الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السيف:
على لفظ ما سبقه.
من أهل بريدة.
أسرة كبيرة تفرعت منها عدة فروع منهم الغنيم والسنيد.
أصل مجيئهم إلى بريدة من الزلفي.
منهم الشيخ صالح بن سليمان السيف تولى القضاء في عدة أماكن منها قضاء المضيق قرب مكة المكرمة.
وهو صالح بن سليمان بن عبد العزيز بن محمد بن راشد السيف.
توفي صالح السليمان بن سيف عام 1389 هـ بعد أن عمل في الدولة قرابة أربعين سنة.
وكان الشيخ صالح بن سليمان السيف قد ابتعثه الملك عبد العزيز إلى اليمن السعودي كما كان يسمى والمراد به الجنوب الساحلي في الدفعة الأولى من المشايخ النجديين الذين أمر الملك عبد العزيز بإرسالهم إلى هناك.
فذهب بالفعل في عام 1346 هـ وكان في تلك الدفعة الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد والشيخ عبد العزيز بن محمد المضيان وكلهم من أهل بريدة والشيخ محمد بن إسماعيل من أهل عنيزة.
أما الدفعة الثانية من المشايخ إلى تلك الجهة، فهي أكثر واشمل إذ شملت عددا من المشايخ ذكرناهم في مواضعهم من هذا الكتاب وكان ذهابها في عام 1353 هـ.
قال الأستاذ إبراهيم بن محمد بن سيف، وهو ليس من أسرته:
الشيخ صالح بن سيف: (1329 - 1389 هـ): القاضي الشيخ صالح بن سليمان بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن صالح بن سيف.
ولد الشيخ صالح عام 1329 هـ في مدينة بريدة من منطقة القصيم وتلقى العلم عن أصحاب الفضيلة الشيخ عبد الله بن سليم وأخيه الشيخ عمر بن سليم والشيخ عبد الله بن بليهد في بريدة، ثم سافر إلى المجمعة لأجل الفراغ للطلب فتلقى علومًا عن فضيلة العلامة الشيخ عبد الله العنقري وحفظ القرآن أثناء إقامته هذه بالمجمعة، وتلقى من العلم ما شاء الله.
علمه:
كان في أول الأمر متنقلًا في قرى القصيم بأمر الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم قاضي القضيم لتعليم العلوم الدينية كالحديث والفقه والفرائض وتجويد القرآن والنحو وغير ذلك من العلوم ثم انتقل إلى الحجاز بأمر جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله بواسطة شيخه عبد الله بن سليم وكان متنقلًا بين القرى والبوادي في الحجاز التعليم واجبات الدين وإرشاد البوادي وقضاء حاجاتهم وحل مشاكلهم من عقد نكاح وما أشبهه أخذ في ذلك خمس سنوات ثم عين بوظيفة قاض للمضيق (1)، وملحقاته من ضواحي مكة المشرفة، ولا زال بوظيفة القضاء في هذه البلدة حتى توفاه الله في 29/ 11/ 1389 هـ (2).
وأخوه عبد الله بن سليمان السيف، طالب علم محب للمشايخ والطلبة كثيرًا ما يدعوهم إلى بيته، ويحضر حلق الذكر.
ذكره الشيخ صالح العمري، فقال:
عبد الله السليمان بن سيف حافظ للقرآن عن ظهر قلب، جيد القراءة، خلفه الشيخ صالح الخريصي في الإمامة - بمسجده - عدة مرات (3).
(1) المضيق: واد ذو سكان رؤساؤه من الأشراف في إمارة مكة المكرمة.
(2)
المبتدأ والخبر لإبراهيم بن محمد بن سيف، ج 2، ص 95 - 96.
(3)
علماء آل سليم، ج 1، ص 158.
ومنهم صالح بن إبراهيم السيف الذي قال فيه الشيخ محمد بن عبد الرحمن البواردي قصيدة من الشعر الفصيح كنت كتبتها وضاعت مني.
وذلك أن أخاه محمد بن إبراهيم السيف كان تاجرًا أقام في الجبيل، ويسميه الناس أنذاك (أبو عينين) فصار يرسل البضائع إلى بريدة ويستقبلها منها على ضعف الإمكانات التجارية، وقلة المال بأيدي الناس.
وكان أخوه صالح بن إبراهيم السيف عنده في الجبيل والشيخ محمد بن عبد الرحمن البواردي كان في الجبيل قاضيًا في ذلك الوقت فنشأت بينهما صحبة وصداقة.
وصالح بن إبراهيم السيف صاحب نكتة حاضرة في كل الظروف، ومنها تشبيهات طريفة منها أنه ذكر قومًا نساؤهم معروفة بالنحافة، فقال: إذا جيت ديرتهم تلقي بالعائر سبعة سراويل ساقطة من نسائهم لنحافتهن.
وقال مرة لأحد المتكبرين: لا تكبر يا أخي فأنت عندي صغير وأنا أحتاج في رؤيتك إلى مكبر.
يريد الذي يكبر الأشياء ليراه، مبالغة في صغره المعنوي.
وكان يقول لذي اللحية الكبيرة، كأنه عاض دجاجة.
ويقول لمن نام وقبض أعضاءه من برد أو نحوه كنه (كا) يريد حرف الكاف المنبسط (كـ).
وقال صالح بن إبراهيم السيف لأحد المؤذنين الذين لا يرفعون أصواتهم بالأذان بحيث لا يسمعهم الناس، فسأله صالح السيف قائلا: أنت توحي نفسك إلى أذنت.
وسمع صالح السيف مرة أحدهم يقول: طلعنا للبر واستأنسنا لقينا غار كنه دار، وجلسنا به، فقال صالح السيف: حنا بدار حقيقية - يريد في مدينة بريدة!
وكان صالح بن إبراهيم السيف مدرسًا عندنا في مدرسة بريدة الثانية التي صارت تسمى بعد ذلك (المدرسة المنصورية) فلا حظت فيه الدقة التامة في الوصول إلى عمله في أوقات نموذجية لا أذكر أنه تأخر مرة واحدة في عام واحد.
لذلك عندما عينت مديرا للمعهد العلمي في بريدة نقلته معي في وظيفة (مراقب) وهي أكثر راتبًا، والمعهد أعلى في نفوس الناس من المدرسة المنصورية التي هي مدرسة ابتدائية فكان عند حسن الظن في مواظبته، وضبطه للمواعيد.
وكنا إذا خرجنا مع أساتذة المعهد الذين هم من العلماء بل بعضهم من كبار العلماء كالشيخ صالح بن إبراهيم البليهي والشيخ محمد بن عبد الله السبيل كان صالح السيف مطرب الرحلة لا بصوته، ولكن بنكاته المروية عن غيره التي كان يحفظها، وبالنكت والطرائف التي يبتدعها.
ومرة خرجنا عندما كنت في المعهد العلمي مع الموظفين في المعهد إلى البر للنزهة وكان الوقت ربيعًا والأيام أيام مطر فغامت السماء وصار المطر يسقط رذاذًا فخشينا أن يفسد علينا نزهتنا لأنه ليس بقربنا ملجا أو ستر نستتر به من المطر، فسارع أحد المدرسين وفيه تغفيل يردد الدعاء الذي يقال إذا كثر المطر، وصار يخشى منه الضرر:(اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر).
فسارع صالح السيف يقول له: أوقف - يا أخوي - لا تدعي هذا الدعاء حنا الأكام والضراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر.
وإذا بغيت تدعي أدع أن المطر يروح للمدن ما ينزل علينا.
وذلك أننا بالفعل في البرِّيِّة.
توفي صالح بن إبراهيم السيف في 29/ 1/ 1399 هـ
ومنهم عبد العزيز بن عبد الله بن سليمان السيف عُمِّرَ دهرًا وكان ذكر لي أنه
ذهب مع الجنب الذي كانوا برفقة والدي عندما تزوج أمي، مع العلم بأن والدي قد رزق من أمي ببنت قبلي اسمها لطيفة ماتت بسبب الجدري عام 1347 هـ.
وظني أن زواج والدي بوالدتي كان في عام 1339 هـ أو عام 1340 هـ وقد ولدت أنا في عام 1345 هـ، فإذا كان عمره آنذاك أربع عشرة سنة فإنه يكون الآن عام 1420 هـ حيث لا يزال يعيش 94 سنة، ولكن مشكلته أنه لا يحب مراجعة المستشفيات ولا الأطباء، لذا أصابته بعض أمراض الشيخوخة ولا يزال يعاني منها.
وكان عارفًا بإصلاح البنادق وتركيب (خشابها) وهو الخشب الذي تثبت فيه.
ولعبد العزيز السيف هذا طرائف وقصص تضحك الثكلى لو جمعت الألفت مجلدًا ولكن هدفي هو الإستشهاد ولذلك سوف أذكر بعضها.
حدث عن نفسه، قال: ضاع لي طفل خرج من البيت فبحثت عنه حتى وجدته في مركز الشرطة، فلما ذهبت لأخذه منهم صاروا يسألونني أسئلة كثيرة مثل اسمك، واسم والدك والعائلة، وعملك وعنوانك.
ثم قالوا: ما هو سبب ضياع الطفل؟ فقلت لهم: إنه خرج من باب الدار فقالوا: لماذ لم تغلقوا الباب؟ وكانوا يسألونني وأحد الشرطة يكتب ما أقول.
قال: فجزعت، ولم أتحمل هذا الكلام الذي لا طائل تحته، وقلت لهم: أسمعوا أنا لي تسعة أبناء غيره، ما أبيه، خلوه لكم، ولا اتحمل سوالاتكم هذي!
وقال وخرجت من مركز الشرطة مسرعًا، فأسرع جندي خلفي يقول: لا، لا، يا ابن الحلال، خذ الولد! فلت لهم: لا، خلوه لكم! قال: وقد تلطف بي الشرطي حتى أخذت ولدي!
أقول: من العجائب في أمره أنه تزوج خمس نساء فلم يرزق بأولاد منهن، وذلك أنه لا توافقه طبيعتهن ثم تزوج بامرأة من الرثيع أهل الرسيس فوافقته ورزق منها
بتسعة أبناء وله الآن 11 ابنًا، و 3 بنات، رزق من غيرها بعدها بولدين.
ومن طرائفه أيضًا قال أخذت مرة حمارًا من أحد أصدقائي للذهاب عليه إلى جهة من الجهات قبل وجود السيارات ولكن صاحب الحمار أخبرني أن الحمار ربوض، قال: تري به رباضة.
قال: ولم أجد غيره وكنت مستعجلًا، فلما ركبته ربض، وأبى أن يقوم ولم يفد فيه الضرب، ثم انطلق ثم ربض، قال: وهذه المرة ضربته فلم يفد فيه الضرب، فلم أدر ما أصنع به، وكنا في فصل الصيف وهو فصل الربيع فرأيت جعلًا يمشي فأخذته، وجعلته في إذن الحمار وربطت عليه بخيط قال: فقفز الحمار وجن جنونه وصار كل همي في أن أوجهه وهو يكاد يطير حتى قضيت غرضي، ففتحت الرباط وسقط الجعل ولا أدري أعاد الحمار إلى (الرياضة) أو لا.
وحدث قال: ذهبت للخبوب القريبة على رجلي فسلط علي ذباب يقع على عيني فإذا أبعدته وقع فوق فمي، قال: وأحدي يدي مشغولة كنت أحمل فيها شيئا، قال: ولم أستطع أن أفلت منه، قال: ولم يكن يراني أحد فعضيت على شماغي بأسناني وانطلقت أركض بأقصى ما أستطيع متخيلًا أنني ابتعد عن ذلك الذباب، وأنه لا يستطيع أن يلحق بي، قال: ولما وصلت إلى رأس النفود وقفت أستريح، وإذا به يضربني ضربة مؤلمة! ! !
وتبين أنه كان أسرع مني، أو أنه كان واقعا على ظهري!
وحدث عبد العزيز بن عبد الله السيف قال: أبي أحد أبنائي أن ينام وكان يقول: أبي تمر، فأعطيناه تمرًا بيده، فعافه، وقال: هذا شوي، أبي كثير، فأتينا بالصحن الذي فيه التمر، فصاح وقال: ما أبيه أبي كثير، فلم أجد إلا أن حملته ووضعته في الجصة، وقلت له: هذا التمر الكثير، كل منه!