الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
98 -
حكم الحج عن المتوفى إذا لم يورث مالاً
س: أنا عامل بالحلوة محافظة حوطة بني تميم، والدي توفي وهو فقير، ولم يحج حجة الإسلام، وأنا ذو عائلة ومتوسط الحال، هل أحج عنه من نفقة عيالي، أم لا؟ أفيدوني بارك الله فيكم (1)(2).
ج: إذا مات وهو فقير ليس عليه حج؛ لأن الله يقول: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} . فإذا كان والدك توفي وهو عاجز عن الحج فليس عليه شيء، وأنت كذلك ليس عليك شيء، إذا كانت النفقة التي عندك قليلة بقدر نفقة العائلة فليس عليك حج حتى أنت، أما إذا تيسر أن تحج عنه من مال ميسور بعد حجك عن نفسك هذا من البر، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم، سأله رجل قال: يا رسول الله، إن أبي توفي ولم يحج، أفأحج عنه؟ قال:«حج عن أبيك» (3) وسألته امرأة قالت: «يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: حجي عن أبيك» (4) وسأله آخر قال: إن أبي لا يستطيع
(1) السؤال الثاني من الشريط رقم (364).
(2)
السؤال الثاني من الشريط رقم (364). ') ">
(3)
أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب الرجل يحج عن غيره، برقم (1810).
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب وجوب الحج وفضله، برقم (1513)، ومسلم في كتاب الحج، باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما، برقم (1334).
الحج. وروى أيضًا: «أفأحج عنه؟ قال: حج عن أبيك واعتمر» (1) كل هذا من البر، فإذا كنت تستطيع فإنك يشرع لك أن تحج عنه بعد حجك عن نفسك، أما إذا كنت لا تستطيع فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
س: تقول السائلة: هل صحيح أن الإنسان إذا حج مرة واحدة تغفر جميع ذنوبه؟ وهل في كل مرة يذهب للحج يغفر له جميع ما عمل من الكبائر (2)؟
ج: هكذا جاء في الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي يدل على أن الحج المبرور من أسباب غفران الذنوب، ومن أسباب دخول الجنة إذا تقبله الله من صاحبه، وأداه عن بر وإخلاص وصدق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» (3) متفق على صحته عن النبي عليه الصلاة والسلام، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته
(1) أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب الرجل يحج عن غيره، برقم (1810).
(2)
السؤال التاسع من الشريط رقم (68). ') ">
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، برقم (1773).
أمه» (1) رواه البخاري في صحيحه. وهذا يدل على أن الحج المبرور؛ وهو الذي ليس معه معاصٍ، حج وقد ترك المعاصي وتاب إلى الله منها، ولم يكن عنده شيء من ذلك، فإن البار في الحج هو الذي لم يرفث ولم يفسق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، هو الذي أدى حجه عن إيمان وعن صدق وعن رغبة فيما عند الله، وعن توبة من جميع المعاصي، فإن حجه يكون سببًا لمغفرة ذنوبه، وسببًا لدخوله الجنة ونجاته من النار.
س: المستمع: ح. ع. م. أ. يقول: أنا معوق وعندي ثلاث بنات، يسأل: هل يجب علي أن أعتمر لأبي وأمي؟ وبأيهم أبدأ؟ جزاكم الله خيرًا.
ج: إذا كانا ميتين ولم يحجا ولم يعتمرا شرع لك أن تعتمر لهما، وتحج لهما، وتبدأ بالأم، الأم أحق، أما إذا كانا قد اعتمرا وحجَّا فالأمر واسع، والحمد لله إن اعتمرت عنهما فلا بأس، وإلا فالأمر واسع، وهكذا الحج إذا كانا لم يحجا ولم يعتمرا فإنك تحج عنهما وتعتمر
(1) أخرجه البخاري، باب فضل الحج المبرور، برقم (1424).