المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[باب أي الإسلام والمسلمين خير، وما يوجد به حلاوة الإيمان، وفي حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الحير للمسلمين، وفي إكرام الجار والضيف وصلة الرحم، وتغيير المنكر، وما جاء أن الإيمان في اليمن والحجاز] - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ١

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌[بَابُ أَيُّ الإِسلام والمُسْلمِين خَير، وَمَا يُوجَدُ بِه حَلاوَةُ الإِيمَانِ، وفِي حُبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحُب الحير للمسْلِمينَ، وَفِي إِكرَامِ الجَارِ والضَّيفِ وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَغْيير الْمُنْكَر، ومَا جَاءَ أَن الإِيمَان فِي اليَمَنِ والحِجَازِ]

- ‌[بَابٌ]

- ‌[بَابٌ فِي الطَّعْنِ فِي النَّسَبِ، والنِّيَاحَةِ، وَفِي العَبْدِ يَأبق مِن سَيِّدهِ، وفِيمَن قَال: مُطِرْنَا بِنَوءِ كَذَا، وَفِيمَن أَبْغَضَ الأنْصَارَ وعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَفِي كُفرَانِ العَشِيرِ]

- ‌[بَابٌ فِي فَضلِ السُّجُودِ، وفِي إِثم تَارِكِ الصَّلاةِ، وفِي أَي الأعَمَالِ أَفضل، وأي الذنُوب أَكبَر، وفِي المُوبقَاتِ، وسَبِّ الوَالِدَينِ، وفِي الكِبر، وتَركِ الصَّلاةِ كُفرٌ]

- ‌[بَابٌ فِي ضَرْبِ الخُدُودِ وَشَقِّ الجيُوبِ وَدَعْوى الجَاهِلِيَّةِ ورَفْع الصَّوتِ عِنْدَ المُصِيبَةِ، ومَا جَاءَ فِي النَّمِيمَةِ]

- ‌[بَابُ أَفْعَالٍ لا يُكلِّمُ الله فَاعِلهَا، وفِيمَن قَتَلَ نَفْسَهُ، وفِي الغلُولِ]

- ‌[بَابٌ فِيمَنْ اقْتَطَعَ مَال مُسْلِمٍ بِيَمِينهِ، وفِيمَن قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ، وفِي الأمِير الغَاش لِرَعِيَّتِهِ]

- ‌[بَابٌ فِي رَفْعِ الأَمَانَةِ، وعَرْضِ الفِتَنِ عَلى القُلُوبِ، وَمَا جَاءَ أَنَّ الإِسْلامَ يَعُودُ كَمَا بَدَأَ، وَفِي رُجُوعِهِ إِلَى المَدِينَةِ، وفِيمَن تُدْركه السَّاعَةُ، وفِي خَوْفِ المِحَنِ والفِتَنِ]

- ‌[بَابُ إِذا لَمْ يَكُنِ الإسْلامُ عَلَى الحَقِيقَةِ وَكان عَلَى الاسْتسْلامِ، واسْتِجْلابِ النَّاسِ لِلإِسْلامِ بِالعَطَاءِ وتَألُّفِهِمْ بِهِ]

- ‌[بَابُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام وَطُلُوع الشمْسِ مِنْ مغْرِبهَا]

- ‌[بَابُ بدءِ الوَحْي]

- ‌[بَابٌ فِي الإسْرَاءِ، وذِكْرِ مَن لَقِي النبي صلى الله عليه وسلم مِن الأَنبِيَاءِ، ومَا رَأَى مِنْ غَيرِ ذَلِكَ، وذِكْر الدَّجَّال، وَقَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَام)، وفِي رُؤَيةِ الله تبارك وتعالى]

- ‌باب أحاديث الشفاعة، وذكر يوم القيامة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأن بركته وشفاعته لا تنال غير المؤمنين، وقوله عليه السلام للسائل: "إن أبي وأباك في النار

- ‌[بَابُ قَوْل النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا وَلِيَّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) وَمَا جَاءَ في مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ]

- ‌بَابُ مَثَل الْمُسْلِمِينَ فِي الكُفَّارِ، وَكَمْ بَعْث الْجَنَّةِ وَبَعْث النَّارِ

- ‌كتاب الطهارة

- ‌باب الوضوء وفضله

- ‌[بَابُ وُجُوبِ الوُضُوءِ وصِفَته وَفَضْله، وفِيهِ ذَكْرُ الوتْر في الاستِنْثَارِ والاسْتِنجَاءِ]

- ‌[بَابُ القَوْلِ بَعْدَ الوُضُوءِ]

- ‌[بَابُ فِي السِّواكِ وفَضْلِه، وفِي أَعْمَالِ الفِطرَةِ والاخْتِتانِ وقَصِّ الشَّارِب وغَيرِ ذَلِكَ]

- ‌بَابُ [الاسْتِنجَاءِ ومَا يَتَعَلَّق بِه مِن النَّهْي عِن اسْتقْبَال القِبْلَة والاسْتنْجَاء باليَمِينِ وغَيرِ ذَلِك]

- ‌[باب لا تُستَقبل القبلة بغائط أو بول]

- ‌[بَابٌ فِي البَوْلِ قَائِمًا وفِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ والعِمَامَةِ فِي الوُضُوءِ وفِي صَلَواتٍ تُصَلَّى بِوُضُوءٍ واحِدٍ]

- ‌[بابٌ فِي المسْتَيقِظ مِنَ النَّومِ لا يَغْمِس يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، وفِي الإِناءِ يَلغُ فِيهِ الكَلْبُ، والفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ]

- ‌[بَابُ النَّهْي عَنِ البَوْلِ فِي الْمَاءِ الدَّائِم، وَعَنِ اغتِسَالِ الجُنبِ فِيهِ، وفِي حُكْمِ البَوْلِ والْمَنِيِّ والدَّمِ]

- ‌[بَابٌ فِي النَّومِ مَعَ الحَائِض، ومَا يَحِل مِنْهَا، وفِي الْمَذِيِّ والجُنب يَتَوضأ للنَّوم، وفِي المُجَامِع يُعَاود، وفِي المرأَة تَحْتَلم]

- ‌بَابٌ فِي الاغْتِسَالِ مِن الجَنَابَةِ، وَكَم يَكْفِي المُغْتَسل والمُتَوَضِّئ مِنَ المَاءِ، وَاغْتِسَال الرجُل والمَرأَة مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَفِي الاغْتِسَال مِنَ المَحِيضِ

- ‌بَابٌ فِي التسَتُّرِ للغُسْلِ وَغَيره

- ‌بَاب فِي الرَّجُلِ يُجَامِع فَيُكسِل

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ مِمَا مَسَّتِ النَّارُ

- ‌بَابُ إِذَا وَجَدَ حَرَكَةً فِي جَوْفِهِ فَلا يَتَوَضأ حَتى يَسْتَيقِنَ

- ‌بَابُ الانْتِفَاعِ بِجُلُودِ المَيتَةِ إِذَا دُبِغَت

- ‌كِتَاب الصلاةِ

- ‌بَابُ الأَذَانِ

- ‌بَابُ رَفْع اليَدَينِ والتكْبِير وقِرَاءَة أمِّ القُرآن ومَا تَيَسَّرَ، وتَعلِيم النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ والقِرَاءةَ خَلْفَ الإِمَامِ، وتَرك الجهْر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- ‌بَابُ تَحْسِين الصَّلاة وإِتْمَامِهَا، والنَّهْي عَنْ مُبَادَرَة الإِمَامِ، وعَنْ رَفْعِ البَصَر إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاةِ، والأمْر بالسُّكُونِ فِيهَا، وفِي الإِشَارَةِ عِنْدَ التَّسْلِيمِ والصُّفُوف، وَفِيمَن رَكَعَ دُون الصَّف، والنَّهْي أَن يَرْفَع النِّسَاءُ قَبْل الرِّجَال، وفِي خُرُوج النِّسَاء إِلَى المسْجِد

- ‌بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}، وقَولِهِ تَعَالى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}، وقِرَاءةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجِنِّ

- ‌في مَنْ عَقَصَ رأْسَهُ فِي الصَّلاةِ

- ‌بَابُ الاعْتِدَالِ في السُّجُودِ، وَكَيفَ يَسْجُدُ، وَمَنْ استَوَى قَاعِدًا في وتْرٍ مِن صَلاتِهِ ثُمَّ نَهَضَ

- ‌بَابٌ في سُتْرَةِ المُصَلِّي، ومَا جَاءَ في المُرُورِ بَين يَديه، والاعْتِراض، ومَا يَقْطَعُ الصَّلاةَ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي الثَّوْبِ الوَاحِد

- ‌بَابٌ في السَاجدِ

- ‌بَابٌ فِي مِنْبَرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصَلاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ في الاخْتِصَارِ فِي الصَّلاةِ، ومَسْحِ الْحَصَى، والبُصَاقِ فِي الصَّلاةِ وَفِي الْمَسْجدِ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي النِّعَالِ فِي الثَّوْبِ المعَلم وَبحَضْرةِ الطَّعَام والنَّهْي عَن إِتْيَان المَسْجِد لِمَنْ أَكَلَ البَصَلَ أو الثَّومَ والنَّهْي عَن إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِيهِ

- ‌بَابُ السَّهْو فِي الصلاةِ

- ‌بَابٌ فِي سجُودِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ صِفَةِ الجلُوسِ فِي الصَّلاةِ، والتَّسْلِيم والتَّكْبِيرِ بَعْدَ الصّلاة، ومَا يُسْتَعَاذ مِنْه فِيهَا، ومَا يُقالُ بَعْدَهَا

- ‌بَابُ مَا يُقَالُ بَينَ التكبِير والقِرَاءَةِ وفَضْلِ الذِّكْرِ عِنْدَ دخُولِ الصَّلاةِ

- ‌بَابُ إِتْيَانِ الصلاةِ بِالسَّكِينَةِ وَمَتَى يَقُومُ النَّاسُ إِلَيهَا، وخُرُوجِ الإِمَامِ بَعْدَ الإِقَامَةِ لِعُذْرٍ، وَمَتَى تُقَامُ الصَّلاةُ، وَفِيمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْهَا

- ‌[بَابُ قَضَاءِ صَلاةِ العَصْرِ بَعْد الغُرُبِ]

- ‌[بَابٌ في المحافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الصُّبْحِ والعَصْرِ]

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَأْخِيرِ الصَّلاةِ عَنْ وَقْتِهَا

- ‌بَابٌ في صَلاةِ الجَمَاعَةِ

- ‌[بَابُ الصَّلاةِ عَلَى الحَصِيرِ]

- ‌[بَابُ فَضْلِ صَلاةِ الجَمَاعَةِ وانْتِظَار الصَّلاة]

- ‌بَابٌ في القُنُوتِ

- ‌بَابٌ في مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةِ أَوْ نَسِيهَا

- ‌[بَابُ بِدْءِ فَرْضِ الصَّلاة رَكْعَتَين رَكْعَتَين]

- ‌بَابُ الصَّلاةِ في الرِّحَالِ في الْمَطَرِ، وَالتَّنَفُّلِ عَلَى الدَّابَّةِ

- ‌بَابُ الجَمْع بَينَ الصَّلاتينِ [فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ]

- ‌باب

- ‌بَابٌ فِيمَنْ صَلَّى ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةَ فِي يَوْمٍ وَلَيلَةٍ، وَالتنَفُّل قَبْل الصَّلاةِ وَبَعْدَهَا، وصَلاة القَاعِدِ

- ‌بَابُ فِي صَلاةِ اللَّيلِ والوتْرِ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيلِ، أَوْ مَرِضَ، أَوْ سَافَرَ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ الأَوَّابِينَ [حِينَ تَرْمضُ الفِصَالُ]

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌بَابُ فَضْلِ طُولِ الصَّلاةِ، وَصَلاةِ اللَّيلِ، وقِيام رَمَضَان، وَلَيلَةِ القَدْرِ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم باللَّيلِ وَدَعَائِهِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ نَامَ اللَّيلَ كُلَّهُ

- ‌صَلاةُ النَّافِلَةِ فِي البُيُوتِ، والمدَاوَمَةُ عَلَي العَمَلِ، ومَا يَفْعَل إِذَا كَسِلَ فِي الصَّلاةِ، أَوْ نَعَسَ فِي الصَّلاةِ

- ‌[بَابُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، وَمَا يَفْعَل إِذَا نَعَسَ فِي الصَّلاةِ]

- ‌[بَابُ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُد]

- ‌بَابُ الجهْرِ فِي صَلاةِ اللَّيلِ

- ‌بَابُ تَعَاهُدِ القُرْآن، وَتَحْسِينِ الصَّوْت بهِ [والتَّرْجِيعِ]

- ‌بَابُ مِنْ فَضْلِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنِ الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ

- ‌[بَابٌ في الرّكْتَينِ بَعْدَ العَصْرِ]

- ‌بَابُ بَين كُلِّ أَذَانَينِ صَلاةٌ

- ‌صَلاةُ الخَوْفِ

- ‌كِتَابُ الْجُمُعَةِ

- ‌[بَابٌ في الْجُمُعَةِ والغُسْلِ لَهَا]

- ‌بَابُ فَضْلِ يَوْمِ الحمُعَةِ

- ‌[بَابُ التعْلِيمِ لِلمُعَلِّم في الخطْبَةِ]

- ‌باب في العيدين

- ‌بَابٌ فِي الاسْتِسْقَاءِ

الفصل: ‌[باب أي الإسلام والمسلمين خير، وما يوجد به حلاوة الإيمان، وفي حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الحير للمسلمين، وفي إكرام الجار والضيف وصلة الرحم، وتغيير المنكر، وما جاء أن الإيمان في اليمن والحجاز]

فَمَا زِلْنَا نَقُولُ: إِنَّهُ مِنا يَا أَبَا نُجَيدٍ! إِنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. لم يخرج البخاري هذا اللفظ، أخرج اللفظ (1) الذي قبله.

53 -

(28) مسلم. عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلًا لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَال:(قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ ثَمَّ اسْتَقِمْ)(2). وفي رواية: "غَيرَك" بدل "بَعْدَك". لم يخرج البخاري هذا الحديث، ولا أخرج عن سفيان بن عبدا لله في كتابه شَيئًا. وزاد الترمذي في هذا الحديث: قُلتُ: يا رَسُول لله! مَا أَخْوَف مَا تَخَافُ عَليّ؟ فَأَخَذ بِلِسَان نَفْسِهِ، ثُم قَال:(هَذَا). وقال: هذا حديث حسن صحيح (3).

[بَابُ أَيُّ الإِسلام والمُسْلمِين خَير، وَمَا يُوجَدُ بِه حَلاوَةُ الإِيمَانِ، وفِي حُبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحُب الحير للمسْلِمينَ، وَفِي إِكرَامِ الجَارِ والضَّيفِ وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَغْيير الْمُنْكَر، ومَا جَاءَ أَن الإِيمَان فِي اليَمَنِ والحِجَازِ]

(4)

54 -

(1) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الإِسْلامِ خَيرٌ؟ قال: (تُطْعِمُ الطعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلامَ (5) عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ) (6).

55 -

(2) وعَنهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيرٌ؟ قَال: (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)(7). لم يخرج البخاري هذا اللفظ: "أَيُّ

(1) قوله: "اللفظ" من (ج) فقط.

(2)

مسلم (1/ 65 رقم 38).

(3)

"سنن الترمذي"(4/ 524 رقم 2410).

(4)

ما بين المعكوفين من (ج) فقط.

(5)

"وتقرأ السلام": أي وتسلم.

(6)

مسلم (1/ 65 رقم 39)، البخاري (1/ 55 رقم 12)، وانظر (28، 6236).

(7)

مسلم (1/ 65 رقم 40)، البخاري (1/ 53 رقم 10)، وانظر (6484).

ص: 40

الْمُسْلِمِينَ خَيرٌ؟ " ولا ذَكر سائلًا، ولفظ حديثه -ولم يذكر شَيئًا قبله-:(الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ (1) مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ). خَرَّجَه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَيضًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

56 -

(3) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الإِسْلامِ أفْضَلُ؟ قَال: (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)(2). وفي أخرى: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ؟ ، وقال البخاري: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الإِسلام (3)؟ ولم يقل: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ؟

57 -

(4) مسلم. عَنْ جَابِر بن عَبد الله قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)(4)، لم يخرج البخاري عن جابر في هذا شَيئًا.

58 -

(5) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)(5). وفي لفظ آخر: (ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلهِ، وَمَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ). وفي رواية: (مِنْ أَنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا

(1) في (ج): "الناس".

(2)

مسلم (1/ 66 رقم 42)، البخاري 11/ 54 رقم 11).

(3)

قوله: "أي الإسلام" من (ج) فقط.

(4)

مسلم (1/ 65 رقم 41).

(5)

مسلم (1/ 66 رقم 43)، البخاري (1/ 60 رقم 16)، وانظر (21، 6041، 6941).

ص: 41

أَوْ نَصْرَانِيًّا). ولم يَقُل البخاري: "مِنْ أَنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا"، وقال في بعض طرقه:(لا يَجِدُّ أَحَدٌ حَلاوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلهِ). الحديث.

59 -

(6) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)(1). وفي لفظ آخر: (لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ). لم يذكر البخاري هذا اللفظ: "مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ".

60 -

(7) وخرج من حديث أبي هريرة، ولم يخرج عنه مسلم (2) في هذا شَيئًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ)(3).

61 -

(8) وعَنْ عبد الله بن هشام قال: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وهُو أخِذ بِيَد عُمَر بْن الخَطَّاب رضي الله عنه، فَقال لَهُ عُمَر: يَا رَسُولَ الله! لأَنتَ أحَب إليَّ مِن كُلِّ شَيء إِلا نَفْسِي. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لا وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيكَ مِنْ نَفْسِك) فَقَال لَهُ عُمَر: فَإِنَّه الآن والله لأَنْتَ أَحَبُّ إليَّ مِن نَفْسِي. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (الآن يَا عُمَر)(4). خرجه في "الأيمان والنذور"، ولم يخرج مسلم عن عبد الله بن هشام في كتابه شَيئًا.

62 -

(9) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ

(1) مسلم (1/ 67 رقم 44)، البخاري (1/ 58 رقم 15).

(2)

في (ج): "مسلم عنه".

(3)

البخاري (1/ 58 رقم 14).

(4)

البخاري (7/ 43 رقم 3694)، وانظر (6264، 6632).

ص: 42

عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ، أَوْ قَال: لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) (1). وفي رواية: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى [يُحِبَّ لأَخِيهِ، أَو قَال: لِجَارِهِ مَا يُحِب لِنَفسِهِ])(2). وقَال البخاري: "لأَخِيهِ" من غير شك. ولم يذكر القَسم.

وذكره أبو بكر ابن أبي شيبة في "مسنده"(3) وقال: "مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِن الخَير".

63 -

(10) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)(4). لم يخرج البخاري هذا الحديث (5).

64 -

(11) وخَرَّجَ عَنْ أَبِي شُرَيحٍ؛ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ)، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنْ؟ قَال: (الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)(6)(7). خرجه في كتاب "الأدب". قال: وقال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بن إسحاق: عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة (8). ولم يخرج مسل بن الحجاج هذا الحديث.

(1) مسلم (1/ 68 رقم 45)، البخاري (1/ 56 رقم 13).

(2)

ما بين المعكوفين من (ج) فقط.

(3)

ليس في الجزء المطبوع من "مسند ابن أبي شيبة"، ولم نجده في "مصنفه".

(4)

مسلم (1/ 68 رقم 46).

(5)

في (ج): "اللفظ".

(6)

"بوائقه": البائقة هي الغائلة والداهية والفتك.

(7)

البخاري (10/ 443 رقم 6016).

(8)

توضيح ذلك: أن هذا الحديث من رواية ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري. ثم اختلف أصحاب ابن أبي ذئب عليه في صحابي الحديث فرواه عنه عاصم بن علي وشبابة وأسد بن موسى، وقالوا فيه: عن أبي شريح. ورواه عنه حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وأبو بكر بن عياش وشعيب بن إسحاق فقالوا: عن أبي هريرة.

ص: 43

65 -

(12) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَال (1): (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ)(2). وفي رواية: "فَلا يُؤْذِي جَارَهُ" وهكذا قال البخاري في حديث أبي هريرة، ولم يقل:"فَلْيُكْرِمْ"، وَلمسلم في رواية:"فَلْيُحسِنْ إِلَى جَارِهِ". خرجَه من حديث أبي هريرة.

66 -

(13) وخرجه مسلم أَيضًا من حديث أبي شريح بكماله (3)، وقال:(فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ). وقَال البخاري فِي حَدِيث أبِي شرَيح: "فَلْيُكرِم جَارَهُ". وفي (4) بعض طرق البخاري أيضًا (5): (وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِل رَحِمَه)، ولم يذكر الجار. خرجه من حديث أبي هريرة.

67 -

(14) مسلم. عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَال: أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبِةِ يَوْمَ الْعيدِ قَبْلَ الصَّلاةِ مَرْوَانُ. فَقَامَ إلَيهِ رَجُل فَقَال: الصَّلاةُ فَبْلَ الْخُطْبَةِ، فَقَال: قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ، فَقَال أَبُو سَعِيدٍ: أمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(مَنْ رَأى مِنكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغيرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ)(6). لم يخرج البخاري هذا الحديث إلا ما كان من تقديم مروان الخطبة على الصلاة فإنه قد ذكره (7).

(1) قوله: "قال" من (ج) فقط.

(2)

مسلم (1/ 68 رقم 47)، البخاري (9/ 252 رقم 5185)، وانظر (6018، 6136، 6138، 6475).

(3)

مسلم (1/ 69 رقم 48)، البخاري (10/ 445 رقم 6019). وانظر (6135، 6476).

(4)

في (ج): "وقال في".

(5)

قوله: "أيضًا" ليس في (أ).

(6)

مسلم (1/ 69 رقم 49).

(7)

البخاري (2/ 448 رقم 956).

ص: 44

68 -

(15) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ تَعَالى فِي أُمَّةٍ (1) قَبْلِي إِلا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ (2) وَأصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لا يَفعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ حَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، لَيسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) (3). وفي لفظ آخر:(مَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَكَانَ لَهُ (4) حَوَارِيُّونَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِ وَيَسْتَنونَ بِسُنَّتِهِ). [لم يخرج البخاري هذا الحديث](5).

69 -

(16) وخرج البخاري (6) عَن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُدْهِنِ فِي حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِع فِيهَا مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهمُوا سَفِينَةً، فَصَارَ بَعْضُهُم فِي أَسْفَلِهَا، وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلاهَا فَكَانَ الَّذِي في أسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ عَلى الَّذي فِي أَعْلاهَا، فَتَأَذَّوْا بِهِ، فَأَخَذَ فَأْسًا فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: مَا لَكَ؟ ! قَال: تَأَذَّيتُمْ بِي (7) وَلا بُدَّ لِي مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيهِ أَنجَوْهُ وَنَجَّوا أَنْفُسَهُمْ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ). خرجه في كتاب "الشهادات"(8).

70 -

(17) مسلم. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَال: أشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ

(1) في (ج): "أمته".

(2)

"حواريون": هم أصفياء الأنبياء وأنصارهم.

(3)

مسلم (1/ 69 رقم 50).

(4)

في (أ): "إلا وله".

(5)

ما بين المعكوفين ليس في (ج).

(6)

قوله: "البخاري" ليس في (أ).

(7)

في (ج): "لي".

(8)

البخاري (5/ 292 رقم 2686)، وانظر (2493).

ص: 45

فَقَال: (أَلا إِنَّ الإِيمَانَ هَهُنَا، وَإنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ (1) عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ، حَيثُ يَطْلُعُ قَرْن الشَّيطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ) (2). لفظ البخاري: أَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَال: "الإِيمَانُ يَمَان هَا هُنَا، أَلا إِنَّ الْقَسْوَةَ. ." الحديث، وفي لفظ آخر:"الإِيمَانُ هَاهُنَا" مَرَّتَين، وذكر في آخر كتاب "بدء الخلق" عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَيضًا يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الْفِتَنُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ (3)، وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ).

(1)"الفدادين": قال أبو عبيد: هم المكثرون من الإبل، وقال الأصمعي: هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم. ورجل فداد شديد الصوت.

(2)

مسلم (1/ 71 رقم (5)، البخاري (6/ 350 رقم 3302)، وانظر أرقام (3498، 4387، 5303).

(3)

"المشرق": والمشرق الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه يطلع منه قرن الشيطان ورأس الكفر هو مشرق المدينة، حيث كان صلى الله عليه وسلم هناك يشير بيده نحو الشرق، ومشرق المدينة بادية العراق ونواحيها، كما قاله الخطابي. ومما يؤيد ذلك حديث ابن عمر عند مسلم أنه قال: يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الفتنة تجيء من ها هنا"، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان. أخرجه مسلم رقم (2905). وشواهد التاريخ تبين ذلك، فهناك تقاتل الصحابة، فقتل طلحة والزبير وقتل علي، وقتل الحسين، وهناك كانت فتنة الخوارج، وفتنة الزنج، ومن هناك خرجت كثير من الفتن العقدية كالقدرية والمعتزلة والخوارج. وفي ذلك رد على الذين شغبوا على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بفهم مغلوط من هذا الحديث، وحاولوا تنزيله على وسط الجزيرة، مكابرة وشنآنا. وفي جمع روايات الحديث وتتبع كلام أهل العلم عليه ما يكشف اللبس ويبطل المغالطة، والشيخ محمد بن عبد الوهَّاب إنما جاء نابذًا للشرك والكفر، مجددًا لما اندرس من التوحيد والإسلام فرحمه الله رحمة واسعة.

ص: 46

71 -

(18) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ)(1).

72 -

(19) وعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ (2) أَضْعَفُ قُلُوبًا، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ) (3).

73 -

(20) وعَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِي أَهْلِ الْخَيلِ وَالإِبِلِ الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ)(3). وقال البخاري: "والفَدَّادِين" بالوَاو (4)، وذكره في كتاب "بدء الخلق" في باب "خير مال المسلم غنم".

74 -

(21) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أيضًا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْخَيلِ وَالْوَبَرِ)(3). لم يذكر البخاري هذا اللفظ: "الرِّيَاء" ذكر: "الخُيَلاء".

75 -

(22) مسلم. عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَضْعَفُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَة، السَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ قِبَلَ مَطْلِع الشَّمْسِ)(3). وفي لفظ آخر: (وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِي أَصْحَابِ الإِبِلِ،

(1) مسلم (1/ 71 رقم 52)، البخاري (6/ 350 رقم 3301)، وانظر أرقام (3499، 4388، 4389، 4390).

(2)

قوله: "هم" ليس في (ج).

(3)

انظر الحديث رقم (18) في هذا الباب.

(4)

"والفدادين بالواو": أي الواو العاطفة حيث قال: "في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر".

ص: 47