الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
ذكر حَجِّ أبي بكر رضي الله عنه بالناس:
وبعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه في سنة تسع ليحجَّ بالناس، ومعه عشرون بَدَنَةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه ثلاثُ مئة رجل، فلما كان بذي الحُلَيفة، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه، وأمره بقراءة آيات من أول سورة براءة على الناس، وأن ينادي: أن لا يطوف بالبيت بعدَ السنة عُرْيان، ولا يحجَّ مشركٌ، فعاد أبو بكر، وقال: يا رسول الله! أَنَزلَ فيَّ شيء؟ قال: "لا، ولكنْ لا يُبَلِّغُ عَنِّي إِلَّا أَنا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي، أَلا تَرْضَى يا أَبا بَكْرٍ أَنَّكَ كُنْتَ مَعِي في الغارِ، وصَاحِبي عَلَى الحَوْضِ؟ "، قال: بلى. فسار أبو بكر رضي الله عنه أميرًا على الموسم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يؤذِّنُ ب "براءةَ" يومَ الأضحى، وأن لا يحجّ بالبيت مشركٌ، ولا يطوف عُرْيان (1).
* وفي هذه السنة: تُوفي ذو البِجادَينْ عبدُ الله المُزَنيُّ في غَزاة تبوكَ، وتولى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما دفنه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم في حفرته، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يُدَلِّيانه إليه، وهو يقول:"أَدْليا لي أَخاكُما"، فَدَلَّياه إليه، فلما هيَّأه لِشِقِّه، قال:"اللهمَّ إِنِّي قَدْ أَمْسَيْتُ رَاضِيًا عَنْهُ، فارضَ عَنْهُ"(2).
(1) رواه الطبري في "تاريخه"(2/ 192)، ورواه مختصرًا البخاري (362)، ومسلم (1347).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 122)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وانظر:"السيرة النبوية" لابن هشام (5/ 259).