الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم:
من رجال التعليم، بل من مشاهير رجال التعليم في بريدة، فقد كانت له مدرسة في (مدرسة آل سيف) الواقعة إلى الجنوب من (قبة رشيد)، إلى الغرب مباشرة من مسجد ناصر المنسوب إلى ناصر بن سليمان السيف الذي هو جد الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم لأمه.
وقد هدمت المدرسة والمسجد وأدخلتا في السوق المركزي في بريدة.
أدخلني والدي في مدرسة عبد الله بن إبراهيم السليم تلك في عام 1357 هـ. وهي كُتَّاب متطور لأن صاحبها الأستاذ عبد الله هو متطور بالفعل فهو خطاط مجيد وهو إلى ذلك حاسب مدقق، درسنا عليه الكسور العشرية في الحساب، ولا أدري من أين تعلمها، وربما كان ذلك اجتهادًا منه مثلما رأيت عنده كتابًا في علم (العروض والقوافي) كتبه بخطه، وعلى ندرة من يعرف هذا العلم، فضلا عن أن يشتغل به.
ولم يكن لديه عندما دخلت مدرسته أحد يعاونه إلا الأستاذ محمد بن سليمان الخضر - بكسر الخاء والضاد - وهو يعلم صغار الطلبة في المدرسة.
وعندما فشلت إدارة المدرسة الحكومية التي فتحت في بريدة في عام 1356 هـ بإدارة الأستاذ موسى عطار وهو رجل من أهل مكة المكرمة وقوي في إدارته، وليس عليه مآخذ فيها، ولكن الناس لم يكونوا يثقون بالمدرسة نتيجة للجهل بموضوع التعليم فكان أكثرهم يتسألون عن مغزى الحكومة من افتتاح هذه المدرسة وبعضهم يظن أنه إعداد أبنائهم للسفر إلى اليمن السعودي يريدون بذلك جنوب المملكة وبخاصة منطقة جازان وتهامة، ليعملوا موظفين هناك.
والمنطقة بعيدة ومجهولة لهم، وفيها أوبئة وأكثرهم لا يريدون مجرد فراق أبنائهم.
فرأى القاضي الشيخ عمر بن سليم وبعض جماعة أهل بريدة أن يعين فيها شخص من أهل بريدة يطمئن إليه ورفعوا أمر ذلك إلى الملك عبد العزيز ورشحوا الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم، لإدارة المدرسية الحكومية التي كانت تسمى آنذاك (المدرسة السعودية).
وهكذا كان والتحقنا بها من ضمن من التحق.
وكان والدي رحمه الله قد رفض أن أدرس في المدرسة الحكومية أول الأمر لما ذكرته.
وفي عام 1367 هـ أمر الملك عبد العزيز (إدارة المعارف العامة) قبل أن تصبح وزارة بأن تنقل الأستاذ عبد الله بن إبراهيم بن سليم من إدارة المدرسة السعودية في بريدة التي صارت بعد ذلك المدرسة الفيصلية إلى إدارة المدرسة التذكارية التي سميت بعد ذلك (المدرسة الأهلية) في الرياض مع أنها حكومية وليست أهلية، وإنما أريد بكلمة الأهلية أن بناءها كان بنفقة أهالي الرياض.
وذلك أن الملك عبد العزيز عندما عاد من مصر، وبعد أن قابل الملك فاروق والرئيس روزفلت في البحر الأحمر جمع الأثرياء من أهل الرياض نقودًا ليقيموا بها احتفالًا بهذه المناسبة، فأمر أن لا يقام الاحتفال، وإنما تحفظ النقود ليقام بها مشروع مهم فاقتضى نظرهم ونظر الحكومة أن يكون مدرسة، فأقيمت من ذلك المال.
فانتقل الشيخ عبد الله بن سليم من بريدة إلى الرياض وعاش في الرياض عام 1367 هـ إلى أن عاد إلى بريدة مديرًا لمعهد المعلمين فيها وبقي مديرًا له حتى أحيل على التقاعد في عام 1399 هـ.
وكانت ولادته في رمضان عام 1330 هـ.