الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن سليم
ومن آل سليم: الشاب التقي الورع التالي للقرآن في أكثر حالاته، المقبل على طلب العلم وتحصيله النابذ الأمور الدنيا والاشتغال بها محمد بن القاضي الشيخ عبد الله بن القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن حمد آل سليم.
عرفته عندما بدأت أطلب العلم وكان بدأ قبلي لأنه كان أسن مني فأعجبني فيه إقباله على طلب العلم، وحرصه على أن يحصل على فنون العلم المختلفة، فلا يقتصر على ما يقتصر عليه طلبة العلم من دراسة الفقه والتفسير والحديث، وقبل ذلك وبعده العقيدة ثم الضروري من علم النحو.
بل كان حريصًا على تعلم العلوم كلها.
وكان الوحيد الذي له غرفة في المسجد الجامع في بريدة الذي كان آنذاك هو الجامع الوحيد فيها.
وتلك مزية له لم يشاركه فيها إلا الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج إمام الجامع وخطيبه إذ كانت له غرفة في الجامع أيضًا.
وكانت غرفة الأخ محمد بن عبد الله بن سليم هذا واقعة في الركن الشمالي الغربي من سطح الجامع لابد في الوصول إليها من الصعود إلى سطح الجامع فكان طلبة العلم يأتون إليه في هذه الغرفة يفيد صغيرهم، ويستفيد من كبيرهم ويتبادل البحث والاستفادة من متوسطيهم بالنسبة إلى العمر والفهم.
فكنت أذهب إليه أول الأمر من أجل البحث في كثير من المسائل العلمية، ومن أجل الاستفادة من الكتب التي كنا نجدها في غرفته.
وكان متفرغًا لطلب العلم وللعبادة، ولم يكن يذهب إلى الأسواق كما يفعل بعض طلبة العلم الذين يلمون بأسواق البيع والشراء من أجل الاستجمام من طلب العلم.
بل لاحظت أنه إذا اضطر إلى المرور بسوق البيع والشراء طأطأ رأسه
ولم يلتفت إلى شيء وأسرع في سيره حتى يتجاوزه.
وقد بدأتُ مرة أنا وإياه في عام 1365 هـ. نقرأ القاموس للفيروز ابادي قراءة كاملة وهو أمر لم يكن كثير من طلبة العلم في ذلك الوقت يعيرونه اهتمامًا وذلك في غرفته في الركن الشمالي الغربي من سطح المسجد الجامع عندما كان بناؤه من الطين.
وقد غلط محمد بن عثمان القاضي في أمره فزعم أنه مات في حياة والده، والواقع أنه توفي بعد أبيه بست عشرة سنة.
قال في ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وله ابن مات في غضارة شبابه بوجود أبيه فاحتسبه وصبر على صدمته رجاء مثوبة الصابرين اسمه محمد، وكان أمثل طلبته وبينما العيون إليه شارعة وفي إقبال على الطلب منقطع النظير اخترمته المنية (1).
والواقع أن محمد بن الشيخ عبد الله بن سليم لم يبدأ طلب العلم في حياة والده أصلًا لأن عمره عندما توفي والده كان في حدود العاشرة.
وإنما ابتدأ بالقراءة على الشيخ عبد العزيز العبادي في ثلاثة الأصول بعد وفاة والده بحوالي سنة ونصف.
ومن الطريف في غلط محمد بن عثمان القاضي إن كان في الغلط طريف، أنه توهم أنه مات في حياة والده، وهذا غلط واضح، ثم توهم أن والده قد احتسبه عند الله، وهذا غلط مركب، وظن مبني على ظن.
فمحمد ابن الشيخ عبد الله الذي ذكر أنه مات في حياة والده وهو الابن الوحيد للشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن سليم لم يمت في حياة والده، بل
(1) روضة الناظرين، ج 1، ص 386 (الطبعة الأولى).