الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لما فتحناها انكب الناس علينا، وسجلنا فيها ستمائة وخمسين طالبًا، ثم بلغوا ألف طالب، وكان منهم عيال المشايخ، الشيخ إبراهيم بن محمد أدخل ولده عبد المحسن، والشيخ ابن باز أدخل ولده عبد الله، والأفريقي عبد الرحمن أحد مدرسي المعهد، ومدرسوا المعهد كلهم أدخلوا أولادهم، وسعد بن سعيد أدخل ولده سعيد.
دخل فيها عالم عظيم، ولما رأينا إقبال الناس وراينا أن الكبار أيضًا بودهم أن يدرسوا اقترحنا فتح مدرسة ليلية، ووافق الملك عبد العزيز عليها.
وفتحناها وصار الموظفون كلهم يجيئون للدراسة، بل وحصلوا على مكافأة.
وأذكر أنه كان عندنا حصتان من مادة التوحيد كنا نبغي أن نحطهما في البرنامج ولم نجد لهما مدرسًا، فقال الشيخ ابن باز حطوها لي، وكان ابن باز يجيء متطوعًا بين العشاعين ليلقيهما ويجتمع بالمدرسين.
والشيخ ابن باز رجل حبيب وأفكاره نيِّرة، والجميع أكرمونا جزاهم الله خيرًا، وأهل الرياض ألحقوا أولادهم بالمدرسة، ومشت المدرسة وعلى إثر ذلك فتح المعهد العلمي، وعندما جئت في تلك الأيام، انتدبتني وزارة المعارف إلى مدرسة تسمى مدرسة الأيتام مع ناس يحبون التعليم ويدرسون، كانت مدرسة الأيتام مفتوحة، أما الرياض فلم يكن قد فتح فيها شيء.
والأنجال كان لهم معهدهم الخاص، جاء أحمد العربي وناس كبار معلمين فيه ثم صالح خزامي، ثم أخيرًا عبد الله خياط.
ابن سليم الفلكي:
واصل الشيخ عبد الله بن سليم حديثه قائلًا:
أين تغرب الشمس؟
ذكرت أني كنت مهتمًا بالرياضيات، وكان لي اهتمام بالفلك، ولكن ما كتبت
إلا عندما أكملت المدة النظامية في الوظيفة، وقد كتبت (التقويم المبسط المفيد) وذلك عندما كانت الحكومة تستعمل التوقيت الغروبي، وجعلته لمنطقة القصيم أولًا، ووصلت فيه إلى سنة 1551 هـ، وقد طبع هذا التقويم، ولكن المطبعة التي قامت بالطباعة ما هي بجيدة ولم تخرجه كما ينبغي، وقد اخترت الوقوف عند 1551 هـ.
ولما تقرر استعمال التوقيت الزوالي وأدخلته الدولة، رأيت أن من الضروري أن أكتبه، ومن جهة ثانية فإن بعض الأمراء ألح علي في ذلك، وخصوصًا الأمير متعب بن عبد العزيز، فإنه إذا جاء هنا أرسل لي وتحدث معي، وهو يحب أن يبحث في هذه المسائل ويسأل عن أشياء قد تكون مشكلة على الناس في ذلك الوقت.
في إحدى المرات سألني عن غروب الشمس.
قال الأمير متعب: يقول الله تعالى عن ذي القرنين في القرآن الكريم.
(وجدها تغرب في عين حمئة)، فكيف هذا هل الشمس هي التي تغرب؟
قلت: إن الآية الكريمة لا تقول: تغرب، وإنما تقول: وجدها تغرب، فأنا إذا صرت هنا أشوف الشمس تغرب في النفود، أي وجدها تغرب بالنسبة لمكان وقوفه من الأرض وبالنسبة لما رآه من هذا المكان، والآية تقول وجدها تغرب، لأن الله سبحانه وتعالى يخبر عن الأشياء كما يتصورها الإنسان، وشبيه بهذا قول الله تعالى:(والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)، أي مثل الصنخ اليابس في نظر الإنسان، الله سبحانه وتعالى يخبر الإنسان بما يتصور، وإلا فإننا نجد آيات تخرج عن هذا التصور وتجعلك تنظر الملكوت.
قال الأمير متعب: جزاك الله خيرًا، والله إن هذه المسألة كانت مشكلة عليَّ.