الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتتابعت وفودُ العرب على النبي صلى الله عليه وسلم، وفشا الإسلام في جميع القبائل.
*
ذكر حجة الوداع:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجًّا، لخمسٍ بَقِين من ذي القعدة، وقد اختلف في حجه، هل كان قِرانًا، أم تمتعًا، أم إفرادًا؟
قال صاحب حماة: والأظهرُ الذي اشتهر: أنه كان قارنًا (1).
وحج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، ولقي عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه محْرِمًا، فقال:"حِلَّ كَما حَلَّ أَصْحابُكَ"، فقال: إني أهللت بما أهلَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم " (2)، فبقي على إحرامه.
ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم "الهَدْيَ عنه، وعلّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناسَ مناسكَ الحجِّ والسنن، ونزل قوله تعالى:{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فبكى أبو بكر رضي الله عنه لما سمعها، وكأنه استشعرَ أنْ ليس بعد الكمال إلا النقصانُ، وأنه قد نُعيت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم نفسُه.
وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناسَ بعرفةَ خطبة بَيَّن فيها الأحكامَ، منها: "أَيُّها النَّاسُ! إنَّما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ في الكُفْرِ، وَإِنَّ الزَّمانَ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ
(1) انظر: "المختصر في أخبار البشر" لأبي الفداء (1/ 102).
(2)
رواه البخاري (1568).