الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر الدكتور عمر العمري أنه اعتمد في ذلك على الوثائق وعلى الروايات الشفهية ومجموعة الأوراق والمراسلات للشيخ عبد الله بن سليم، وعلى كتاب (من واقع الحياة) قال عنه إنه أحد المؤلفات المهمة التي كتبها الشيخ عبد الله السليم، ولم ينشر بعد.
وذكر في آخر الكتاب وفاته في 17/ 1 / 1417 هـ.
برنامج رجال في الذاكرة:
قدمت الإذاعة السعودية من الرياض لمستمعيها برنامجًا بعنوان (رجال من الذاكرة) تقوم فكرة البرنامج على المشاهير الذين توفوا، وبقوا في ذاكرة الزمان أحياءً.
ويقدمه الأستاذ عبد الله بن سالم الحميد، وقد طلبت الإذاعة مني أن أتكلم أو على الأدق أشارك في الكلام في هذا البرامج عن شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وقد فعلت.
ثم طلبت مني بعد ذلك أن أشارك في الكلام في ترجمة الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم في هذا البرنامج أيضًا وذلك بعد وفاته بسنوات.
ثم جمع مُعدّ البرنامج الأستاذ عبد الله بن سالم الحميد مواد البرنامج في كتاب أصدره بالعنوان نفسه وهو (رجال في الذاكرة).
شخصيات في الذاكرة
(1):
الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم أول مدير مدرسة في الرياض:
الأستاذ عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن سليم واحد من الرجال التربويين
(1) جريدة الجزيرة، الخميس، 30/ 8 / 1422 هـ - 15/ 11 / 221 هـ.
الرائدين في بداية تأسيس التعليم النظامي في المملكة في عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله ومن الذين أسهموا فيه، وتواصلوا معه.
وُلدَ عبد الله بن إبراهيم السُليم عام 1332 هـ في مدينة (بريدة) بالقصيم، وفيها تلقى تعليمه لدى والده الذي كان معلمًا ومدير مدرسة (كُتَّاب) ببريدة آنذاك، ولدى عدد من العلماء والمشايخ الأفاضل في ذلك الوقت.
في كتابه بعنوان (من روادنا التربويين) تناول الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الزيد عددًا من الشخصيات التربوية، ومنهم الشيخ عبد الله بن سليم.
فأشار إلى حديثه عن التأليف واهتمامه بالتقويم الهجري والميلادي والتوقيت الزوالي وتأليفه تقويمًا في ذلك.
الشيخ محمد بن ناصر العبودي، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي من الرجال الذين عرفوا ريادته وفضله، يتحدثُ عن شخصية عبد الله السليم فيقول (1):
يعتبر أستاذنا الشيخ عبد الله بن إبراهيم آل سليم من العلماء الأدباء المربين، فهو من كبار العاملين في حقل التعليم، أول ما بدأ التعليم في مدرسة (آل سيف) وهي مدرسة خيرية أوقفها آل سيف على التعليم في بريدة، والمراد بذلك أنهم أوقفوا المبنى وجعلوا من أراد أن يتعلم فيها فإنه يستطيع أن يعمل ذلك بدون أن يدفع أجرة.
وآل سيف هم أخوال الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم، والمدرسة هذه تعتبر مدرسة خاصة أنشأها وأدارها بنفسه انتقل إلى إدارة المدرسة الحكومية التي كانت تسمى المدرسة السعودية.
(1) حديث مسجل بالهاتف معه لإذاعة الرياض، (برنامج رجال في الذاكرة)، من إعداد المؤلف عبد الله بن سالم الحميد عام 1419 هـ.
وقد فتحت في عام 1356 هـ وهذا وقت مبكر كما نعرف، وقد عُين الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم مديرًا للمدرسة، بعد ذلك بسنة أي في عام 1357 هـ فأدار المدرسة إدارة جيدة بخبرته وبمعرفته، والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم عرفته كما قلت عالمًا وأديبًا وخطاطًا وحاسبًا ويكفي أن نعلم أنه يعتبر أول فلكي في المنطقة.
وهو مهتم بشرح علم الفلك لعامة الناس، وقد ألف في علم الفلك عدة مؤلفات بعضها مطبوع وبعضها لا يزال مخطوطًا.
وهناك تآليف أخرى له منها كتاب أشبه ما يكون بالترجمة الذاتية، ولكنه لم يطبع.
شيخنا وأستاذنا الشيخ عبد الله بن سليم رحمه الله ولد في عام 1330 هـ من أسرة علمية فهو عبد الله بن إبراهيم، والده إبراهيم كان إمامًا لمسجد في بريدة، وكان من طلبة العلم المشهورين ومن الخطاطين، كتب مجلدات عديدة بخطه، اطلعت على عدد منها، منها (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) لابن الجوزي، وكتب أخرى رأيتها وهي مخطوطة.
وجده الشيخ محمد بن عمر بن سليم من علماء المملكة المشهورين ومن علماء نجد المعروفين في ذلك الوقت المشهورين أيضًا.
أما جد والده الشيخ عمر بن عبد العزيز بن سليم فإنه أول من جاء من الأسرة إلى بريدة قادمًا من الدرعية في عام 1233 هـ قبل واقعة الدرعية بسنة واحدة أو أقل، وهو من الأثرياء المشهورين ويدل على ذلك الدفتر والوثائق الموجودة التي كان يداين بها الفلاحين وهو إلى ذلك طالب علم، وكان إمامًا لمسجد.
الشيخ عبد الله عريق في إمامة المساجد، فهو إمام مسجد، ووالده الشيخ إبراهيم إمام مسجد، وجده الشيخ محمد بن سليم إمام مسجد، وجد والده الشيخ
عمر بن عبد العزيز بن سليم الذي هو أول من قدم من أسرة آل سليم من الدرعية إلى بريدة هو إمام مسجد أيضًا.
والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم يعتبر أيضًا أستاذ جيل، تخرج على يديه أفواج من طلبة العلم ومن الشخصيات التي تسلمت وظائف كبيرة في الدولة.
وقد شغل إدارة المدرسة الأهلية التذكارية في الرياض، وإلى جانب إدارة الشيخ عبد الله بن سليم للمدرسة التذكارية في مدينة الرياض فقد أسند إليه إدارة أول مدرسة ثانوية بالمنطقة الوسطى كذلك ثم أنشأ معهد المعلمين في عام 1369 هـ الذي استقطب كثيرًا من المدرسين للعمل به، والطلاب والموظفين وغيرهم للالتحاق به والدراسة فيه، وكان للشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم دور فاعل في إنشاء هذا المعهد، وجلب المعلمين المؤهلين للعمل فيه.
ثم انتقل رحمه الله إلى بريدة لافتتاح معهد المعلمين فيها عام 1375 هـ، تولى الإدارة فيه حتى افتتح المعهد الثانوي في بريدة عام 1385 هـ فأسندت إليه إدارته.
هذا الدور المتواصل في ميدان التعليم يبين ريادة الشيخ المعلم عبد الله بن إبراهيم بن سليم. انتهى.
أما الأستاذ الدكتور حسن بن فهد الهويمل فيحدثنا عن الأستاذ عبد الله السليم فيقول (1):
هذا العالم الجليل يحتل مكانة عند تلاميذه وعارفيه، وما من أحد من معاصريه إلا ويذكر إسهاماته العلمية والفلكية، وليس هذا بغريب وهو سليل
(1) حديث للإذاعة رقم الشريط 34862، في 5/ 4 / 1419 هـ.
بيت علم، فآل سليم معروفون ولهم إسهاماتهم المتميزة في القضاء والتعليم ودورهم مع الملك عبد العزيز رحمه الله أثناء تأسيس هذا الكيان العظيم ودورهم معروف ومتداول تاريخيًا وفي أوساط المجتمع، وقد عرفت الأستاذ عبد الله يوم كان مديرًا لمعهد المعلمين وحاولت الانتقال إذاك من المعهد العلمي وكنت طالبًا في عام 1374 هـ إلى معهد المعلمين الذي هو مدير له فأشار عليَّ بمواصلة دراستي بالمعهد العلمي الذي يهيئ دارسيه للدراسة الجامعية، وما رغب مني أن أنهي دراستي في معهد للمعلمين المتوسط الذي كان يقبل حملة الشهادة الابتدائية ويخرج مدرسين ابتدائيين على مدى ثلاث سنوات، وكان بهذه المشورة ناصحًا ومحبًا وله مني الدعاء الصادق.
وكان من مؤسسي التعليم النظامي في بريدة، بالذات وقد تولى التعليم قبل إنشاء وزارة المعارف ومن مسؤولياته الخاصة والعامة أنه من أوائل من أدخل التعليم الحديث، وتبني تطور الكتاتيب وأضاف مواد الحساب والمطالعة والإملاء وغيرها على ما كان متداولًا بالكتاتيب وأنظمتها المعروفة، وكان أهل الرياض قبل عام 1365 هـ جمعوا مبالغ لإقامة حفل استقبال بمناسبة عودة الملك عبد العزيز من مصر ولكنه رحمه الله بثاقب نظره وجه الأهالي بأن ينفقوا ذلك في فتح مدرسة لتعليم أبنائهم، وكانت هذه سياسة حكيمة منه، ليجعلهم يبادرون بإنشاء التعليم النظامي الذي يتحفظون عليه.
وكان أن أنشئت فعلًا المدرسة التذكارية بالرياض، وندب إليها الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم رحمه الله بطلب من المشايخ لعلمهم بمعرفته وسلامة مقصده، بالفعل فتح مدرسة وأقامها على أحدث ما توصلت إليه أوضاع التعليم النظامي، وظل هناك إلى أن عاد إلى القصيم وتولى إدارة معهد المعلمين في بريدة، ويعد من كبار رجال التربية والتعليم ومن أوائلهم وقضى حياته في
هذا المجال وترك تلاميذه يشهدون له بالفضل والنصح ويحفظون له الذكر الجميل، وإلى جانب إسهاماته التعليمية له إسهامات علمية أخرى.
وأيضًا يتمتع رحمه الله بدماثة أخلاقه وثقافته الواسعة وجليسه لا يملُ حديثه المتشعب المتنوع وله مكتبة عامرة بأمهات الكتب في مختلف المعارف وكانت مفتوحة لزواره ومحبيه وطلبته، إذ انقطع في آخر حياته للقراءة والتأليف واستقبال زواره والإسهام في خدمة وطنه بالكلمة والجهد والمال.
وهو بحق بقية من بقايا العلماء الأجلاء الذين يمثلون مفهوم الثقافة الواسعة والعميقة.
والحديث عن بداية التعليم في المملكة يأخذنا إلى بيان دور التعليم في ما شهدته المملكة من نهضة وتطور في ميادين شتى حيث حظي التعليم كغيره من الشئون الأخرى باهتمام جلالة المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله فأنشأ عام 1373 هـ خمس وزارات من ضمنها وزارة المعارف التي أسندت إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله فحظي التعليم منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله حتى الآن بألوان من التطور وقفزات من الارتقاء في شتى مراحله وقنواته ومدارسه وجامعاته ومؤسساته المختلفة.
ثم قال مقدم البرنامج الأستاذ عبد الله بن سالم الحميد:
نعود الآن إلى الشيخ محمد بن ناصر العبودي فيقول:
اختار الملك عبد العزيز للمدرسة التذكارية بالرياض الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم مديرًا فافتتحها في عام 1367 هـ واستمر فيها عدة سنوات ونقل بعد ذلك مديرًا لمعهد المعلمين في بريدة.
ثم أحيل على التقاعد في عام 1396 هـ وبقي حتى بعد إحالته للتقاعد في بيته