الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
وقال: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن).
فالنساء المسلمات مأمورات بالبقاء في البيوت، والاستقرار بها، ما دمن غير مضطرات إلى الخروج، وإلا فيخرجن كما كانت النساء المسلمات يخرجن في حشمة وتستر، ويبتعدن عما يدنس أعراضهن، فلا يزاحمن الرجال في الأسواق والطرقات.
فاتقوا الله عباد الله، وقوموا بواجبكم الذي استرعاكم الله فيه، وجعلكم حماة وحراسًا عليه، حافظوا على محارمكم، وكونوا قوامين ومصلحين لهن في الدين والأخلاق.
وقال عليه السلام: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يثبت قلوبنا على دينه، وأن لا يزيغها بعد أن هداها إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
وقد ترجم للشيخ محمد بن صالح بن سليم عدد من المؤلفين والكتاب من أهمهم زميله في القضاء الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام فقد ترجم له ترجمة حافلة، هذا نصها:
الشيخ محمد بن صالح بن محمد آل سليم (1333 - 1407 ه
ـ):
الشيخ محمد بن صالح بن محمد بن عبد الله بن حمد بن محمد بن صالح بن حمد بن محمد بن سليم، كانت أسرة آل سليم تتنقل في عدة بلدان من نجد (1)، ثم استقر بها الأمر إلى الإقامة في مدينة الدرعية، وذلك في زمن زهرتها وقوتها.
(1) هذا فيه نظر.
فلما غزتها الجيوش التركية والمصرية بقيادة إبراهيم باشا، ودمرتها انتقل منها جد المترجَم (عبد الله) وابن عم جده (عمر بن عبد العزيز) انتقلا إلى بريدة واستوطناها هما وأحفادهما.
فوُلد والد المترجَم (صالح بن محمد) فيها عام 1293 هـ. وقرأ على أبيه وابن عم أبيه وغيرهما من علماء بريدة، وصار إمامًا بأحد جوامع بريدة، وهو القائم بشؤون أخويه: عبد الله بن محمد وعمر بن محمد آل سليم.
أما المترجَم فقد وُلد في بريدة عام 1333 هـ ونشأ في هذا البيت العلمي من أبيه وعميه وغيرهما، فصار اتجاه أسرته من الرغبة في تحصيل العلم، فقرا على والده وأكثر من القراءة على عمية الشيخ عبد الله، والشيخ عمر، وعلى ابن عمته الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، وعلى الشيخ محمد بن مقبل قاضي البكيرية.
فأدرك في العلوم الشرعية إدراكًا جيدًا، كما حصل في العلوم العربية، ولما ادرك في العلم إدراكًا تصدر للتدريس، فاستفاد منه كثير من طلاب العلم منهم: الشيخ صالح السكيتي، والشيخ عثمان المضيان، والشيخ صالح العمري، والشيخ محمد العبد العزيز السليم، والشيخ علي المطلق، والشيخ عبد العزيز بن جار الله الربيش، والشيخ صالح العبد الله المقبل، والشيخ علي بن إبراهيم المشيقح، والشيخ إبراهيم العبد الله المديفر، والشيخ صالح العبد الله المديفر، والشيخ صالح البليهي، وغيرهم.
أما أعماله فقد أخبرني عنها فقال:
- في عام 1349 هـ صار إمامًا في مسجد الجردة ومدرسًا فيه بأمر من عمه عبد الله بن محمد بن سليم.
- وفي عام 1358 هـ درس في مسجد المشيقح بأمر من عمه عمر، وذلك بعد وفاة مدرس هذا المسجد الشيخ عبد العزيز العبادي.
- وفي عام 1360 هـ تعيَّن قاضيًا في بلدة دخنة حتى عام 1366 هـ، ثم نقل
إلى قضاء محكمة القنفذة.
- وفي عام 1369 هـ نُقل إلى قضاء الظفير والمحكمة في خميس مشيط.
- عام 1373 هـ نُقل إلى قضاء المستعجلة في المدينة المنورة.
- وفي عام 1377 هـ نُقل إلى قضاء سكاكا بالجوف.
- وفي عام 1378 هـ نُقل إلى قضاء الخبر.
- وفي عام 1381 هـ شُكِّلت هيئة التميز بالرياض فعُيِّن عضوًا فيها.
- وفي عام 1393 هـ صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسًا لمحكمة التمييز للمنطقة الغربية فابتدأ بعمله في 8/ 2 / 1394 هـ، واستمر حتى بلغ السن النظامية فأحيل على التقاعد في 30/ 6 / 1406 هـ، وبعد تركه العمل استقر في الرياض، وكان يعاني من مرض السكري الذي توفي بسببه.
والمترجَم المذكور قد زاملته في عمله في محكمة التمييز للمنطقة الغربية، فهو رئيس وأنا كنت عضوًا قضائيًا، فخبرته وعلمت عنه أكثر مما يعلمه غيري عنه فكان:
- في علمه من العلماء الكبار، فهو مدرك في أصول العلم وفروعه، وكان يستحضر النصوص الفقهية الدقيقة، ويستخرجها من مظانها من المراجع، وكان عارفًا عن علماء عصره وعن العلماء المتقدمين عنه، وله اطلاع واسع في التاريخ وأحداثه.
- وكان جلدًا صبورًا على الأعمال، فلا يمكن يبرح مكتبه وفيه عمل ليومه، وكان شعاره كلمة أبي بكر الصديق لخليفته عمر رضي الله عنهما:(لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد).
- وكان دقيق الملاحظة على الأحكام الشرعية وصكوكها، فكان يقف على الهفوات والأخطاء الشرعية والنظامية بالقراءة الأولى من صك الحكم.
- وكان حسن الخلق بشوشًا متواضعًا لبقًا، مما جعل له محبة ومودة عند زملائه من القضاة وعند عموم الموظفين.
وفاته:
كان يعاني من مرض السكري، فأصيب بهبوط ونوبة قلبية، فتوفي في الرياض في صبيحة 5/ 1 / 1407 هـ الموافق يوم الاثنين، وصُلِّي عليه بعد العصر في جامع الرياض.
وبهذا فهو لم يبقَ بعد إحالته على التقاعد إلَّا ستة أشهر وخمسة أيام، وقد خلَّف عددًا من البنين والبنات، رحمه الله تعالى (1).
وكانت وفاة الشيخ محمد بن صالح السليم ليلة الأربعاء 4 محرم عام 1407 هـ في الرياض.
وقال إبراهيم العبيد في حوادث سنة 1407 هـ:
وفيها في يوم الثلاثاء 5 محرم وفاة الشيخ محمد الصالح بن سليم وهذه ترجمته: هو محمد بن صالح بن محمد بن عبد الله بن سليم، وتقدمت معرفة أنسابهم ولد عام (1330 هـ) بمدينة بريدة ونشأ نشأةً حسنة فأخذ في الدراسة على أحد المؤدبين في إحدى المدارس الأهلية ببريدة وبعدما أخذ مبادئ في الخط والحساب التحق في الدراسة على عمه الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وعلى عمه الشيخ عمر بن محمد بن سليم وجد ونافس وكان يظهر عليه الزهد في حال طلبه للعلم وقليل الضحك وأكثر الأخذ عن الشيخ عمر، وكان عمه يجله ويقدر له اجتهاده، فكان يدرس في زاد المستقنع للحجاوي حفظًا فيناول الشيخ الكتاب، وبعدما يقرأ قطعة يفسرها له الشيخ ثم يتناول الكتاب ويقرأ شرحها من شرح الزاد والروض المربع المنصور بن يونس البهوتي ولازم عمه عمر بن محمد في مدخله ومخرجه.
(1) علماء نجد خلال ثمانية قرون، ج 6، ص 25 - 28.