الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقويم الأزمان:
لما انتهى التقويم السابق وشفنا أن التقويم الأجنبي بدأ يغلب في استعمال الناس، وأنهم صاروا يستعملون ما تقتضيه حساباتهم ويبتدئون من منتصف الليل، قمنا وسوينا تقويم الأزمان، وجعلناه على عرفهم، لأنه لو صار التقويم على حساب يومنا، لصار الفرق بيننا وبينهم يومين، فبرج الحمل على هذا التقويم الأجنبي أوله في 21 من مارس، وعلى تقويمنا الشرعي السابق سيصير في 22 منه لأن تقويمنا ينتظر يومًا، وبرج الميزان أوله في 23 من سبتمبر، بينما سيصير في 24 منه على تقويمنا لأنه ينتظر، وبهذا يصير عندنا يومان من الانتظار، لذلك جعلنا تقويم الأزمان يمشي معهم، نقول هذا اصطلاحهم الأجنبي وهذا اصطلاحنا الشرعي، فإذا أردتم أن تمشوا معهم فاستعملوا ذاك، وإذا أردتم أن تمشوا مع الشرعي فها هو ذا.
الكبيسة والبسيطة:
في السنة البسيطة يكون شهر فبراير 28 يومًا، وفي السنة الكبيسة يكون 29 يومًا، ومثل ذلك يكون الكبس في الميزان والبروج الشمسية، ولكن البروج الشمسية تستعمل الكبس في مكانين: بعضهم يستعمله في الجدي وبعضهم يستعمله في القوس، فالأولون ومنهم ابن عفالق والعيوني يستعملون الكبس في القوس، وأما التالون فيستعملونه في الجدي لأنه يقترب من فبراير.
ونحن في (تقويم أم القرى) قلنا إذا كبست السنة الشمسية الهجرية تكبس الميلادية ويجعل كبسها واحدًا وطالما أن السنوات الشمسية والميلادية والهجرية لابد أن تمشي معًا فإذن: إذا زدنا يوم الكبيسة ففي أيهما نضعه؟ وكذلك فإن السنة النجمية لابد أن تمشي معها.
والنجمية هي أيام النجوم، والنجوم هي 28 نجمًا، فإذا ضربناها في 13 طالعًا يكون الناتج 364 ويزاد يوم في إحداها، فيصير المجموع 365 يومًا
مثل تلك السنوات، ولكن على الرغم من هذا كله نحتاج إلى كبس النجمية، فالسنة النجمية الكبيسة تصير 366، فإذا كبسناها في الوسط، طلع يوم من السنوات تلك ما له نظير من هناك.
فإذا وضعناه مثلا في فبراير، أي وضعنا الميلادية في فبراير، إذن ينزل فبراير يومًا، بينما السنوات تلك لم تنزل، فيصير ذلك اليوم شاذًا، فماذا نسوي به؟ لما طلع شاذًا اخترنا أن يكون الكبس في آخر النجمية، فيصير سعد السعود 14 يومًا، آخر النجوم 14 يومًا، والكبس يراعي في سعد السعود، فصار كبس النجمية والشمسية والميلادية كلها في هذا التتفق جميعها، ولا يبين عيب السنوات إلا إذا وضعتها جميعًا، أما إذا حسبت كل سنة لوحدها فإنك لا تلاحظ ذلك، وقد استعملنا هذا الكبس اعتبارًا من هذه السنة (1407 هـ) فجعلنا سعد السعود في أم القرى 14 يومًا، وأم القرى لها لجنة وأنا عضو فيها، ونجتمع كلما دعا الأمر في الرياض في وزار المالية.
فالميزانية في 10 من الجدي وهذا تاريخ ثابت في البرج، ولكن التاريخ في الأشهر العربية يتغير، وهو يتأخر 11 يومًا كل سنة، وهذه المدة توفرها الدولة.
بالنسبة لأمور كثيرة تبقى كما هي، فإخراج زكاة المال يتم على الهلال، وعدة المرأة على الهلال والعيد على الهلال، والحج على الهلال، وما هناك عجز عن صرف الراتب على الهلال.
وترتبط العملية مع بعضها وتبقى الميزانية في 10 الجدي، ولكنها في التاريخ العربي تختلف من سنة لسنة، وذلك لأن السنة في التقويم العربي 354 يومًا، أي كل سنة تتأخر عن تقويم البروج 11 يومًا، فمثلًا إذا تقيظنا (1)، في رمضان فإننا نتقيظ في رمضان ورمضان ورمضان (3 رمضانات) أي
(1) قاظ يومنا يقيظ قيظًا: اشتد حرّه، فهو قائظ، وقاظ القوم بالمكان: أقاموا به أيام الحر، قيظ بموضع كذا: قاظ به.