين محمَّد بنِ القائم عبد الله بن القادر أحمد ابنِ الأمير إسحاق بن المقتدر جعفر بن المعتضد أحمد ابن الأمير الموفق.
قيل: اسمه طلحة، وقيل: محمَّد بن المتوكل جعفر بن المعتصم محمَّد بن الرشيد هارون بن المهدي محمَّد بن المنصور عبد الله بن محمَّد ابن علي بن عبد الله ابن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم العباسِ بن عبد المطلب بن هاشم.
بويع له بالخلافة لما مات المستضيء.
قام ظهير الدين بن العطار، وأخذ البيعة لولده الإِمام الناصر لدين الله، ولما استقرت البيعة للإمام الناصر، حكم أُستاذ الدار مجدُ الدين أبو الفضل، فقبض في سابع القعدة على ظهير الدين بن العطار، ونقل إلى التاج، وأخرج ظهير الدين المذكور ميتًا على رأس حمال ليلة الأربعاء، ثاني عشر ذي القعدة، فثارت به العامة، وألقوه عن رأس الحمال، وشدوا في ذكره حبلاً، وسحبوه في البلد، وكانوا يضعون في يده مغرفة يعني: أنها قلم، وقد غمس تلك المغرفة في العذرة ويقولون: وقّع لنا يا مولانا، هذا فعلُهم به مع حُسن سيرته فيهم، وكفِّه عن أموالهم، ثم خُلّص منهم، ودفن.
وتوفي الإِمام الناصر لدين الله في أول شوال، سنة اثنتين وعشرين وست مئة.
وكانت خلافته نحو سبع وأربعين سنة، وعَمي في آخر عمره، وكان موته بالدوسنطاريا، وكان عمره نحو سبعين سنة، وكان قبيح السيرة في رعيته، ظالماً لهم، خرب في أيامه العراق، وتفرق أهله في البلاد، وكان يتشيع، وكان مُنْصَرِفَ الهمة إلى رمي البندق.
وقد نسُب الإِمام الناصر أنه هو الذي كاتب التتر، وأطمعهم في البلاد، بسبب ما كان بينه وبين خوارزم شاه محمَّد بن تكش من العداوة؛ ليشتغل خوارزم شاه بهم عن قصد العراق، والله أعلم.