الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والهبة أو العطية حصة الواهب من العدانة وهي مزرعة أو موضع نخل ولكن صيبته المذكورة وهي نصيبه من العدانة وما ذكر معها ليس محددًا في الورقة اعتمادًا على أنه معروف بينهما، وربما عند من كانوا يحيطون بهما في ذلك الوقت، ولو فرض أنه اختلف فيه مختلفان أو مختلفون فإن تحقيق نصيبه سهل بمعرفة العارفين له في ذلك الوقت.
وقد قبل عثمان الرميان تلك الهبة.
والشاهد عليها عبد العزيز الصقعبي والكاتب الذي شهد بها أيضًا عمر بن سليم.
والتاريخ الثامن من رجب من عام (1258) هجرية.
ثروة عمر بن عبد العزيز بن سليم:
العمر بن عبد العزيز بن سليم ثروة طائلة يدل على ذلك ما استدانه الناس منه، وما تسلموه منه على هيئة البضاعة وهي المضاربة وصفتها عندهم أن
يعطي صاحب المال شيئًا من ماله لرجل يحسن البيع والشراء أو يذهب إلى خارج البلاد يتاجر بها ويكون له من الربح نصيب.
والشواهد على ثروة عمر بن سليم كثيرة، ومنها هذه التقييدات من (البضاعة) والبضايع حيث يجمعون كلمة بضاعة التي معناها المضاربة على (بضايع) كما قالوا في أمثالهم (البضائع، مالٍ ضايع).
مثل التي تقول:
(مع إبراهيم الحمد لعمر بن سليم وزن ستين مشخص ذهب حمر، شهد على ذلك سليمان الصالح).
والمشخص نقد ذهبي معروف، ولكن بالنظر إلى عدم وجود نظام للمقاييس في الزمن القديم فإنهم يذكرون وزن الشخص المعتبر.
والذي في هذه الورقة ذهب أحمر غير مسكوك يزن ستين من النقد المسمى (المشخص).
ولأهمية ذلك شهد به أحد التجار الأثرياء الوجهاء من أسرة (آل سالم) الكبيرة، وهو سليمان الصالح.
وبعد ذلك تقييد آخر في الورقة نفسها يقول:
أقر سليمان الصالح (آل سالم) بأن عنده لعمر بن سليم وزن ستين مشخص ذهب حمر، وأحد عشر تومان وتفق: شهد بذلك وكتبه محمد آل مبارك.
فسليمان الصالح تاجر معروف باستثمار المال، وقد أعطاه عمر بن سليم ما ذكر وهو وزن ستين مشخص ذهب حمر واحد عشر تومان والتومان: نوع من النقد لا يزال لفظه مستعملًا في إيران حتى الآن، فالكلمة - إذا وصلت إليهم من منطقة الخليج العربي، وبوساطة العراق، و (تفق) وهي البندق التي يرمي بها.
أما الكاتب محمد آل مبارك فلا أتيقن من معرفته، ولكن ربما كان من (المبارك) الذين هم من آل سالم، ويمنعني من الظن بأنه من أسرة (المبارك) الذين تفرعوا من أسرة الحميد عدم التأكد من كون تفرعهم كان سابقًا لهذا التاريخ الذي هو العقد الثالث من القرن الثالث عشر.
وهذه الوثيقة المكتوبة بقلم الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه وتقول بخط الشيخ الواضح: أقر صالح آل عبد الله بن مضيان بأن معه مائة ريال تزيد ثلاثة أريل لعمر بن سليم بضاعة، شهد على ذلك عبد العزيز بن جربوع، شهد به
وكتبه عبد الله بن صقيه نهار تاسع شعبان عام 1236 هـ.
وهذا المبلغ وحده - مائة ريال وثلاثة أريل - كان يعتبر في ذلك الوقت ثروة طائلة، إذا ملكه الشخص عُدَّ من الأغنياء.
ووثيقة أخرى لوالد عمر بن سليم وهو عبد العزيز بن عبد الله آل سليم، وقد حدثت في الدرعية لأن المستبضع أي الذي دفعت إليه البضاعة ليس من أسماء الأسر المعروفة لنا بأنها من أهل القصيم وهو (القطعي) وكذلك اسم الكاتب (ابن مساعد) ولفظها:
الحمد لله
أقر عبد الرحمن القطعي بأن معه لعبد العزيز بن عبد الله (آل سليم) ثمانية وأربعين ريال ونصف بضاعة، وذلك في الأضحى من سنة 1233 هـ. كتبه وشهد به محمد بن علي بن مساعد.
وهذا دليل على ما هو معروف لدينا من قبل من أن والد عمر بن سليم هو ثري أيضًا.
وهذه وثيقة أخرى تدل على ثراء والد عمر بن سليم وهو عبد العزيز بن عبد الله آل سليم ونصها:
أقر عبد العزيز بن هندي راعي المذنب بأن معه لعبد العزيز بن عبد الله اثنين وثمانين حمر، بضاعة، وذلك في ذي القعدة سنة 1233 هـ كتبه وشهد به عبد العزيز بن محمد بن عيسى.
و(العيسي) اسم شائع ولكنه قليل في بريدة وما حولها، إذ لم نعرف اسم أسرة كبيرة في بريدة في ذلك التاريخ وإن كان ذلك لا يمنع من وجود اسم عيسى ولكن إذا كانت توجد أسرة لها ذلك الاسم فإن المشاهير منها قليل،
وسوف نذكر في حرف العين اسرتين من (العيسى) من أهل بريدة في الوقت الذي أدركناه وعرفناه، ولكن إحداهما هي أسرة آل عيسى الذين هم من بني زيد جاءوا إلى بريدة بعد تاريخ هذه الوثيقة بزمن، والأسرة الثانية كان يقال لهم (الغنام)، وليس (العيسى) في ذلك التاريخ.
ويدل على ذلك كله مع تاريخ الوثيقة في عام 1233 هـ أنها كتبت بالدرعية.
وهذه الوثيقة التي تذكر أن عبد الله العريِّض - هكذا بتشديد الياء - أقر بأن معه لعبد العزيز بن عبد الله وأخوه عبد الرحمن - انصاف - مائتين ريال، بضاعة وهي مؤرخة في الأضحي آخر سنة 1233 هـ بخط عبد العزيز الحزيمي.
وهذه الوثيقة التي تثبت بأن في ذمة راشد بن دغيثر لعمر بن سليم مبلغًا كبيرًا من القمح وهو ألف وستمائة صاع حنطة نقي، وستمائة صاع شعير.
والشاهد على هذا الدين الكبير إبراهيم بن محمد بن سالم (من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكنى في بريدة) وشهد به وكتبه عبد الرحمن بن سويلم ابن أخي الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم، أو أحد أقاربه وهو كاتب ثقة، جيد الخط والضبط، وتاريخ حلول الدين المذكور شهر شعبان سنة 1238 هـ مما يدل على أن الوثيقة كتبت في عام 1237 هـ.
وهذه وثيقة مؤرخة في 22 من شهر ربيع الأول سنة 1238 هـ بخط الشيخ عبد الله بن صقيه وتتضمن إثبات دين لعمر بن سليم على محمد الرشيد بن حسون، وهو ستون ريالًا وهذا المبلغ يعتبر وحده بمثابة ثروة من ثروات الرجال المتوسطين في الثروة، ولذلك كانت قيمته ألف وزنة تمر، ويساوي ذلك
ألفًا وخمسمائة كيلو قرام من التمر، وقد أوضح الكاتب الشيخ ابن صقيه أن كل مائة وزنة من التمر ثمنها ستة أريل.
والشاهدان فيها هما فوزان بن دبيب وسيأتي ذكر الدبيبي في حرف الدال وعبد الله بن حمد، والمراد به عبد الله بن حمد بن سليم والد القاضي العلامة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.
والوثيقة التالية تبين هذا الدين الذي يعتبر كثيرًا بل كبيرًا جدا في ذلك العصر وهو نيف وثمانون ريالًا استدانها علي آل منيع - وآل منيع هم من أهل الصباخ وسيأتي ذكرهم في حرف الميم يحل أجل وفاء هذا الدين طلوع جمادي الثاني من سنة ست وأربعين بعد المائتين والألف، والكاتب هو سليمان بن سيف.
والوثيقة التالية فيها شهادة رجل رئيسي من أسرة السليم هو عبد الله (بن حمد) السليم والد الشيخ الكبير: والد المشايخ القضاة الشيخ محمد بن عبد الله هذا - بن سليم، وهي مكتوبة في سنة ست وأربعين ومائتين وألف حسبما حدد فيها أجل الدين المذكور فيها بأن موعد حلوله أي وجوب الوفاء به في جمادي الأولى سنة 1247 هـ. والعادة أن تأجيل الدين عندهم إلى سنة واحدة، إلا إذا نص على غير ذلك وهو قليل.
والدين هو خمسة عشر ريالًا وخمسة عشر ربع قرش، فالريالات معروفة، وأما ربع القرش كما كتبه كاتب الوثيقة فإنه ربع ثلث الريال، لأن ثلث الريال يسمونه (جرش) وينطقون بالحرف الأول من لفظه كما ينطقون بلفظ (قربه) التي هي وعاء الماء، ولفظة (قليل) التي تقابل لفظة كثير.
والوثيقة بخط سليمان بن سيف.
والوثيقة التالية مختصرة ولكنها مهمة وغريبة، إذ تنص على أن اثنين من المشهورين من جماعة أهل البصر وهما عبد الله الراشد (من أسرة المحيميد) وعبد الله الصالحي شهدا بأن جميع ما دخل به عمر بن سليم على أهل البصر فهو أوامر للدولة من قبل محمد الرشيد وغيره، ومحمد الرشيد هذا كان أمير البصر في وقت من الأوقات، وهو من أسرة المحيميد أيضًا.
وقد وقفت على كتاب من عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان أمير القصيم موجهًا إليه بأن يلزم من لعمر بن سليم دين عليه من أهل البصر أن يوفيه دينه.
وقد كتب شهادتهما سليمان بن سيف الذي نعرف خطه كما يعرف معاصروه وجهه.