المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله. رب افتح ويسر. [قال سيدي - التحبير لإيضاح معاني التيسير - جـ ١

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌أولاً: مقدمة المحقق

- ‌ثانياً: ترجمة المؤلف محمد بن إسماعيل الأمير

- ‌1 - اسمه ونسبه:

- ‌2 - مولده:

- ‌3 - نشأته:

- ‌4 - مشايخه:

- ‌5 - تلامذته:

- ‌6 - ورعه وزهده:

- ‌7 - وفاته:

- ‌8 - ثناء العلماء عليه:

- ‌9 - عقيدة محمد بن إسماعيل الأمير:

- ‌1 - قوله بعد ذكر اسم علي رضي الله عنه (عليه السلام

- ‌2 - ما نسب إليه من سبه الصحابة:

- ‌3 - ما ورد في كتابه "الروضة الندية شرح التحفة العلوية

- ‌10 - مؤلفاته:

- ‌فائدة (1):

- ‌فائدة (2):

- ‌ثالثاً: ترجمة مؤلف "تيسير الوصول إلى جامع الأصول

- ‌1 - اسمه:

- ‌2 - مولده:

- ‌3 - نشأته:

- ‌3 - شيوخه:

- ‌4 - تلاميذه:

- ‌6 - ثناء العلماء عليه:

- ‌7 - مؤلفاته:

- ‌8 - وفاته:

- ‌رابعاً: وصف المخطوط (أ):

- ‌خامساً: وصف المخطوط (ب):

- ‌سادساً: وصف المخطوط (ج

- ‌سابعاً: منهجي في تحقيق الكتاب، وتخريج أحاديثه، والتعليق عليه:

- ‌مقدمة ابن الديبع

- ‌باب في ذكر مناقب الستة الأئمة وأحوالهم

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[(مناقب الأئمة الستة)]

- ‌حرف الهمزة

- ‌الكتاب الأول: (في الإيمان والإسلام)

- ‌الباب الأول: (فى تعريفهما حقيقة ومجازاً، وفيه ثلاث فصول)

- ‌الفصل الأول: في فضلهما

- ‌الفصل الثاني: في حقيقتهما

- ‌الفصل الثالث: في المجاز

- ‌الباب الثاني: (في أحكام الإيمان والإسلام)

- ‌الفصل الأول: في حكم الإقرار بالشهادتين

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الباب الثالث: (في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام)

- ‌الباب الأول: (في الاستمساك بهما)

- ‌الباب الثاني: (في الاقتصاد في الأعمال)

- ‌كتاب الإيلاء: هو الكتاب السابع

- ‌كتاب: الأسماء والكنى وهو الكتاب الثامن

- ‌الفصل الأول: في المحبوب منها والمكروه

- ‌الفصل الثاني من الخمسة الفصول: في كتاب الأسماء

- ‌ الأول:

- ‌ الثاني:

- ‌ الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الثالث: فيمن غيَّر النبي صلى الله عليه وسلم اسمه

- ‌الأول:

- ‌ الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌السابع:

- ‌الفصل الرابع من كتاب الأسماء والكنى: في التسمي باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته

- ‌الأول:

- ‌ الثاني

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الفصل الخامس: من كتاب الأسماء

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الرابع:

- ‌كتاب: الآنية

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌كتاب: الأجل والأمل

- ‌الثالث: عن ابن عمر

- ‌[الرابع: "عن بريدة

- ‌[الخامس: عن أبي هريرة]

- ‌حرف الباء

- ‌ الأول

- ‌الباب الأول: (في بر الوالدين)

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الباب الثاني: في بر الأولاد والأقارب

- ‌الباب الثالث: (في برّ اليتيم)

- ‌الباب الرابع: (في إماطة الأذى عن الطريق)

- ‌الباب الخامس: (في أعمال من البر متفرقة)

- ‌الباب الأول: في آدابه

- ‌الفصل الأول: في الصدق والأمانة

- ‌الفصل الثاني: في التساهل والتسامح في البيع والإقالة

- ‌الأول:

- ‌[الثاني]

- ‌[الثالث]

- ‌[الرابع]

- ‌[الخامس]

- ‌[السادس]

- ‌الفصل الثالث: الكيل والوزن وغيرهما

- ‌الأول:

- ‌ الثاني

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الباب الثاني: (فيما لا يجوز بيعه)

- ‌الفصل الأول: في النجاسات

- ‌ الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الثاني: في بيع ما لم يُقْبَضْ

- ‌الأول:

- ‌ الثاني

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الثالث: في بيع الثمار والزروع

- ‌الفصل الرابع: في أشياء متفرقة لا يجوز بيعها [أمهات الأولاد

- ‌الفصل‌‌ الأول:في الخداع

- ‌ الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌[الفصل الثاني: في التصرية

- ‌الفصل الثالث: في النَجْش

- ‌الفصل الخامس: الأول: في الملامسة والمنابذة

- ‌الفصل السادس: في بيع الغرر وغيره

- ‌الأول:

- ‌الثاني):

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الباب الرابع: في الربا

- ‌الفصل الأول: في ذمه

- ‌الفصل الثاني: في أحكامه

- ‌(الأول):

- ‌الثاني:

- ‌فرع: في الحيوان وغيره

- ‌الباب الخامس: في الخيار

- ‌الباب السادس: في الشفعة

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌السادس:

- ‌السابع:

- ‌الثامن:

- ‌الباب الثامن: في الاحتكار والتسعير

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الرابع:

- ‌الباب التاسع: في الرد بالعيب

- ‌الباب العاشر: في بيع الشجر والثمر، ومال العبد والجوائح

- ‌كتاب: البخل وذم المال

- ‌(كتاب: البنيان)

- ‌حرف التاء

- ‌كتاب: التفسير

- ‌الباب الأول: في حكمه

- ‌الفصل الأول: في التحذير منه

الفصل: ‌ ‌مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله. رب افتح ويسر. [قال سيدي

‌مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله.

رب افتح ويسر. [قال سيدي محمد بن إسماعيل في كتابه التحبير لإيضاح معاني التيسير](1).

قوله: "والتلخيص لما يكثر شرحه ويطول":

أقول: في "القاموس"(2): التلخيص التضييق والتشديد في الأمر. انتهى.

فالمراد هنا ضيق الطويل وقلله كما قال: "لما يكثر شرحه ويطول" ويأتي بيان هذه الدعوى قريباً في قوله - نقلاً عن البارزي - (3): "وحين يسر الله

" إلى آخره.

قوله: "فكل هولٍ مهول":

أقول: في "القاموس"(4): هاله هؤلاء؛ أفزعه والهول المخافة من الأمر لا يدري ما يهجم عليه منه، وهول مهول كمصول تأكيد. انتهى.

قوله: "من هاجر إليه":

(1) زيادة من المخطوط (ب).

(2)

"القاموس المحيط"(ص 813).

(3)

أبو القاسم هبة الله بن قاضي القضاة نجم الدين عبد الرحيم المعروف بابن البارزي تقدمت ترجمته.

(4)

"القاموس المحيط"(ص 1386).

ص: 103

أقول: هو داخل في الأصحاب، وإنما خصّه بعد التعميم لفضل الهجرة كما يقدم الله ذكرهم في الآيات القرآنية نحو:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} (1) ويأتي بيان الهجرة، فعظمهم بأن ذكر مرتين عموماً وخصوصاً.

قوله: "دوَّنه":

أقول في "القاموس"(2): الديوان ويفتح مجتمع الصحف، والكتاب: يُكتب فيه الجيش [و](3) أهل العطية وقد دونه. انتهى. فالمراد ما جمعه.

قوله: "في القديم":

أقول: هو من قدم ككرم قَدامةً، وقدِما كعنب تقادم، فهو قديم.

قوله: "والحديث":

هو من حدث حدوثاً وحداثةً نقيض قدم.

وقوله: "ألَّفه":

أي: جمعه من تألف القوم اجتمعوا.

قوله: "قال قاضي القضاة":

أقول: كرروا هذا اللفظ.

(1) التوبة: (100).

(2)

"القاموس المحيط"(ص 1545).

(3)

سقط من المخطوط (ب).

ص: 104

وقد قيل بكراهة إطلاقه أو تحريمه؛ فإنه مثل: شاهان شاه (1) الذي هو أخنع الأسماء عند الله (2) كما يأتي على أن هذا القاضي [2/ ب] إنما هو قاضي حماة وحماةُ - بالحاء المهملة - بلد بالشام كما في القاموس (3).

قوله: "مجد الدين أبو السعادات":

أقول: اسمه: المبارك بن أبي المكرم محمد بن محمد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب مجد الدين. قيل في حقه: إنه أشهر العلماء ذكراً، وأكبر النبلاء قدراً، وأحد الأفاضل المشار إليهم، وأفضل الأماثل المعتمد في الأمور عليهم، له مؤلفات نافعة منها: ما أشار إليه المصنف، ومنها: النهاية في غريب الحديث، وكتاب: الإنصاف في الجمع بين الكَشْفِ والكَشّاف في تفسير القرآن الكريم أخذه من تفسير الثَّعلبيّ والزَّمَخْشَري، وله كتاب المصطفى

(1) "

أخنع اسم وأوضعه عند الله، وأغضبه له اسم:"شاهان شاه" أي: ملك الملوك وسلطان السلاطين، فإن ذلك ليس لأحد غير الله فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل، والله لا يُحب الباطل.

وقد ألحق بعض أهل العلم بهذا قاضي القضاة، وقال: ليس قاضي القضاة إلا من يقضي الحق، وهو خير الفاصلين، الذي إذا قضى أمراً فإنما يقول له: كن، فيكون. من:"معجم المناهي اللفظية" للشيخ الدكتور بكر أبو زيد (ص 195 - 196).

• "

كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمى، فيحمل من الدعوى والتزكية، والكذب ما لا يقبل بحال. ومنه ما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وإنَّ أخنَع اسمٍ عند الله رجلٌ تسمَّى ملك الأملاك" متفق عليه - البخاري رقم (6205، 6206) ومسلم رقم (20/ 2143) ومثله قياساً على ما حرَّمه الله ورسوله: سلطان السلاطين، حاكمُ الحكام، شاهنشاه، قاضي القضاة. اهـ.

من "معجم المناهي اللفظية"(ص 385).

(2)

وهو حديث متفق عليه أخرجه البخاري رقم (6205، 6206) ومسلم رقم (20/ 2143) وقد تقدم في التعليقة السابقة.

(3)

"القاموس المحيط"(ص 1648).

ص: 105

والمختار في الأدعية والأذكار وغير ذلك من التصانيف، وكانت وفاته بالموصل يوم الخميس سلخ ذي الحجة سنة ست وستمائة (1).

قوله: "أخباره وآثاره":

أقول: الخبر (2): ما كان عن النبي صلى الله عليه وسلم. والأثر (3): ما كان عن الصحابي مطلقاً؛ لأنه يحتمل أن يكون من قوله صلى الله عليه وسلم، وعن قول الصحابي.

قوله: "إن أبا الحسن رزين بن معاوية"(4).

أقول: هو ابن عمار العبدري نسبةً إلى عبد الدار بن قصي السَرَقُسطي - بفتح المهملة وفتح الراء وضم القاف - نسبة إلى سرقسطه بلدة بالمغرب.

(1) انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء"(21/ 488 - 491 رقم 252) و"شذرات الذهب"(5/ 22 - 23) و"طبقات السبكي"(5/ 153 - 154) و"إنباه الرواة"(3/ 257 - 260).

(2)

الخبر عند المحدثين مرادف للحديث.

وقيل: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. والخبر: ما جاء عن غيره.

ولذا فإن من اشتغل بالسنة يقال له: المحدث، ومن اشتغل بالتاريخ يقال له: الإخباري.

وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل حديث خبر من غير عكس.

انظر: "شرح نخبة الفكر" للقاري (ص 154 - ط العلمية).

(3)

الأثر: لغة: البقية من الشيء، يقال: أثر الدار لما بقي منها.

واصطلاحاً: هو المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي، أو عن تابعي، ومن بعده من السلف، وهو يقابل الخبر، فمن يشتغل بعلم السلف يقال له: الأثري، ومن يشتغل بالتاريخ يقال له: الأخباري.

ويقال: الأثر خاص بما جاء عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم، والحديث لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخبر لما جاء من تاريخ الملوك، والأمراء، وأفراد الأمة" اهـ.

"معجم مصطلحات الحديث ولطائف الأسانيد" لمحمد الأعظمي (ص 8 - ط أضواء السلف).

(4)

تقدمت ترجمته.

ص: 106

وهو الإمام الكبير الحدث المجاور جامع الكتب الستة. توفي بمكة في المحرم سنة (435).

قوله: "فليشتهر بتجريد الأصول في أحاديث الرسول".

أقول: هذه تسمية لهذا الذي اختصره البارزي وانتقاه، والأولى تسميته: بتجريد جامع الأصول، وكأنه على حذف مضاف؛ لأنه صرح أنه جرد أخباره وآثاره واستعان الله.

واعلم أن قول البارزي: "وألفيت منه ما ارتكبه من التكرير والإسهاب" يدل أنه كرّر ابن الأثير وأسهب. ربما وأتى بما عنه غنية فلذا ألقاه، إلا أنه لا يخفى أن ابن الأثير [3/ ب] جمع الأصول الستة، فلا بد له من الإتيان بكل ما اشتملت عليه، وإلا لما كان جمعاً لها وقد قصد جمعها وسماه بذلك، ومعلوم أن متون الأحاديث في الأصول الستة [1/ أ] مختلفة في ألفاظها، وفي زيادة بعض الروايات على بعض، فلا بد له من التكرير والإسهاب، وهو الإطالة على أنه لا غنى للناظر عن كل ما ورد في الباب من روايات الأصول؛ لأن فيها زيادات تتم بها الأحكام ويرتبط بها الكلام، ولا يحل الإخلال بها.

قال ابن الأثير (1): "إن الكتب الستة هي أمُّ كتب الحديث، وأشهُرها في أيدي الناس، وبأحاديثها أخذ العلماء، واستدل الفقهاء، وأثبتوا الأحكام، وأشادوا مباني الإسلام.

ومصنفوها أشهر علماء الحديث، وأكثُرهم حفظاً، وأعرفُهم بمواقع الخطأ والصواب، وإليهم المنتهى" انتهى.

قوله: "وضبط ذلك بالحرف الأول".

أقول: قال: أي: سواءً كان أصلياً أو زائداً.

قوله: "وذكر أنه وجد في كتاب رزين أحاديث لم يرها في مفردات الأصول".

(1) في "جامع الأصول"(1/ 49).

ص: 107

أقول: قال ابن الأثير (1): إنه أحب أن يشتغل بكتاب رزين الجامع لهذه الصحاح، واعتنى بأمره ولو بقراءته ونسخه، قال: فلما تتبعته وجدته على ما قد تعب فيه قد أودع أحاديث في أبواب، غيرُ تلك الأبواب أولى بها، وكرر فيه أحاديث كثيرة، وترك أكثر منها، ثم إني جمعت بين كتابه وبين الأصول الستة التي ضمَّنها كتابه، فرأيت فيها أحاديث كثيرة لم يذكرها في كتابه، ورأيت في كتابه أحاديث كثيرة لم أجدها في الأصول التي قرأتها وسمعتها، ونقلت منها، وذلك لاختلاف النسخ والطرق" انتهى.

قلت: في إطلاقه لفظ الصحاح على الستة تسامح [4/ ب] إذ السنن الأربع لا يطلق عليها صحاح، وكأنه غلب الإطلاق باعتبار الصحيحين.

ثم إنا وجدنا في هامش نسخ من جامع الأصول أنه قال رزين في خطبة كتابه: واعلم أني أدخلت من اختلاف نسخ الموطأ (2) لابن شاهين، والدارقطني.

(1) في "جامع الأصول"(1/ 49 - 50).

(2)

نقل السيوطي في مقدمة كتابه: "تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك"(1/ 6 - 7) نقولاً منها.

قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم الرازي: "موطأ" مالك بن أنس، لم سمي موطأ؟

فقال: شيء صنفه ووطأه للناس، حتى قيل:"موطأ" كما قيل: "جامع سفيان".

وذكر عن مالك قوله: عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة فكلهم واطأني عليه، فسميته:"الموطأ". ولفظة: "الموطأ" تعني الممهد، المنقح، المحرر، المصفى. اهـ.

• وعند الإطلاق في عصرنا على الموطأ هي نسخة يحيى بن يحيى المصمودي الأندلسي، شرح عليها ابن عبد البر، والسيوطي، والزرقاني، والباجي والدهلولي، والكاندهلوي، وغيرهم.

وهو أبو محمد يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملل بن منقايا المصمودي، نسبة إلى مصمودة، قبيلة من البربر. =

ص: 108

ومن رواية معن (1) للموطأ أحاديث تفردت بها بعض النسخ عن بعض وكلها صحيحة.

وقال أيضاً في موضع آخر: إنه ظاهر ما اتفق عليه الترمذي والنسائي، أو اتفق عليه أحدهما مع بعض نسخ الموطأ بأحاديث يسيرة ثبت له سماعها، وهي مروية من طريق أهل البيت عليهم السلام عن علي وابن عباس وغيرهما. انتهى.

ولم ينبه ابن الأثير على هذا مع الحاجة إليه.

فائدة: قال رزين: والذي فُكر هنا من النسائي هو من النسخة الكبرى لأن فيها زيادات، وأما الصغرى فداخلةٌ فيما قبلها من الكتب. انتهى.

فعلمت أن ما في جامع الأصول وفروعه هو من السنن الكبرى للنسائي والصغرى هي المعروفة بالمجتبى.

فائدة أخرى: اعلم أنه ترك ابن الأثير ومن تبعه ما يذكره الترمذي عقيب روايته الحديث من تصحيح أو تحسين أو تغريب، وما يجمعه بينها أو بعضها، وكذلك فاتهم ما ينبه أبو داود على ضعفه.

= وانظر الكلام على بقية النسخ في "مقدمة الموطأ"(1/ 137 - 145) تحت عنوان: "نسخ الموطأ" للأخ الفاضل سليم بن عيد الهلالي.

(1)

معن القزاز، نسبة إلى بيع القز، وهو أبو يحيى معن بن عيسى بن دينار المدني الأشجعي مولاهم.

كان يلقب (عكاز) لكثرة إستناده عليه، ويقال له: عصا مالك؛ لأنه كان يتكئ عليه حين خروجه إلى المسجد بعد ما كبرَ وآسنَّ، قال أبو حاتم: أثبت أصحاب مالك وأوثقهم: معن بن عيسى.

مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة.

المرجع السابق (1/ 142).

ص: 109

فأما الأول: فقد قيض الله بعض علماء الحديث فألحق ما ساقه الترمذي من ذلك، وألحقه بجامع الأصول، ولعل الله يمن علينا فنلحقه هنا إن شاء الله.

قوله: "عُطلاً بلا علامة".

أقول: بلا رمز إلى أصل من الأصول؛ لأنه جعل لكل واحد من الستة علامة هي: حرف من حروف اسمه أو ما نسب إليه.

"وعُطلاً" بضم العين والطاء اسم مفرد، يقال: امرأة عُطُل [5/ ب] إذا لم يكن عليها حلية.

قوله: "اختلطت واختبطت على أكثر الكتاب".

أقول: القاعدة لابن الأثير فيما اطلعنا عليه من كتابه أنه يقول مثلاً: عائشة ت، ثم يسوق لفظ الحديث، ثم يقول: أخرجه الترمذي، فيأتي برمز من أخرجه بعد ذكر الراوي، ثم يأتي في آخر متن الحديث بلفظ من أخرجه، فيجمع بين الرمز في أوله وذكر اسم المرموز له باسمه في آخره، فكان محروساً من الطرفين من أوله وآخره.

فما أدري ما الذي وقع للمصنف من نسخ الجامع، فإنا لم نجد فيه ما ذكره من رقم الصحابي الراوي للحديث في حاشية الكتاب إلى آخر كلامه.

ولعل هذا وقع في تجريد البارزي، فإني لم أقف عليه.

قوله: "العَناء".

أقول: - بفتح العين المهملة والمد - التعب.

وقوله [2/ أ]: "الغَنآء" - بفتح الغين المعجمة والمد - النفع. و- بكسرها والمد - السماع. و- بكسرها والقصر - اليَسار. وكأن نسخ الجامع اختلفت، فالذي رأيناه - وهو لدينا - ليس فيه "من العنآء" بل هو كما صنفه المصنف، بل فيه زيادة هو الإتيان بالرمز أولاً لمن خرَّج الحديث عقيب ذكر صحابيه.

ص: 110

قوله: "واكتفيت في زيادات رزين

" إلى آخره.

أقول: تقدم أن رزيناً قد باح في خطبة كتابه بمن خرج عنه.

قوله: "وما اختلفت معانيه وألفاظه فلا بد من ذكر المخالف وإثباته".

أقول: إذا اختلفت ألفاظ الأحاديث ومعانيها، فإنه يجمع بينهما لبيان الاختلاف، ولينظر الناظر في كيفية الجمع بينهما، ويأتي بيان أنه ما تم الوفاء بهذا للمصنف.

قوله: "وزدت شيئاً كثيراً من أصله".

أقول: أي: من أصل تجريد البارزي وهو جامع الأصول.

قوله: "وسميته بتيسير الوصول إلى جامع الأصول".

أقول: التيسير: التسهيل، وكأنه يريد تيسير وصوله [6/ ب] فآلة التعريف عوض عن المضاف إليه. أي: والمراد أنه وصل بتأليفه هذا إلى تتبعه بجامع الأصول. بمعنى: أن تأليفه إياه كان سبباً لوصوله إلى تتبع الجامع وإلى تجريده له واختصاره إياه لا أنه تيسير الوصول لكل طالب إذ لا يصل إلى الجامع بحصول هذا المجرد منه المسمى: بالتيسير ضرورةً إلا بأن تقدر مضاف - أي: إلى بعض جامع الأصول، لأن هذا المجرد منه بعضه، ويحتمل أنه بمعرفة هذا الكتاب يصل إلى الجامع بمعرفة أبوابه وترتيبه، فيسهل عليه معرفته إياه، ويكفي في التسمية أدنى مناسبة على أن تسمية ابن الأثير كتابه: جامع الأصول فيه تسامح إنما جمع متون الأصول وحذف شرط أسانيدها، فلو سماه: تجريد الأصول لطابق معناه وصدق مسماه.

ص: 111

قوله: "الشَرْجي".

أقول: - بفتح الشين المعجمة وسكون الراء فجيم - نسبة إلى الشرجة (1). قال في القاموس (2): بلدة بساحل اليمن.

قوله: "المراغي".

أقول:- بفتح الميم فراء مخففة اخره عين معجمة - حي من الأزد.

قوله: "فاتصلت روايتنا".

أقول: أي: بالإجازة (3) وهي أحد طرق الرواية، والمصنف قد أجاز بها كتابه هذا: تيسير الوصول لمن أدرك عصره وغير كتابه، وكل ما ذكره في قوله:

أَجزتُ لمُدْرِكي عَصْرِي جَميعَاً

إجازةَ ما يَجُوزُ رِوايَتي له

مِن المقروء والمَسْمُوعِ طُراً

وما ألفتُ مِن كُتبٍ قَليلَة

وما لي من مُجَازٍ من شيوخٍ

من الكتبِ القصيرةِ والطويلة

وأرجو الله يختم لي بخير

ويَرحَمَني بِرحَمَته الجزيلة

(1) الشَّرْجَة: بلدةٌ خربةٌ، كانت في وادي زَبيد، وهي غيرُ شَرْجَة حَرَض التي وهم كثيرٌ من المؤرخين فنسبوا العلماء بني الشَّرجي إليها، وهي أيضاً خربة، وكانت تقع شمال مدينة ميدي في المكان الذي يُعرف اليوم بالمُوَسَّم.

"هجر العلم ومعاقله في اليمن" للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع (2/ 1042).

(2)

القاموس المحيط (250).

(3)

الإجازة: هي إحدى أنواع التحمل عند المحدثين، وهي عبارة عن إذن في الرواية لفظاً أو كتابة، واحتاج الناس إليها عند ما تم تدوين كتب الحديث، ولم يتيسر لكل محدث أن يعقد مجلس القراءة، كما كان من الصعوبة لكل طالب أن يطيل القيام عند الشيخ، ليسمع منه جميع مروياته، فأجازوا لمن أحضر كتاباً قد قوبل على نسخة الشيخ أن يروي عنه ولو لم يسمع منه: "معجم مصطلحات الحديث

" (ص 8).

ص: 112

ولنا بحمد الله لكتابه إجازات متصلة بمؤلِفه رحمه الله.

واعلم أن الإجازة تسعة أنواع قد حققناها في شرحنا على التنقيح (1) فالرتبة الثالثة [7/ ب]: أن يجيز جميع مسموعاته لجميع الموجودين من المسلمين، وهذا هو الذي أجازه المصنف هنا في أبياته.

واعلم أنه قد ادعى الباجي (2) الإجماع على جواز الرواية بالإجازة، ورد عليه زين الدين (3) وابن الصلاح.

قال القاضي عياض (4): وإلى الإجازة لعامة المسلمين من وجد منهم ومن لم يوجد ذهب جماعة من مشايخ الحديث. قال زين الدين: وأنا أتوقف عن الرواية بها. انتهى.

ومن أراد تحقيق البحث جميعاً فقد أودعناه شرح التنقيح (5).

(1) وهو كتاب: "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار"(2/ 309 - 328) وبحوزتي مخطوطتين لهذا الكتاب.

(2)

قال أبو الوليد الباجي المالكي: فأطلق نفي الخلاف وقال: "لا خلاف في جواز الرواية بالإجازة من سلف هذه الأمة وخلفها".

"التقييد والإيضاح" لأبي الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين (1/ 640).

(3)

قلت: هذا باطل، فقد خالف في جواز الرواية بالإجازة جماعات من أهل الحديث والفقهاء، والأصوليين، وذلك إحدى الروايتين عن الشافعي رضي الله عنه روى عن صاحبه الربيع بن سليمان قال:"كان الشافعي لا يرى الإجازة في الحديث" قال الربيع: أنا أخالف الشافعي في هذا. المرجع السابق (1/ 640).

(4)

"الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع"(ص 101).

(5)

وهو كتاب: "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار"(2/ 309 - 328) وبحوزتي مخطوطتين لهذا الكتاب.

ص: 113