الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا، فأحبت أن تفعل مثلهم بعمرة مستقلة، فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم، فاعتمرت بعد الحج؛ فدل ذلك على أنه لا بأس بخروج المكي إلى التنعيم أو غيره من الحل لأخذ العمرة، فالعمرة عمل صالح وقربة إلى الله عز وجل.
113 -
بيان فضل العمرة والإكثار من أدائها
س: ماذا ورد في فضل الإكثار من العمرة؟ جزاكم الله خيرًا (1)(2).
ج: ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» (3) العمرة إلى العمرة كفارة، والمعنى – والله أعلم – عند اجتناب الكبائر؛ لقوله سبحانه:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} . فشرط في تكفير السيئات اجتناب الكبائر سبحانه وتعالى، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارة
(1) السؤال الثامن من الشريط رقم (372).
(2)
السؤال الثامن من الشريط رقم (372). ') ">
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، برقم (1773).
لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» (1) والعمرة إلى العمرة، والحج إلى الحج كلها مكفرات إذا اجتنب الكبائر، كما قال صلى الله عليه وسلم:«من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (2) وقال صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» (3) المبرور الذي أداه وهو غير مُصِرٍّ على سيئات فائتة، لم يفسق ولم يرفث، وهكذا العمرة إذا أداها وهو ليس مصرًّا على شيء من الكبائر تعتبر كفارة للصغائر.
س: هل يجوز للمسلم أن يقوم في اليوم الواحد بأداء العمرة خمس مرات، يطوف ويسعى ويرجع إلى الميقات ويحرم من جديد؟
ج: ليس هذا من عمل السلف الصالح، والأفضل ترك ذلك؛ لما فيه من المشقة، ولما فيه من المزاحمة للناس، ولا سيما وقت الحج وقت الزحمة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما،
(1) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة، برقم (233).
(2)
أخرجه البخاري، باب فضل الحج المبرور، برقم (1424).
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، برقم (1773).
والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» (1) فمراده صلى الله عليه وسلم بقوله: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما» (2) – والله أعلم – يعني على وجه لا يكون فيه مشقة ولا مضرة على الناس؛ ولهذا كان السلف لا يفعلون ذلك، ما كان السلف يعتمرون عمرتين في اليوم، أو في الليلة، بل كان بينهما بعض الوقت، فالأحسن والأفضل أن يترك العمرة وقت الزحمة، فإذا كان سعة اعتمر حسب التيسير من دون أن يفعل ذلك مكررًا في كل يوم، بل يكون بينها فسحة، كما كان السلف يفعلون، ويجعل قول النبي صلى الله عليه وسلم:«العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما» (3) على الشيء المعتاد المعروف، الذي يكون بينهما بعض الفصل، بعض الوقت، ككل أسبوع عمرة، أو بعد كل شهر وشهر عمرة، أو كل شهر عمرة أو نحو ذلك من دون متابعة في يوم واحد، ولا سيما عند كثرة الحجيج فإن هذا يشق على الناس كثيرًا، الصحابة رضي الله عنهم، ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمروا بعدما فرغوا من الحج، بل لما فرغ من الحج ودَّع عليه الصلاة والسلام ليلة أربع عشرة، ثم غادر مكة، وسافر إلى المدينة عليه الصلاة
(1) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، برقم (1773).
(2)
صحيح البخاري الْحَجِّ (1773)، صحيح مسلم الْحَجِّ (1349)، سنن الترمذي الْحَجِّ (933)، سنن النسائي مَنَاسِكِ الْحَجِّ (2629)، سنن ابن ماجه الْمَنَاسِكِ (2888)، مسند أحمد (2/ 462)، موطأ مالك الْحَجِّ (776)، سنن الدارمي الْمَنَاسِكِ (1795).
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، برقم (1773).