الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من ذي الحليفة، وهي ميقات أهل المدينة، ويسميها الناس آبار عليٍّ الآن، وقد جاء في الحديث الصحيح:«صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة» (1) فاحتج به العلماء أنه يستحب لمن أراد الحج والعمرة، أن يصلي ركعتين عند إحرامه، أو يصلي فريضة إن كان وقت فريضة، والنبي صلى الله عليه وسلم عند حجة الوداع صلى فريضة الظهر، ثم أحرم بعدها، هذا يدل على أن ذا الحليفة لمن أراد الحج والعمرة يستحب له أن يصلي فيه؛ إما فريضة وإما نافلة، ثم يحرم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا في بقية المواقيت، إذا تيسر فريضة صلى وأحرم بعدها، وإلا توضأ وصلى ركعتين، يكون أفضل سنة الوضوء، وعملاً بظاهر الحديث، فإنه يشمل الفريضة، ويشمل النافلة، أما تسمية آبار عليٍّ وذي الحليفة فلا أذكر الآن أسبابها.
(1) أخرجه البخاري في كتاب المزارعة، باب من أحيا أرضًا، برقم (2337).
126 -
بيان ميقات أهل السودان
س: سؤال لأحد الإخوة من السودان يقول سماحة الشيخ: كثيرًا ما واجهتنا هذه المسألة؛ وهي بخصوص مواقيت الإحرام المكانية، وقد خصص الرسول صلى الله عليه وسلم المواقيت المكانية
لكل جهة من الأرض، ونحن في السودان غير محدد لنا ميقات مكاني ضمن تلك المواقيت، فمن أين نحرم سواء أتينا بحرًا أو جوًّا؟ علمًا بأنه عند دراستنا بالمدرسة علمونا بأننا – أهل السودان – نحرم من جدة، هل هذا صحيح؟ وإن كان خطأ فمن أين نحرم مأجورين (1)(2)؟
ج: لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وَقَّتَ لأهل النواحي كلها المواقيت الخمسة المعروفة في الصحيحين؛ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «وقت النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة – وهي معروفة تسمى الآن أبيار عليٍّ –ولأهل الشام الجحفة – وتسمى الآن رابغ –ولأهل نجد قرن المنازل – ويسمى وادي قرن، ويسميه بعض العامة السيل –ولأهل اليمن يلملم» (3) معروفة أيضًا. وفي رواية عائشة وجماعة «ولأهل العراق ذات عرق» (4) هذه خمسة مواقيت تقال في هَدْيِ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس: «هن
(1) السؤال الأول من الشريط رقم (357).
(2)
السؤال الأول من الشريط رقم (357). ') ">
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب مهل أهل المكة للحج والعمرة برقم (1427).
(4)
أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب في المواقيت، برقم (1739).
لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة» (1) وذو الحليفة للمدينة، ومن أتى على طريق المدينة والجحفة، والآن يحرم الناس من رابغ قبلها بقليل؛ ميقات لأهل الشام ومصر والمغرب والسودان، كلهم من هذا الميقات، فميقات أهل السودان الجحفة إذا حاذوها عن طريق البحر، أو من طريق الجو أحرموا إلا أن يأتوا من طريق المدينة فيحرمون من أبيار عليٍّ من ذي الحليفة، أو يأتوا من طريق نجد فيحرمون من ميقات أهل نجد وادي قرن: السيل، أو إن أتوا من طريق اليمن كذلك في يلملم، أو من طريق العراق ذات عرق، أما جدة فليست ميقاتًا إلا لأهلها الساكنين فيها، وأما النواحي الأخرى فليست ميقاتًا لهم، لكن زعم بعض إخواننا في السودان أن بعض الطرق من السودان إذا سلكوها من البحر لا تحاذي الجحفة، وإنما تحاذي رأسًا قبل الجحفة، فإن صح هذا أن هناك طريقا بحريًّا من بورسودان أو غيرها من موانئ السودان، إذا صح بأن هناك طريقًا لا يمر بالجحفة، بل يحاذي جدة أولاً فإذا أحرم من جدة إن صح هذا، وإلا فالمعروف أن طريق
(1) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب مهل أهل المكة للحج والعمرة برقم (1427).
أبناء السودان يمر أولاً على الجحفة؛ وهي رابغ الآن من طريق الجو كذلك، فعلى أبناء السودان أن يحرموا من الجحفة إذا حاذوها من جهة البحر، وهكذا إذا حاذوها من جهة البر إلا إذا جاؤوا من طريق المدينة فمن ميقات المدينة، وهكذا غيره، وهكذا أهل مصر والشام يحرمون من الجحفة، وهكذا المغرب، أما العراق فمن ذات عرق إذا جاؤوا من طريق العراق، أما إذا ذهب إلى المدينة فإنه من المدينة، واليمن من ميقات اليمن، أما من كان دون ذلك من كان في بحرة مثلاً يحرم من مكانه.
س: يقول السائل: متى تكون جدة ميقاتًا (1)؟
ج: جدة ميقات لأهلها، وميقات لمن وصل إليها ليس عنده نية لعمرة أو حج، ثم طرأ عليه العمرة أو الحج في جدة يحرم منها، وصل إلى جدة من أمريكا، من أوربا، من أفريقيا، من أي مكان ما عنده نية للعمرة أو الحج، جاء إلى جدة للتجارة أو لأسباب أخرى، ثم بعدما وصل أنشأ العمرة، أحب أن يعتمر أو أحب أن يحج في وقت الحج يحرم من جدة ولا شيء عليه. وإذا كان إنسان لا يوازن الميقات، إلا إذا وصل جدة جاء من بلد في حذائِه البحر، أو الجو ليست طائرته ولا سفينته تحاذي
(1) السؤال السابع من الشريط رقم (244). ') ">
ميقاتًا إلا جدة ما يمر على ميقات، حتى يمر جدة هذا يحرم من جدة، إذا وُجِدَ، يقال: أن بعض الخارجين من السودان أنه إذا جاء من جهة الغرب رأسًا أنه لا يكون له ميقات إلا جدة، أنه لا يحاذي شيئًا إلا جدة.
يقول بعض علماء السودان: إذا وُجِدَ إنسان خرج من ميناء في السودان، أو غيرها لا يحاذي ميقاتًا إلا جدة يكون إحرامه من جدة.
س: من أين يحرم أهل السودان وهم في البحر؟ هل يحرمون من جدة أم من رابغ (1)؟
ج: ميقاتهم رابغ، إلا إذا مروا على ميقات قبل رابغ، وإلا فالذي نعرف عن السودان مثل مصر وغيرها، ميقاتهم رابغ، لكن يقول بعض علماء السودان: إن هناك طريقًا قد يأتون جدة قبل رابغ، فإذا وُجِدَ طريق بهذه المثابة أحرموا من جدة، أما إذا كانوا يوازنون رابغًا أو يلملم لزمهم الإحرام وهم في البحر، إذا وازنوا هذا أو هذا.
س: يقول السائل: أديت العمرة وأنا من السودان، ولكنني أحرمت من رابغ، هل هذا صحيح؟
(1) السؤال من الشريط رقم (353). ') ">