الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج: ننصحه بأن يجتهد بأداء الحق وبأداء الأمانة، يحج عن غيره كما يحج عن نفسه على الطريقة التي حج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتبع السنة ويجتهد في أداء الحق الواجب؛ حتى يؤدي الحج على وجه شرعي؛ لأنها أمانة في حقه، فالواجب عليه أن يجتهد حتى يحج - كما حج النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي استنابه في الحج والعمرة، ويحرص على براءة ذمته من جميع أعمال الحج.
69 -
بيان تقديم الأم على الأب لمن أراد أن يحج عن والديه
س: المستمع: أ. م. يقول: أنا شخص قد أديت الحج والعمرة والحمد لله، وعندي نية أن أحج وأعتمر لوالدي، فهل أبدأ بالوالد أم بالوالدة؟ وهل يكون الحج للوالد أم للوالدة، وكذلك العمرة؟ جزاكم الله خيرًا (1)(2).
ج: لقد دلت الأدلة الشرعية على أن الأم حقها أعظم وأكبر من حق الوالد الأب، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام، لما سأله سائل قال: «يا رسول الله من أبر؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟
(1) السؤال الأول من الشريط رقم (312).
(2)
السؤال الأول من الشريط رقم (312). ') ">
قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أباك، ثم الأقرب فالأقرب"» (1) وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال لما سئل: «أي الناس أحق بحسن الصحبة؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك» (2) فإذا كان الوالدان لم يحجا وقد ماتا قبل أن يحجا فتبدأ بالأم، ثم تحج عن الأب، وهكذا إذا كانا قد حجَّا جميعًا تبدأ بالأم، أما إذا كانت الأم قد حجت وهو لم يحج فتبدأ بالأب، تؤدي الحجة عنه؛ لأنه ما حج وهي قد حجت والحمد لله، والحج عنهما قربة وطاعة، والصدقة عنهما والدعاء لهما والاستغفار لهما كله طاعة وقربة وحق عليك، ومشروع لك أن تدعوَ لهما، وأن تستغفر لهما، وأن تتصدق عنهما، هذا من البر بعد وفاتهما.
س: لقد قضيت فريضة الحج وكنت متمتعًا، وأحب أن أقضي عمرة عن والدي، وعمرة عن والدتي، فهل يجوز هذا؟ جزاكم الله خيرًا.
(1) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب في بر الوالدين، برقم (5139)، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في بر الوالدين، برقم (1897).
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، برقم (5971).