الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
خلافة [. . . .] إبراهيم بن الوليد *
هو أبو إسحاق، إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، أمُّه اسمها نعمة.
مولده سنة ثمان وثمانين، وكان معتدل القامة، نحيفًا، خفيف العارضين، له ضفيرتان.
بويع له بعد وفاة أخيه يزيد بعهد منه، فلم يتم له الأمر، وكان مرة يُدْعى بالخلافة، ومرة بالإمارة، وتارة لا يسلَّم عليه بواحدة منهما؛ لاختلاف الكلمة، وسقوط الهيبة.
ثم إنه خلع نفسه، وسلَّم الأمر لمروان الجعدي بعد قتال وقع، وهرب إبراهيم، واختفى، ثم طلب الأمان، فآمنه، فقدم عليه، وبايعه في صفر، سنة سبع وعشرين ومئة، فكانت مدة ولايته سبعين يومًا، وقيل: أربعة أشهر، ولم يزل باقيًا إلى سنة اثنتين وثلاثين ومئة، فقتله مروان، وصلبه، وقيل: غرق، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
* * *
*
خلافة [ .... ] مروان بن محمد *
هو أبو عبد الملك، مروانُ بن محمد بن مروان بن الحكم، أمُّه لبانة جارية إبراهيم بن الأشتر، وكانت كُرديَّة، ويعرف بمروان الجعدي؛ لأن خاله الجعدُ بنُ درهم، فنسب إليه، وتعلم منه مذهبَه في القول
بخلق القرآن، والقدر، لقب بالحمار؛ لأن العرب تسمِّي رأسَ كلِّ مئة سنة حمارًا، وملك بني أمية كان قد قارب مئة سنة في أيامه، فسمَّوه الحمار لذلك.
ومولده سنة خمس وستين، وكان ضخم الهامة، رَبعة، أهدل الشفة، أبيض اللون، كثيف اللحية، شجاعًا، حازمًا، إلا أن مدته انقضت، فلم ينفعه حزمه.
وهو آخر الخلفاء من بني أمية، قُتِل على يد صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وكان صالح قد هزمه، وأخرجه من الشام، فقتله ببوصير من حدود مصر في يوم الجمعة، لسبع بقين من ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وكان عمره يوم قُتِل سبعًا وستين سنة، فكانت مدة ولايته خمس سنين، وعشرة أشهر، وكان له وَلَدان: عبيد الله، وعبد الله، هربا بعد قتله، فأما عبيد الله، [فقد] صلبته الحبشة، وأما عبد الله، فإنه هرب إلى الأندلس، فمُسِك، وحُبِس، فلم يزل محبوسًا إلى أيام الرشيد، فأُخرج ضريرًا، ومات ببغداد، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
الدَّولةُ العَبَاسيَة