الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبواب السماء، واهتزَّ له العرشُ (1)، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرُّ ثوبه إلى سعد ابن معاذ، فوجده قد مات (2)، وأخبر عليه الصلاة والسلام: أنه شهدَه سبعون ألفًا من الملائكة، لم ينزلوا إلى الأرض قبلَ ذلك (3).
وكان سعدُ بن معاذ جُرح على الخندق، وسأل الله تعالى أن لا يُميته حتى يغزو بني قريظة؛ لغدرهم برسولِ الله صلى الله عليه وسلم (4)، فاندمَلَ جرحُه، حتى فرغ من غزوة بني قريظة؛ كما سأل الله تعالى، ثم انتقض جرحه، ومات - رحمه الله تعالى -.
* وفيها: هلك أمية بن أبي الصلت: وكان قد قرأ الكتبَ المتقدمة، ورغب عن عبادة الأوثان، وأخبر أن نبيًا يخرج قد أظلَّ زمانُه، وكان يؤمِّل أن يكون هو ذلك النبيَّ، فلما بلغه ظهورُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كفر به حسدًا له، وكان يحرِّض قريشًا بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم.
* * *
*
السنة السادسة من الهجرة *
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى إلى بني لحيان طالبًا بثأر
(1) رواه البخاري (3592)، ومسلم (2466)، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(2)
رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 602)، عن عبد الله بن أبي بكر.
(3)
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 429)، عن سعد بن إبراهيم.
(4)
رواه الترمذي في "سننه"(1582)، والنسائي في "السنن الكبرى"(8679)، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
أهل الرجيع، فتحصنوا برؤوس الجبال، فنزل عسفان تخويفًا لأهل مكة، ثم رجع إلى المدينة.
* وفيها: كانت غزوة ذي قُرَد: وسببها: أن عُيينةَ بنَ حصنٍ الفزاريَّ أغار على لِقاحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي بالغابة، فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء، حتى وصل إلى ذي قرد، لأربع خلون من ربيع الأول، فاستنقذ بعضها، وعاد إلى المدينة، وكانت غَيبته خمس ليال.
وفي هذه الغزاة نودي: يا خيل الله! اركبي، ولم يكن يقال ذلك قبلَها (1).
وذو قرد: موضع على ميلين من المدينة على طريق خيبر.
* وفي شعبان، وقيل: في سنة خمس: كانت غزوة بني المصطلق من خزاعة، وكان بلغَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له، وقائدُهم الحارثُ بن أبي ضرار، أبو جُويريةَ زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمع بهم، خرج إليهم، فلقيهم بماء يقال له: المريسيع، بناحية قديد، فاقتتلوا، فانهزم المشركون، وقُتِل من قُتِل منهم.
وكان حاملَ راية المهاجرين أبو بكر، ورايةِ الأنصار سعد بن عبادة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسارى، فكتفوا، وجمع الغنائم، وكانت الإبل ألفي بعير، والشياه خمسة آلاف شاة، وكان السبي مئتي بنت، وكانت غيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدينة ثمانيةً وعشرين يومًا.
(1) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 80).