المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الثالث: (في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام) - التحبير لإيضاح معاني التيسير - جـ ١

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌أولاً: مقدمة المحقق

- ‌ثانياً: ترجمة المؤلف محمد بن إسماعيل الأمير

- ‌1 - اسمه ونسبه:

- ‌2 - مولده:

- ‌3 - نشأته:

- ‌4 - مشايخه:

- ‌5 - تلامذته:

- ‌6 - ورعه وزهده:

- ‌7 - وفاته:

- ‌8 - ثناء العلماء عليه:

- ‌9 - عقيدة محمد بن إسماعيل الأمير:

- ‌1 - قوله بعد ذكر اسم علي رضي الله عنه (عليه السلام

- ‌2 - ما نسب إليه من سبه الصحابة:

- ‌3 - ما ورد في كتابه "الروضة الندية شرح التحفة العلوية

- ‌10 - مؤلفاته:

- ‌فائدة (1):

- ‌فائدة (2):

- ‌ثالثاً: ترجمة مؤلف "تيسير الوصول إلى جامع الأصول

- ‌1 - اسمه:

- ‌2 - مولده:

- ‌3 - نشأته:

- ‌3 - شيوخه:

- ‌4 - تلاميذه:

- ‌6 - ثناء العلماء عليه:

- ‌7 - مؤلفاته:

- ‌8 - وفاته:

- ‌رابعاً: وصف المخطوط (أ):

- ‌خامساً: وصف المخطوط (ب):

- ‌سادساً: وصف المخطوط (ج

- ‌سابعاً: منهجي في تحقيق الكتاب، وتخريج أحاديثه، والتعليق عليه:

- ‌مقدمة ابن الديبع

- ‌باب في ذكر مناقب الستة الأئمة وأحوالهم

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[(مناقب الأئمة الستة)]

- ‌حرف الهمزة

- ‌الكتاب الأول: (في الإيمان والإسلام)

- ‌الباب الأول: (فى تعريفهما حقيقة ومجازاً، وفيه ثلاث فصول)

- ‌الفصل الأول: في فضلهما

- ‌الفصل الثاني: في حقيقتهما

- ‌الفصل الثالث: في المجاز

- ‌الباب الثاني: (في أحكام الإيمان والإسلام)

- ‌الفصل الأول: في حكم الإقرار بالشهادتين

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الباب الثالث: (في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام)

- ‌الباب الأول: (في الاستمساك بهما)

- ‌الباب الثاني: (في الاقتصاد في الأعمال)

- ‌كتاب الإيلاء: هو الكتاب السابع

- ‌كتاب: الأسماء والكنى وهو الكتاب الثامن

- ‌الفصل الأول: في المحبوب منها والمكروه

- ‌الفصل الثاني من الخمسة الفصول: في كتاب الأسماء

- ‌ الأول:

- ‌ الثاني:

- ‌ الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الثالث: فيمن غيَّر النبي صلى الله عليه وسلم اسمه

- ‌الأول:

- ‌ الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌السابع:

- ‌الفصل الرابع من كتاب الأسماء والكنى: في التسمي باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته

- ‌الأول:

- ‌ الثاني

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الفصل الخامس: من كتاب الأسماء

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الرابع:

- ‌كتاب: الآنية

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌كتاب: الأجل والأمل

- ‌الثالث: عن ابن عمر

- ‌[الرابع: "عن بريدة

- ‌[الخامس: عن أبي هريرة]

- ‌حرف الباء

- ‌ الأول

- ‌الباب الأول: (في بر الوالدين)

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الباب الثاني: في بر الأولاد والأقارب

- ‌الباب الثالث: (في برّ اليتيم)

- ‌الباب الرابع: (في إماطة الأذى عن الطريق)

- ‌الباب الخامس: (في أعمال من البر متفرقة)

- ‌الباب الأول: في آدابه

- ‌الفصل الأول: في الصدق والأمانة

- ‌الفصل الثاني: في التساهل والتسامح في البيع والإقالة

- ‌الأول:

- ‌[الثاني]

- ‌[الثالث]

- ‌[الرابع]

- ‌[الخامس]

- ‌[السادس]

- ‌الفصل الثالث: الكيل والوزن وغيرهما

- ‌الأول:

- ‌ الثاني

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الباب الثاني: (فيما لا يجوز بيعه)

- ‌الفصل الأول: في النجاسات

- ‌ الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الثاني: في بيع ما لم يُقْبَضْ

- ‌الأول:

- ‌ الثاني

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الفصل الثالث: في بيع الثمار والزروع

- ‌الفصل الرابع: في أشياء متفرقة لا يجوز بيعها [أمهات الأولاد

- ‌الفصل‌‌ الأول:في الخداع

- ‌ الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌[الفصل الثاني: في التصرية

- ‌الفصل الثالث: في النَجْش

- ‌الفصل الخامس: الأول: في الملامسة والمنابذة

- ‌الفصل السادس: في بيع الغرر وغيره

- ‌الأول:

- ‌الثاني):

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌الباب الرابع: في الربا

- ‌الفصل الأول: في ذمه

- ‌الفصل الثاني: في أحكامه

- ‌(الأول):

- ‌الثاني:

- ‌فرع: في الحيوان وغيره

- ‌الباب الخامس: في الخيار

- ‌الباب السادس: في الشفعة

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌السادس:

- ‌السابع:

- ‌الثامن:

- ‌الباب الثامن: في الاحتكار والتسعير

- ‌الأول:

- ‌الثاني:

- ‌الرابع:

- ‌الباب التاسع: في الرد بالعيب

- ‌الباب العاشر: في بيع الشجر والثمر، ومال العبد والجوائح

- ‌كتاب: البخل وذم المال

- ‌(كتاب: البنيان)

- ‌حرف التاء

- ‌كتاب: التفسير

- ‌الباب الأول: في حكمه

- ‌الفصل الأول: في التحذير منه

الفصل: ‌الباب الثالث: (في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام)

‌الباب الثالث: (في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام)

قوله: "عدَّ فيه أربعة أحاديث، وفي الجامع خمسة، الأول":

49/ 1 - وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كمثلُ الزَّرْعِ لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُميلُهُ وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلَاءُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لَا تَهْتَزُ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ". أخرجه البخاري (1) والترمذي (2). [صحيح].

الأرز: بسكون الراء: شجر الصنوبر.

قوله: "مثل المؤمن" أي: صفته العجيبة الشأن مثل آية الزرع.

أقول: في البخاري (3) لفظين كلاهما بلفظ: "كخامة الزرع" عقد له باب ما جاء في كفارة المرض (4).

"والخامة" - بالخاء المعجمة وتخفيف الميم - هي: الطاقة الطرية اللِّيّنَةُ، ووجه الشبه أشار إليه قوله:"لا تزال [الريح] (5) تميله" وفي لفظ لمسلم (6): تُفيئُه الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء" فقد شبه البلاء بالريح، والمؤمن بخامة الزرع والجامع أنهما لا يزالان في استقامة تارة وسلامة، وفي عناء أخرى.

(1) في "صحيحه" رقم (5644) قلت: وأخرجه مسلم رقم (2809).

(2)

في "سننه" رقم (2866) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(3)

الأول: رقم (5644)، والثاني: رقم (7466).

(4)

الباب الأول من كتاب المرض (75).

(5)

في المخطوط (ب): "الزرع".

(6)

في "صحيحه" رقم (59/ 2810) من حديث كعب بن مالك.

ص: 226

وقوله: "ومثل المنافق" وفي لفظ البخاري (1): "الفاجر" ولمسلم (2): "الكافر".

"كشجرة الأرزة" - بفتح الهمزة وبسكون الراء - في الأكثر، كما قال المصنف. وقيل: بتحريكها. قيل: إنه الصنوبر، وأنه لا يحمل شيئاً، وإنما يستخرج من أعاجزه وعروقه الدلف. وقيل: إنه العرعر. وقيل: شجر بالشام. وقيل: إنه شجر مقتدر صلب لا تحركه هبوب الرياح. ذِكْرَه وجه الشبه بين الفاجر، وهذه الشجرة بقوله:"لا يهتز حتى يستحصد" أي: يطلب الحصاد ويهيأ له.

قال المهلب: معنى الحديث: أن المؤمن حيث جاءه أمر الله انطاع له، فإن وقع له خير فرح به وشكر، وإن وقع له مكروه صبر ورجا فيه الأجر والخير، فإذا اندفع عنه اعتدل شاكراً.

والكافر لا يتفقد الله باختباره، بل يحصل له التيسير في الدنيا ليتعسر عليه الحال في المعاد حتى إذا أراد الله هلاكه قصمه، فيكون موته أشد عذاباً عليه، وأكثر ألماً خروج نفسه.

الحديث الثاني:

50/ 2 - وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المؤمِن كمَثلِ شجرةٍ خَضْراء لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَتَحَاتُّ" فَقَالَ الْقَوْمُ: هِي شَجَرَةُ كَذَا. هِي شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أقُولَ هِي النَّخْلَةُ. وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ:"هِي النَّخْلَةُ" أخرجه الشيخان (3)[صحيح].

قوله: "وعن ابن عمر".

(1) في "صحيحه" رقم (5644).

(2)

في "صحيحه" رقم (59/ 2810) من حديث كعب بن مالك.

(3)

البخاري رقم (61) ومسلم رقم (2811).

ص: 227

أقول: أخرجه البخاري (1) في مواضع [82/ ب].

وقوله: "لا يسقط ورقها" وهو وجه الشبه. قال الحافظ (2): ووجه الشبه بين النخلة والمسلم من جهة عدم سقوط الورق ما زاده الحارث بن أبي أسامة (3) في هذا الحديث من وجه آخر عن ابن عمر، ولفظه قال: كنا يوماً عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "إن مثل المؤمن كمثل شجرة لا تسقط لها أنملة، أتدرون ما هي؟ " قالوا: لا. قال: هي النخلة لا تسقط لها أنملة، ولا تسقط لمؤمن دعوة".

قال: وقوله: "النخلة" موجود في جميع أجزائها مستمر في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تبسر تؤكل أنواعاً، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال، وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته.

قوله: "فقال القوم: هي شجرة كذا".

أقول: لأنه قال صلى الله عليه وسلم للمخاطبين: "فحدثوني ما هي" وبوب له البخاري (4) باب: قول المحدث حديثاً.

(1) في "صحيحه" رقم (62)(72)(131)(2209)(4698)(5444)(5448)(6122)(6144).

(2)

في "فتح الباري"(1/ 145).

(3)

كما في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث"(2/ 965 رقم 1067) بسند ضعيف.

• وأصل هذا الحديث عند أحمد (2/ 6) والبخاري رقم (61) ومسلم رقم (63/ 2811) من طريق عبد الله ابن دينار.

وأخرجه أحمد (2/ 3) والبخاري رقم (6122) من طريق محارب بن دثار كلاهما عن ابن عمر مرفوعاً.

(4)

في "صحيحه"(1/ 144 رقم الباب 4 - مع الفتح).

ص: 228

قوله: "فاستحييت" زاد البخاري في روايته: "فأردت أن أقول: هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم". وله عدة ألفاظ عند البخاري [28/ أ].

الثالث:

51/ 3 - وعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله ضَرَبَ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا عَلَى كَنَفَي الصِّرَاطِ زُوران (1) " وفي رواية: سُورانِ لَهُمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، عَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ، وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ وَدَاعٍ يَدْعُو فَوْقَهُ:{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)} فالأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَنَفَي الصِّرَاطِ حُدُودُ الله تَعالَى فَلَا يَقَعُ أَحَدٌ في حُدُودِ الله حَتَّى يُكْشَفَ السِّتْرُ، وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ وَاعِظُ رَبِّهِ". أخرجه الترمذي (2).

(1) زوران: أي: جداران، وفي حديث ابن مسعود الآتي:"سوران"، والظاهر أن السين قد أبدلت بالزاي كما يقال في الأسدي: الأزدي.

(2)

في "سننه" رقم (2859) وقال: هذا حديث حسن غريب.

قلت: وأخرجه أحمد (4/ 182) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (2142) والآجري في "الشريعة"(ص 11 - 12 - 13) وابن أبي عاصم في "السنة" رقم (19) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (2041) والطبراني في الشاميين رقم (2024) والرامهرمزي في الأمثال رقم (3) والحاكم (1/ 73) من طرق.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علة.

والخلاصة: أن حديث النواس حديث صحيح، والله أعلم.

ص: 229

وفسره رزينٌ في حديث رواهُ عن ابنِ مسعودِ (1) رضي الله عنه: أنَّ الصِرَاط هوَ الإسلامُ، وأنَّ الأبوابَ محارمُ الله تعالى، والستورُ حدود الله، والداعي عَلَى رَأسِ الصراط هو القرآن، والداعي فوقهُ واعظُ الله تعالى في قلبِ كل مؤمنٍ".

قوله: "وعن النوَّاس"(2) - بفتح النون وتشديد الواو - ابن سِمْعان - بكسر الميم المهملة وسكون الميم - وهو ابن خالد بن محمد بن عمر سكن الشام وهو معدود فيهم. روى عنه جبير بن نفير، وأبو إدريس الخولاني.

قوله: "إن الله ضرب مثلاً" أبدل منه قوله: "صراطاً مستقيماً" أي: سوران كما قاله المصنف فإنما هي في رواية ابن مسعود التي أتى بها عن رزين غير مسندة كما في الجامع (3) وعبارة المصنف أنها رواية للترمذي، ولم يذكرها ابن الأثير عنه.

و"كنفي الصراط" جانباه، وفسر الأبواب بحدود الله، والمراد بها المعاصي مطلقاً التي فيها حد، والتي لا حد فيها.

(1) الحديث بهذا اللفظ لا يعرف من حديث ابن مسعود، وإنما هو من حديث النواس بن سمعان. وقد أخرج أحمد في "المسند" رقم (4142، 4437 - شاكر) والحاكم (2/ 368) من حديث عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطاً، ثم قال: هذا سبيل الله، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] " وصححه الحاكم، وأقره الذهبي.

(2)

"الاستيعاب"(ص 731) رقم (2631).

(3)

في "جامع الأصول"(1/ 275) رقم (61)، وتقدم الكلام عليه بأنه من حديث النواس بن سمعان، وليس من حديث ابن مسعود.

ص: 230

وقوله: [83/ ب]: "حتى يكشف الستر" وذلك الستر هو نهي الله عنها، وفسر الصراط في الرواية الأخرى بالإسلام. والأبواب بمحارم الله. أي: ما حرمه على عباده والستور حدود الله فمن انتهك المحارم هتك الستور.

وفسر الداعي فوق الصراط بالقرآن، والداعي فوقه [واعظ](1) الله في كل مؤمن، ولا ريب في مطابقة هذا التفسير، فإن الإسلام هو الصراط المستقيم فقد ذهب أئمة التفسير إلى أن المراد من قوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} هو دين الإسلام.

وتفسير الأبواب بما حرمه الله، فإنه جعل في جوانب الدين محرمات مالية وبدنية حض الدين باجتنابها، وقد سترها الله عن عباده بإيجاب الحدود فيها والعقوبات في الدنيا والآخرة، فلا يكشف العبد تلك الستور، فيقع في المحظور.

ثم تفسير الداعي بالقرآن يوافق أن هذا يهدي للتي هي أقوم: [ولأنها نهي الله عن قربان حدود الله](2) ويقول: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)} (3) ونحوها.

وواعظ الله في قلب المؤمن هو الواعظ الذي فوق القرآن، وإنما جعله فوقه لأن القرآن تفهم وتدبر ونفعه به، وقد جعل الله القلوب على فطرة صحيحة سليمة يدرك بها الحق حقاً والباطل باطلاً، ولذا وردت الأحاديث الآتية بلفظ:"استفت قلبك، وإن أفتاك المفتون"(4)

(1) في المخطوط (ب): ووعظ.

(2)

في المخطوط: ولأنها عن قربان الله حدود الله. ولعل الصواب ما أثبتناه.

(3)

البقرة: (229).

(4)

أخرجه أحمد (4/ 228) وأبو يعلى رقم (1586، 1587) والطبراني في "المعجم الكبير"(ج 22 رقم 403) والدارمي (2/ 245 - 246) والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 144 - 145) بسند ضعيف، وفيه علتان: =

ص: 231

وفي لفظ: "وإن أفتوك وأفتوك" ولذا قال تعالى: {وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} (1) وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} (2) فالقلوب مفطورة على إدراك كل خير، والنفرة عن كل شر. فطرةٌ لا تغيرها وتعميها وتذل [84/ ب] إدراكها إلا ارتكاب الذنوب والإعراض عن زاجرها، فإن للقلوب زواجر تزجر عن القبائح، ولذا قيل:

لا تنتهي الأنفس عن غيها

ما لم يكن منها لها زاجر

وثبت في الحديث الصحيح (3): "إِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كله، وإذا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَد كُلُّهُ" فالقلب هو الإنسان، ولذا يقال:

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده

فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

= أحدهما: الانقطاع بين الزبير بن عبد السلام وأيوب بن عبد الله بن مكرز، فإنه رواه عن قوم لم يسمعهم.

الثانية: ضعيف الزبير هذا.

وللحديث شواهد: منها: في الصحيح، لذا حسن الإمام النووي، والألباني في "صحيح الجامع"(1/ 224 رقم 998) الحديث. وانظر "جامع العلوم والحكم"(2/ 93 - 96).

وخلاصة القول: أن الحديث حسن، والله أعلم.

(1)

سورة الحج: (46).

(2)

سورة محمد (24).

(3)

وهو حديث صحيح.

أخرجه أحمد (4/ 274) والبخاري رقم (52) ومسلم رقم (1599) وابن ماجة رقم (3984) والدارمي (2/ 245) وابن حبان رقم (297) من حديث النواس بن سمعان.

ص: 232

ولهذا يعاقب الله العبد على ذنوبه بتقليب قلبه قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ [29/ أ] أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)} (1) فأخبر أنه عاقبهم بتقليب القلوب لعدم انقيادهم أول مرة لما دعتهم إليه الرسل وقبلته القلوب، فردوا الداعيين من الرسل والقلوب فعوقبت بتقليبها حتى أبصرت الحق باطلاً والباطل حقاً كما قال تعالى:{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45} (2) فجعل الحجاب على القلوب من فهم القرآن لكونهم لا يؤمنون بالآخرة، بل قال:{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} (3) الآية. وكقوله: {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (4) وغيرها مما ملأ به القرآن وثبت في السنة أضعاف ذلك.

ففي مسلم (5) حديث: "تُعْرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ [كالحصير](6) عوداً عوداً، فأيُّ قلبٍ أشربَها نُكتَ فيه نكتةٌ سودَاءُ

" الحديث، وسيأتي شرحه إن شاء الله تعالى.

ولقد اتفق نكتة دالة على سلامة الفطر ما لم تغير [85/ ب] إني سافرت في بعض الأعوام إلى مكة المشرفة من طريق الحجاز فتوسطنا في بلاد الحرامية، وهي ديار ليس فيها شريعة ولا يعرفون إسلاماً، فقعد عندي صَبيَّان لم يبلغا سن التمييز أو هما في أول بلوغها، فما زالا يسألاني سؤال الصِبيان فأكثرا عليَّ حتى رأيا خاتماً في كفي فقالا: بكم هذا؟ فمن النزق

(1) سورة الأنعام: (110).

(2)

سورة الإسراء: (45).

(3)

سورة الأنعام: (25).

(4)

سورة التوبة: (93).

(5)

في "صحيحه" رقم (231/ 144) من حديث حذيفة.

(6)

سقط من المخطوط، وأضيفت من "صحيح مسلم".

ص: 233

قلت لهما: بمائة قرش. فنظر أحدهما إلى الآخر، وقال: تعجب من ربك كيف يودهم وهم يكذبون! فعجبت لهذه الفطرة التي هدتهما أولاً إلى أن الخاتم لا يبلغ هذه القيمة، ثم إلى الإقرار بالرب، ثم التعجب من حلمه، ثم معرفة أن الكذب معصية يستحق عليها العقوبة، وأن من العقوبة أن يحول بين العاصي وبن رده إلى وطنه وبلوغه مقصده.

ولقد كان عندي صبي في أيام يخدم في البيت، فكان لا يتكلم إلا صدقاً، فلما جالس الناس، وتعلم منهم الكذب أخذ من أخلاقهم فذكرت قول المعري:

ومن صحب الليالي علمته

خداع الإلف والفعل المحالا

فالعبد مفطور على عدم الأخلاق القبيحة والصفات المذمومة حتى يأخذها من أبناء جنسه، وهذا البحث يناسب حديث:"كل مولود يولد على الفطرة" وله مناسبة هنا.

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال: حسن (1)، وأخرجه أحمد (2) والنسائي (3) وابن جرير (4) وابن المنذر وأبو إسحاق، والحاكم (5) وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6) من حديث النواس.

قوله: "وفسره رزين" أي: فسره ابن مسعود (7) فيما رواه رزين.

(1) عقب الحديث رقم (2859)، وقد تقدم.

(2)

"المسند"(4/ 182)، وقد تقدم.

(3)

كما في "تحفة الأشراف"(9/ 61).

(4)

في "التفسير"(186).

(5)

في "المستدرك"(1/ 73) وقال: صحيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علة.

(6)

رقم (7216)، وهو حديث صحيح.

(7)

بل النواس بن سمعان كا تقدم قريباً.

ص: 234

قلت: بل هذا التفسير في رواية النواس المسوقة [86/ ب] هنا فيما أخرجه من ذكرنا بلفظ: "والصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم"، هذا لفظه.

الحديث الرابع:

52/ 4 - وعَنِ أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَدَأَ الإِسْلَامَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كما بَدَأَ فَطُوبَى للغُرَباء" أخرجه مسلم (1)[صحيح].

(1) وقد ورد من حديث سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وعبد الرحمن بن سَنَّةَ، وعبد الله بن عمر، وعمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس، وجابر.

• أما حديث سعد بن أبي وقاص، فقد أخرجه أحمد في "المسند"(1/ 184) وأبو يعلى في "المسند" رقم (756) والدورقي رقم (92) والبزار رقم (1119) وابن منده في "الإيمان" رقم (424)، وهو حديث صحيح.

• وأما حديث ابن مسعود: فقد أخرجه أحمد في "المسند"(1/ 398) والترمذي رقم (2629) وابن ماجه رقم (3988) والدارمي (2/ 311 - 312) والطبراني في "الكبير" رقم (10081) والشاشي رقم (729) والآجري في "الغرباء"(1، 2) وأبو يعلى في "المسند" رقم (4975) وابن أبي شيبة (13/ 236)، وهو حديث صحيح.

• وأما حديث أبي هريرة: فقد أخرجه أحمد في "المسند"(2/ 286) والبخاري رقم (1876) ومسلم رقم (147) وابن ماجه رقم (3111) وابن حبان رقم (3729) والبغوي رقم (65) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإيمان ليأرزُ إلى المدينة، كما تأرزُ الحيةُ إلى جحرها"، وهو حديث صحيح.

• وأما حديث عبد الرحمن بن سَنَّةَ: فقد أخرجه أحمد في "المسند"(4/ 73 - 74) مرفوعاً بلفظ: "والذي نفسي بيده! ليأرزنَّ الإسلامُ إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى حجرها".

إسناده ضعيف جداً.

• وأما حديث عبد الله بن عمر فقد أخرجه مسلم (146)، وهو حديث صحيح. =

ص: 235

"عن أبي هريرة: بدأ الإسلام غريباً".

أقول: أي أهل الإسلام، وذلك لأنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له لقلة المسلمين:"وسيعود غريباً" في آخر الزمان لقلة أهل الإسلام المحقق السالمة عن الابتداع المجدد لحسن الاتباع، فيصيرون أيضاً كالغرباء.

وقوله: "فطوبى للغرباء" أي: الجنة لأولئك المسلمين الذين قلوا في أول الإسلام، وسيقلون في آخره، وإنما خصهم بصبرهم على أذية الكفار وأهل الابتداع".

= • وأما حديث عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة: فقد أخرجه الترمذي برقم (2630) مرفوعاً بلفظ: "إن الدين بدأ غريباً، ويرجعُ غريباً فطوبى للغرباء الذين يُصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي"، وهو حديث ضعيف جداً.

• وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: فقد أخرجه أحمد في "المسند"(2/ 177) وابن المبارك في "الزهد" رقم (775) والآجري في "الغرباء" رقم (6) مرفوعاً بلفظ: "طوبى للغرباء فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟! قال: أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثرُ ممن يطيعُهم"، وهو حديث حسن لغيره.

• وأما حديث أنس: فقد أخرجه ابن ماجه رقم (3987) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1/ 298) مرفوعاً بلفظ: "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء".

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": هذا إسناد حسن، سنان بن سعد، ويقال: سعد بن سنان مختلف فيه وفي اسمه، وله شاهد في "صحيح مسلم" وغيره من حديث أبي هريرة، وفي الترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود. اهـ

وهو حديث حسن لغيره.

• وأما حديث جابر: فقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1/ 298) والبيهقي في "الزهد" رقم (198) والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد"(7/ 278)، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، وقد وثق. اهـ.

ص: 236

وأخرج أحمد في المسند من حديث ابن عمر (1) مرفوعاً: "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ".

وأخرجه ابن ماجه من حديث ابن مسعود (2) بزيادة في آخره (3)، وهي:

قيل: يا رسول الله! ومن الغرباء؟ قال: "النزاع من القبائل".

وأخرجه أبو بكر الآجري (4): قيل: ومن هم يا رسول الله؟! قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس".

وخرجه عميرة وعنده قال: "الذين يفرون بدينهم من الفتن".

وخرجه الترمذي (5) من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده [30/ أ] عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدي من سنتي".

وأخرجه الطبراني (6) من حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً وفيه: قيل: من هم يا رسول الله؟! [87/ ب] قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس".

(1) تقدم تخريج حديث ابن عمر في التعليقة السابقة.

(2)

تقدم تخريج حديث ابن مسعود في التعليقة السابقة.

(3)

في المخطوط (ب): جملة مكررة، وهي:"قيل: يا رسول الله! ".

(4)

في "الغرباء"(1، 2)، وقد تقدم.

(5)

في "سننه" رقم (2630) وقال: هذا حديث حسن.

تقدم وهو حديث ضعيف.

(6)

في "الأوسط" رقم (8977) والكبير كما في "مجمع الزوائد"(7/ 278) وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة.

ص: 237

وأخرجه أحمد والطبراني من حديث ابن عمر (1) عنه صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى للغرباء" قلنا: ومن الغرباء؟ قال: "ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم".

فقوله: "غريباً" يفسره حديث عياض بن حمار الذي أخرجه مسلم (2) وفيه: إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الإسلام لم يستجب له في أول الأمر إلا الواحد بعد الواحد من كل قبيلة، وكان المستجيب له خائفاً من عشيرته وقبيلته يؤذى غاية الأذى ويُنال منه، وهو صابر على ذلك، وشردوا كل مشرد إلى الحبشة وغيرها، ثم ظهر الإسلام بعد الهجرة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، ثم لم يزل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ووفاة خلفائه الراشدين يظهر الابتداع والفتن والتحاسد على الدنيا، وسفك الدماء عليها، والمذاهب الباطلة، وتحزب الناس، وصار الدين في غربة أشد من الغربة الأولى، ورفعت سنن الهدى واتسع نطاق الابتداع وفاض. بحر مضلات الأهويه واتبع كلٌ هواه وكفَّرت كل طائفة الأخرى، وحصروا الدين على مذاهب ابتدعوها، وفرقوا الصلوات في حرم الله وشغلوا المسجد بعمارات سموها بالمقامات معارضة لله بتسمية مقام إبراهيم لموضع قدمي خليله، والخطب عظيم، والأقلام لا تبلغ نطقها بمثقال ذلك من ذلك الأمر الجسيم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ومما قلته (3) في ذلك تشكياً إلى الله:

بدأ الدين غريباً مثلما

قاله خير الأنام الكرما [88/ ب]

ولقد عاد كما قال لنا

وهو الصادق حقاً كَلِما

(1) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 278) هو في الصحيح. قلت: "صحيح مسلم" رقم (146) غير قوله: "فطوبى للغرباء" رواه البزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس. اهـ.

(2)

في "صحيحه" رقم (63/ 2865).

(3)

في "ديوانه"(ص 363 - 364).

ص: 238

قد رأينا كلما فاه به

أنه أصدق شيء كَلِما

فاغتربنا بين إخوان لنا

وقرابات وقوم عظما

فارحم الله ما نحن به

إذ غدونا مثل من في فيه ما

غربة عمت وجاءت بِدَعٌ

عمت الكون وزادته عما

ليت شعري والأماني ضلةٌ

تنشر السنة يوماً علما

ويكون النصر فيها للهدى

ويولي غيره منهزما

ونطوف البيت سبعاً لا نرى

بدعة فيه ونأتي زمزما

ونصلي فيه خمساً [جمعها](1)

واحد ما فيه تفريق لما

قد نهى الله تعالى عنه في

سورة الشورى فأين العلما

ما لكم مزقتم الدين أما

قد نهيتم عنه نهياً محكما

وكذا في كل أرض بِدَعٌ

لا أخص اليوم هذا الحرما

إنما هذا مثال فاعتبر

وعليه قس تجدها ظلما

ظلمةٌ قد عمت الكون فما

تنظر الأنوار إلا حلما [89/ ب]

(1) في الديوان: "جمعاً"

ص: 239

الكتاب الثاني (1): كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة [31/ ج]

أقول: هذه الترجمة لفظ البخاري (2) قال الحافظ في "الفتح"(3): الاعتصام افتعال من العصمة، والمراد امتثال قوله تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (4) الآية.

قال الكرماني: هذه الترجمة منتزعة من قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} ؛ لأنَّ المراد بالحبل الكتاب، والسنة على سبيل الاستعارة والجامع كونهما سبباً لحصول المقصود هو الثواب، والنجاة من العذاب، كما أنَّ الحبل سبب لحصول المقصود به من السقاء وغيره.

(1) زيادة من "جامع الأصول"(1/ 277).

• تنبيه: شرح الكتب التالية من المخطوط (ج) فقط حيث لم توجد في المخطوط (أ)، (ب).

- الكتاب الثاني: في الاعتصام بالكتاب والسنة.

- الكتاب الثالث: في الأمانة.

- الكتاب الرابع: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- الكتاب الخامس: في الاعتكاف.

- الكتاب السادس: في إحياء الموات.

- الكتاب السابع: في الإيلاء.

- الكتاب الثامن: في الأسماء والكنى.

الكتاب التاسع: في الآنية. انتهى.

(2)

في "صحيحه" رقم الباب (96)، (13/ 245 - مع الفتح).

(3)

في "الفتح"(13/ 245).

(4)

سورة آل عمران: (103).

ص: 240