الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاده: الوليد، ويزيد، وهشام، وسليمان، ومروان الأكبر، ومروان الأصغر، ومعاوية، وعبد الله، ومسلمة، والمنذر، ومحمد، وسعيد، والحَجَّاج، وغيرهم.
كاتبه: روح بن زنباع، وقبيصة بن ذؤيب.
حاجبه: يوسف مولاه، وغيره.
نقش خاتمه: أؤمن بالله مخلصًا.
والحمد لله وحده.
(خلافة المنتقم لله الوليد بن عبد الملك)
هو أبو العباس، الوليدُ بنُ عبدِ الملك بنِ مروان، وأمُّه ولَّادة ابنةُ العباس بنِ مازنٍ العبسيةُ، وكان أسمر جميلًا، بوجهه آثارُ جُدَري، وكان جبارًا، ذا سطوة شديدة، كثير النكاح والطلاق، يقال: إنه تزوج ثلاثًا وستين مرة.
بويع له في منتصف شوال، سنة ست وثمانين، يوم دفن أبوه بعهد منه.
والوليد هو الذي بنى جامع دمشق، قيل: إنه أنفق عليه أربع مئة صندوق، في كل صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار، وكان فيه عشرة آلاف رجل في كل يوم، وكان فيه ست مئة سلسلة من ذهب، فلم يستطع أحد الصلاة فيه، فرُفعت في أيام عمر بن عبد العزيز، وحطت في بيت
المال، وعوضت بالحديد.
وكان في جنب الجامع كنيسة قد سلمت للنصارى، بسبب أنها في نصف البلد الذي أُخذ بالصلح، وكانت تعرف بكنيسة مار يوحنا (1)، فهدمها الوليد، وأدخلها في الجامع، وكان بناء الجامع في سنة ثمان وثمانين من الهجرة.
والوليد أولُ من اتخذ البيمارستان للمرضى، ودار الضيافة، وبنى الأميال في الطرقات، ووضع المنابر، وولى ابنَ عمه عمرَ بنَ عبد العزيز المدينةَ، فقدمها، ونزل في دار جدِّه مروان، ودعا عشرة من فقهاء المدينة، وهم: عروة بن الزبير بن العوام، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن سلمان، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وسالم بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد، فقال لهم عمر بن عبد العزيز: أريد أن لا أقطع أمرًا إلا برأيكم، فما علمتم من تعدي عامل، أو من ظُلامة، فعرِّفوني به، فجزوه خيرًا.
ثم في سنة سبع وثمانين: كتب الوليد إلى عمر بن عبد العزيز يأمره بهدم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدم بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يُدخل البيوت في المسجد، بحيث تصير مساحة المسجد مئتي ذراع في مئتي
(1) في الأصل: "ماريحان".
ذراع، وأن يضع أثمان البيوت في بيت المال، فأجاب (1) أهلُ المدينة إلى ذلك، وقدمت الفَعَلَة والصنَّاع من عند الوليد لعمارة المسجد، وتجرد لذلك عمر بن عبد العزيز، وشيد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدخل فيه المنازل التي حوله، ومن الحوادث في أيامه أن الزلازل دامت أربعين يومًا، وشمل الهدم الأبنية، وفي أيامه مات عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.
ومات أنس بن مالك الأنصاري سنة تسعين، وكان عمره ستًا وتسعين سنة، وقيل: مئة وست سنين.
وتوفي علي بن الحسين بن زين العابدين سنة أربع وتسعين.
وفي هذه السنة، وقيل: سنة خمس وتسعين قَتل الحجاج سعيدَ بن جيبر - رحمة الله عليه -، فضرب عنقه، وكان من أعلام التابعين، أخذ العلم عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعنه روى القرآنَ أبو عمرو.
وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: قتل الحجاجُ سعيدَ بنَ جُبير، وما على وجه الأرض أحدٌ إلا وهو مفتقرٌ إلى علمه.
ومات الحجاج بنُ يوسف في شوال سنة خمس وتسعين، وله من العمر أربعة وخمسون سنة، وقيل غير ذلك، وكانت ولايته للعراق عشرين سنة.
(1) في الأصل: "فأجابوا".