الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ؟ فَقَال ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ أَصَبْتَنِي، قَال: وَكَيفَ؟ قَال: حَمَلْتَ السِّلاحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ السِّلاحَ فِي الْحَرَمِ وَلَمْ يَكُنِ السِّلاحُ يُدْخَلُ الْحَرَمَ (1). وفي طريق آخر: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلاح فِي يَوْمٍ لا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ، يَعْنِي الْحَجَّاجَ. [رَواهُ عَنْ سَعِيد بْنِ العاصِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ كَذَا](2).
1320 -
(26) وعَن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَال:(مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ)(3). قالُوا: وَلا الْجِهَادُ؟ قَال: (وَلا الْجِهَادُ، إِلا رَجُلٌ (4) خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيءٍ) (5). وحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا والَّذِي قَبْله لم يخرجهُمَا مسلم بن الحجاج رحمه (6) الله. (7)
بَابٌ فِي الاسْتِسْقَاءِ
1321 -
(1) مسلم. عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيدٍ قَال: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَينِ (8).
(1) البخاري (2/ 455 رقم 966)، وانظر رقم (967).
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (1).
(3)
"في هذه": كذا بالإِبهام لأكثر رواة البخاري. ولبعض رواة البخاري: (ما العمل في أيام أفضل منها في هذه العشر)، وأخرجه أبو داود الطيالسي من الطريق التي أخرحه البخاري منها فقال:(في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة).
(4)
في (ج): "من رجل".
(5)
البخاري (2/ 457 رقم 969).
(6)
في (ج): "رحمهما".
(7)
في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بأصله فصح، ولله الحمد".
(8)
مسلم (2/ 611 رقم 894)، البخاري (2/ 492 رقم 1005)، وانظر أرقام (1011، 1012، 1023، 1024، 1025، 1026، 1027، 1028، 6343)
وفي لفظ آخر: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، وَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ. وفي آخر: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا يَسْتَسْقِي فَجَعَلَ إلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ يَدْعُو اللهَ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ (1)، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ.
1322 -
(2) البُخَارِي. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلَى الْمُصَلَّى فَصَلَّى (2)، وَأَنَّهُ لَمَّا دَعَا، أَوْ أَرَادَ (3) أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ (4).
1323 -
(3) وعَنْهُ قَال: رَأَيتُ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، قَال: فَحَوَّلَ إلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَينِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ (4).
1324 -
(4) وعَنْهُ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَسْتَسْقِى لَهُمْ فَدَعَا فَقَامَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ الْقِبْلَةِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ فَأُسْقُوا (5).
1325 -
(5) وعَن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَال: جَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ (4).
1326 -
(6) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيهِ (6). لم يخرج البُخَارِي هذا اللفظ (7).
(1) رسمت في (أ) هكذا: "دراءه".
(2)
كذا في (أ) و (ج)، وفي حاشية (أ):"يدعو".
(3)
في (ج): "وأراد".
(4)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(5)
البخاري (2/ 515) بعد رقم (1027) معلَّقًا.
(6)
مسلم (2/ 612 رقم 895)، البخاري (2/ 517 رقم 1031) وانظر (3565، 6341).
(7)
"هذا اللفظ": أي اللفظ المطابق، وإلا فهو في البخاري بمعناه كما يأتي.
1327 -
(7) عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ اسْتَسْقَى فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيهِ إِلَى السَّمَاءِ (1). ولا أخرج البُخَارِي أَيضًا (2) هذا اللفظ الأخير (3).
1328 -
(8) مسلم. عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَرْفَعُ يَدَيهِ فِي شَيءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلا فِي الاسْتِسْقَاءِ، [فَإِنْ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيهِ] (4) حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطيهِ (5). [وقَال البخاري: إلَّا فِي الاسْتِسْقَاءِ فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيهِ] (6).
1329 -
(9) وعَن أَنَسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيهِ [فِي الدُّعَاءِ](4) حَتَّى رَأَيتُ بَيَاضَ إِبْطيهِ (5).
1330 -
(10) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ (7)، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، ثُمَّ قَال: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ (8) فَادْعُ اللهَ يُغِثْنَا. قَال: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيهِ، ثُمَّ قَال:(اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا). قَال أَنَسٌ: وَلا وَاللهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ
(1) مسلم (2/ 612 رقم 896).
(2)
قوله: "أيضًا" ليس في (ج).
(3)
في (ج): "الآخر".
(4)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(5)
انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.
(6)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(7)
"دار القضاء": سميت بذلك لأنها بيعت في قضاء دين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كتب نفسه لبيت المال فباعها ابنه عبد الله بين معاوية رضي الله عنهما. فكان يقال لها: دار قضاء دين عمر، ثم اختصر فصار يقال لها: دار القضاء.
(8)
"هلكت الأموال وانقطعت السبل" أي بسبب القحط وقلة الكلأ والعشب.
سَحَابٍ وَلا قَزَعَةٍ (1)، وَمَا بَينَنَا وَبَينَ سَلْعٍ (2) مِنْ بَيتٍ وَلا دَارٍ، قَال: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ (3)، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ قَال: فَلا وَاللهِ مَا رَأَينَا الشَّمْسَ سَبْتًا (4)، قَال: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ (5) فَادْعُ اللهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا قَال: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيهِ، ثُمَّ قَال:(اللَّهُمَّ حَوَالينَا وَلا عَلَينَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ (6) وَالظرِّابِ (7)، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ). قَال: فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ. قَال شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قَال: لا أَدْرِي (8). وفي لفظ آخر: عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: أصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى
(1)"قزعة": هي القطعة من السحاب.
(2)
"سلع" جبل بقرب المدينة. أي نحن مشاهدون للجبل وللسماء وليس هناك سبب للمطر.
ومراده بهذا: الإخبار عن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنزال الله المطر بسؤاله من غير تقديم سحاب ولا قزع.
(3)
"مثل الترس": أي مستديرة.
(4)
"سبتًا": المراد به الإسبوع، وهو من تسمية الشيء باسم بعضه.
(5)
"هلكت الأموال وانقطعت السبل": أي بسبب كثرة الأمطار والمياه، فتعذر الرعي وسلوك الطرق.
(6)
"الآكام": جمع أكمة، وهي ما ارتفع من الأرض، وقيل: الجبل الصغير.
(7)
"الظراب" جمع ظرب، وهو الجبل المنبسط ليس بالعالي، وقيل: الرابية الصغيرة.
(8)
مسلم (2/ 612 رقم 897)، البخاري (2/ 412 رقم 932)، وانظر أرقام (933، 1013، 1014، 1015، 1016، 1017، 1018، 1019، 1021، 1029، 1033، 3582، 6093، 6342).
الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ. بِمَعْنَاهُ، وَقَال قَال:(اللَّهُمَّ حَوَالينَا وَلا عَلَينَا). قَال: فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ إِلا تَفَرَّجَتْ، حَتَّى رَأَيتُ الْمَدِينَةَ فِي مِثْلِ (1) الْجَوْبَةِ (2)، وَسَال وَادِي قَنَاةَ (3) شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلا أَخْبَرَ بِجَوْدٍ (4). وفي آخر: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَامَ إلَيهِ الناسُ فَصَاحُوا، وَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ قَحَطَ الْمَطَرُ وَاحْمَرَّ الشَّجَرُ (5) وَهَلَكَتِ الْبَهَائِمُ. وَفِيهِ: فَتَقَشَّعَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَتْ تُمْطِرُ حَوَاليهَا وَمَا تُمْطِرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةً، فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنهَا لَفِي مِثْلِ الإِكْلِيلِ (6). وفي آخر: فَألفَ اللهُ بَينَ السَّحَابِ، وَمَكَثْنَا حَتَّى رَأَيتُ الرَّجُلَ الشَّدِيدَ (7) تَهُمُّهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ. وفي آخر: فَرَأَيتُ السَّحَابَ يَتَمَزَّقُ كَأَنَّهُ الْمُلاءُ (8) حِينَ تُطْوَى.
وقَال البخاري في بعض طرق هذا الحديث: دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وجَاهَ الْمِنْبَرِ. وفي طريق آخر: فَرَفَعَ (9) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيهِ يَدْعُو، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيدِيَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَ، قَال: فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مُطرنَا،
(1) قوله: "مثل" ليس في (ج).
(2)
"الجوبة": هي الفجوة، ومعناه تقطع السحاب عن المدينة وصار مستديرًا حولها.
(3)
"وادي قناة" أحد أودية المدينة المشهورة بناحية جبل أحد.
(4)
"أخبر بجود" الجوْد: المطر الواسع.
(5)
"احمر الشجر": أي سقط ورقها حتى ظهر عوده.
(6)
"الإكليل": العصابة، وتطلق على كل محيط بالشيء.
(7)
"الشديد": القوي.
(8)
"الملاء": واحدها مُلاءَة، وهي الريطة مثل الملحفة، شبَّه انقشاع السحاب عن المدينة بالملاءة المنشورة إذا طويت.
(9)
في (ج): "رفع".
فَمَا زِلنا نُمْطَرُ حَتَّى كَانَتِ الْجُمُعَةُ الأُخْرَى، فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ بَشِقَ الْمُسَافِرُ، وَمُنِعَ الطرِيقُ. [قِيلَ: بَشِقَ: أَي مَلَّ] (1). وقَال فِي طَرِيق أخرى (2): لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ (3) إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ صَاحُوا إِلَيهِ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللهَ يَحْبِسْهَا عَنَّا، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَال: (اللَّهُمَّ حَوَالينَا وَلا عَلَينَا
…
). الحديث.
وفي أخرى (4): فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَدَل: فَتَبَسَّمَ، وَفِيهَا:(اللَّهُمَّ حَوَالينَا وَلا عَلَينَا)، مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاثًا. وفي آخره (5): يُرِيهِمُ اللهُ كَرَامَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِجَابَةَ دَعْوَتِهِ. خَرَّجه فِي كِتَاب "الأَدبِ" في بَابِ "الضَّحِكِ والتَّبَسُم". وقال في طريق آخر: فَنَشَأَتْ (6) سَحَابَةْ وَأَمْطَرَتْ، وَنَزَلَ عَنِ (7) الْمِنْبَرِ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا. وفي آخر: فَرَفَعَ يَدَيهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهُمَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَال الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ. وذكر الحديث.
وفي آخر: فَمَدَّ يَدَيهِ وَدَعَا قَال أَنَسٌ: وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ (8) الزُّجَاجَةِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا. وَذَكر الحدِيث.
1331 -
(11) وخَرَّجَ [في أبواب "الاستسقاء](1) عَن ابنِ عُمرَ قَال: رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ (9) وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْنَةِ (10) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فَمَا يَنْزِلُ
(1) ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(2)
في (ج): "آخر".
(3)
في (ج): "لم نزل نمطر".
(4)
في (ج): "وفي آخر".
(5)
في (ج): "وفي آخر الحديث".
(6)
في (ج): "نشأت سحابة".
(7)
في (ج): "على".
(8)
في (ج): "كمثل".
(9)
"الشاعر": هو أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا البيت من أبيات ذكرها ابن إسحاق في السيرة، وهي أكثر من ثمانين بيتًا.
(10)
في (ج): "وجه".
حَتَّى يَجِيشَ لَكَ كُلُّ مِيزَابٍ:
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ
…
ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ (1)
1332 -
(12) وعَن أَنَسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ كَانَ إِذَا أُقْحِطُوا (2) اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ، فَقَال (3): اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ (4) إِلَيكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَال: فَيُسْقَوْنَ (5).
1333 -
(13) وَعَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَال: (اللَّهُمَّ صَيِّبًا (6) نَافِعًا) (7). حديث عائشة هذا، والحديثان اللذان قبله لم يخرجها مسلم بن الحجاج رحمه الله.
1334 -
(14) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَطرٌ قَال: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَال: (لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ عز وجل (8). لم يخرج البُخَارِي هذا الحديث.
(1) البخاري (2/ 494 رقم 1008)، وانظر رقم (1009).
(2)
في (ج): "قحطوا".
(3)
في (ج): "وقال".
(4)
"نتوسل": هذا هو التوسل المشروع، وهو التوسل بدعائه وشفاعته لا السؤال بذاته، إذ لو كان هذا مشروعًا يعدل عمر والمهاجرون والأنصار عن السؤال بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السؤال بالعباس. وبذلك تعلم خطأ من يتوسل بالأموات من الأنبياء والصالحين؛ لأنه يكون حينئذ توسلًا بذواتهم لا بدعائهم.
(5)
البخاري (2/ 494 رقم 1010)، وانظر (3710).
(6)
في (1): "صبْيًا"، والصيب: المطر.
(7)
البخاري (2/ 518 رقم 1032).
(8)
مسلم (2/ 615 رقم 898).
1335 -
(15) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيح وَالْغَيمِ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ (1) وَأَقْبَلَ (2) وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ. قَالتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ فَقَال: (إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي)، وَيَقُولُ إِذَا رَأَى الْمَطرً:(رَحْمَةٌ)(3). وفي لفظ آخر (4): كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَال: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيرَهَا وَخَيرَ مَا فِيهَا وَخَيرَ مَا أُرْسِلَتْ بهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ). قَالتْ (5): وَإِذَا تَخيَّلَتِ (6) السَّمَاءُ تَغيَّرَ لَوْنُهُ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ (7)، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَر، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفَتْ ذَلِكَ، عَائِشَةُ: فَسَأَلَتُهُ (8) فَقَال: (لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَال قَوْمُ عَادٍ {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا})(9). لم يذكر البُخَارِي قولَه عليه السلام في المطر "رَحْمَةً"، ولا الدعاء إذا (10) عصفت الريح.
1336 -
(16) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ أَيضًا قَالتْ: مَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا (11) حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ (12)، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ. قَالتْ:
(1)"عرف ذلك في وجهه": أي ظهر فيه أثر الخوف.
(2)
في (ج): "فأقبل".
(3)
مسلم (2/ 616 رقم 899)، البخاري (6/ 300 رقم 3206)، وانظر رقم (4829).
(4)
قوله: "آخر" ليس في (ج).
(5)
قوله: "قالت" ليس في (ج).
(6)
"تخيلت السماء": أي تغيمت.
(7)
في (ج): "وخرج ودخل".
(8)
كذا العبارة في (أ) و (ج).
(9)
سورة الأحقاف، آية (24).
(10)
في (ج): "وإذا".
(11)
"مستجمعًا ضاحكًا": أي بالغًا في ضحكه الغاية.
(12)
"لهواته": واحد اللهوات لهاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك، وقيل: اللهوات: اللحمات في سقف أقصى الفم.
وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَى الناسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيمَ (1) فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ. قَالتْ: فَقَال: (يَا عَائِشَةُ! مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا})(2).
1337 -
(17) وعَن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(نُصِرْتُ (3) بِالصَّبَا (4)، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ) (5).
1338 -
(18) البُخَارِي. عَنْ أَنَسٍ قَال: كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (6). لم يخرج مسلم عن أنس في هذا شَيئًا.
1339 -
(19)[وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال، قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مِفْتَاحُ الْغَيبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إِلا اللهُ، لا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ، وَلا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأَرْحَامِ، وَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ](7)(8).
(1) في (ج): "غيما".
(2)
انظر الحديث الذي قبله.
(3)
رسمت في (ج) هكذا: "نصرب".
(4)
"الصبا": هي الريح الشرقية، والدبرر: الريح الغربية، ونصره صلى الله عليه وسلم بالصبا كان في غزوة الأحزاب، وهو المراد بقوله تعالى:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9].
(5)
مسلم (2/ 617 رقم 900)، البخاري (2/ 520 رقم 1035) وانظر (3205، 3343، 4105).
(6)
البخاري (2/ 520 رقم 1034).
(7)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(8)
البخاري (2/ 524 رقم 1039)، وانظر أرقام (4778، 4697، 4627، 7379).
بَابُ (1) صَلاةِ الكُسُوفِ
1340 -
(1) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ (2): خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَأَطَال الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَأَطَال الْقِيَامَ جِدًّا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ جِدًّا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثمَّ قَامَ فَأَطَال الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ (3) فَأَطَال الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قَال:(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيِاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لا يَنْخَسِفَانِ (4) لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! إنْ مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ (5) مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ) (6).
وفِي رِوَايَةٍ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ". وفيها: ثُمَّ
(1) قوله: "باب" ليس في (أ).
(2)
في (ج): "قال".
(3)
قوله: "فقام" ليس في (أ).
(4)
في (ج): "لا يخسفان".
(5)
"أغير من الله" فيه وصف الله عز وجل بالغيرة. فهو سبحانه يوصف بالغيرة عند أهل السنة على وجه لا يماثل فيه صفة المخلوقين، ولا يعلم كنهها وكيفيتها إلا هو سبحانه، والقول فيها كالقول في الاستواء والغضب والرضا وغير ذلك من صفاته سبحانه.
(6)
مسلم (2/ 618 و 620 رقم 901)، البخاري (2/ 529 رقم 1044)، وانظر (1046، 1047، 1050، 1056، 1058، 1064، 1065، 1066، 1212، 3203، 4624، 5221، 6631).
رَفَعَ يَدَيهِ فَقَال: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ". لم يذكر البُخَارِي في حديث عائشة: "أمَّا بَعْد" ولا: فَرَفَع يَدَيهِ، ولا ذكر التبليغ.
1341 -
(2) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ أَيضًا قَالتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجدِ، فَقَامَ وَكبّرَ وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَةً طَويلَةً، ثُمَّ كبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَال:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ). ثُمَّ قَامَ فَاقْتَرَأَ قِرَاءَةً طَويلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ كبّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، ثُمَّ قَال:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبنَا وَلَكَ الْحَمْدُ). ثُمَّ سَجَدَ. ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى اسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَال:(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيتُمُوهَا (1) فَافْزَعُوا (2) لِلصَّلاةِ). وَقَال أَيضًا: (فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ). وَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (رَأيتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيءٍ وُعِدْتُمْ، حَتَّى لَقَدْ رَأَيتُنِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ، وَلَقَدْ رَأَيتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيتُ فِيهَا ابْنَ لُحَيٍّ (3) وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ) (4)(5).
(1) في (ج): "رأيتموهما".
(2)
"فافزعوا للصلاة" معناه: بادروا بالصلاة وأسرعوا إليها.
(3)
"ابن لحي" هو عمرو بن لحي الخزاعي، وهو أول من غير دين إسماعيل عليه السلام ونصب الأوثان وسيب السوائب وبحر البحيرة.
(4)
"سيب السوائب" السالبة هي الناقة تسبب للأصنام، وتسييبها إرسالها تذهب وتجئ كيف شاءت.
(5)
انظر الحديث السابق.
وقال البُخَارِي في بعض طرق هذا الحديث: فَقَرَأَ سُورَةً طَويلَةً، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ سُورَةً أُخْرَى، ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى (1) قَضَاهَا ثمَّ سَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ .. الحديث. وله في طريق أخرى:"لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، ولَكِنَّهُمَا آيتَانِ مِنْ آياتِ اللهِ يُرِيهمَا عِبَادَهُ". وقال في "التفسير": "وَرَأَيتُ عَمْرًا يَجُرُّ قُصْبَهُ (2)، وَهْوَ أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ". وعَمْرُو: هُوَ ابْنُ لُحَيّ.
1342 -
(340) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ مُنَادِيًا: الصَّلاةُ جَامِعَة، فَاجْتَمَعُوا، وَتَقَدَّمَ، فَكَبَّرَ وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَينِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ (3).
1343 -
(4) وعَنْهَا؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَهَرَ فِي صَلاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَينِ وَأرْبَعَ سَجَدَاتٍ (3).
1344 -
(5)[وعَن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْله](4)، ولم يذكر الجهر (5).
1345 -
(6) وعَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيدِ بْنِ عُمَيرٍ قَال: حَدَّثَنِي مَنْ أُصَدِّقُ حَسِبْتُهُ يُرِيدُ عَائِشَةَ، أَنَّ الشَّمْسَ انْكَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ قِيَامًا شَدِيدًا يَقُومُ قَائِمًا، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُومُ، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُومُ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَينِ فِي ثَلاثِ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَع سَجَدَاتٍ، فَانْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ إِذَا
(1) في (ج): "حين"، وكذا في حاشية (أ).
(2)
"قصبه": أمعاءه.
(3)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(4)
ما بين المعكوفين تكرر في (ج) إلا أن موضعه كان قبل قوله: "وعنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم جهرا".
(5)
مسلم (2/ 620 رقم 902)، البخاري (1/ 83 رقم 29)، وانظر أرقام (431، 748، 1052، 3202، 5197)، وقد تقدم في كتاب العبدين.
رَكَعَ قَال: (اللهُ أَكْبَرُ ثُمَّ يَرْكِعُ)، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَال:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ). فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيهِ، ثُمَّ قَال:(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا مِنْ آيَاتِ اللهِ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا (1)، فَإذَا رَأَيتُمْ كُسُوفًا فَاذْكُرُوا اللهَ حَتَّى يَنْجَلِيَا) (2). [وقال البخاري:"يُخَوّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ"] (3)(4). لم يخرج البُخَارِي هذا الحديث، ولا قال في حديث (5) عائشة:"يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا".
1346 -
(7) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ (6). قد تقدم أن البُخَارِي لم يخرج هذا.
1347 -
(8) مسلم. عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ عَائِشَةَ تَسْأَلُهَا، فَقَالتْ: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ يُعَذبُ النَّاسُ فِي الْقُبُورِ! ؟ قَالتْ عَمْرَةُ: فَقَالتْ عَائِشَةُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (عَائِذًا بِاللهِ). ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ فَرَجَعَ (7).
(1)"يخوف الله بهما" في المطبوع من نسخ مسلم "يخوف الله بها عباده".
(2)
مسلم (2/ 620 رقم 901)، وانظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(4)
لم يقله البخاري من حديث عائشة، انظر "تحفة الأشراف"(11/ 485 رقم 16323)، وإنما قاله من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، وسيأتي برقم (21) في هذا الباب.
(5)
"في حديث عائشة" أي في حديث عائشة المتقدم في أول الباب، أما حديث عائشة هذا فلم يخرجه البخاري كما بينه المؤلف.
(6)
انظر الحديث الذي قبله، ورقم (1) في هذا الباب.
(7)
قوله: "فرجع" ليس في (أ).
قَالتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَينَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ (1) فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَرْكَبِهِ حَتَّى انْتَهَى إلَى مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَقَامَ وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، قَالتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ قِيَامًا طَويلًا، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَويلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثمَّ رَكَعَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا، وَهُوَ دُونَ ذَلِكَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَال:(إِنِّي قَدْ رَأَيتُكُمْ تُفْتَنُونَ (2) فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ). قَالتْ عَمْرَةُ: فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَكَ لِكَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ (3). [زاد البخاري رَكْعَة ثَانِيَة مِثل الأُولَى، قَال: وَقَال مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ](4). وقَال البُخَارِي: فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ فَركَعَ (5) ضُحًى. وقَال: وَانْصَرَفَ (6) فَقَال مَا شَاءَ اللهُ أنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. ولم يذكر قَول مُسلم بْنِ الحجاج (7): "إِنِّي قَدْ رَأَيتُكُمْ
…
" إلى آخره. ووقع عنده هذا الحديث الذي فيه ذكر اليهودية ناقصًا (8)، وذلك أنه ذكر أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (9) قَامَ
(1)"ظهري الحجر" أي بين الحجر، والمراد بالحجر بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
"تفتنون": أي تمتحنون.
(3)
مسلم (2/ 621 - 622 رقم 903)، البخاري (2/ 538 رقم 1049)، وانظر أقام (1055، 1372، 6366).
(4)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(5)
في (ج): "فرجع".
(6)
في (ج): "فانصرف".
(7)
قوله: "بن الحجاج" ليس في (أ).
(8)
"ناقصًا": ووجه النقص أنه بعد أن ذكر الركعة الأولى بركوعيها قال: ثم قام -أي للركعة الثانية- ثم ركع ثم قام، ثم سجد. فلم يذكر في الركعة الثانية إلا ركوعًا واحدًا مع أنها كالأولى. وهذه الرواية التي يشير المؤلف إلى نقصها برقم (1050) وجاء كاملًا برقم (1056).
(9)
في (ج): "أنه عليه السلام".
ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَامَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَامَ ثُمَّ سَجَدَ، وكذلك (1) رأيته في غير نسخةٍ، والله أعلم، وذكر في هذا الحديث أنه عليه السلام سَجَدَ فِي الأولى سجُودًا طَويلًا، وفي الثانية دون السجود الأول، وقد وقع له في ترجمة أخرى كاملًا على الصواب.
1348 -
(9) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ فَأَطَال الْقِيَامَ حَتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَال، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَال، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَينِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ نَحْوًا مِنْ ذَلكَ، فَكَانتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، ثُمَّ قَال:(إِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ كُلُّ شَيءٍ تُولَجُونَهُ (2)، فَعُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنةُ حَتَّى لَوْ تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا أَخَذْتُهُ -أَوْ قَال تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا (3) فَقَصُرَتْ يَدِي عَنْهُ-، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ (4) الأَرْضِ، وَرَأَيتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَإِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَخْسِفَانِ إلا لِمَوْتِ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُرِيكُمُوهُمَا، فَإِذَا خَسَفَا فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ) (5). وفِي رِوَايَةٍ:"رَأيتُ فِي النَّارِ امْرَأَةً حِمْيَرِيَّةً سَوْدَاءَ طَويلَةً". وَلَمْ يَقُلْ: "مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ".
1349 -
(10) وعَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ فِي هَذَا الحَدِيث قَال: انْكَسَفَتِ
(1) في (ج): "وكذا".
(2)
"تولجونه" أي تدخلون من جنة ونار وقبر ومحشر وغيرها.
(3)
"قطفًا" القطف: العنقود.
(4)
"خشاش الأرض": هوامها وحشراتها.
(5)
مسلم (2/ 622 رقم 904).
الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقال النَّاسُ: إِنَّمَا انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، بَدَأَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ فَأَطَال الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوع فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوع فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوع، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ سَجْدَتَينِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ أَيضًا ثَلاثَ رَكَعَاتٍ، لَيسَ فِيهَا رَكْعَة إلا الَّتِي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنِ الَّتِي بَعْدَهَا، وَرُكُوعُهُ نَحْوًا (1) مِنْ سُجُودِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ وَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ خَلْفَهُ حَتَّى انْتَهَينَا إِلَى النِّسَاءِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ وَتَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى قَامَ فِي مَقَامِهِ، فَانْصَرَفَ حِينَ انْصَرَفَ وَقَدْ آضَتِ (2) الشَّمْسُ، فَقَال:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَإِذَا رَأَيتُمْ شَيئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ، مَا مِنْ شَيءٍ تُوعَدُونَهُ إلا قَدْ رَأَيتُهُ فِي صَلاتي هَذِهِ، لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ، وَذَلِكَ (3) حِينَ رَأَيتُمُونِي تَأَخَّرْتُ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا، وَحَتى رَأيتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ (4) يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ (5) بِمِحْجَنِهِ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَال: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ، وَحَتَّى رَأَيتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، ثُمَّ جِئَ بِالْجَنَّةِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأيتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي
(1) في (ج): "نحو".
(2)
"آضت" أي رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف.
(3)
في (ج): "وذلكم".
(4)
"المحجن": عصا معقفة الطرف.
(5)
في (ج): "الحجاج".
مَقَامِي، وَلَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيهِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لا أَفْعَلَ، فَمَا مِنْ شَيءٍ تُوعَدُونَهُ إِلا قَدْ رَأَيتُهُ فِي صَلاتي هَذِهِ) (1).
ولا أخرج البُخَارِي أَيضًا هذا الحديث، إلا ما وقع منه في حديث عائشة وابن عباس، وذكر قول الناس في إبراهيم من حديث المغيرة وغيره، وذكر حديث الهرة من حديث أسماء.
1350 -
(11) مسلم. عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْت المُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْت أَبِي بَكرٍ قَالتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ يُصَلُّونَ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ. فَقُلْتُ: آيَةٌ (2)؟ قَالتْ: نَعَمْ. فَأَطَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِيَامَ جِدًّا حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ (3)، فَأَخَذْتُ قِرْبَةً فِي مَاءٍ إِلَى جَنْبِي فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي أَوْ عَلَى وَجْهِي مِنَ الْمَاءِ، قَالتْ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَال:(أَمَّا بَعْدُ: مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيتُهُ إِلا قَدْ رَأَيتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا، أَوْ مِثْلَ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ -لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالتْ أَسْمَاءُ؟ - فَيُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ، فَأمَّا الْمُؤْمِنُ أَو الْمُوقِنُ (4) -لا أَدْرِي أيَّ ذَلِكَ قَالتْ أَسْمَاءُ؟ - فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّد رَسُولُ اللهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَأَطَعْنَا ثَلاثَ مِرَارٍ، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ فَنَمْ صَالِحًا،
(1) انظر الحديث رقم (9) في هذا الباب.
(2)
"آية": علامة.
(3)
"الغشي": هو ضرب من الإغماء إلا أنه دونه.
(4)
في (ج): "والموقن".
وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَو الْمُرْتَابُ -لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالتْ أَسْمَاءُ؟ - فَيَقُولُ: لا أَدْرِي؟ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيئًا فَقُلْتُ) (1). وقَال البُخَارِي في بعض طرقه عَنْ أَسْمَاءَ: فَحَمِدَ اللهَ بِمَا هُوَ أهْلُهُ، ثُمَّ قَال:(أمَّا بَعْدُ) قَالتْ: وَلَغَطَ نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْكَفَأْتُ إِلَيهِنَّ لأُسَكِّتَهَنَّ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا قَال: قَالتْ: قَال: (مَا مِنْ شَيءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيتُهُ .. ) الحديث. فِي آخرِه (2) قَال هِشَامٌ: لَقَدْ قَالتْ لِي فَاطِمَةُ: فَأَوْعَيتُهُ (3) غَيرَ أَنهَا ذَكَرَتْ مَا يُغَلَّظُ عَلَيهِ (4). [وقَال: عَلَى رَأسِي مِن غَيرِ شَكٍّ. وفي آخر: فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا، أَي نَعَمْ. وقَال فِيه: "قَدْ عَلِمنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤمِنًا بهِ". وفي آخر: "لَمُوقِنًا بِه"، وقَال: "فَقُلْته"](5). [وفي بعض طرقه أَيضًا: فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ، فَقَالتْ: سُبْحَانَ اللهِ! فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَنْ: نَعَمْ](6). [خرَّجه في "الطهارة" وفي غيرها](7)، [وفي أَيضًا:"فَآمَنَّا وَأَجَبْنَا، وَاتَّبَعْنَا وَصَدَّقْنَا"] (8).
1351 -
(12) وله عَن أَسْمَاءَ أَيضًا قَالت: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَذَكَرَ فِتْنَةَ
(1) مسلم (2/ 624 رقم 905)، البخاري (1/ 182 رقم 86)، وانظر أرقام (184، 922، 1053، 1054، 1061، 1235، 1373، 2519، 2520، 7287).
(2)
في (ج): "وفي آخر".
(3)
"فأوعيته": أي حفطه.
(4)
"ما يغلظ عليه" أي ما يغلظ على المنافق أو المرتاب في قبره. وفي (ج) بعدها قوله: "وفي بعض طرقه أيضًا: فآمنا به وأجبنا واتبعنا وصدقنا"، وهذه العبارة سوف تأتي قريبًا كما في (أ).
(5)
ما بين المعكوفين موقعه في (ج) بعد قوله: "فأشارت أن نعم".
(6)
ما بين المعكوفين موقعه في (ج) بعد قوله: "ما يغلظ عليه".
(7)
ما بين المعكوفين موقعه في (ج) بعد قوله: "وقال: فقلته".
(8)
ما بين المعكوفين موقعه في (ج) بعد قوله: "ما يغلظ عليه"، إلا أن فيه:"وفي بعض طرقه أيضًا".
الْقَبْرِ الَّتِي (1) يُفْتَنُ فِيهَا الْمَرْءُ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ الْمُسْلِمُونَ ضَجَّةً (2). لم يقُل فيه (3):"فَيُقَال لَهُ: نَمْ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ (4) بِهِ فَنَمْ صَالِحًا"، إنما قال:"فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ (4) بِهِ". لم يكرر ذكر النوم.
1352 -
(13) مسلم. عَنْ أَسْمَاءَ قَالتْ: كَسَفَت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَزِعَ فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ (5) حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالتْ: فَقَضَيتُ حَاجَتِي، ثُمَّ جِئْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجدَ، فَرَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَطَال الْقِيَامَ حَتَّى رَأَيتُنِي أُرِيدُ أَنْ أَجْلِسَ، ثُمَّ أَلْتَفِتُ إِلَى الْمَرْأَةِ الضَّعِيفَةِ فَأَقُولُ: هَذِهِ أَضْعَفُ مِنِّي فَأَقُومُ، فَرَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَأَطَال الْقِيَامَ حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ خُيِّلَ إِلَيهِ أَنَّهُ لَمْ يَرْكَعْ (2). [وفي رواية: فَجَعَلْتُ أَنْظُر إِلَى الْمَرْأَة أَسَنَّ مِنِّي] (6). لم يخرج البخاري هذا اللفظ.
وذكر في بعض طرقه عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلاةَ الْكُسُوفِ، فَقَامَ فَأَطَال الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَال الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَال السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَال السُّجُودَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَال الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَال الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ فَأَطَال السُّجُودَ،
(1) في (ج): "الذي".
(2)
انظر الحديث رقم (11) في هذا الباب.
(3)
قوله: "فيه" ليس في (أ).
(4)
في (ج): "لمؤمن".
(5)
"فأخطأ بدرع": معناه أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهوًا ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه إنسان فأدركه به.
(6)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَال السُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَال: (قَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَو اجْتَرَأْتُ عَلَيهَا لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا، وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: أَي رَبِّ! وَأَنَا مَعَهُمْ! فَإِذَا امْرَأَةٌ -حَسِبْتُ أَنَّهُ قَال-: تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ
…
) الحديث. وَلَمْ يَقُلْ: "مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ"، ولا:"حِمْيَرِيَّةً".
1353 -
(14) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالناسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَويلًا قَدْرَ (1) نَحْو سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَويلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَويلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، [ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَويلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَويلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ](2)، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَال:(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَينَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَينَاكَ كَفَفْتَ، فَقَال:(إِنِّي رَأَيتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيتُ أَكثرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ! ؟ قَال: (بِكُفْرِهِنَّ). فَسُئِلَ (3): أَيَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَال: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ
(1) قوله: "قدر" ليس في (ج).
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(3)
في (ج): "قيل".
مِنْكَ شَيئًا قَالتْ: مَا رَأَيتُ مِنْكَ خَيرًا قَطُّ) (1). وفِي رِوَايَةِ: ثُمَّ رَأَينَاكَ تَكَعْكَعْتَ (2). وفي بعض طرق البُخَارِي: (أُرِيتُ النَّارَ أكْثَرُ أهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ). قِيلَ: أيَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَال: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ .. ) الحديث ذكره في كتاب "الإيمان "في باب "كفران العشير وكفر دون كفر". وفي آخر: (أُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أرَ مَنْظرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ). وله في رواية: "لأَكَلتُ"، والأكثر (3)"لأكَلتُم".
1354 -
(15) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ في أرْبَعِ سَجَدَاتٍ.
1355 -
(16) وعَن عَلِيٍّ مِثْلُ ذَلِكَ (4). لم يخرج البُخارِي حديث علي، ولا حديث ابن عباس الذي قبله.
1356 -
(17) مسلم. عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى فِي كُسُوفٍ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ. قَال (5): وَالأُخْرَى مِثْلُهَا (6). قد تقدم أن البُخَارِي لم يخرج هذا الحديث.
1357 -
(18) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أنهُ قَال: لَمَّا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُودِيَ بِالصَّلاةِ (7) جَامِعَةً، فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَينِ في سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَينِ في سَجْدَةٍ، ثمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ. فَقَالتْ عَائِشَةُ: مَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ، وَلا سَجَدْتُ
(1) مسلم (2/ 626 رقم 907)، البخاري (1/ 83 رقم 29)، وانظر أرقام (431، 748، 1052، 3202، 5197)، وقد تقدم.
(2)
"تكعكعت": أي توقفت وأحجمت.
(3)
في (ج): "وله في الأكثر".
(4)
مسلم (2/ 627 رقم 908).
(5)
قوله: "قال" ليس في (ج).
(6)
مسلم (2/ 627 رقم 909).
(7)
في (ج): "الصلاة".
سُجُودًا قَطُّ كَانَ أطْوَلَ مِنْهُ (1). وقال البُخَارِي: فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ. ولم يذكر قول عائشة في طول الركوع. ذكره في السجود.
1358 -
(19) مسلم. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأنْصَارِيِّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ (2)، فَإِذَا رَأَيتُمْ مِنْهَا (3) شَيئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ) (4). وفي لفظ آخر:(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيسَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ مِنَ الناسِ، وَلَكِنهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيتُمُوهُ فَقُومُوا فَصَلُّوا). وفِي رِوَايَةِ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَال الناسُ: انكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ.
1359 -
(20) مسلم (5). عنْ أبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَال: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، فَقَامَ يُصَلِّي (6) بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوع وَسُجُودٍ، [مَا](7) رَأَيتُهُ يَفْعَلُة في صَلاةٍ قَطُّ، ثُمَّ قَال: (إِنَّ هَذِهِ الآياتِ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ عز وجل لا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ عز وجل يُرْسِلُهَا يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأْيتُمْ مِنْهَا
(1) مسلم (2/ 627 رقم 910)، البخاري (2/ 533 رقم 1045)، وانظر رقم (1051).
(2)
في (ج): "لموت أحد من الناس ولا لحياته".
(3)
في (ج): "منهما".
(4)
مسلم (2/ 628 رقم 911)، البخاري (2/ 526 رقم 1041)، وانظر (1057، 3204).
(5)
قوله: "مسلم". ليس في (أ)، وفي (ج):"ومسلم".
(6)
في (ج): "فصلى".
(7)
ما بين المعكوفين ليس في الأصول، واستدركناه من "صحيح مسلم".
شَيئًا فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ) (1)(2). لم يقل البُخَارِي في حديث أبي مسعود: "يُخَوِّفُ الله بِهَا (3) عِبَادَهُ"، ولا قال:"وَلا لِحَيَاتِهِ"، ولا قال:"وَادْعُوا اللهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ"، ولا قال: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، ولا قول الناس فيه، قال ذلك من (4) حديث أبي بكرة وغيره.
1360 -
(21) مسلم. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: كُنْتُ أَرْتَمِي بِأَسْهُمٍ لِي فِي الْمَدِينَةِ (5) فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذْ كَسَفَتِ الشَّمْسُ فَنَبَذْتُهَا (6)، فَقُلْتُ: وَاللهِ (7) لأَنْظُرَنَّ إلَى مَا حَدَثَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ، قَال: فَأَتَيتُهُ وَهُوَ قَائِمٌ في الصَّلاةِ رَافِعٌ يَدَيهِ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ وَيَحْمَدُ ويهَلِّلُ وَيُكَبِّرُ وَيَدْعُو حَتَّى حُسِرَ عَنْهَا. قَال: فَلَمَّا حُسِرَ (8) عَنْهَا قَرَأَ سُورَتَينِ، وَصَلَّى رَكْعَتَينِ (9). وفي طريق أخرى: فَانْتَهَيتُ إلَيهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيهِ، ولم يقل: وَهُوَ قَائِمٌ في الصَّلاة. ولم يخرج البُخَارِي عن عبد الرحمن بن سمرة في هذا شيئًا (10).
1361 -
(22) وخرَّج عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَال: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ
(1) من قوله: "عن أبي موسى الأشعري" إلى هنا جاء في (ج) بعد قوله: "من حديث أبي بكرة وغيره".
(2)
مسلم (2/ 628 رقم 912)، البخاري (2/ 545 رقم 1059).
(3)
في (ج): "بهما".
(4)
في (ج): "في".
(5)
في (ج): "بالمدينة".
(6)
"فنبذتها": رميتها وألقيتها.
(7)
قوله: "والله" ليس في (ج).
(8)
"حسر": أي كشف.
(9)
مسلم (2/ 629 رقم 913).
(10)
في (أ): "عبد الرحمن بن سمرة هذا".
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ (1) يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ وَثَابَ (2) النَّاسُ إِلَيهِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَينِ، فَانْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَال:(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لا يَخسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذَا كَانَ ذَلكَ فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ). وَذلكَ أَنَّ ابْنًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ مَاتَ، فَقَال النَّاسُ فِي ذَلكَ (3). وفي بعض طرقه:"لا يَنْكنَسِفَانِ (4) لِمَوْتِ أحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ يُخَوِّفُ (5) بِهمَا عِبَادَهُ". وفي آخر (6): فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَينِ حَتَّى انْجَلَت. ومن تراجمه على هذا الحديث وذكره في كتاب "اللباس" باب "من جر إزاره من غير خيلاء". لم يخرج مسلم بن الحجاج عن أبي بكرة في صلاة الكشوف شَيئًا.
1362 -
(23) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُخبِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آياتَانِ (7) مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيتُمُوهَا (8) فَصَلُّوا) (9). في (10) بعض طرق البُخَارِي: عَنْ ابْن عُمَر: "فَإذَا رَأيتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ".
(1) في (ج): "فخر".
(2)
في (ج): "فثاب".
(3)
البخاري (2/ 547 رقم 1063) ، وانظر أرقام (1040، 1048، 1062، 5785).
(4)
في (ج): "لا يكسفان".
(5)
في (ج): "يخوف الله".
(6)
في (ج): "أخرى".
(7)
كذا في (أ) و (ج)، ولكن الناسخ كتب فوقها في (ج):"آية".
(8)
كذا في (أ) وكتب في الحاشية: "رأيتموهما"، وكتب فوقهما "صح"، وفي (ج):"رأيتموهما"، وكتب فوق:"هما": "ها".
(9)
مسلم (2/ 630 رقم 914)، البخاري (2/ 526 رقم 1042)، وانظر رقم (3201).
(10)
في (ج): "وفي ".
1363 -
(24) مسلم. عَنْ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ قَال: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَنْكَسِفَانِ (1) لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأيتُمُوهَا (2) فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْكَشِفَ) (3). زاد البُخَارِي في هذا الحديث: فَقَال النَّاسُ: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ. وذكره مسلم من حديث جابر وغيره.
1364 -
(25) وذكر (4) البخاري. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْت أَبِي بَكْرٍ قَالتْ: لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ في كُسُوفِ الشَّمْسِ (5). وفي آخر: أمر (6) ليس فيه: لَقَد. وفي آخر: كُنَّا نُؤْمَرُ عِنْدَ الْخُسُوفِ بِالْعَتَاقَةِ.
ولم يخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في العتاقة (7).
1365 -
(26) [البخاري (8). عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: جَهَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاةِ الْكُسُوفِ بِقِرَاءَتهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوع قَال:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ)، ثُمَّ يُعَاودُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلاةِ
(1) في (ج): "لا يكسفان".
(2)
في (ج): "رأيتموهما".
(3)
مسلم (2/ 630 رقم 915)، البخاري (2/ 526 رقم 1043)، وانظر (1060، 6199).
(4)
قوله: "وذكر" ليس في (أ).
(5)
هو رقم (1054) المذكور مع حديث رقم (11) في هذا الباب.
(6)
قوله: "أمر" ليس في (أ).
(7)
في حاشية (أ): "بلغ مقابلة بالأصل، فصحّ والحمد لله والمنة".
(8)
في (ج) كتب فوقها: "سقط من هنا".
الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَينِ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ (1)(2). زاد البخاري ذكر الجهر.
1366 -
(27) وذكر عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالتْ: لَقَدْ أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ (3)] (4).
(1) في (ج) كتب فوقها: "إلى هنا"، وكتب في الحاشية:"كذا في الأصل الذي عليه خط المصنف".
(2)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(3)
انظر الحديث رقم (11) في هذا الباب.
(4)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).