الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على عيوني من فراقه غطاطِ
…
ودوا عيوني ريح جيبه إلى عاط
نقي عرض ماضرى للضباط
…
والبيض قلبي عذبن راعي الغاط
ترعى بضف أهل المهار العلاطِ
…
اولاد صقر معطرة كل خرباط
ولا عليهن كود ربع صواطِ
…
شروى النعام أمناهن السير واعلاط
عقب أربع من سوق ثامر ضباط
…
هفت على واد اللوا كنّه اسواط
من عقب ذا تبدي فروع الحياطِ
…
هلن وانحدرن على الهيم ضباط
مربي عشيري دايمٍ ما يهاطِ
…
دونه حراريس كثير وضبَّاط
وفي ظني أنها أكثر من هذا، ولكن أفسدها الرواة.
سليمة:
هذا اسم امرأة من أهل بريدة منسوبة إلى (سليم) بكسر السين واللام، أو إلى السِّليم، ولم أتحقق من نسبتها ولكنها كانت معروفة مشهورة ورد ذكرها في أشعار عامية، وقد عاشت في أول القرن الرابع عشر الهجري، ولها قصة وذلك أن استاد البناء بمعنى المعلِّم فيه (عويدات المرداسي) كانت معه عاملة أي جماعة من العمال يلازمونه يعملون كما هي عادة (الستودية) أن يكون معهم عمال قد اختاروهم لمساعدتهم.
وكانوا يبنون عند رجل ثري من أهل شمال بريدة اسمه على وزن (الفعلي) بفتح الفاء وإسكان العين، فكان لا يتأنق لهم في صنع الطعام ولا يقدم لهم الجيد منه، فالتمر الذي يقدمه لهم في الغدا هو (حويل) أي من تمر العام الماضي والعشاء يصنع لهم جريشًا بدون إدام لأنه ثري كثير العمل في بنيان البيوت.
ومرة كانت (سليمة) هذه المرأة المشهورة بهذا الاسم احتاجت إلى أن تبني لها (روشنا) وهو الغرفة في الطابق الثاني من البيت الطيني، فاشتغل عندها (الستاد) عويدات وعماله، فأعدت لهم الغداء تمرًا جيدًا ومراصيع
(مرقولة) أي مخلوطة بزبد ودبس، فلما رأوا ذلك منها قال الستاد (عويدات) وهو شاعر مشهور بالشعر لأصحابه من العمال: شيلوا بعدي تغنوا بما أنا ناظمه من الشعر:
عساك يا (الفعلي) فدايا (سليمه)
…
اللي تحطِّ من المراصيع يسواك
ليته الرَّجل وأنت المره - يا الصتيمة
…
حيث المراجل ما هي لمك ولا إيَّاك
فأخذوا يتغنون بذلك، وكان من عادة العمال أن يستعينوا بذلك على العمل، حتى كثر طلبة العلم الورعون الذي صاروا ينهونهم عن الغناء، ويأمرونهم بذكر الله بدلًا منه.
وفيما يتعلق بسليمة هذه أيضًا سمعت والدي يقول لإحدى نسائه: لا تعودين على شرب القهوة تصيرين مثل (سليمة).
كان الناس في ذلك الوقت لا يسيغون للمرأة الشابة أن تشرب القهوة.
وقد ذكر والدي قصة (سليمة) وهي من أهل بريدة كانت اعتادت على شرب القهوة تصنعها في بيتها وتشربها مع صديقاتها، ومرة كان نفد ما عندها من القهوة، ولم تجد حيلة في الحصول على شيء منها، إما لشح النقود أو لغير ذلك.
فشمت رائحة قهوة تحمس، وكانت رائحتها نفاذة فأسرعت إلى بيتها، واستبدلت ملابسها النسائية بثوب رجل وشماغه وتلثمت بالشماغ، فصار لا يشك أحد في أنها رجل.
وكانت العادة عندهم أن الرجل إذا عمل القهوة وفتح بابه دخل من يريد شرب القهوة فشرب منها ثم خرج.
دخلت سليمة إلى ذلك الباب المفتوح الذي تفوح من داخله رائحة القهوة العطرة، وسلمت بصوت منخفض فيه شيء من الخشونة التي تعمدتها.