المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

من البيع وما بقي إلَّا هذا فخذه هدية مني ومن - معجم أسر بريدة - جـ ١٠

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌السلِّيم:

- ‌عمر بن عبد العزيز بن سليم:

- ‌الأوراق التي خلفها عمر بن سليم:

- ‌خط عمر بن عبد العزيز بن سليم:

- ‌ثروة عمر بن عبد العزيز بن سليم:

- ‌ثروة أسرة عمر بن سليم:

- ‌هيا بنت عمر بن عبد العزيز:

- ‌فروع آل سليم في بريدة:

- ‌وثيقة مهمة:

- ‌وصية عمر بن عبد العزيز بن سليم:

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله بن حمد بن سليم:

- ‌حوادث سنة 1236 ه

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وطلبة العلم:

- ‌رواية خزانة التواريخ النجدية:

- ‌الشيخ ابن سليم وعبد العزيز بن رشيد:

- ‌تعليقات وكتابات الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم:

- ‌الوساطة لابن بسام عند ابن سعود، أو لابن سليم عند ابن رشيد:

- ‌وفاة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم:

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله بن حمد بن سليم (1240 هـ - 1325 ه

- ‌الشيخ محمد بن عمر بن سليم:

- ‌الشيخ محمد بن عمر بن سليم والقضاء:

- ‌رسائل أخرى للشيخ محمد بن عمر:

- ‌خط الشيخ محمد بن عمر بن سليم:

- ‌كتابات نادرة:

- ‌الوثائق والمبايعات:

- ‌والدة الشيخ محمد بن عمر بن سليم:

- ‌وصية والدة الشيخ محمد بن عمر بن سليم:

- ‌ثروة الشيخ محمد بن عمر بن سليم:

- ‌الشيخ محمد بن عمر بن عبد العزيز بن سليم (1245 هـ - 1308 ه

- ‌إبراهيم بن الشيخ محمد بن عمر بن سليم:

- ‌الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن سليم

- ‌عالم زاهد بالمال:

- ‌حسن المطالبة في الحق:

- ‌مرثية في الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم:

- ‌الشيخ القاضي عمر بن محمد بن سليم

- ‌العلامة الشيخ عمر بن محمد بن سليم:

- ‌القاضي المسئول عن كل شئون البلد:

- ‌رسائل للشيخ عمر بن سليم:

- ‌العدل مع القريب والبعيد:

- ‌القاضي والخصماء:

- ‌تصديقات الشيخ عمر بن محمد بن سليم على الوثائق:

- ‌إعادة بناء الجامع:

- ‌وفاة الشيخ عمر بن سليم:

- ‌ذكر وفاة قاضي القصيم الشيخ عمر بن سليم:

- ‌الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم:

- ‌مؤلفات الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم:

- ‌استقبال في بريدة:

- ‌ابن سليم الفلكي:

- ‌اليوم الشرعي:

- ‌الصلاة الوسطى:

- ‌تقويم الأزمان:

- ‌الكبيسة والبسيطة:

- ‌الباحث المتعمق:

- ‌مسألة عاشوراء:

- ‌الرجل الموسوعي:

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن سليم في أقلام الكتَّاب:

- ‌عبد الله السليم من أول رجالات التعليم:

- ‌كتاب عن الشيخ عبد الله بن سليم:

- ‌برنامج رجال في الذاكرة:

- ‌شخصيات في الذاكرة

- ‌الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم أول مدير مدرسة في الرياض:

- ‌رسالة من الشيخ عبد الله بن سليم إلى المؤلف:

- ‌الشيخ محمد بن صالح السليم رئيس محكمة التمييز في المنطقة الغربية

- ‌الفقيه:

- ‌أنموذج من نصائح الشيخ محمد بن صالح السليم وأسلوبه في الكتابة الدينية:

- ‌الشيخ محمد بن صالح بن محمد آل سليم (1333 - 1407 ه

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن سليم

- ‌محمد بن عبد الله بن سليم:

- ‌صالح بن محمد بن عبد الله السليم:

- ‌إبراهيم بن صالح بن محمد بن عبد الله السليم:

- ‌عبد العزيز بن صالح بن محمد السليم:

- ‌ومن متأخري أسرة آل سليم:

- ‌ السليم

- ‌السْلَيِّم:

- ‌سليمة:

- ‌السِّلِيمي:

- ‌السْمَاعيل:

- ‌السَّمْحَان:

- ‌شخصية أخرى من السمحان:

- ‌أطول رحلة برية:

- ‌نجاة من الحكم بالإعدام:

- ‌السمينة:

- ‌السندي:

- ‌السّنَيْد:

- ‌السنيد والسيف:

- ‌السنيدي:

- ‌السِّوَاجي:

- ‌السُّوْلي:

- ‌السَّوهَجِي:

- ‌السوَيَّح:

- ‌السُّويد:

- ‌السْوَيَّد:

- ‌السوَيْدان:

- ‌السويدي:

- ‌السوَيلْم:

- ‌الشيخ القاضي عبد العزيز بن عبد الله بن سويلم:

- ‌تواضع الشيخ عبد العزيز بن سويلم:

- ‌أولى شخصيات السويلم:

- ‌متى وصل الشيخ ابن سويلم إلى القصيم:

- ‌أسلوب الشيخ ابن سويلم:

- ‌متى ترك الشيخ ابن سويلم القضاء في بريدة:

- ‌عبد الرحمن بن سويلم:

- ‌ووثيقة أخرى بخط عبد الرحمن بن سويلم:

- ‌محمد بن الشيخ القاضي عبد العزيز بن عبد الله السويلم:

- ‌وثيقة مهمة مفقودة:

- ‌عبد العزيز بن محمد السويلم:

- ‌حمد بن محمد بن سويلم:

- ‌محمد بن حمد السويلم

- ‌محمد بن عبد العزيز بن سويلم (الثاني):

- ‌ملك السويلم:

- ‌عبد الله بن سويلم:

- ‌السَّوَيِّل:

- ‌‌‌‌‌السَّهَيْل:

- ‌‌‌السَّهَيْل:

- ‌السَّهَيْل:

- ‌السَّيَّاري:

- ‌السَّيْحان:

- ‌السَّيْف:

- ‌صالح بن محمد بن سيف:

- ‌سليمان بن سيف

- ‌عبد المحسن بن محمد بن سيف (المُلَّا)

- ‌زوجة الملا:

- ‌ثروة المُلَّا:

- ‌خط المُلَّا ابن سيف:

- ‌وفاة المُلَّا ابن سيف:

- ‌المُلَّا الثاني ابن سيف:

- ‌قنافذ للبيع:

- ‌مشاجرة بين المُلَّا وقط:

- ‌المُلَّا يحك رأسه جاره:

- ‌مدرسة السيف:

- ‌ناصر بن سليمان السيف

- ‌نماذج من خط ناصر بن سليمان السيف:

- ‌ناصر السليمان السيف ومحبته للعقار:

- ‌الشيخ ناصر بن سيف (1248 - 1339 ه

- ‌ممتلكات النساء من أسرة السيف:

- ‌مؤلفون متأخرون في الزمن:

- ‌السيف:

- ‌أولاد خلف:

- ‌وثائق لأسرة السيف:

- ‌وصية طرفة السيف:

- ‌وثيقة هبة:

- ‌السيف:

- ‌عبد العزيز بن عبد الله بن سليمان السيف:

- ‌‌‌السيف:

- ‌السيف:

الفصل: من البيع وما بقي إلَّا هذا فخذه هدية مني ومن

من البيع وما بقي إلَّا هذا فخذه هدية مني ومن نفس رضية.

ثم جمعته في كيس وناولته حمده، فانصرفا من عندها وهما في ضحك عليها وتصديقها لحمده (1).

‌مدرسة السيف:

كانت أسرة السيف هي الأولى في بريدة التي أوقفت مدرسة لتعليم الأولاد القراءة والكتابة فيما أعلم.

وقد نفع الله بهذه المدرسة حتى أوقف عليها بعض أهل الخير من غير أسرة السيف أوقافًا.

فمنهم من خصها بوقف خاص مثل قوت بنت الأمير حجيلان بن حمد أمير القصيم التي أوقفت عليها وقفا خاصًّا وبعض الناس أوصى لها بشيء مما أوقفه على أعمال الخير.

(1) سواليف المجالس، ج 7، ص 39 - 42.

ص: 572

ومنهم الشيخ صالح بن ناصر السليمان السيف، كان طالب علم ثم صار شيخًا مجيدًا اشتهر بغزارة العلم وعرف بين الناس بذلك، ولكنه كان من أنصار الشيخ ابن جاسر المنحرفين عن المشايخ آل سليم حتى إنه فيما بلغنا قرر عدم الدخول إلى بريدة من الصباخ ما دام أمرها كذلك.

ص: 573

وقد بقي بالفعل في الصباخ، فكان المحبون له يذهبون إليه في الصباخ وقد انتفع بعلمه طائفة من أهل الصباخ، وبخاصة من (الرشود الصالح) الذين هم أبناء صالح بن عبد الله الرشودي.

وهذا نموذج من خط الشيخ صالح بن ناصر بن سيف.

ص: 574

وأخوه عبد الله بن ناصر السيف، كان في فترة من الفترات من جماعة أهل بريدة أي أعيانها الذين ينظرون في شئون البلدة.

وحفر عينًا ارتوازية عذبة في نخلهم في الصباح وأوقف مشرعًا فيها على الطريق يشرب منه الناس ويستقون وتوفي عام 1389 هـ.

ص: 576

قال عبد العزيز بن محمد الهاشل وقد زرع في الوطاة والديَّان هو عبد الله بن ناصر السيف، ولا وافق الرزع يريد أن المحصول منه من القمح لم يكن على ما يرام.

فقال:

يا مسندي بان السِّبل

والزرع بعروده قصَيل

بلاه ما ذاق النَّهَلْ

الا انه صبارٍ وأصيل

اللي شرب ذاك انهبل

وتلقاه من جوده يهيل

زريعنا كنُّه بَعَلْ

يا غِلنا غلٍّ طويل

انَّا للي ماشا فعَلْ

إلى جا باكر وش نكيل؟ (1)

الملح ملعون أبواهَلْ

يحصده لو أنه ثليل (2)

زرعت واحسب انه سهَل

واشوف ماعندي ضويل

من روعَتَهْ عودي نَحَلْ

غديت وجعان وعليل

أشوَى أنَّ مُعَزِّبنا فحَل

ما يغثنا يبي التوصيل

ابوناصر ما به دَحَلْ

عَزَّ الله ان جنسه قليل

يعطي رجاجيله مَهَلْ

دين على دين يحيل

ما هوب هيس وبْه جَهَلْ

يحط رصاد ووكيل

قال: وكان في ذمتي له قد بقي عشرون ريالًا وعشرون صاعًا من العيش فسامحني بها، وكانت في ذلك الوقت تعتبر مبلغًا مهمًا من المال.

وكان عبد الله بن ناصر السيف هذا كاتبًا في وقت من الأوقات للقاضي ببريدة الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر.

قال الشيخ إبراهيم العبيد في تاريخه - واتخذ - أي الشيخ ابن بشر - كاتبًا من

(1) هذا قولهم: إنا لله الذي ما شاء فعل.

(2)

الملح: الماء الملح غير العذب.

ص: 577

أهالي بريدة هو عبد الله بن ناصر بن سليمان السيف نجل الشيخ ناصر بن سليمان (1).

وقد اشتهر عبد الله الناصر السيف هذا بشيئين أولهما رقية من يكون بهم مرض أو اصابة بالعين أو بشيء قريب من هذا مما لا يعرفه الناس من الأمراض، فكان الناس يقصدونه لذلك، ويرون الأثر الكبير لرقيته في شفاء مثل تلك الأمراض.

والثاني: محبته للفكاهة، وعدم مبالاته بالألفاظ التي تأتي عفوًا ابتغاء للفكاهة، ومن ذلك التلفظ بالشتم الذي يطلقه بعض الناس من دون أن يقصد معناه، لذلك لا يلقون له بالًا.

حدثني الشاعر عبد الله بن علي الجديعي عن سليمان بن محمد السلماني، قال: كان عبد الله الناصر السيف يقرأ على المرضى ويظهر منه نتائج جيدة، وخصوص الطفل الصغير حيث إن ابن سيف هذا عنده إخلاص ولا نزكي على الله أحدًا يقول السلماني.

أراد عبد الله بن ناصر السيف أن يتزوج زواجًا ثانيًا وخطب من ناس في بلدة النبهانية وأعطوه أي وافقوه، وكانت المسافة بعيدة ثلاث مراحل للإبل وكان ابن سيف رحمه الله لا يبالي باللغو في الكلام رحمه الله، وعفا عنه، حتى إن امرأة جابت ابنا لها تريد عبد الله السيف أن يقرأ عليه وسمعته وهو يقول الله يشتمك والذي جبتي وارادت أن ترجع لما سمعته يشتم فقال جيبيه، ويش فيه؟ قالت: إنه ما يرضع وعليه حرارة فقرأ عليه ما يقارب خمس دقائق فرضع وخفت الحرارة عن الطفل فقال: طاب، الله يشتمك.

وتعجبت أم الطفل وقالت لزوجها أخبر الشيخ عمر بن سليم عن ابن سيف، أنه يكثر الشتام وهو مشهور بالقراءة على الناس وفيه مصلحة عامة

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 4، ص 117.

ص: 578

للمسلمين فقال: الله يعفو ويسامح.

نرجع إلى زواج عبد الله الناصر السيف من أهل النبهانية يقول السلماني: ركب وصحبه ستة من أعمامه وجيرانه على ابل وكان عمه عبد الله هو كبير الركب فلما وصلوا النبهانية تلقوهم بالترحاب وعملوا لهم عشاء ليس له مثيل في زمانه لأن السيف رجال طيبون، وأهل كرم، ومعروفون في كل بلد.

وبعد صلاة العشاء أرادوا أن يملكوا له على هذه البنت الطيبة من ناس طيبين، فقال أحد القرابة لوالد البنت ترا السيف أهل تمر، اشترط على الزوج عند عقد الملاك تمر، الشقا على تمر الصباخ أي تمر الصباخ عندهم كثير.

ولما حضر العاقد يريد أن يعقد الزواج قال: عندكم شروط فقال: والد البنت .. نعم فقال ويش الشروط؟ قال: الفين وزنة تمر وفي الحال قال عبد الله اللي يشتمك وبنتك معك فقال: الخطيب أعوذ بالله من الشيطان، فقال: عم عبد الله السيف: خلها لي وأنا عمك وأنا أصبر لهم بالتمر فقال عبد الله: تراها لك يا عم.

وتملك العم وتزوج تلك المرأة، وبعد سنة من الزواج أنجبت من العم بنتًا وبعد خمسة عشر عامًا تزوج عبد الله الناصر السيف هذه البنت، فسبحان الذي بيده أزمة الأمور وصارت الزوجة الذي يريد.

أنموذج من خط عبد الله بن ناصر السيف:

ص: 579

ومن متأخري السيف هؤلاء: عبد المحسن بن محمد بن موسى بن المُلَّا الأول عبد المحسن السيف المشهور تولى عدة وظائف منها إدارة مالية بريدة، وإدارة الزراعة في القصيم وإدارة الزراعة في سدير.

ص: 580

وكان يعتبر من وجهاء مدينة بريدة وملاك العقار فيها، وتوفي عام 1402 هـ.

وكان كجد والده (المُلَّا) محبًا للعقار، وبخاصة الأراضي والبيوت.

ذهبت إليه مرة أنا والشيخ إبراهيم الدباسي نريد أن نشتري منه قطعة أرض لأنه مشهور بأنه يملك آلاف القطع من الأراضي فأحضر إلينا أول الأمر اضبارة فيها نحو ستمائة سند وصك، بأراضٍ اشتراها ثم جاء إلينا بإضبارة أخرى فاشترينا منه اثنتين ولو اشترينا منه مائتين لما نقص ما عنده وهو الذي يملك آلافًا من قطع الأراضي لكثرتها.

وكان عبد المحسن بن محمد السيف هذا رجلًا كريمًا لا يأتي إلى بريدة شخص ذو بال ويعرف به إلَّا حرص على أن يدعوه على مأدبة غداء أو عشاء في بيته.

ومرة كان الملك عبد العزيز آل سعود قد استدعى شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد إلى الرياض فخاف أهل بريدة أن ينقله عنهم إلى مكان آخر فأبرق منهم من أبرق إلى الملك بذلك.

ثم عرف الجميع أن الشيخ عبد الله بن حميد سيعود إلى بريدة بطريق البر بطبيعة الحال، لأنه لم يكن يوجد طيران يمكن أن يأتي معه.

وكان عبد المحسن السيف على صلة بالشيخ عبد الله بن حميد لاسيما أنه من كبار الموظفين وكان جماعة أهل بريدة وهم (الرشود والمشيقح ومحمد الربدي) قرروا أن يعدوا غداء للشيخ عبد الله بن حميد أو قالوا يعدوا له القهوة والفطور في البر، قبل أن يصل إلى بريدة.

فذهب عبد المحسن السيف إلى محمد العبد العزيز الربدي، وقال له: الشيخ عبد الله بن حميد شيخ لديرتنا ويهم الجماعة كلهم أن يكرموه فاجعلوا له وليمة سواء كانت غداءًا أو فطورًا باسم جماعة أهل بريدة، حنا وغيرنا ونحن مستعدين بالنفقة والعمل فيها.

ص: 581

فامتنع أحد الجماعة من ذلك قائلًا: إن الجماعة يعني الثلاثة الذين هم الرشود والمشيقح والربادي هم جماعة أهل بريدة وهم اللي يعزمون الشيخ باسمهم.

وكان مكان القهوة والفطور أو الغداء الذي أعدوه للشيخ على بعد 7 كيلات من بريدة على طريق القادم من الرياض.

فسبق عبد المحسن السيف ذلك المكان بنحو سبعة كيلومترات أخرى مما يلي الرياض، وأعد القهوة وفطورا مثلما أعدوه أو أكثر.

فلما وصل إليه الشيخ عبد الله بن حميد رحب به ابن سيف وقدم له القهوة والفطور وارتاح عنده.

ثم انصرف من عنده قاصدًا الدخول إلى بريدة ولم يكن الشيخ أعطى موعدًا لأحد، لا للجماعة الثلاثة ولا لابن سيف لأن الطريق غير مزفتة، والوصول في وقت محدد فيه صعوبة.

فلما وصل إلى المكان الذي فيه الجماعة اعترضوه ودعاه الجماعة إلي القهوة والفطور، فاعتذر بأنه تقهوي وافطر عند عبد المحسن السيف! ! !

قلنا: إن أسرة السيف يكثر فيها الكتبة ولو جمع ما كتبه آل سيف على مر السنين من وثائق ومبايعات ومكاتبات البلغ مجلدات، وفي كتابنا هذا نماذج عديدة منها وردت عرضًا في الكلام على الأسر الأخرى وذكرناها في الكلام على تلك الأسر.

وقد استعرضت في كتابي: (أخبار المُلَّا ابن سيف) طائفة من كتابهم والمراد بهم الخطاطون، وليس من يكتبون كتابة أدبية في ذلك الوقت، فمصطلح (كاتب) في العصور القديمة في نجد تعني من يكتب الوثائق والمبايعات والرسائل وليس من يكتب كتابة أدبية فهم لا يعرفون الكتابة الأدبية الإصطلاحية كما نعرفها الآن.

ص: 582

وقد اختار الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم كاتبه من أسرة السيف هو (صالح بن محمد السيف) وذلك لحسن خطه، وجودة ضبطه، كما سبق ذكر ذلك.

أما عبد المحسن بن محمد بن سيف القديم الذي استحق لقب (المُلَّا) لجمال خطه وإعطائه الحروف والحركات فيه حقها فإن ما خلفه من خطوط ووثائق هي كثيرة جدًّا وقدمنا بعضها.

ومنهم محمد بن سليمان بن سيف وهو كاتب مكثر من الكتابة، وثري من الأثرياء المعدودين.

وهذا أنموذج من كتابته التي كتبها في 18 جمادى الأولى سنة 1275 هـ.

ص: 583