الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخامس:
130/ 5 - وَعَنْ بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عَمِّهِ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ: أَنَّ رَجُلاً كَانَ اسْمُهُ أَصْرَمُ فَقَالَ لَهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "مَا اسْمُكَ؟ " فَقَالَ: أَصْرَمُ. فَقَالَ: "بَلْ أنتَ زُرْعَةُ" أخرجه أبو داود (1)[حسن].
قوله: "عن بشير بن ميمون":
صحابي روى عن عمه المذكور، وهو أسامة بن أخْدَريّ (2) -بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وسكون الدال المهملة وكسر الراء وتشديد الياء.
قال ابن الأثير (3): في إسناد حديثه، وصحة صحبته مقال، وذكر أنه ليس له إلا هذا الحديث.
قوله: "أَصْرَم":
بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة، وفتح الراء زاد في "الجامع" (4): في نَفَرٍ أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "ما اسمك؟ ".
(1) في "سننه" رقم (4954) وهو حديث حسن.
(2)
أسامة بن أخْدَريّ الشَّقريّ: عم بشير بن ميمون، وهو من بني شِقرة، واسم شقرة الحارث بن تميم بن مُرّ، نزل البصرة روى عنه بشير بن ميمون. "الاستيعاب"(ص 48 رقم 15).
(3)
في "أسد الغابة"(1/ 194) عن بشير بن ميمون عن أسامة بن أخدري قال: قدم الحي من شقرة على النبي صلى الله عليه وسلم فيهم رجل ضخم اسمه: أصرم قد ابتاع عبداً حبشياً، قال: يا رسول الله! سمَّه وادع له، قال: ما اسمك؟ قال: أصرم. قال: بل زُرْعة، قال: ما تريده؟ قال: أريده راعياً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه وقبضه، وقال: هو عاصم، وهو عاصم، ونزل أسامة بن أخدري البصرة، وليس له إلا هذا الحديث الواحد.
أخرجه الحاكم (4/ 276) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 54) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(4)
في "جامع الأصول"(1/ 374 رقم 164).
قال ابن الأثير (1): إنما كره أصْرَم لما فيه من معنى الصرم، وهو القطع، فجعله زُرعة - بضم الزاي وفتح الراء - مأخوذ من الزرع، والزرع النبات، وهو ضد القطع.
130/ 6 - وَعَن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أبيه رضي الله عنه: أَنَّهُ جَاء للنبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: "بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ". قَالَ: لَا أُغيِّر اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ رحمه الله: فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ بَعْدُ. أخرجه البخاري (2) وأبو داود (3).
وفي رواية لأبي داود قال: لا. السهلُ يُوطَأ وَيُمتهَنُ. [صحيح].
قال أبو داود رحمه الله (4): وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم العاصي وعزيز وعَتَلَة [123/ ب] وشيطان، والحكم، وغراب، وحبَّابٍ، وشهابٍ، فسماهُ هشاماً، وسمى حرباً سِلماً، وسمى المضطجعَ المنبعثَ، وأرضاً تسمى عفرَة سماها: خضرةَ، وشِعْبَ الضلالة، سماها شِعْبَ الهدى، وبنى الزِّنَية سماهم نبي الرُّشْدَة، وسمَّى بني مُغويَةَ بني رُشدٍ.
قوله: "سعيد بن المسيب"(5):
وهو من أفاضل التابعين، وهو أبو محمد سعيد بن المسيب بن حرب بن أبي وهب مخزومي قرشي مدني، ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر كان سيد التابعين جمع بين الفقه والحديث، والزهد والورع، كان أعلم الناس بحديث أبي هريرة، وبقضايا عمر. مات سنة ثلاث وتسعين.
(1) في "جامع الأصول"(1/ 374).
(2)
في "صحيحه" رقم (6190).
(3)
في "سننه" رقم (4956).
(4)
في "السنن" بإثر الحديث السابق رقم (4956)، وهو حديث صحيح.
(5)
انظر: "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" رقم (2873) بتحقيقي.
قوله: "عن أبيه أنه جاء":
أقول: ظاهره أنَّ والد سعيد هو الذي جاء إليه صلى الله عليه وسلم وليس كذلك، إنما هو جده، كما يدل له رواية ساقها ابن الأثير عن سعيد أنَّ جده قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفظ سنن أبي داود (1): ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده؛ ولأن المسمى إنما هو جده، وكأنَّه تساهل الراوي في اللفظ الأول للعلم، فإن والد سعيد لا يسمى حزناً، والأب يطلق على الجد [74 ب/ ج].
قوله: "يوطأ ويمتهن":
أي: يداسُ ويُهان هي صفة السهولة، أو من المهنةِ الخدمة، زاد أبو داود (1) قال سعيد:"فظننت أنه سيصيبنا بعد حزونة".
وأمَّا لفظ: "فما زالت فينا الحزونة بعد" فهو للبخاري (2).
و"عَتْلة" بفتح العين المهملة وبمثناة فوقية مفتوحة وسكن ابن الأثير (3) العَتْلة الشدة والغلظة، يقال: عَتَلتُ الرجل إذا جذبتَه جذباً عنيفاً، ومنه قيل: رجل عُتُلّ، وهو الجافي الغليظ.
وكره صلى الله عليه وسلم: "غُراباً"؛ لأن في معناه: البعد والاغتراب، ولأنَّ الغراب من أخبث الطيور، وقد أباح قتله في الحِل والحرم.
وكره: "حبّاب"؛ لأن الحباب الحَيَّة، وبه يُسمى الشيطان حُبَاباً.
وكره: "عزيز"؛ لأن العبد موصوف بالذُّل، والخضوع لله.
وكره: "الحكم"؛ لأن الحكم الحاكم، ولا حكم إلا لله.
(1) في "سننه" رقم (4956).
(2)
في "صحيحه" رقم (6190).
(3)
في "جامع الأصول"(1/ 376).