الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحور وحاشاهم عن الجزر إنما
…
لهم مدد يأتي من الله بالمَد
كفاهم كتاب الله والسنة التي
…
وأهل الكساهيهات ما الشوك كالورد
أولئك أهدى في الطريقة منكم
…
فهم قدوتي حتى أوسَّد في لحدي (1)
وهناك بعض الانتقادات توجه إلى ابن الأمير، لا بد من البحث فيها والوصول إلى الحق، مع حبي وتقديري لهذا الإمام الذي عشت معه أكثر من عشرين سنة، دارساً لكتبه، متعلماً من علومه وآرائه، وفي النهاية محققاً لتراثه الذي ظل حبيس خزائن المخطوطات الخاصة والعامة، ينتظر أيدي الباحثين الحانية؛ لتفك عنه أسره؛ وتمسح عنه غبار الأزمان، وتقدمه للناس ليستفاد منه.
لكن هذا الحب لهذا الإمام الجليل لن يدفعني إن شاء الله إلى تعصب مذموم، ولا إلى حب يطغى على حق.
وإن تذكرت هنا شيئاً فإني أتذكر قول ابن قيم الجوزية رحمه الله، وهو يعلق على أبي الحسن الهروي حيث قال:"أبو الحسن حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه".
وإنها العبارة نفسها: "ابن الأمير حبيب إليَّ، ولكن الحق أحب إليَّ منه".
إنها مشكاة واحدة لا نتعصب لقول، ولا نرجح رأي، إلا إذا كان الحق والدليل يدعمانه ويوجهانه.
كما أنني لا أدعي العصمة لابن الأمير، ولا أقول عنه إلا أنه من البشر، والبشر يخطئون ويصيبون.
أما الانتقادات فهي:
1 - قوله بعد ذكر اسم علي رضي الله عنه (عليه السلام
-):
(1)"الديوان"(ص 168). والرسالة النجدية رقم (18) من عون القدير ....
لقد تعارف بعض العلماء على أن هذا القول يقال إما للملائكة، فتقول مثلاً - جبريل عليه السلام. أو - رضوان عليه السلام. أو يقال للأنبياء فتقول: نوح عليه السلام. أو صالح عليه السلام.
أما أصحابه رضوان الله عليهم فإنه يقال: عمر: رضي الله عنه. الحسن: رضي الله عنه. وكذلك التابعون وتابعوهم ومن جاء بعدهم من الأئمة والعلماء والصالحين، يدعى لهم بالرحمة. فيقال: رحمه الله ..
أما تخصيص بعض الأفراد من الصحابة أو التابعين أو غيرهم بقوله: "عليه السلام" فإن هذا مما يدل على تشيعه لكون ذلك قد صار شعاراً للرافضة.
ورد ابن الأمير هذه التهمة حيث قال في سبل السلام (8/ 299 - 300) بتحقيقي: "اختلفوا أيضاً في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحيِّ فقيلَ: يُشرعُ مطلقاً، وقيل: تبعاً، ولا يفردُ بواحدٍ لكونه صارَ شعاراً للرافضة. ونقله النووي عن الشيخ محمد الجوينيِّ.
قلت: هذا التعليلُ بكونِه صار شعاراً لا ينهضُ على المنع، والسلامُ على الموتى قد شرعه الله على لسانِ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"السلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين"[مسلم رقم (249)، وأحمد (2/ 300، 408)]، وكان ثابتاً في الجاهلية كما قال الشاعر:
"عليكَ سلامُ الله قيسَ بنَ عاصمٍ
…
ورحمتُه ما شاءَ أن يترحَّمَا
فما كانَ قيسٌ موتُه موتُ واحدٍ
…
ولكنه بنيانُ قومٍ تهدَّما" اهـ
ويقول الدكتور أحمد محمد العليمي في كتابه "الصنعاني وكتابه: توضيح الأفكار"(ص 98 - 99): "إن قول الصنعاني وغيره (عليه السلام) بعد ذكر علي لا تعني أكثر من معناها الذي تدل عليه اللغة، ولا ينبغي تحميلها أكثر من ذلك؛ لأن الصنعاني وغيره كابن الوزير لم يستعملاها لعلي فقط، بل يطلقانها على غيره وذلك ثابت".