الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* وفيها: هلَكَ رأسُ المنافقين عبدُ الله بن أُبي [ابنُ] سلول في ذي القعدة، وكُفِّن في قميص النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال ولدِه عبدِ الله، وجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صدره، فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"أَخِّرْ عَنِّي يا عُمَرُ، قَدْ خُيِّرْتُ، فَاخْتَرْتُ، قد قيل: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]، ولو أعَلُم أَنِّى إن زِدْتُ على السبعينَ غُفِرَ له، لزدْتُ"، ثم صلى عليه، وقام على قبره حتى فرغ منه، فأنزل الله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84]، الآية (1)، وكان ابنه عبدُ الله من خِيار الصحابة.
* * *
السنة العاشرة من الهجرة *
* فيها: جاءت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وفودُ العَرَب قاطبةً، ودخل الناس في الدين أفواجًا، كما قال الله تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر 1: 3].
* وأسلم أهل اليمن، وملوكُ حِمْيَر، وبعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالب - كرم الله وجهه - إلى اليمن، فسار إليها، وقرأ كتابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) رواه البخاري (1300)، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
على أهل اليمن، فأسلمت همدان كلُّها في يوم واحد، وكُتِب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتابع أهلُ اليمن على الإسلام، وكُتِب بذلك إلى رسول الله، فسجد شكرًا لله تعالى، ثم أمر عليا بأخذ صدقات نجرانَ وجِزْيتهم، ففعل، وعاد، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في حجة الوداع.
* وقدم عليه عامر بن الطفيل، وأَرْبَدُ بنُ قيس، وجبار بنُ سلمى ابنِ مالكِ بنِ جعفر، وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء بني عامر وشياطينهم، فقدم عامرُ بن الطفيل - عدوُّ الله - على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يريد الغدرَ به، ثم قال لأَرْبَدَ: إذا قدِمْنا على الرَّجُل، فإني شاغلٌ عنك وجهَهُ، فإذا فعلتُ ذلك، فَاعْلُه بالسيف، فلمَّا قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عامر ابن الطفيل: خالني يا محمد، قال:"لا وَاللهِ حَتَّى تُؤْمِنَ باللهِ وَحْدَهُ"، وكرَّرَها مِرارًا، وهو ينتظر من أَرْبدَ ما كان أَمَرَه به، فجعل أَرْبَدُ لا يتحرك بشيء، فلما أبى عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال عامر: أما والله! لأملأنها عليك خيلًا ورجالًا، فلما ولَّى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ اكْفِني عامِرَ ابْنَ الطُّفَيْلِ".
وخرجوا راجعين إلى بلادهم، حتى كانوا ببعض الطريق، بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه، فقتله الله تعالى، وخرج أَرْبَدُ ومعه جَمَلٌ له يبيعُه، فأرسل الله تعالى عليه وعلى جَمَلِه صاعقة، فأحرقتهما (1).
(1) رواه ابن هشام في "السيرة النبوية"(5/ 260).
* وقدم عليه الجارودُ بنُ بِشْرِ بنِ المعلَّى في وفد عبدِ القيس، وكان نصرانيًا، فأسلم، وأسلم أصحابه.
* وقدم وفدُ بني حنيفة، ومعهم مسيلمة الكذاب، فأتوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وخلَّفوا مسيلمة في رحالهم، فلما أسلموا، ذكروا مكانه، وأخبروا أنهم خلَّفوه يحفظ ركابهم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر للقوم، فلما انتهى إلى اليمامة، ارتدَّ عدُّو الله، وتنبأ، وقال: إني أُشرِكْتُ معه في الأمر، وجعك يسجَعُ لهم، ويضاهي القرآن، وهو مع ذلك يشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنذكر خبره - إن شاء الله تعالى -.
* وقدم عليه زيدُ الخيل بنُ مهلهل الطائيُّ في وفد طَيّ، وهو سيدُهم، فأسلموا، وحَسُنَ إسلامُهم، ثم سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد الخير.
* وقدم عليه عديّ بن حاتم، فأسلم.
* وقدم عليه عَمْرُو بن مَعْد يكَرِبَ الزَّبِيدِيُّ في أناس من زَبيد، فأسلم، وأسلم قيس بعد ذلك، وله ذكر في الصحابة، وكان شجاعًا فارسًا شاعرًا، والله أعلم.
* وقدم فروة بن مُسَيك، فأسلم هو وقومُه، وكذلك الأشعثُ بنُ قيس الكنديُّ، فأسلم، وكان رئيسا مطاعًا في الجاهلية، وجيهًا في قومه في الإسلام.
* وقدم عليه وفد همدان، وفيهم مالك بن نمط، فأسلموا، وكان مالك بن نمط شاعرًا محسنًا.