الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في استحباب الذكر الوارد لدخول المسجد
المبحث الأول في استحباب الاستعاذه
المدخل إلى المسألة:
• العبادات توقيفية، والأصل فيها الحضر، ولا تفعل إلا بإذن من الشارع.
• لا يصح حديث في مشروعية الاستعاذة لدخول المسجد.
• لا يشرع التعوذ لكل قربة، فالتعوذ للأذان وللدخول في الصلاة من البدع.
• دخول المسجد الحرام كدخول غيره، لا تشرع لدخوله الاستعاذة.
[م-447] استحب المالكية، والشافعية، والحنابلة الاستعاذة لدخول المسجد، وقد وردت صيغة الاستعاذة لدخول المسجد فيما ورد: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم
(1)
.
واستحبَّ بعض الحنفية الاستعاذة لدخول المسجد الحرام والخروج منه
(2)
.
وقال ابن مفلح: استحب شيخنا -يعني ابن تيمية- التعوذ أول كل قربة
(3)
.
وفيه نظر؛ فإن من العبادات ما يعتبر التعوذ لفعلها بدعة، كالتعوذ عند الأذان
(1)
. تفسير القرطبي (12/ 273)، القوانين الفقهية (ص: 37)، شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 224)، المجموع (2/ 179)، مغني المحتاج (1/ 426)، الإقناع (1/ 111)، كشاف القناع (1/ 326)،.
(2)
. منحة الخالق على البحر الرائق (2/ 350).
(3)
. الفروع (2/ 170)، المبدع (1/ 382).
وقبل الدخول في الصلاة.
ونص الشافعية والحنابلة على ندب الاستعاذة عند الخروج
(1)
.
• واستدلوا على مشروعية الاستعاذة:
(ح-1079) بما رواه أبو داود، قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت. له:
بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم. قال: أقط؟ قلت: نعم، قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم
(2)
.
[انفرد به إسماعيل بن بشر، عن ابن مهدي، ولا يحتمل تفرده]
(3)
.
(1)
. شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 224)، مغني المحتاج (1/ 426)، الإقناع (1/ 111)، كشاف القناع (1/ 326).
(2)
. سنن أبي داود (466).
(3)
. لم يروه عن ابن مهدي إلا إسماعيل بن بشر، وهو لا يعرف بالرواية عن ابن مهدي، وقد وقفت له على ثلاثة أحاديث يرويها عن ابن مهدي، هذا أحدها.
والآخر: حديث العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله موعظة ذرفت منها العيون.
والثالث: حديث العجوة من الجنة.
وانفراده بهذا الحديث لا يحتمل منه، أين أصحاب ابن مهدي عن هذا الحديث لو كان هذا من صحيح حديثه؟
وإسماعيل بن بشر قد أخرج له ابن خزيمة في صحيحه، وقال عنه أبو داود: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال مسلمة بن القاسم في كتاب الصلة: ثقة.
وباقي إسناده ثقات.
قال النووي في الخلاصة (1/ 314): «حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد جيد» .
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 277): «هذا حديث حسن غريب، ورجاله موثقون، وهم من رجال الصحيح إلا إسماعيل وعقبة» ، والله أعلم.
• الراجح:
أن هذا اللفظ لا يثبت، وإذا لم يثبت لم تشرع الاستعاذة لدخول المسجد، وهناك ذكر محفوظ لدخول المسجد أصح من هذا اللفظ، وهو في صحيح مسلم، وسوف أذكره إن شاء الله تعالى في المباحث التالية.
* * *