الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خط الشيخ محمد بن عمر بن سليم:
كتب الشيخ محمد العمر بخطه الكثير جدًّا من الوثائق والمبايعات، فقد كان الناس يقصدونه لهذا الغرض لجمال خطه ووضوحه، ولشئ آخر أهم من ذلك، وهو إتقانه بمعنى معرفته لشروط البيوع، وما ينبغي شرعًا أن تكون عليه، ولو ذهبنا نورد بعض ما وصل إلينا منها لكان ذلك كثيرًا، وربما كان مملًا.
لذلك سوف نجتزيء بالقليل عن الكثير، مع النص على أنه معروف وجدت خطوط للشيخ محمد بن عمر بن سليم في الكلام على أسر عديدة في هذا الكتاب.
وفي المسائل العلمية:
لقد اطلعنا على عديد من الكتب التي أرسلها المشايخ من آل الشيخ للشيخ محمد بن عمر بن سليم وتدل على أنه كان يكاتبهم أي أن لديهم رسائل له كما أن لديه رسائل لهم.
وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن قاسم بعض تلك الرسائل، ولكنه لم يذكر صورها وإنما نقلها بحروف الطباعة.
والملاحظ أن قلم الشيخ محمد بن عمر هو سَيَّال لذلك يكتب نوادر الأخبار والمسائل العلمية والنتف المفيدة على أية ورقة تكون تحت يده عندما يريد الكتابة، كأن تكون ورقة صغيرة منفصلة أو تكون طرة كتاب أو حاشية من حواشي بعض الكتب المخطوطة.
ونورد الصفحة الأولى من (منتقى الأخبار) لمجد الدين بن تيمية واسمه عليه هنا: (المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية: محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد أوقفه الشيخ محمد بن عمر بن سليم على طلبة العلم، وكتب الوقفية على طرة الكتاب ولكن بخط غير خطه، إضافة إلى شذرات بخطه نفسه.
أما الوقفية فنصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
قد وقف هذا الكتاب وهو كتاب المنتقى في الأحكام الفقير إلى الله تعالى محمد بن عمر بن سليم، تقربًا إلى الله تعالى، وطلبًا للثواب، على طلبة العلم من المسلمين، وجعل النظر له مدة حياته والقارئ من ذريته، وذرية أبيه، وبعدهم القارئ من آل سليم، وقفه لأخيه عبد العزيز بن عمر غفر الله له، ولمن دعا له، قال ذلك محمد بن عمر بن سليم وحضر على ذلك صعب بن عبد الله، وكتبه أحمد بن إبراهيم.
أما كتابة الشيخ محمد بن عمر نفسه أي بقلمه على طرة الكتاب فإنها قد شملت كل الفراغ فيه أحدها نقل حديث غريب روي في مسند أحمد وجامع الترمذي.
وشذرة أخرى تتضمن بيتًا في ذم محي الدين ابن عربي من غلاة الآخذين بالحلول والاتحاد:
يقولون محي الدين وهو مميته
وشذرة أخرى هي حديث مروي، وهو: روي ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي فسجد، فلدغته عقرب في أصبعه، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لعن الله العقرب، ما تدع نبيًّا ولا غيره، قال: ثم دعا بإناء فيه ماءٌ وملح، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ويقرأ: قل هو الله أحد، والمعوذتين حتى سكنت.
وفي آخر ذلك قال الشيخ محمد بن عمر: من خط شيخنا عبد الله وهو الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابابطين الذي نقل عنه الشيخ محمد الفائدة المذكورة في أعلى الصفحة.
وفي فراغ قليل بخط إبراهيم بن الشيخ محمد بن عمر بن سليم توفي الوالد الشيخ محمد بن عمر بن سليم ضحوة السبت الخامس من شهر جماد أول سنة 1308 هـ
وهذه نسخة الصفحة المذكورة:
وكتب الشيخ محمد بن عمر بن سليم على الطرة الأخيرة من كتاب المنتقى كتابات أكثر كما ذكر وقفية هذا الكتاب على طلبة العلم في مدينة بريدة خاصة فلا يجوز إخراجه منها، إلى جانب فوائد ونبذ أخرى ذات طرافة علمية،
منها ما يتعلق بالوقفية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وبعد:
فيقول المفتقر إلى سيده ومولاه محمد بن عمر بن عبد العزيز آل سليم: لما نظرت إلى الدنيا فرأيتها سريعة الزوال ولا ينفع بن آدم إلَّا ما قدمه من صالح الأعمال وقفت هذا الكتاب الموسوم بمنتقى الأحكام من حديث خير الأنام وقفًا مؤبدًا مخلّدًا لا يباع ولا يوهب ولا يورث ولا يرهن ولا يأخذ مَنْ هو في يده عوضًا عن إعارته ولا يمنعه مستفيدًا مع غلبة الظن على صيانته، فإن فعل من هو في يده شيئًا من ذلك فهو خاين لأمانته وموعده يوم العرض الكبير، والله بالمرصاد وقد وقفته لأخي عبد العزيز بن عمر رحمه الله.
وأسأل الله أن يتقبله واشترطت لي النظر مدة حياتي ولذريتي من بعدي ما تناسلوا مع التزام ما ذكرت من الشروط وبعدهم القارئ من آل سليم وبعدهم طلبة العلم من المسلمين من أهل بلد بريدة من بلدان القصيم حماها ربِّ رحيم ولا يخرج منها، قال ذلك وقرره محمد بن عمر بن عبد العزيز بن سليم وذلك في ذي القعدة 1276 هـ. وصلى الله على محمد وعلى صحبه وسلم.
وهاتان فائدتان لغويتان والأخيرة منهما مهمة، لأنها مستعملة في الكلام الدارج عندهم.
نسيج قال في النهاية في حديث عمر: مَنْ يدلني على نسيج وحده يريد رجلًا لا عيب فيه وأصله أن الثوب النفيس لا ينسج على منواله غيره وهو فعيل بمعنى مفعول ولا يقال إلَّا في المدح.
نفس، قال في النهاية: والنفس: العين ويقال: أصابت فلانا نفس أي عين
ومنه الحديث أنه مسح على بطن رافع فالقي شحمة خضرا فقال: إنه كان فيها أنفس سبعة يريد عيونهم، ويقال للعاين نافس.
وهذه اللطيفة:
الرجل الكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل وفي الحديث: إن الكريم ابن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم، والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدنيا والدين فهو نبي وابن نبي وابن نبي رابع
…
في النبوة - نهاية -.
ومراده بقوله: نهاية، أنه نقل هذا من كتاب النهاية في غريب الحديث لابن الأثير.
وهذه الطرفة الأدبية التي خلطها بمسألة طبية:
"مجالسة الظريف تفيد سرور القلب وشمُّ العنبر وطلبه يدفع ضعف القلب.
يتبخر بالزعفران للزكام.
السمك يضر الكبد وكذا لحوم البقر".
وهذه الفائدة الطبية بالنسبة لمن كانوا يعتمدون على الطب العربي القديم:
"الكيموس في عبارة الأطباء هو الطعام إذا انهضم في المعدة قبل أن يتصرف ويصير دمًا ويسمونه أيضًا الكيلوس.
أصل المري رأس المعدة المتصل بالحلقوم، وبه يكون استمرا الطعام".
وهذه صورة كتابات الشيخ محمد بن عمر بن سليم على كتاب المنتقي:
وليست كتابة الشيخ محمد بن عمر بن سليم مقتصرة على المسائل العلمية، بل تشمل الأشياء الغريبة من ذلك أنه كتب بخطه أبياتًا من الشعر العامي لا من أجل محبته في الشعر العامي، أو اعتباره شعرًا ينبغي أن يدون، وإنما لكونها تتضمن إشارة إلى بدء ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وإن كان الشعر العامي فيها من شعر الجن، وليس من شعر الإنس.