الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلِّيم:
بكسر السين فلام مكسورة أيضًا على وزن فعيل، وهو مكسور الأول عند العامة في كل كلامهم إذا وليه حرف الياء مثل كبير وصغير وشهيد وقليل وسليم - أي ضد معيب.
والسليم: أسرة علمية بل هي أشهر الأسر العلمية في القصيم في كل تاريخه.
ظل أفرادها يتولون القضاء والتدريس أكثر مما بقيت أية أسرة أخرى في القصيم.
ولا يزال بعض أفرادها كذلك حتى الآن، فمنذ أن عرف الشيخان محمد بن عمر بن سليم، ومحمد بن عبد الله بن سليم بطلب العلم، وإجادة الفهم، وأشير إليهما بذلك، ليس في القصيم وحده، وإنما في بقية أنحاء نجد، وذلك في العقد السابع من القرن الثالث عشر حتى تاريخه والأسرة لا تخلو من عالم قاضٍ فقيه.
وآخر من كان كذلك ولا يزال حتى كتابة هذه السطور في عام 1403 هـ، هو الشيخ محمد بن صالح بن العلامة القاضي، بل والد القضاة محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ محمد بن صالح هو رئيس محكمة التمييز في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية.
وهو فقيه مشهور بذلك سيأتي نقل كلام زميله الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن بسام عن فقهه وعلمه.
وكان ترقى في وظائف القضاء حتى وصل إلى رتبته هذه، كما سيأتي في ترجمته في آخر الكلام على هذه الأسرة: أسرة آل سليم.
وقد استوفى الشيخ صالح بن سليمان العمري الكلام على (المشايخ: آل سليم وتلامذتهم) في كتاب ألفه عنهم بهذا العنوان ذكر فيه المشايخ من آل سليم ومن تتلمذ عليهم أو قرأ بعض الدروس عليهم، ومن تخرجوا على أيديهم قضاة
أو مرشدين، أو حتى أئمة مساجد، سواء من أهل بريدة أو من غيرهم حتى رفع عدد تلامذة الشيخ عمر بن محمد بن سليم إلى أكثر من خمسمائة ذكرهم بأسمائهم، وقد طبع كتابه في عام 1406 هـ في مجلدين.
نقلت من خط الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم أصل أسرة آل سليم، وكيفية انتقال أولهم وهو جدهم محمد من الفقرة، حيث كان يسكن مع أولاد عمه الأحامدة من حرب فيها، وقد ارتحل من فقرة الأحامدة قريب المدينة المنورة إلى الحناكية ثم منها إلى عنيزة وتزوج فيها بنت صانع ثم ذهب إلى العيينة - غير بعيد من الرياض الآن - فعاش فيها مدة.
والفقرة: جبل كبير قرب المدينة المنورة لا يزال معروفًا باسمه الآن، ثم ارتحل من العيينة إلى بلدة منفوحة، ثم ارتحلوا إلى بلدة الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى التي قامت على أساس المعتقد السلفي الخالص الخالي من شوائب الشرك والبدع التي أدخلت في الدين.
وقد استقروا في الدرعية.
و(حمد) بن محمد أول من جاء منهم إلى نجد حج سنة الحبس، وربما كان المراد بها حبس الحجاج، ولذلك قال: فكه الله أي سلمه مع الذين سلموا من الحبس وربما القتل، بل خرجوا رجليه أي راجلين يمشون على أرجلهم، وليس لديهم ما يركبونه.
وعلى هذا يكون قدومهم إلى عنيزة ثم العيينة والدرعية قديمًا قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بزمن، ولذلك قال الشيخ محمد بن عمر: وصالح وابنه عبد الله هم الذين قاموا مع الشيخ يقصد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
مع العلم بأن عبد الله هو جد عمر بن عبد العزيز آل سليم الذي هو أول
من جاء إلى بريدة من الدرعية، وهو عبد الله بن صالح بن حمد بن محمد الذي هو أول من جاء من آل سليم إلى العيينة قرب الدرعية، وسوف ننقل نص كلام الشيخ محمد بن عمر عن أسرته وعن أعمالهم لأنه به خبير، وهو إلى ذلك عالم ورع لا يذكر إلَّا ما صح عنده وعرفه يقينًا كما هي عادة علمائنا في الصدق وتجنب التزيد أو الفخر.
ويلفت النظر فيها قول الشيخ: وأقام يعني جدهم مدة في العيينة يرافقهم إذا هبطوا المدينة فالمرافقة هنا لها معنى خاص، وذلك أنها تتعلق بالأعرابي أو أحد أفراد القبيلة الذي يذهب مع ركب وهم جماعة المسافرين إذا كانوا ذاهبين إلى منطقة نفوذ قبيلته، حيث يصبحون في وجهه - كما يقولون - ولا تؤذيهم قبيلته ما دام (رفيقًا) لهم.
وهذه هي الورقة التي كتبها الشيخ محمد بن عمر بن سليم عن أسرته آل سليم بخطه:
وهذا نقل هذه الورقة المهمة بحروف الطباعة، وقد بدأها بوالده عمر بن عبد العزيز:
عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن صالح بن حمد بن محمد، محمد هذا له سهم بالفقرة فقرة الأحامدة، ارتحل إلى الحناكية بسبب دم واستقر فيها مدة وتوافق هو والطويل محمد الذي غرس أم صوا (1) وأمهات ورينب بالعيينة، وقدم معه إلى بلد العيينة وغرس فيها نخل قبلة عن باب سليم المشهور بالعيينة وبني المسجد الذي على حد الباطن شمالي الباطن، وكان قبل قدومه بلد العيينة قدم عنيزة وتزوج فيها بنت صانع وأقام مدته بالعيينة يرافقهم إذا ذهبوا للمدينة، ثم ارتحل إلى بلد منفوحة وغرس المنافيح شمالي منفوحة وجرت ذبحة جعيثن بالجزعة تذابح هو ورفاقته ثم ارتحل إلى بلد الدرعية واستقر فيها، وحمد ابنه حج سنة الحبس، بعدما تبين الشيخ (2)، وفكه الله مع اللي سلموا، خرجوا رجليه وعبد الله ناسب آل عبد ربه مطاوعة أهل الدرعية وجعل لهم صاحب (الشيخ) عصيدة فيها حفش.
وصالح وابنه عبد الله هم الذين قاموا مع الشيخ هم وآل سويلم وتناسبوا هم وآل موسى بن سليم وآل موسى يسمون آل شقير حمولة أخرى وجمعهم الاسم وصالح وابنه عبد الله هم الذين غرسوا الرأس بالدرعية والخليج.
وآل صالح هم قصرا (3) آل سويلم قاموا هم وإياهم مع الشيخ.
أبو الشيخ حمد آل عبد الله بن حمد بن محمد بن حمد بن صالح.
وعثمان بن عبد الله ابن إبراهيم بن حمد بن صالح.
وعمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن صالح صار عبد الله بن حمد أخو الحمد بن صالح جدهم.
وعثمان أبو حسين الشيخ أخو لعبد العزيز أبو عمر وعبد الرحمن أخو
(1) ربما كانت صحتها أم صور، والصور جماعة النخل الصغيرة الملتفة.
(2)
أي شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
(3)
قصرا: جيران.
عبد العزيز عقيم ومحمد أبو ساره بنت ( .... ). انتهى.
وأقول: تكاثر آل سليم بسرعة ربما تكون غير مألوفة حتى إن جنود حسين بك الذين قدموا إلى الدرعية في عام 1236 هـ قتلوا منهم مرة واحدة تسعة رجال فما بالك بعدد أطفالهم وشيوخهم الطاعنين في السن وبناتهم ونسائهم.
وقد سجل هذه الواقعة ابن بشر في تاريخه ونقلناها عن الإخباريين في ذكر ترجمة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم الذي كان والده أحد أولئك الذين تعرضوا للقتل، ولكنه سلم من الموت كما سيأتي.
وكانت تلك الواقعة في عام 1236 هـ، أي بعد وقعة الدرعية بسنتين.
وقد ذكر المؤرخون النجديون ذلك وذكروا بعض رجال آل سليم التسعة الذين قتلهم جنود حسين بيك في عام 1236 هـ، وذلك أنه بلغ القيادة في مصر أو ربما في اسطنبول أيضًا أن جماعة من أهل الدرعية عادوا إلى الدرعية بعد رحيل إبراهيم باشا عن نجد، وأنهم بدأوا في إعادة عمارتها فأرسلت رجلًا ظالمًا عنيدًا هو (حسين بيك) في عام 1236 هـ فأجلى سكان الدرعية كلهم عنها.
ونفى بعضهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة كان من بين القتلى فيها تسعة من آل سليم.
ذكر الفاخري في تاريخه مجيء حسين بيك، وذكر كيف عاث هو وجنوده في الأرض الفساد وذلك في سنة 1236 هـ وأن تسعة من آل سليم قتلوا فيها، فقال:
ومن أعيان من قتل من أهل الدرعية: صالح بن دغيثر، وعلي بن محمد بن قضيب، وأولاد موسى بن سليم محمد وولده، وسليمان وحمد بن إبراهيم،
وعبد الرحمن بن علي، وتمام تسعة منهم (1).
أقول: هؤلاء كلهم من أسرة آل سليم قبل أن تنتقل الأسرة إلى القصيم.
هذه بخط الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
(1) خزانة التواريخ، ج 3، ص 131.
عمر بن عبد العزيز بن سليم