الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خرج عبد الله بن عبد الرحمن السمحان ومعه رفيقه في السفر ابن عريض من الكويت إلى بريدة ومعهما بضاعة، ولم يقوما بدفع رسوم البضاعة بل هرباها عن الرسوم الجمركية، وقرب حائل صادفهما مطلق الزامل من خويا أمير حائل عبد العزيز بن مساعد بن جلوي فغضب الأمير عبد العزيز بن مساعد وقال المطلق الزامل: أنا بعثتك بمهمة معينة ولم أبعثك تراقب المهربين، وتأتي بهم إليَّ، وأمر باحتجاز المهربين بغرفة داخل القصر وأمر بإكرامهما وبلغ عنهما الملك عبد العزيز آل سعود، فأمر بمصادرة مالهما وقتلهما، فرد عليه الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي بقوله إنهما من كبار السن، فسكت الملك عبد العزيز مدة ستة شهور وبعد ذلك عفا عنهما وأمر بإطلاق سراحهما فأطلقهما عبد العزيز بن مساعد بن جلوي وأعطاهما قعودين من إبله توصلهما إلى بريدة، وكانا موضع حفاوة وتكريم عبد العزيز بن مساعد، ومن ظروفهما أن عبد الله بن عبد الرحمن السمحان قال أنا مهرب وأعترف أنني مهرب ولكن أنا بعت داري بالكويت واشتريت بثمنها بضاعة وهربت عن الجمرك من أجل أن أربح وأفك رهن داري في بريدة، فهي مرهونة لأحد تجار بريدة.
نجاة من الحكم بالإعدام:
على إثر تكرار هزائم عبد العزيز بن متعب بن رشيد أمير حائل أمام جيش ابن سعود وأعوانه من أهل القصيم الذين حاربوا عبد العزيز بن متعب بن رشيد لتقل وطأة حكمه عليهم وعلى بلادهم قرر عبد العزيز بن متعب بن رشيد البقاء في بلدة الكهفة بعيدًا عن ساحات الحرب يتحين الفرص بأهل القصيم والإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحرص ألا يعلم أحد بوجوده في الكهفة فوضع أناسًا من أتباعه يقومون بالدورية والحراسة حول الكهفة ويتخطفون من يشتبهون به، وقد كان عبد الرحمن السمحان وولداه عبد الله
وعبد العزيز مقيمين في الكهفة للتجارة مع البادية شأنهم شأن جماعتهم تجار بريدة وقد توفي عبد الرحمن المسحان فقرر ولداه عبد الله وعبد العزيز الانتقال من الكهفة إلى بريدة وركبا ناقة وخرجا من الكهفة فأمسكت بهما دورية ابن رشيد فجاءت بهما إلى مخيمه وأخبر عنهما بالقول: هذان من أهل بريدة مسكتهما الدورية، فقال أمسكوهما حتى أجلس بعد العصر وأحضروهما واقتلوهما، وهما صبيان لا علاقة لهما بالسياسة والحرب، وعلم قريب لهما يسكن في الكهفة وهو من عائلة الصانع فذهب إلى عبد العزيز بن متعب بن رشيد، وهو نائم وأيقظه وقال له كيف يا عبد العزيز بن متعب تأمر بقتل أولادنا؟ فقال ابن رشيد ومن أولادكم؟ فأخبره الصانع خبر الصبيين فاعتذر عبد العزيز بن متعب وقال أنا هنا مختف عن أنظار أهل القصيم أخاف أن يهاجموني وقد أمرت بوضع حراسة ومسك من يشتبه فيه وقيل لي هذان من أهل بريدة فأمرت بقتلهما والحمد لله أنك جئت قبل قتلهما، وأمر بإطلاق سراحهما ونجا الصبيان من موت محقق لصغر سنهما لن يشفع لهما عند رجل مثل عبد العزيز بن رشيد أخذ على نفسه ألا يعود إلى بلده إلا بالنصر أو يموت، وقد مات في وقعة روضة مهنا مقتولًا في الحرب عام 1324 هـ قرب مدينة بريدة، والله المستعان (1).
(1) ملامح عربية، ص 109 - 191.