الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له شريانًا أو نحوه فكان وقد بدأ كالقتيل في وعيه فزحف بعد ذلك إلى من بقربه من القتلى آل سليم أو غيرهم ولطخ جسمه بدمهم.
ثم عاد جنود حسين بيك الذين وكلّ إليهم قتلهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا هل بقي أحد منهم حيا، فقال أحدهم: انخسرهم برؤس السيوف فالحي منهم يتحرك ولو حركة قليلة فاقتلوه.
وكان عبد الله بن سليم يسمع ويعي ذلك فلما نخسوه بالسيف صبر على ذلك ولم يتحرك فظنوا أنّه مات وتركوه وفي الليل تسلل من بينهم وذهب إلى مكان آمن خارج الدرعية وبقي فيه حتى شفي من جرحه، ثم توجه بعد ذلك إلى بريدة.
وقد رزق بهذا الشيخ الجليل ذي الشخصية القوية الذي جعل الله في ذريته البركة، فكان منهم ابنه عبد الله الذي تولى القضاء في بريدة سنوات، وكان قبل ذلك قاضيًا في البكيرية ومات في عام 1351 هـ فعين الملك عبد العزيز آل سعود بعده في القضاء أخاه عمر بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، فكان كما سيأتي في ترجمته.
ومنهم رئيس هيئة التمييز القضائية في المنطقة الغربية الشيخ محمد بن صالح السليم وستأتي ترجمته بإذن الله.
وقد ذكر ابن بشر وصول حسين بيك إلى نجد وقتله لكثير من أهلها ومنهم تسعة من آل سليم، قال:
حوادث سنة 1236 ه
ـ:
ثم دخلت السنة السادسة والثلاثون بعد المائتين والألف وفيها قدم حسين بيك ومعه عساكر من الترك، فنزلوا القصيم، ثم رحل منه واجتمع بأبوش وعساكره وقصدوا الوشم، ونزلوا بلد ثرمدا، فلبث فيها حسين وأمر على البلدان أن يغزوا، وأتاه من كلِّ بلد عدة رجال، من سدير والوشم والمحمل وغير ذلك، وسيرهم إلى
الرياض وسار بهم أبوش ومعه جملة من عساكر الترك، ومعهم أيضًا رؤساء البلدان الذين أجلاهم ابن معمر وناصر بن حمد رئيس الرياض وحمد بن مبارك بن عبد الرحمن رئيس حريملاء وغيرهم، بغزاة بلدان، فقدم الجميع الرياض (1).
إلى أن قال ابن بشر:
فجالت عليهم خيول الروم ورجالها وأشعلوا فيهم النّار بالبنادق والطبنجات والسيوف حتى قتلوهم عن آخرهم رحمهم الله تعالى، وهم نحو مائتين وثلاثين رجلا، وأخذ الترك أموالهم وشيئًا من أطفالهم وتركوا نساءهم وأطفالهم، ومن مشاهير القتلى صالح بن إبراهيم بن دغيثر، وعلي بن محمد بن قضيب و (أولاد موسى بن سليم محمد وابنه تمام تسعة من آل سليم) ومحمد بن عبد العزيز أبو نهيه وإمام مسجد حوطة الدرعية عبد العزيز بن محمد بن عيسى وغيرهم.
ثم إنّ حسينًا فرق العساكر في النواحي والبلدان، فجعل في القصيم عسكرًا وفي بلدان الوشم عساكر، وفي بلدان سدير، وفي بلدان المحمل، فنزلت العساكر البلدان واستقروا في قصورها وثغورها وضربوا على أهلها ألوفًا من الريالات، كلّ بلد أربعة آلاف وعشرة آلاف وعشرين ألف ريال، فأخذوا أولًا من النّاس ما عندهم من الدراهم، ثم أخذوا ما عندهم من الذهب والفضة، وما فوق النساء من الحلى، ثم أخذوا الطعام والسلاح والمواشي والأواني، وحبسوا النساء والرجال والأطفال، وعذبوهم بأنواع العذاب، وأخذوا جميع ما بأيديهم، فمنهم من مات بالضرب، ومنهم من صار منه عائبا (2).
ووجدت شهاد والد الشيخ محمد بن عبد الله وهو عبد الله بن حمد بن سليم في وثيقة مؤرخة في أول ربيع الآخر (كذا من دون ذكر السنة ولا العقد ولا القرن) وكاتبها هو محمد بن سويلم الذي هو محمد بن الشيخ القاضي
(1) عنوان المجد، ج 1، ص 451 (الطبعة الرابعة).
(2)
عنوان المجد، ج 1، ص 454 (الطبعة الرابعة).
عبد العزيز بن سويلم قاضي القصيم:
وثائق تجمع الشيخين العالمين الشهيرين، وهما محمد بن عبد الله بن سليم ومحمد بن عمر بن سليم، وذلك لتقاربهما في السن، فالشيخ محمد بن عبد الله ولد في عام 1240 هـ على أشهر الأقوال، والشيخ محمد بن عمر ولد في عام 1245 هـ أي بعده بخمس سنين، وقد ذكرت أن والد الشيخ محمد بن عمر قد وصل إلى بريدة من الدرعية قبل والد الشيخ محمد بن عبد الله.
وقد اقترنا بالذكر وبالعلم وبإفادة الطلاب، وبوفادة طلاب آخرين من خارج بريدة إليهما في بريدة، حتى صارت بريدة بسببهما مقصدا لطلبة العلم.
ولكن من النوادر أن يجتمع ذكرهما شاهدين في وثائق.
منها هذه المكتوبة في عام 1268 هـ. وتتضمن مداينة بين ثنيان السالم وهو من الثنيان أهل الشماس وليست له علاقة نسب بأسرة السالم الكبيرة التي منها الدائن وهو سليمان الصالح (ابن سالم).
والشاهدان هما: محمد آل عبد الله بن سليم ومحمد آل عمر.
والكاتب هو سليمان بن سيف.
وهذه الوثيقة التي سبق الكلام عليها في أسرة (الرديني) في حرف الراء: