الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
ذكر غزوة خالد بن الوليد رضي الله عنه بني جذيمة:
لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، بعث سرايا حول مكة إلى الناس، يدعوهم إلى الإسلام، ولم يأمرهم بقتال، وكان من السرايا: سرية مع خالد، فنزل على ماء لبني جذيمة، فأقبلت بنو جذيمة بالسلاح، فقال لهم خالد: ضعوا السلاح؛ فإن الناس قد أسلموا، فوضعوه، وأمر بهم، فكتفوا، ثم عرضهم على السيف، فقتلَ من قتل منهم، فلما بلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما فعله خالد، رفع يديه إلى السماء، حتى بأن بياضُ إبطيه، وقال:"اللهمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إليكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ"(1)، ثم أرسل رسول الله عليَّ بن أبي طالب بمال، وأمره أن يؤدي لهم الدماء والأموال، ففعل عليٌّ ذلك، ثم سألهم: هل بقي لكم مال أو دم؟ فقالوا: لا، وكان قد فضل مع علي رضي الله عنه فضلُ مال، فدفعه إليهم زيادةً، تطييبًا لقلوبهم، وأخبر النبيَّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فأعجبه (2).
*
ذكر غزوة هوازن بحنين:
وكانت في شوال سنة ثمان، وحُنَيْنٌ: وادٍ بينه وبين مكة ثلاثة أميال، لما فتحت مكة، تجمعت هوازن بخيولهم وأموالهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومقدَّمُهم مالكُ بن عوفٍ النصري، وانضمت إليه ثقيف، وهم أهل
(1) رواه البخاري (4084)، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(2)
رواه ابن هشام في "السيرة النبوية"(5/ 96)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(5/ 114)، عن محمد بن علي.