الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن القوم ليعرفون ما أعرف، وإن صفتك ونعتك لمبيَّنٌ في التوراة، ولكنهم حسدوك. قال:"فما يمنعُكَ أنتَ؟ "، قال: أكره خلافَ قومي، وعسى أن يتّبعوك، ويُسلموا فأُسلم (1).
وعن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، قال: كان الزبير بن باطا - وكان أعلم اليهود - يقول: وجدت سِفرًا، كان أبي يختمه عليّ، فيه ذكر أحمد، نبيٌّ صفته كذا وكذا، فحدّث به الزبير بعد أبيه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لم يُبعَث، فما هو إلا أن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة، فعمد إلى ذلك السفر، فمحاه، وكتمَ شأنَ النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ليس به شيء (2).
* * *
*
ذكر معجزاته صلى الله عليه وسلم
- *
فمن أفضل معجزاته صلى الله عليه وسلم: القرآن الكريم، الذي أعجزَ الفصحاءَ، وأخرسَ البلغاءَ.
* ومنها: انشقاق الصدر والتئامه.
* ومنها: انشقاق القمر له فرقتين، حين سألته قريش آية، فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا"(3)، وأنزل الله تعالى:
(1) رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 246)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 159).
(3)
رواه البخاري (4583)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 1 - 2].
* ومنها: نَبْعُ الماء من بين أصابعه، وتكثيره، وتكثير الطعام ببركته.
وغير ذلك مما لا يحصى كثرة.
* ومنها: كلام الشجرة، وشهادتها له بالنبوة، وإجابتها دعوته صلى الله عليه وسلم، وسلام الحجر والشجر عليه.
* ومنها: حنين الجذع إليه، وتسبيح الحصا في كفه.
* ومنها: حديث الظبية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحراء، فنادته ظبية: يا رسول الله! فقال: "ما حاجتك؟ "، قالت: صادني الأعرابي، ولي خِشْفان في ذلك الجبل، فأطلِقني حتى أذهب فأُرضَعهما، وأرجعَ، قال:"وتفعلين؟ "، قالت: نعم، فأطلقها، فذهبت، ورجعت، فأوثقها، فانتبه الأعرابي، فقال: يا رسول الله! ألك حاجة؟ قال: "تُطْلِقُ هَذِهِ الظَّبية"، فأطلقها، فخرجت تعدو في الصحراء، وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله (1).
* ومنها: تسخير الأسد لسفينةَ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال سفينة: ركبت البحر، فانكسرت بي سفينة، فخرجت إلى جزيرة، فإذا الأسدُ، فقلت: أنا سفينةُ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يغمزني بمنكبه، حتى
(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5547)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 35)، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
أقامني على الطريق (1).
* ومنها: أن الله تعالى أمر ليلةَ الغار شجرة، فنبتت تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، فسترته، وأمر حمامتين، فوقفتا بفم الغار، ونسجت العنكبوت على بابه (2)، وأعلمته الشاة بسُمِّها، وردَّ عينَ قتادة، وتفل في عين علي يوم خيبر، وكان رَمِدًا، فأصبح بَرِيًّا.
* ومنها: إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم، وأنه كان إذا دعا لرجل، أدركت الدعوةُ ولدَه، وولَدَ ولدِه، ودعا لابن عباس:"اللهمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ، وعَلِّمْهُ التأْوِيلَ"(3)، فسمي: الحَبر، ترجمان القرآن.
ودعا لعلي أن يُكفَى الحرّ والقرّ (4)، فكان يلبس في الشتاء ثياب الصيف، وفي الصيف ثياب الشتاء، ولا يصيبه حر ولا برد.
(1) رواه البزار في "مسنده"(3838)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 45)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 269).
(2)
رواه بحشل في "تاريخ واسط"(1/ 257)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 422)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 443)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 482)، عن أنس بن مالك، والمغيرة بن شعبة، وزيد بن أرقم رضي الله عنهم.
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(32223)، والإمام أحمد في "المسند"(1/ 335)، والطبري في "تهذيب الآثار"(1/ 166)، عن ابن عباس رضي الله عنهما، ورواه مختصرًا: البخاري (143)، ومسلم (2477).
(4)
رواه ابن ماجة (117)، والنسائي في "السنن الكبرى"(8401)، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.