المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[باب في الإسراء، وذكر من لقي النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء، وما رأى من غير ذلك، وذكر الدجال، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام)، وفي رؤية الله تبارك وتعالى] - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ١

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌[بَابُ أَيُّ الإِسلام والمُسْلمِين خَير، وَمَا يُوجَدُ بِه حَلاوَةُ الإِيمَانِ، وفِي حُبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحُب الحير للمسْلِمينَ، وَفِي إِكرَامِ الجَارِ والضَّيفِ وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَغْيير الْمُنْكَر، ومَا جَاءَ أَن الإِيمَان فِي اليَمَنِ والحِجَازِ]

- ‌[بَابٌ]

- ‌[بَابٌ فِي الطَّعْنِ فِي النَّسَبِ، والنِّيَاحَةِ، وَفِي العَبْدِ يَأبق مِن سَيِّدهِ، وفِيمَن قَال: مُطِرْنَا بِنَوءِ كَذَا، وَفِيمَن أَبْغَضَ الأنْصَارَ وعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَفِي كُفرَانِ العَشِيرِ]

- ‌[بَابٌ فِي فَضلِ السُّجُودِ، وفِي إِثم تَارِكِ الصَّلاةِ، وفِي أَي الأعَمَالِ أَفضل، وأي الذنُوب أَكبَر، وفِي المُوبقَاتِ، وسَبِّ الوَالِدَينِ، وفِي الكِبر، وتَركِ الصَّلاةِ كُفرٌ]

- ‌[بَابٌ فِي ضَرْبِ الخُدُودِ وَشَقِّ الجيُوبِ وَدَعْوى الجَاهِلِيَّةِ ورَفْع الصَّوتِ عِنْدَ المُصِيبَةِ، ومَا جَاءَ فِي النَّمِيمَةِ]

- ‌[بَابُ أَفْعَالٍ لا يُكلِّمُ الله فَاعِلهَا، وفِيمَن قَتَلَ نَفْسَهُ، وفِي الغلُولِ]

- ‌[بَابٌ فِيمَنْ اقْتَطَعَ مَال مُسْلِمٍ بِيَمِينهِ، وفِيمَن قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ، وفِي الأمِير الغَاش لِرَعِيَّتِهِ]

- ‌[بَابٌ فِي رَفْعِ الأَمَانَةِ، وعَرْضِ الفِتَنِ عَلى القُلُوبِ، وَمَا جَاءَ أَنَّ الإِسْلامَ يَعُودُ كَمَا بَدَأَ، وَفِي رُجُوعِهِ إِلَى المَدِينَةِ، وفِيمَن تُدْركه السَّاعَةُ، وفِي خَوْفِ المِحَنِ والفِتَنِ]

- ‌[بَابُ إِذا لَمْ يَكُنِ الإسْلامُ عَلَى الحَقِيقَةِ وَكان عَلَى الاسْتسْلامِ، واسْتِجْلابِ النَّاسِ لِلإِسْلامِ بِالعَطَاءِ وتَألُّفِهِمْ بِهِ]

- ‌[بَابُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام وَطُلُوع الشمْسِ مِنْ مغْرِبهَا]

- ‌[بَابُ بدءِ الوَحْي]

- ‌[بَابٌ فِي الإسْرَاءِ، وذِكْرِ مَن لَقِي النبي صلى الله عليه وسلم مِن الأَنبِيَاءِ، ومَا رَأَى مِنْ غَيرِ ذَلِكَ، وذِكْر الدَّجَّال، وَقَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَام)، وفِي رُؤَيةِ الله تبارك وتعالى]

- ‌باب أحاديث الشفاعة، وذكر يوم القيامة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأن بركته وشفاعته لا تنال غير المؤمنين، وقوله عليه السلام للسائل: "إن أبي وأباك في النار

- ‌[بَابُ قَوْل النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا وَلِيَّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) وَمَا جَاءَ في مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ]

- ‌بَابُ مَثَل الْمُسْلِمِينَ فِي الكُفَّارِ، وَكَمْ بَعْث الْجَنَّةِ وَبَعْث النَّارِ

- ‌كتاب الطهارة

- ‌باب الوضوء وفضله

- ‌[بَابُ وُجُوبِ الوُضُوءِ وصِفَته وَفَضْله، وفِيهِ ذَكْرُ الوتْر في الاستِنْثَارِ والاسْتِنجَاءِ]

- ‌[بَابُ القَوْلِ بَعْدَ الوُضُوءِ]

- ‌[بَابُ فِي السِّواكِ وفَضْلِه، وفِي أَعْمَالِ الفِطرَةِ والاخْتِتانِ وقَصِّ الشَّارِب وغَيرِ ذَلِكَ]

- ‌بَابُ [الاسْتِنجَاءِ ومَا يَتَعَلَّق بِه مِن النَّهْي عِن اسْتقْبَال القِبْلَة والاسْتنْجَاء باليَمِينِ وغَيرِ ذَلِك]

- ‌[باب لا تُستَقبل القبلة بغائط أو بول]

- ‌[بَابٌ فِي البَوْلِ قَائِمًا وفِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ والعِمَامَةِ فِي الوُضُوءِ وفِي صَلَواتٍ تُصَلَّى بِوُضُوءٍ واحِدٍ]

- ‌[بابٌ فِي المسْتَيقِظ مِنَ النَّومِ لا يَغْمِس يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، وفِي الإِناءِ يَلغُ فِيهِ الكَلْبُ، والفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ]

- ‌[بَابُ النَّهْي عَنِ البَوْلِ فِي الْمَاءِ الدَّائِم، وَعَنِ اغتِسَالِ الجُنبِ فِيهِ، وفِي حُكْمِ البَوْلِ والْمَنِيِّ والدَّمِ]

- ‌[بَابٌ فِي النَّومِ مَعَ الحَائِض، ومَا يَحِل مِنْهَا، وفِي الْمَذِيِّ والجُنب يَتَوضأ للنَّوم، وفِي المُجَامِع يُعَاود، وفِي المرأَة تَحْتَلم]

- ‌بَابٌ فِي الاغْتِسَالِ مِن الجَنَابَةِ، وَكَم يَكْفِي المُغْتَسل والمُتَوَضِّئ مِنَ المَاءِ، وَاغْتِسَال الرجُل والمَرأَة مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَفِي الاغْتِسَال مِنَ المَحِيضِ

- ‌بَابٌ فِي التسَتُّرِ للغُسْلِ وَغَيره

- ‌بَاب فِي الرَّجُلِ يُجَامِع فَيُكسِل

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ مِمَا مَسَّتِ النَّارُ

- ‌بَابُ إِذَا وَجَدَ حَرَكَةً فِي جَوْفِهِ فَلا يَتَوَضأ حَتى يَسْتَيقِنَ

- ‌بَابُ الانْتِفَاعِ بِجُلُودِ المَيتَةِ إِذَا دُبِغَت

- ‌كِتَاب الصلاةِ

- ‌بَابُ الأَذَانِ

- ‌بَابُ رَفْع اليَدَينِ والتكْبِير وقِرَاءَة أمِّ القُرآن ومَا تَيَسَّرَ، وتَعلِيم النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ والقِرَاءةَ خَلْفَ الإِمَامِ، وتَرك الجهْر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- ‌بَابُ تَحْسِين الصَّلاة وإِتْمَامِهَا، والنَّهْي عَنْ مُبَادَرَة الإِمَامِ، وعَنْ رَفْعِ البَصَر إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاةِ، والأمْر بالسُّكُونِ فِيهَا، وفِي الإِشَارَةِ عِنْدَ التَّسْلِيمِ والصُّفُوف، وَفِيمَن رَكَعَ دُون الصَّف، والنَّهْي أَن يَرْفَع النِّسَاءُ قَبْل الرِّجَال، وفِي خُرُوج النِّسَاء إِلَى المسْجِد

- ‌بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}، وقَولِهِ تَعَالى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}، وقِرَاءةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجِنِّ

- ‌في مَنْ عَقَصَ رأْسَهُ فِي الصَّلاةِ

- ‌بَابُ الاعْتِدَالِ في السُّجُودِ، وَكَيفَ يَسْجُدُ، وَمَنْ استَوَى قَاعِدًا في وتْرٍ مِن صَلاتِهِ ثُمَّ نَهَضَ

- ‌بَابٌ في سُتْرَةِ المُصَلِّي، ومَا جَاءَ في المُرُورِ بَين يَديه، والاعْتِراض، ومَا يَقْطَعُ الصَّلاةَ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي الثَّوْبِ الوَاحِد

- ‌بَابٌ في السَاجدِ

- ‌بَابٌ فِي مِنْبَرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصَلاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ في الاخْتِصَارِ فِي الصَّلاةِ، ومَسْحِ الْحَصَى، والبُصَاقِ فِي الصَّلاةِ وَفِي الْمَسْجدِ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي النِّعَالِ فِي الثَّوْبِ المعَلم وَبحَضْرةِ الطَّعَام والنَّهْي عَن إِتْيَان المَسْجِد لِمَنْ أَكَلَ البَصَلَ أو الثَّومَ والنَّهْي عَن إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِيهِ

- ‌بَابُ السَّهْو فِي الصلاةِ

- ‌بَابٌ فِي سجُودِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ صِفَةِ الجلُوسِ فِي الصَّلاةِ، والتَّسْلِيم والتَّكْبِيرِ بَعْدَ الصّلاة، ومَا يُسْتَعَاذ مِنْه فِيهَا، ومَا يُقالُ بَعْدَهَا

- ‌بَابُ مَا يُقَالُ بَينَ التكبِير والقِرَاءَةِ وفَضْلِ الذِّكْرِ عِنْدَ دخُولِ الصَّلاةِ

- ‌بَابُ إِتْيَانِ الصلاةِ بِالسَّكِينَةِ وَمَتَى يَقُومُ النَّاسُ إِلَيهَا، وخُرُوجِ الإِمَامِ بَعْدَ الإِقَامَةِ لِعُذْرٍ، وَمَتَى تُقَامُ الصَّلاةُ، وَفِيمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْهَا

- ‌[بَابُ قَضَاءِ صَلاةِ العَصْرِ بَعْد الغُرُبِ]

- ‌[بَابٌ في المحافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الصُّبْحِ والعَصْرِ]

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَأْخِيرِ الصَّلاةِ عَنْ وَقْتِهَا

- ‌بَابٌ في صَلاةِ الجَمَاعَةِ

- ‌[بَابُ الصَّلاةِ عَلَى الحَصِيرِ]

- ‌[بَابُ فَضْلِ صَلاةِ الجَمَاعَةِ وانْتِظَار الصَّلاة]

- ‌بَابٌ في القُنُوتِ

- ‌بَابٌ في مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةِ أَوْ نَسِيهَا

- ‌[بَابُ بِدْءِ فَرْضِ الصَّلاة رَكْعَتَين رَكْعَتَين]

- ‌بَابُ الصَّلاةِ في الرِّحَالِ في الْمَطَرِ، وَالتَّنَفُّلِ عَلَى الدَّابَّةِ

- ‌بَابُ الجَمْع بَينَ الصَّلاتينِ [فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ]

- ‌باب

- ‌بَابٌ فِيمَنْ صَلَّى ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةَ فِي يَوْمٍ وَلَيلَةٍ، وَالتنَفُّل قَبْل الصَّلاةِ وَبَعْدَهَا، وصَلاة القَاعِدِ

- ‌بَابُ فِي صَلاةِ اللَّيلِ والوتْرِ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيلِ، أَوْ مَرِضَ، أَوْ سَافَرَ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ الأَوَّابِينَ [حِينَ تَرْمضُ الفِصَالُ]

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌بَابُ فَضْلِ طُولِ الصَّلاةِ، وَصَلاةِ اللَّيلِ، وقِيام رَمَضَان، وَلَيلَةِ القَدْرِ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم باللَّيلِ وَدَعَائِهِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ نَامَ اللَّيلَ كُلَّهُ

- ‌صَلاةُ النَّافِلَةِ فِي البُيُوتِ، والمدَاوَمَةُ عَلَي العَمَلِ، ومَا يَفْعَل إِذَا كَسِلَ فِي الصَّلاةِ، أَوْ نَعَسَ فِي الصَّلاةِ

- ‌[بَابُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، وَمَا يَفْعَل إِذَا نَعَسَ فِي الصَّلاةِ]

- ‌[بَابُ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُد]

- ‌بَابُ الجهْرِ فِي صَلاةِ اللَّيلِ

- ‌بَابُ تَعَاهُدِ القُرْآن، وَتَحْسِينِ الصَّوْت بهِ [والتَّرْجِيعِ]

- ‌بَابُ مِنْ فَضْلِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنِ الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ

- ‌[بَابٌ في الرّكْتَينِ بَعْدَ العَصْرِ]

- ‌بَابُ بَين كُلِّ أَذَانَينِ صَلاةٌ

- ‌صَلاةُ الخَوْفِ

- ‌كِتَابُ الْجُمُعَةِ

- ‌[بَابٌ في الْجُمُعَةِ والغُسْلِ لَهَا]

- ‌بَابُ فَضْلِ يَوْمِ الحمُعَةِ

- ‌[بَابُ التعْلِيمِ لِلمُعَلِّم في الخطْبَةِ]

- ‌باب في العيدين

- ‌بَابٌ فِي الاسْتِسْقَاءِ

الفصل: ‌[باب في الإسراء، وذكر من لقي النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء، وما رأى من غير ذلك، وذكر الدجال، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام)، وفي رؤية الله تبارك وتعالى]

نَزَلْتُ، فَاسْتَبْطتُ (1) بَطْنَ الْوَادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِيِنِي وَعَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، [ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا](2)، ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ يَعْنِي جِبْرِيلَ عليه السلام، فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ، فَأَتَيتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي. فَدَثَّرُونِي، وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}) (3). وفي رواية:"فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى عَرْشٍ بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" خرجه البخاري في "تفسير المدثر"، قال فيه:"فَأَتَيتُ خَدِيجَة فَقُلتُ: دَثِّرُوُنِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، فنزلت {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}. وفي بعض طرقه: "فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيتُ شَيئًا، فَأَتَيتُ خَدِيجَة".

[بَابٌ فِي الإسْرَاءِ، وذِكْرِ مَن لَقِي النبي صلى الله عليه وسلم مِن الأَنبِيَاءِ، ومَا رَأَى مِنْ غَيرِ ذَلِكَ، وذِكْر الدَّجَّال، وَقَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَام)، وفِي رُؤَيةِ الله تبارك وتعالى]

(4)

206 -

(1) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَويلٌ فَوْقَ الْحِمُارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ. قَال: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيتُ بَيتَ الْمَقْدِسِ. قَال: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأنْبِيَاءُ. قَال: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيتُ فِيهِ رَكْعَتَينِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ. فَقَال جِبْرِيلُ:

(1)"فاستبطنت بطن الوادي": أي صرت في باطنه.

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (ج).

(3)

انظر الحديث الذي قبله.

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

ص: 112

اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَال: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعِثَ إِلَيهِ. قَال: فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الثانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَال: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعِثَ إِلَيهِ. قَال: فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِابْنَي الْخَالةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ عليهما السلام فَرَحّبَا بي، وَدَعَوَا لِي بِخَيرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثالِثَةِ، فَاسْتَفتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَال: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعِثَ إِلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ عليه السلام إِذَا هُوَ قَدْ أُعْطيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، فَرَحَّبَ بي وَدَعَا لِي بِخَيرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَال: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال (1): مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم قَال: وَقَدْ بُعث إلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعث إِلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ عليه السلام فَرَحَّبَ بى، وَدَعَا لِي بِخَيرٍ، قَال اللَّهُ عز وجل:{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)} (2) ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَاستَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَال: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: محَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعث إِلَيهِ قَال: قَدْ بُعث إِلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ عليه السلام، فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لِي بِخَيرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَال: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم. قِيلَ: وَقَدْ بُعث إِلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعث إِلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا

(1) في (ج): "قيل".

(2)

سورة مريم، آية (57).

ص: 113

بِمُوسَى صلى الله عليه وسلم فَرَحَّبَ بي (1)، وَدَعَا لِي بِخَيرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا (2) إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَال: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعِثَ إلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلَى الْبَيتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ لا يَعُودُونَ (3) إلَيهِ ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى السِّدْرَةِ (4) الْمُنْتَهَى، وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلال (5). قَال: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّه مَا غَشِيَ تَغيَّرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّه (6) يَسْتَطِعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، فَأَوْحَى اللَّهُ (7) إلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى عليه السلام فَقَال: مَا فَرَضَ رُبكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلاةً. قَال: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطقُونَ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ، قَال: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَقُلْتُ: يَا رَبِّ! خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي، فَحَط عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى عليه السلام، فَقُلْتُ: حَطً عَنِّي خَمْسًا قَال: إِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطقُونَ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التخْفِيفَ، قَال: فَلَمْ أَزَلْ أرْجِعُ بَينَ رَبّي تبارك وتعالى وَبَينَ مُوسَى عليه السلام، حَتى قَال: يَا مُحَمَّدُ (8)! إِنهُنَّ خمْس صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ لِكُلِّ صَلاةٍ عَشْر فَتَلِكَ خَمْسُونَ صَلاةً وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ

(1) قوله: "بي" ليس في (ج).

(2)

يا (ج): "بي".

(3)

يا (ج): "لا يعدن".

(4)

يا (أ): "سدرة".

(5)

"كالقلال": جمع قلة وهي الجرة العظمة.

(6)

في (أ): "الخلق".

(7)

لفظ الجلالة ليس في (أ).

(8)

قوله: "يا محمد" ليس لا (أ).

ص: 114

عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ (1) فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، قَال: فَنزَلْتُ حَتى انتهَيتُ إِلَى مُوسَى عليه السلام فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَال: ارْجِعْ إِلَى رَبّكَ فَاسْأَلْهُ التخْفِيفَ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْت إِلَى رَبِّي حَتى اسْتَحْيَيتُ مِنْهُ) (2). لفظ البخاري في حديث أنس سيأتي بعد الفراغ من حديث مسلم فيه إن شاء الله تعالى.

207 -

(2) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (أُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي إِلَى زَمْزَمَ فَشُرِحَ عَنْ صَدْرِي، ثُمَّ غُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُنْزِلْتُ)(3)(4)(5).

قال الحميدي (6): لم يزد مسلم بن الحجاج على هذا فيما رأينا من نسخ كتابه، وتمامه في كتاب أبي بكر البرقاني (7)، قال: (ثُمَّ أُنزِلَتْ طَست مِن ذَهَبٍ مُمْتَلِئَة حِكْمَة وإيمانًا فَحُشِي بِهَا صَدرِي، ثُمَّ عَرَجَ بِي المَلَكُ إِلى

(1) في (ج): "سيئة".

(2)

مسلم (1/ 145 رقم 162).

(3)

"ثم أُنْزلتُ" بسكون اللام قيل معناه: تُركت، ورجح القاضي عياض أن "أنزلَت" هنا بفتح اللام وهي طرف جملة من الحديث تتمنها" ثم أُنزلَت طست من فصب .. " إلخ الحديث كما أخرجه البرقاني. وذكره المؤلف هنا نقلًا عن الحميدي.

(4)

في (ج): "أرسلت" وكتب فوقها: "أنزلت".

(5)

مسلم (1/ 147 رقم 162).

(6)

"قال الحميدي" أي في كتابه "الجمع بين الصحيحين"(2/ 533)، والحميدي هو محمد بن فتوح الأزدي الحميدي الأندلسي الظاهري صاحب ابن حزم وتلميذه توفي سنة 488 هـ.

(7)

"كتاب أبي بكر البرقاني" البرقاني هو الإمام الحافظ أحمد بن محمد الخوارزمي الشافعي المعروف بالبرقاني المتوفى سنة 425 هـ. صنف مسندًا ضَمَّنَهُ ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، وله غيره من المصنفات.

ص: 115

السَّمَاء الدُّنْيَا). وذكر حديث الإسراء بكماله، ومن لفظه فيه، وذكر: السماء السابعة، قال:(فَانْتَهَيتُ إِلى بِنَاءٍ، فَقُلتُ للملَكِ: مَا هَذَا؟ قَال: هَذَا بِنَاء بَنَاه الله لِلمَلائِكَةِ يَدْخُلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، يُقَدِّسُونَ الله تَعَالى ويُسَبِّحُونَه، لا يَعُودُونَ فِيهِ. قال: ثُمَّ انتَهَيتُ إِلى السِّدْرَة، وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّهَا سِدْرَة، وَأعرِفُ وَرَقهَا وَثَمَرَهَا)، وذكر قصة الصلاة

الحديث بطوله.

208 -

(3) مسلم. عن أنس؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أتَاهُ حبْريلُ عليه السلام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاستَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً (1)، فَقَال: هَذَا حَظُّ الشَّيطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ (2)، ثُمَّ أعَادَهُ فِي مَكَانِهِ. وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ (3) فَقَالُوا: إنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ. فَاسْتَقْبَلُوهُ (4) وَهُوَ مُنْتَفِعُ اللوْن (5). قال أنَسٌ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ صلى الله عليه وسلم (6). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

209 -

(4) مسلم. عَن أنَسِ بْنِ مَالكٍ وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ لَيلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مسَجِدِ الْكَعبةِ؛ أنهُ جَاءَهُ (7) ثَلاثةُ نَفَرٍ قبْلَ أنْ يُوحَى إِلَيهِ وَهُوَ نَائمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (8)(9)، وَسَاقَ الْحَدِيثَ (10) بِقِصَّتِهِ نَحْوَ حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَاني،

(1)"علقة": هي قطعة الدم المنعقد.

(2)

"لأمة": جمعه وضم بعضه إلى بعض.

(3)

"ظئره": هي المرضعة.

(4)

في "ج": "واستقبلوه".

(5)

"منتقع اللون": أي متغير اللون.

(6)

مسلم (1/ 147 رقم 162).

(7)

في (أ): "جاء".

(8)

قوله: "الحرام" ليس في (أ).

(9)

مسلم (1/ 148 رقم 162).

(10)

"وساق الحديث" الذي ساق الحديث هو شريك بن عبد الله بن أبي نمر راوي الحديث عن أنس، وسياقه للحديث مخالف في مواضع=

ص: 116

وَقدَّمَ فِيهِ شَيئًا وَأَخرَ وَزَادَ وَنَقَصَ. حديث ثابت هو حديث أنس المتقدم (1) في الإسراء من حديث مسلم، وقد ذكر البخاري هذا الحديث (2) الذي اختصر مسلم، وسيأتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى.

210 -

(5) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: كَانَ أبو ذَرٍّ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:(فُرِجَ سَقْفُ بَيتي وَأنَا بِمَكةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإيمَانًا فَأفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ طْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنيَا (3)، فَلَمَّا جِئنا السَّمَاءَ الدُّنيَا. قَال جِبْرِيلُ عليه السلام لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا: افْتَحْ قَال: مَنْ هَذَا؟ قَال: هَذَا جِبْرِيلُ. قَال: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَال: نَعَمْ مَعِيَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم قَال: فَأُرْسِلَ إِلَيهِ؟ قَال: نَعَمْ. فَفَتَحَ قَال: فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا (3) فَإِذَا رَجُل عَنْ يَمِينهِ أسْودَةٌ (4) وعَنْ يَسَارِهِ أَسْودَةٌ، قال: فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَال: فَقَال: مَرْحَبًا بِالنبِيِّ الصَّالِح وَالابْنِ الصَّالِح. قَال: قُلتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قال: هَذَا آدَمُ صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ الأَسْودَةُ عَنْ يمينه وعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنةِ، وَالأَسْودَةُ التِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ

= منه لسياقة غيره، ولذا لم يسقه مسلم من طريقه. قال ابن القيم: وقد غلّط الحفاظ شريكًا في ألفاظ من حديث الإسراء. ومسلم أورد المسند منه، ثم قال: فقدم وأخر وزاد ونقص. ولم يسرد الحديث فأجاد رحمه الله. (زاد المعاد 3/ 42).

(1)

رقم (1) من هذا الباب.

(2)

قوله: "الحديث" ليس في (ج).

(3)

قوله: "الدنيا" ليس في (ج).

(4)

"أسودة": جمع سواد وهو الشخص، وقيل: السواد الجماعات.

ص: 117

النارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَميِنِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَال (1): ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتى أَتَى السَّمَاءَ الثانِيَةَ، فَقَال لِخَازنهَا: افتحْ. قَال: فَقَال لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَال خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَفَتَحَ، فَقَال أنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَكَرَ أنهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَعِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ الله عَلَيهِمْ وَلَمْ يُثْبِتْ كَيفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيرَ أَنهُ ذَكَرَ أنهُ قَدْ وَجَدَ آدم عليه السلام فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ. قَال: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِإِدْرِيسَ صَلَوَاتُ الله عَلَيهم قَال: مَرْحَبًا بِالنبِيِّ الصَّالِح وَالأَخ الصَّالِح. قَال: ثُمَّ مَرَّ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَال: هَذَا إدْرِيسُ عليه السلام قَال: ثمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى عليه السلام فَقَال: مَرْحَبًا بِالنبِيِّ الصَّالِح وَالأَخ الصَّالِح. قَال: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَال: هَذَا مُوسَى صلى الله عليه وسلم. قَال: ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى عليه السلام فَقَال: مَرْحَبًا بِالنبِيِّ الصَّالِح وَالأَخ الصَّالِح قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَال: هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ. قَال: ثمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام فَقَال: مَرْحَبًا بِالنبِيِّ الصَّالِح وَالابنِ الصالح. قَال: قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَال: هَذَا إِبْرَاهِيمُ. قال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ (2) أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأبا حَبَّةَ الأَنْصَارِيَّ يَقُولانِ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ثُمَّ عَرَجَ بِي حَتى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلامِ (3). قَال (4) ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالكٍ (5): قَال

(1) قوله: "قال" ليس في (ج).

(2)

هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المتوفى سنة 120 هـ، وروايته عن أبي حبة الأنصاري منقطعة، لأنه استشهد بأحد قبل مولد أبي بكر وقبل مولد أبيه محمد أيضًا.

(3)

"ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام": ظهرت علوت، والمستوى المكان المستوي، وصريف الأقلام: تصويتها حال الكتابة.

(4)

في (أ): "فقال".

(5)

"قال ابن حزم وأنس بن مالك": أي ابن حزم عن شيخه، وأنس عن أبي ذر.

ص: 118

رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: فَفَرَضَ الله (1) عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاةً قَال: فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتى أَمُرَّ بِمُوسَى صلى الله عليه وسلم. فقَال: مَاذَا فَرَضَ رُبكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قَال: قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيهِمْ خَمْسِينَ صَلاةً، قَال لِي مُوسَى عليه السلام: فَرَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ. قَال: فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا. قَال: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فقَال: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ. قَال: فَرَاجَعْتُ رَبي فَقَال: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ (2) خَمْسُونَ لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ. قَال: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَال: رَاجِعْ رَبَّكَ فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيتُ مِنْ رَبِّي قَال: ثُمَّ انْطلقَ بِي جِبْرِيلُ حَتى نَأتِيَ (3) سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ (4) لا أَدري ما هي قَال: ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنةَ، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ (5) اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ) (6). ذكر البخاري هذا الحديث في كتاب "الأنبياء" قال فيه (7):(فَفَرَضَ الله عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَال مُوسَى: مَا الذِي فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فُرِضَ عَلَيهِمْ خَمْسُونَ صَلاةً، قَال: فرَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ. فرَجعتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فقَال: رَاجِعْ رَبَّكَ. فذكَرَ مثْلَه فَوَضَعَ شَطْرَهَا. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأخْبَرته (8). فقَال ذَلِكَ. فَفَعَلْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرتُهُ (9) فقَال: رَاجِعْ رَبَّكَ، وقَال في الرابعة: هِيَ خَمسٌ، وَهُنَّ (10) خَمْسُونَ). وفي بعض

(1) لفظ الجلالة ليس في (ج).

(2)

لا (أ): "هن".

(3)

في (ج): "يأتي".

(4)

لا (أ): "الألوان".

(5)

"جنابذ": هي القباب.

(6)

مسلم (1/ 148 رقم 163)، البخاري (1/ 458 رقم 349)، وانظر (1636، 3342).

(7)

قوله: "فيه" ليس في (ج).

(8)

قوله: "فأخبرته" ليس في (ج).

(9)

قوله: "فأخبرته" ليس في (أ).

(10)

في (ج): "وهي".

ص: 119

طرقه المراجعة ثلاث مرات، قال في الأولى:"فَوَضَعَ شَطْرَهَا"، وفي الثانية كذلك:"فَوضَعَ شَطرَهَا"، وقال في الثالثة (1):"هِي خمسٌ"، الحديث. وقال "فَإِذَا رَجلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِه أَسودَةٌ"، ووقع له في الحديث:"حَبَائِلُ اللُّؤلُؤ". وفي آخر: "جَنَابِذُ اللُّؤلُؤ"، وهو الصواب.

211 -

(6) مسلم. عَنْ أَنَسٍ لَعَلّهُ قَال: عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَال: قَال نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم: (بَينَا أَنَا عِنْدَ الْبَيتِ بَينَ النائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَحَدُ الثلاثَةِ بَينَ الرَّجُلَينِ، فَأُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا -قَال قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلّذِي مَعِي: مَا يَعْنِي؟ قَال: إِلَى أَسْفَلِ بَطنهِ-، فَاسْتخْرِجَ قَلْبِي فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ، ثُمَّ حُشَيِ إيمَانًا وَحِكْمَةً، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبيضَ يُقَالُ لَهُ: الْبُرَاقُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَقَعُ خَطْوُهُ (2) عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ فَحُمِلْتُ عَلَيهِ، ثُمَّ انْطلقْنَا حَتى أَتَينَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَال: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: فَفَتَحَ لَنَا (3)، وَقَال: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَال: فَأَتَينَا عَلَى آدم صلى الله عليه وسلم). وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ، وَذَكَرَ أَنهُ لَقِيَ فِي السَّمَاءِ الثانِيَةِ عِيسَى وَيَحيى صلوات الله عَلَيهمَا، وَفِي الثالِثَةِ يُوسُفَ، وَفِي الرَّابِعَةِ إِدْرِيسَ، وَفِي الْخَامِسَةِ هَارُون صلى الله عليه وسلم قَال: (ثُمَّ انْطَلَقنا حَتى انْتَهَينَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَأَتَيتُ عَلَى موسى فَسَلّمْتُ عَلَيهِ، فَقَال: مَرْحَبًا بِالأَخ الصَّالِح وَالنبِيِّ الصَّالِح. فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى فَنُودِيَ: مَا يبكِيكَ؟ قَال: رَبِّ هَذَا غُلامٌ

(1) في (ج): "الثالثة كذلك".

(2)

في (ج): "خطوته".

(3)

في (ج): "ففتح له".

ص: 120

بَعَثْتَهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي، قَال: ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتى انْتَهَينَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَأَتَيتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم). وَقَال فِي الْحَدِيث: وَحَدَّثَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم: (أَنهُ رَأَى أَربعَةَ أنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ! مَا هَذِهِ الأَنْهَارُ؟ قَال: أَمَّا النهْرَانِ الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنةِ. وَأَمَّا الظاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيتُ الْمَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ! مَا هَذَا؟ قال: هَذَا الْبَيتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيهِمْ، قَال: ثُمَّ أُتِيت بإِنَاءَينِ أَحَدُهُمَا خَمْرٌ وَالآخَرُ لَبَنٌ فَعُرِضَا عَلَيَّ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقِيلَ: أَصَبْتَ أَصَابَ الله بِكَ، أُمَّتُكَ عَلَى الْفِطْرَةِ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَى كُلَّ يَوْمٍ خَمْسُونَ صَلاةً .. )، ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّتَهَا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ (1). [وَذَكَرَ أَنهُ حَط عَشرًا عَشرًا ثُمَّ خَمْسًا](2).

212 -

(7) وعَنْهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ من غير شك، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (3). وزاد فيه:(فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإيمَانًا فَشُقَّ مِنَ النحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وإيمانًا).

213 -

(8) البخاري عن قَتادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيلَةِ أُسْرِيَ بِهِ:(بَينَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ (4) -وَرُبَّمَا قَال فِي

(1) مسلم (1/ 419 رقم 164).

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(3)

انظر الحديث الذي قبله.

(4)

"الحطيم": المراد بالحطيم هنا الحجر.

ص: 121

الْحِجْرِ- مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ) قَال: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (1): (فَشَقَّ مَا بَينَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ). فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ (2) وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَال: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ (3) إِلَى شِعْرَتِهِ (4) وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ (5) إِلَى شِعْرَتِهِ. وذكر الحديث (6)، وفيه:(فَلَمَّا خَلَصْتُ يَعنِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا فِيهَا آدم عليه السلام فَقَال: هَذَا أبوكَ آدم فَسَلِّمْ عَلَيهِ، فَسَلّمْتُ عَلَيهِ فَرَدَّ السَّلامَ، ثُمَّ قَال: مَرْحَبًا بِالابْنِ الصالح وَالنبِيِّ الصالح). وهكذا في الحديث كله أمره بالسلام على الأنبياء في كل سماء، فسلم (7) فردوا ورحبوا (8)، وذكر سُؤال أهل كل سماء: من معك؟ واستفهامهم عن بعثه صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين (9). قال: (ثُمَّ (10) أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللبَنَ، فَقَال: هِيَ الْفِطْرَةُ التِي أَنْتَ عَلَيهَا وَأُمَّتُكَ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ). وذكر المراجعة فيها خمس مرات، وضع عنه ربه عز وجل عشرًا عشرًا ثم خمسًا، وقال في آخره:(سَأَلْتُ رَبِّي حَتى اسْتَحْيَيتُ مِنْهُ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، فَلَمَّا جَاوَزتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيتُ فَرِيضَتِي، وَخَففْتُ عَن عِبَادِي). ووقع لأبي الهيثم (11) في هذا

(1)"قال: وسمعته يقول": أي قال قتادة: وسمعت أنسًا يقول.

(2)

"فقلت للجارود": قال الحافظ: لم أر من نسبه، ولعله ابن أبي سبرة البصري صاحب أنس.

(3)

"ثغرة نحره": هو الموضع المنخفض الذي بين الترقوتين.

(4)

"شعرته": أي شعر العانة.

(5)

"قصه": أي رأس الصدر.

(6)

البخاري (6/ 302 رقم 3207)، وانظر أرقام (3393، 3430، 3887).

(7)

في (أ): "فيسلم".

(8)

في حاشية (أ): "بلغت في الحادي والثلاثين على الشيخ ضياء الدين ولله الحمد".

(9)

في (ج): "صلى الله عليهم أجمعين".

(10)

في (ج): "ثم قال".

(11)

"ووقع لأبي الهيثم": هو محمد بن مكي الكشميهني راوي الصحيح عن الفربري عن البخاري رحمهم الله.

ص: 122

الحديث زيادة مراجعة، ونص الحديث قال (1):(فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَال: بِمَ (2) أُمِرْتَ؟ قَلْتُ (3): أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ. قَال: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِعُ خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي والله قَدْ جَرَّبْتُ (4) الناسَ قَبْلَكَ، وَعَالجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَال مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَال مِثْلَهُ (5)، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَال مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَقَال مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَال: بِمَ (6) أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. قَال: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي (7) قَدْ جَرَّبْتُ (8) الناسَ قَبْلَكَ، وَعَالجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالجَةِ، فَارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَاسْألْهُ التخْفِيفَ لأُمَّتِكَ. قَال: قَدْ (9) سَألْتُ رَبِّي حَتى اسْتَحْيَيتُ). الحديث. وقال فيه: (فَرُفِعْتْ لِي سِدْرَةُ المُنتهَى)، وَوَصَفَهَا بما تقدم. قال (10):(وَرُفِعَ (11) لِي البَيتُ المَعْمُور يَدْخُلُهُ كُل يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُم أتِيتُ بِإِنَائينِ) (12)، وذكر بقية الخبر. زاد (13) في طريق آخر:(وأجزي الحسنة عشرًا).

(1) قوله: "قال" ليس في (أ).

(2)

في (ج): "بما".

(3)

في (أ): "قال".

(4)

في (ج): "خبرت".

(5)

في (ج): "فقال لي مثله".

(6)

في (أ): "بما".

(7)

في (أ): "إني".

(8)

في (ج): "خبرت".

(9)

قوله: "قد" ليس في (أ).

(10)

في (ج): "وقال".

(11)

في (ج): "ثم رفع".

(12)

في (ج): "بإناء".

(13)

في (ج): "وزاد".

ص: 123

وذكر في هذا أنه عليه السلام مر بالأنبياء، فسلم عليهم من غير أمرٍ فردوا، وذكر ترحيب أهل السموات به صلى الله عليهم أجمعين، وقال:(فِي البَيتِ المَعْمُورِ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك)، وَذَكَر السِّدرَة المنتَهَى، قَال: (فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَة أَنْهَار

) الحديث، وَوَصَل بِه (1): وقال هَمَّام، عَن قَتَادة، عَن الحسَن، عَن أبِي هُرَيرة:"فِي البَيتِ المعمُورِ". ذَكَر هَذَا الحدِيث فِي "بدء الخلْقِ"، وَالذِي قَبْله فِي بَابِ "المعْرَاج".

214 -

(9) وذكر في كتاب "التوحيد" عَنْ أَنَسٍ قَال لَيلَةَ أُسرِيَ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: (أَنهُ جَاءَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ (2) قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَال أَوَّلُهُمْ: أيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَال أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيرُهُمْ. فَقَال آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ الليلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتى أَتَوْهُ لَيلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَينُهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعيُنُهُمْ، وَلا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتى احْتَمَلُوهُ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبرِيلُ مَا بَينَ نَحْرِهِ إِلَى لبَّتِهِ (3) حتى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ (4) مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إيمانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ -يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ-، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إلَى (5) السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ: مَنْ هَذَا؟ فَقَال: جِبْرِيلُ. قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟

(1) في (6/ 303 بعد رقم 3207).

(2)

في (أ): "نفر ثلاثة".

(3)

"لبته" هي موضع القلادة من الصدر، ومن هناك تنحر الإبل.

(4)

"تور": هو الإناء من صفر أو حجارة.

(5)

قوله: "إلى" ليس في (ج).

ص: 124

قَال: مَعِيَ مُحَمَّدٌ. قال: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ (1)؟ قَال (2): نَعَمْ. قَالُوا: فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلا، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ لا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ الله بِهِ فِي الأرْضِ حَتى يُعْلِمَهُمْ (3)، فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدم، فَقَال لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا أبوكَ آدم (4)، فَسَلِّمْ عَلَيهِ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ، وَرَدَّ عَلَيهِ آدم السَّلام (5)، وَقَال: مَرْحَبًا وَأَهْلًا يا بُنَي، نِعْمَ الابْنُ أَنْتَ فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَينِ يَطرِدَانِ (6). فَقَال: مَا هَذَانِ النهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ ! قَال: هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا (7)، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ، فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ (8). قَال: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ ! قَال: هَذَا الْكَوْثَرُ الذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثانِيَةِ، فَقَالتِ الْمَلائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالتْ (9) لَهُ الأُولَى: مَنْ هَذَا؟ قَال: جِبْرِيلُ. قَالُوا (10): وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ؟ قَال: نَعَمْ. قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثالِثَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالتِ (10) الأُولَى وَالثانِيَةُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُم عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَقَالُوا لَهُ (11) مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَقَالُوا

(1) قوله: "إليه" ليس في (أ).

(2)

في (ج): "قالوا".

(3)

في (ج): "يعلمه".

(4)

قوله: "آدم" ليس في (ج).

(5)

قوله: "السلام" ليس في (ج).

(6)

"يطردان": أي يجريان.

(7)

"عنصرهما" أي أصلهما.

(8)

"فضرب يده فإذا هو مسك أذفر": ضرب يده أي في النهر، فإذا هو أي طينته، أذفر أي طيب الريح.

(9)

في (أ): "مثل ذلك ما قالت" ثم ضرب الناسخ على كلمة "ذلك"، وأما في (ج) فوضع فوقها علامة، لعلها تعني علامة إلغاء.

(10)

في (ج): "قال".

(11)

قوله: "له" ليس في (أ).

ص: 125

لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَه مِثْلَ ذَلِكَ، كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ: مِنْهُمْ إدْرِيسَ فِي الثانِيَةِ، وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ، وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ، لَمْ أحْفَظِ اسْمَهُ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ، وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ، بِتَفْضِيلِ كَلامه كَلامِ الله (1)، فَقَال مُوسَى: رَبِّ لَمْ أظُنَّ أَنْ تَرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدًا، ثُمَّ عَلا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بمَا لا يَعْلَمُهُ إِلا الله حَتى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَدَنَا الْجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَتَدَلّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَينِ أوْ أدْنَى، فَأَوْحَى إِلَيهِ فِيمَا أَوْحَى (2) إلَيهِ خَمْسِينَ صَلاةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حَتى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَال: يَا مُحَمَّدُ! مَاذَا عَهِدَ إِليكَ رَبُّكَ؟ قَال: عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلاة كُلَّ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ. قال: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِعُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ ربُّكَ وَعَنْهُمْ. فَالْتَفَتَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ، فَأشَارَ إِلَيهِ جبْرِيلُ: أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلا (3) بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ، فَقَال وَهُوَ مَكَانَهُ: يَا رَبِّ! خَفِّفْ عَنا فَإِنَّ أُمَّتِي لا تَسْتَطِعُ هَذَا، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَددهُ مُوسَى إلى رَبِّهِ حَتى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ، فَقَال: يَا مُحَمَّدُ! والله لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا وَتَرَكُوهُ فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأبْصَارًا وَاسْمَاعًا، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ كُلَّ ذَلِكَ يَلتفِتُ (4) النبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيهِ، وَلا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ، فَقَال: يَا رَبِّ! إنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ

(1) في (ج): "بتفضيل كلامه الله"، وفي المطبوع "بتفضيل كلام الله".

(2)

في حاشية (ج): "يوحى".

(3)

في (ج): "وعلا".

(4)

في (أ): "يتلفت"، وفي (ج):"يلتفت"، وكتب فوقها:"يتلفت".

ص: 126

أجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنا، فَقَال الْجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ! قال: لبَّيكَ وَسَعْدَيكَ قال: إِنهُ لا يُبدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ كَمَا فَرَضْتُهُ (1) عَلَيكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمّ الْكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيكَ. فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى، فَقَال: كَيفَ فَعَلْتَ؟ قَال: خَففَ عَنا أَعْطَانَا بِكُلّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا. قَال مُوسَى: قَدْ والله (2) رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيضًا. قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: يَا مُوسَى! قَدْ والله اسْتَحْيَيتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا أَخْتَلِفُ إِلَيهِ، قَال: فَاهْبِطْ بِاسْمِ الله). فَاسْتَيقَظَ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ (3). هذا الحديث بهذا اللفظ من رواية شريك بن أبي نمر عن أنس، وقد زاد فيه زيادة مجهولة، وأتى فيه بألفاظ غير معروفة (4)، وقد روى حديث الإسراء جماعة من الحفاظ

(1) في (ج): "فرضت".

(2)

في (أ): "والله لقد"، وفي الحاشية كتب:"قد".

(3)

البخاري (6/ 579 رقم 3570)، وانظر أرقام (4964، 5610، 6581، 7517).

(4)

خالفت رواية شريك غيره من المشهورين في مواضع: الأول: أمكنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السموات، الثاني: كون المعراج قبل البعثة، الثالث: كونه منامًا، الرابع: مخالفته في محل سدرة المنتهى وأنها فوق السماء السابعة بما لا يعلمه إلا الله، والمشهور أنها في السابعة أو السادسة، الخامس: مخالفته في النهرين وهما النيل والفرات وأن عنصرهما في السماء الدنيا، والمشهور في غير روايته أنهما في السماء السابعة وأنهما من تحت سدرة المنتهى، السادس: ذكر نهر الكوثر في السماء الدنيا والمشهور في الحديث أنه في الجنة، السابع: نسبة الدنو والتدلي إلا الله عز وجل، والمشهور في الحديث أنه جبريل، الثامن: تصريحه بأن امتناعه من الرجوع إلا سؤال ربه التخفيف كان عند الخامسة ومقتضى رواية ثابت عن أنس أنه كان بعد التاسعة، التاسع: رجوعه بعد الخمس والمشهور في الأحاديث أن موسى عليه السلام أمره بالرجوع بعد أن انتهى التخفيف إلا الخمس فامتنع، العاشر: زيادة ذكر=

ص: 127

المتقنين والأئمة المشهورين، كمثل ابن شهاب، وثابت البناني، وقتادة، فلم يأت أحدٌ منهم بما أتى به شريك، وشريك ليس بالحافظ عند أهل الحديث، والأحاديث التي تقدمت قبل هذا هي الأحاديث المعوَّل عليها، وقد أتى مسلم بإسناد شريك، وأول حديثه (1)، وأحال على حديث ثابت البناني، قال: نحو حديث ثابت، قال: وقدم فيه شَيئًا وأخر وزاد ونقص، ولم يذكر البخاري أَيضًا في شيء من طرقه في يوسف عليه السلام أنه أعطي شطر الحسن، ولا ذكر من حديث أنس في الإسراء، ولا في غيره حكم من هم بحسنة أو سيئة، إنما قال من حديث أنس، عن مالك بن صعصعة في الإسراء:"وأجزي الحسنة عشرًا"، لكن ذكر حكمها في حديث أبي هريرة (2)، وقال في حديث مالك بن صعصعة:"بَينا أنَا عِنْدَ البَيتِ بَينَ النائِم واليَقْظَان" كما قال مسلم رحمه الله.

215 -

(10) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: ذَكَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ أُسْرِيَ بِهِ فَقَال: (مُوسَى آدم طُوَالٌ كَأنهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ (3) -وَقَال-: عِيسَى جَعْدٌ (4) مَربوعٌ) (5). وَذَكَرَ مَالِكًا خَازِنَ جَهَنمَ، وَذَكَرَ الدَّجَّال (6).

= التور في الطست، وعلى هذه المواضع مباحث إما بتأويلها أو بدفع تفرده فانظرها في "الفتح"(13/ 479 - 485).

(1)

في (ج): "بأول حديثه".

(2)

في حاشية (أ): "بلغت قراءة في الثاني والثلاثين على الشيخ ضياء الدين رحمه الله".

(3)

"آدم طوال كأنه من رجال شنوءة": الأدمة لون بين البياض والسواد وهو غالب ألوان العرب، وطوال أي طويل، وشنوءة قبيلة معروفة.

(4)

"جعد": يوصف بالجعودة الجسم والشعر، فجعودة الجسم اجتماعه واكتنازه، وجعودة الشعر أن يكون غير سبط ولا مسترسل، قال العلماء: والمراد بالجعد هنا جعودة الجسم.

(5)

"مربوعٌ": المربوع من ليس بالطويل البائن ولا بالقصير الحقير.

(6)

مسلم (1/ 151 رقم 165)، البخاري (6/ 314 رقم 3239)، وانظر رقم (3396).

ص: 128

216 -

(11) ومكَنْهُ قَال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَرَرتُ لَيلةَ أُسْرِيَ بِي (1) على مُوسَى بن عمرَان عليه السلام رَجلٌ آدم طوَالٌ جَعدٌ، كَأَنهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيتُ (2) عِيسَى ابن مَرْيمَ عليه السلام مَربوعُ الخلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ والْبَيَاضِ، سَبْطُ (3) الرأسِ) (4)، وَرَأَى (5) مَالِكًا خَازِنَ النارِ وَالدَّجَّال في آيات أَراهُنَّ الله إِيَّاه {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} (6) قَال: كَان قَتَادة يُفسِّرهَا أنَّ نَبي الله صلى الله عليه وسلم قَد لَقي موسى عليه السلام (7). لم يذكر البخاري قول قتادة. وقَال: "رَأيت مَالِكًا".

217 -

(12) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِوَادِي الأَزْرَقِ، فَقَال:(أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ ) فَقَالُوا: هَذَا وَادِي الأَزْرَق. قَال: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السلام هَابِطًا مِنَ الثنِيَّةِ وَلَهُ جُؤَارٌ (8) إِلَى الله بِالتَلْبِيَةِ)، ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى (9)، فَقَال:(أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ ) قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى. قَال: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يونُسَ بْنِ مَتى عليه السلام عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ (10) عَلَيهِ جُبَّة مِنْ صُوفٍ خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ (11) وَهُوَ يُلبي) (12).

(1) في (أ): "ليلة أسري بي مررت".

(2)

في (ج): "وأريت".

(3)

"سبط الرأس": الشعر السبط: المسترسل.

(4)

في (ج): "الشعر".

(5)

في (ج): "وأري".

(6)

سورة السجدة، آية (23).

(7)

انظر الحديث الذي قبله.

(8)

"جؤار": هو رفع الصوت.

(9)

"هرشى": جبل من جبال تهامة قريب من الجحفة.

(10)

"جعدة": أي مكتنزة اللحم.

(11)

"خطام ناقته خلبة": الخطام هو الحبل الذي يقاد به البعير، والخلبة الليف.

(12)

مسلم (1/ 152 رقم 166).

ص: 129

218 -

(13) وعَنْه قال: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بَينَ مَكةَ وَالْمَدِينَةِ فَمَرَرْنَا بِوَادٍ فَقَال: (أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ ) فَقَالُوا: وَادِي الأَزْرَقِ فَقَال: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السلام وَاضِعًا إِصْبَعَيهِ فِي أُذُنَيهِ لَهُ جُؤَارٌ إِلَى الله بِالتلْبِيَةِ مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي). قال: ثُمَّ سِرْنَا حَتى أَتَينَا عَلَى ثَنِيَّةٍ. فَقَال: (أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ ) قالُوا: هرْشَى، أَوْ لِفْتٌ (1). فَقَال:(كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ عَلَيهِ جُبَّةُ صُوفٍ خِطَامُ نَاقَتِهِ لِيفٌ خُلْبَةٌ (2)، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي مُلبيًّا) (3). لم يخرج البخاري حديث ابن عباس هذا بهذا اللفظ، ولا ذكر فيه يونس صلى الله عليه وسلم.

219 -

(14) مسلم. عَنْ مُجَاهِدٍ قال: كُنا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرُوا الدَّجَّال فَقَالُوا: إِنهُ مَكْتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ قَال: فَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ قَال ذَلكَ وَلَكِنهُ قَال: (أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدم جَعْدٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيهِ إِذَا انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلبي)(4).

220 -

(15) وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبد الله؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ فَإِذَا مُوسَى عليه السلام ضَرْبٌ (5) مِنَ الرِّجالِ كَأنهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليه السلام فَإذَا أقْرَبُ مَنْ رَأيتُ بِهِ شبَهًا (6) عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيت إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا أقْرَبُ مَنْ رَأَيتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ -يَعْنِي نَفْسَهُ-،

(1)"لفت": ثنية بين مكة والمدينة.

(2)

في (ج): "ليف خلبْةٍ".

(3)

مسلم (1/ 152 رقم 166).

(4)

مسلم (1/ 153 رقم 166)، والبخاري (3/ 414 رقم 1555)، وانظر (3355، 5913).

(5)

"ضرب": أي وسط في كثرة اللحم ليس بالضخم ولا بالضئيل، ويقال للرجل الخفيف اللحم.

(6)

في (ج): "شبهًا به".

ص: 130

وَرَأَيتُ جِبْرِيلَ عليه السلام فَإذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيتُ بِهِ شَبَهًا دحيةُ -وَفِي رِوَايَةِ-: دحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ) (1). لم يخرج البخاري حديث جابر هذا عن جابر، خرجه من حديث أبي هريرة وابن عباس (2)، إلا تشبيه عيسى بعروة، وجبريل بدحية، فإنه لم يخرجه (3).

221 -

(16) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال النبِيّ صلى الله عليه وسلم: (حِينَ أسْرِىَ بِي (4) لَقِيتُ مُوسَى عليه السلام فَنَعَتَهُ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإذَا رَجُل حَسِبْتُهُ قَال: مُضْطَرِبٌ (5) رَجِلُ الرَأسِ كَأنهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ قَال: وَلَقِيتُ عِيسَى فَنَعَتَهُ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإذَا رَبْعَة أَحْمَرُ كَأنمَا خَرَجَ مِنْ ديمَاسٍ -يَعْنِي الحَمَّام-، قال: وَرَأيتُ إِبْرَاهِيمَ صلَوَاتُ الله عَلَيهِ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ، قَال: فَأتِيتُ بِإنَاءَينِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَن وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ فَقِيلَ لِي: خُذْ أيهُمَا شِئْتَ فَأخَذْتُ اللْبَنَ فَشَرِبتُهُ فَقَال: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ، أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَمَّا إنكَ لَو أخَذْتَ الخَمرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ) (6). في بعض طرق البخاري: "رَأيتُ مُوسَى فَإذَا هُو (7) رَجلٌ

" الحديث. وقال فيه: "فَقِيلَ: أَخَذْتَ الفِطْرَة"، خرَّجه في "ذكر الأنبياء"، [وله في لفظ آخر مثل لفظ مسلم](8).

(1) مسلم (1/ 153 رقم 167).

(2)

حديث ابن عباس تقدم، وحديث أبي هريرة يأتي.

(3)

في حاشية (أ): "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رحمه الله في الثالث والثلاثين".

(4)

في (ج): "به".

(5)

في (ج): "مضطربة" والمضطرب الطويل غير الشديد ضد الجعد الجسيم المكتنز.

(6)

مسلم (1/ 154 رقم 168)، البخاري (6/ 428 رقم 3394)، وانظر أرقام (3437، 4709، 5576، 5603).

(7)

قوله: "هو" ليس في (أ).

(8)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

ص: 131

222 -

(17) وله عَنِ ابْنِ عُمَرَ (1) قَال: قَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (رَأَيتُ عِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فَأَمَّا عِيسَى فَأحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ (2) سَبْطٌ كَأَنهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ) (3)(4). لم يخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث عن ابن عمر، ولا أخرج هذا اللفظ، أخرجه عن ابن عباس، وذكر تشبيه موسى عليه السلام برجال شنوءة، ولم يقل:"كَأَنهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ"، ولا قال في عيسى:"عَرِيضُ الصَّدْرِ". وللبخاري أَيضًا مثل مالمسلم، وقد قال أبو ذر (5): الصحيح في هذا الحديث، والله أعلم، عن ابن عباس لا عن ابن عمر، ولكن هذا وقع في النسخ المروية عن الفربري.

223 -

(18) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:(أَرَانِي لَيلَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيتُ رَجُلًا آدم كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ لَهُ لِمَّةٌ (6) كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا (7) فَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً مُتكِئًا عَلَى رَجُلَينِ أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ (8) رَجُلَينِ يَطُوفُ بِالْبَيتِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ:

(1) قوله: "عن ابن عمر" قال الحافظ في "فتح الباري"(6/ 484): "كذا وقع في جميع الروايات التي وقعت لنا من نسخ البخاري، وقد تعقبه أبو ذر في روايته فقال: كذا وقع في جميع الروايات المسموعة عن الفربري: "مجاهد عن ابن عمر". قال: ولا أدري أهكذا حدّث به البخاري أو غلط فيه الفربري، لأني رأيته في جميع الطرق عن محمد بن كثير وغيره عن مجاهد عن ابن عباس.

(2)

في (ج): "خسيم".

(3)

"الزط": جنس من السودان طوال الأجسام مع نحافة فيها.

(4)

البخاري (6/ 477 رقم 3438).

(5)

"أبو ذر" هو عبد الله بن أحمد الهروي راوي صحيح البخاري عن المستملي والسرخسي والكشميهني عن الفربري عن البخاري رحمهم الله.

(6)

"لمة": هي الشعر الذي يلم بالمنكبين.

(7)

"رجلها": سرحها مع ماء أو غيره.

(8)

"عواتق": العاتق ما بين المنكب والعنق.

ص: 132

هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ عليها السلام، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ (1) أَعْوَرِ الْعَينِ الْيُمْنَى كَأَنّهَا (2) عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ (3) فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيِلَ: هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ) (4).

224 -

(19) وعَنْهُ قَال: ذَكَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَينَ ظَهْرَانَي الناسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّال فَقَال: (إِنَّ الله تبارك وتعالى لَيس بِأَعْوَرَ ألا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّال أَعْوَرُ عَينِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَينَهُ عِنَبَة طَافِيَةٌ). قَال: وَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (أَرَانِي الليلَةَ فِي الْمَنَامِ عِنْدَ الْكَعبةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَينَ مَنْكِبَيهِ (5) رَجِلُ الشَّعْرِ يَقْطُرُ رَأسُهُ مَاءً وَاضِعًا يَدَيهِ عَلَى مَنْكِبَي رَجُلَينِ وَهُوَ بَينَهُمَا يَطوفُ بِالْبَيت، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، وَرَأَيتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا جَعْدًا قَطَطًا أَعْوَرَ عَينِ الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيتُ مِنَ الناسِ بِابْنِ قَطَنٍ وَاضِعًا يَدَيهِ عَلَى مَنْكِبَي رَجُلَينِ يَطُوفُ بِالْبَيتِ (6)، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا (7) الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ) (8).

225 -

(20) وعنهُ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (بَينَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدم سَبِطُ الشَّعْرِ بَينَ رَجُلَينِ يَنْطِفُ رَأسُهُ مَاءً أَوْ يُهَرَاقُ رَأسُهُ مَاءً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلتفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأسِ أَعْوَرُ الْعَينِ كَأَنَّ عَينَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ،

(1)"قطط": شديد الجعودة.

(2)

في (ج): "كأن عينه"، وفي الحاشية:"كأنها".

(3)

"طافية": روي بهمز وبغير همز، فمن همز فمعناه فصب ضوؤها، ومن لم يهمز فمعناه ناتئة بارزة.

(4)

مسلم (1/ 154 رقم 169)، البخاري (6/ 477 رقم 3440)، وانظر أرقام (3441، 5902، 6999، 7026، 7128).

(5)

في (ج): "كتفيه"، وفي الحاشية كتب "منكبيه".

(6)

قوله: "يطوف بالبيت" ليس في (أ).

(7)

قوله "هذا" ليس في (ج).

(8)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 133

قلتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الدَّجَّالُ. أَقْرَبُ الناس بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ) (1). ابن (2) قطن اسمه عبد العزى بن قطن، وهو من خزاعة من بني المصطلق. وذكر البخاري عن الزهري، أن ابن قطن هلك في الجاهلية، وفي بعض طرق البخاري في أول هذا الحديث، عن ابن عمر: لا والله! ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى: "أحمر"، ولكن قال: "بينما أنا نائم

"، الحديث. وفي بعضها: "ينطف رأسه ماءً، فقلت: من هذا؟ " ذكره في "الرؤيا" (3).

226 -

(21) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَى (4) الله لِي بَيتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آياتِهِ، وَأَنَا أنْظُرُ إِلَيهِ) (5). وقال البخاري:"لما كَذبتني قريش حين أُسري بي إلى السماء من بيت المقدس"(6). ذكره في "التفسير".

227 -

(22) مسلم. عَنْ أبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ رَأيتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيشٌ تَسْألُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَألَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيتِ الْمَقْدسِ لَمْ أُثْبِتْهَا فَكُرِبتُ كُربةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ (7) قَطٌّ. قَال: فَرَفَعَهُ الله لِي أَنْظُرُ إِلَيهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إلا أَنْبَأتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى عليه السلام قَائِمٌ يُصَلِّي فَإِذَا رَجُل ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأنهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإذَا عِيسَى ابْنُ مَريمَ عليه السلام قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ الناسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام قَائِم يُصَلِّي، أَشبهُ الناسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ -يَعْنِي

(1) مسلم (1/ 156 رقم 171).

(2)

قوله: "ابن" ليس في (ج).

(3)

في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بالأصل والحمد لله".

(4)

"فجلى": كشف وأظهر.

(5)

مسلم (1/ 156 رقم 170) البخاري (7/ 196 رقم 3886)، وانظر رقم (4710).

(6)

في (ج): "حين أسرى بي إلى بيت المقدس".

(7)

في (ج): "مثلها".

ص: 134

نَفْسَهُ صلى الله عليه وسلم فَحَانتِ الصَّلاةُ، فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ، قال قَائلٌ: يَا مُحَمَّدُ! هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النار، فَسَلِّمْ عَلَيهِ. فَالْتَفَتُّ إِلَيهِ فَبَدَأَنِي (1) بِالسَّلامِ) (2). خرج البخاري من هذا الحديث ذكر بيت المقدس من حديث [جابر كما تقدم، وصفة موسى وإبراهيم عليهما السلام من حديث](3) أبي هريرة وابن عباس، ولم يذكر سائره (4).

228 -

(23) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بن مَسعُود قال: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إلى سِدْرَةِ الْمُنتهَى وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ إِلَيهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الأَرْضِ، فيقْبَضُ مِنْهَا وَإِلَيهَا يَنتهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا، فيقْبَضُ مِنْهَا. قَال:{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} (5) قَال: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ. قَال: فَأُعْطِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثًا: أُعْطيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطيَ خَوَاتِمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيئًا الْمُقْحِمَاتُ (6)(7). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

229 -

(24) مسلم. عَن الشَّيبَانِيِّ قَال: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيشٍ عَنْ قَوْلِ الله عز وجل {فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى} (8) قَال: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى جِبْرِيلَ عليه السلام لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ (9).

(1) في (ج): "فبادأني"، وفي الحاشية:"فبدأني".

(2)

مسلم (1/ 156 رقم 172).

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (ج).

(4)

في حاشية (أ): "بلغ قراءة على الشيخ ضياء الدين رحمه الله في الرابع والثلاثين".

(5)

سورة النجم، آية (16).

(6)

"المقحمات": الذنوب العظام الكبائر.

(7)

مسلم (1/ 157 رقم 173).

(8)

سورة النجم، آية (9).

(9)

مسلم (1/ 158 رقم 174)، البخاري (6/ 313 رقم 3232)، وانظر (4856، 4857).

ص: 135

230 -

(25) وعَنْ عَبْدِ الله بن مَسْعود قَال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (1) قَال: رَأَى جِبرِيلَ عليه السلام لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ. (2)

231 -

(26) وعنهُ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آياتِ رَبهِ الْكُبْرَى} (3) قَال: رَأَى جِبْرِيلَ عليه السلام فِي صُورَتهِ لَهُ سِتمِائَةِ جَنَاحٍ. (4) وقال البخاري في بعض طرقه: رَأَى رَفْرَفًا (5) أَخْضَر قَدْ سَدَّ الأُفُق (6). خرجه في "التفسير"، ولم يذكر الآية {مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى} . ولا ذكر جبريل إلا في الآية (7) الأولى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى} وخرجه فِي "بدء الخلق"، وذكر الآية.

232 -

(27) مسلم. عَن أبي هريرة {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (8) قَال: رَأَى جِبْريِلَ عليه السلام (9). لم يخرج البخاري في هذا عن أبي هريرة شَيئًا.

233 -

(28) ولمسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: رَآهُ بِقَلْبِهِ (10).

234 -

(29) وعنهُ {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (11) قال: رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَينِ. (10) ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا، ولا أخرج عن ابن عباس فيه شَيئًا.

(1) سورة النجم، آية (11).

(2)

مسلم (1/ 158 رقم 174).

(3)

سورة النجم، آية (18).

(4)

مسلم (1/ 158 رقم 174)، البخاري (6/ 313 رقم 3233) وانظر رقم (4858).

(5)

"رفرفًا" أصل الرفرف ما كان من الديباج رقيقًا حسن الصنعة، والمراد به هنا حلة من رفرف.

(6)

في (ج): "سدّ بين الأفق"، وقد تكرر هذا الخبر في نسخة (ج) بعد هذا الموضع.

(7)

في (ج): "الآيات".

(8)

سورة النجم، آية (13).

(9)

مسلم (1/ 158 رقم 175).

(10)

مسلم (1/ 158 رقم 176).

(11)

سورة النجم، الآيتان (11 و 13).

ص: 136

235 -

(30) مسلم. عَنْ مَسْرُوقٍ قَال: كُنْتُ مُتكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ! ثلاث مَنْ تَكَلّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ. قُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ (1). قَال: وَكُنْتُ مُتِّكِئًا، فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْظِرِيني وَلا تَعْجَلِينِي، أَلَمْ يَقُلِ الله عز وجل:{وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} (2){وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (3)؟ فَقَالتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَال: (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتهِ التِى خُلِقَ عَلَيهَا غَيرَ هَاتَينِ الْمَرَّتَينِ، وَرَأَيتُهُ (4) مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَينَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ). فَقَالتْ: أَوَ لَمْ (5) تَسْمَعْ أَنَّ الله يَقُولُ: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللطفُ الْخَبِيرُ} (6)؟ أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ الله يَقُولُ: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (7)؟ قَالتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيئًا مِنْ كِتَابِ الله فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الفِريةَ والله يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (8)(9) قَالتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ والله يَقُولُ: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ

(1)"الفرية": الكذب.

(2)

سورة التكوير، آية (23).

(3)

سورة النجم، آية (13).

(4)

في (ج): "رأيته" بحذف الواو.

(5)

قوله: "لم" ليس في (ج).

(6)

سورة الأنعام، آية (103).

(7)

سورة الشورى، آية (51).

(8)

سورة المائدة، آية (67).

(9)

قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} ليس في (ج).

ص: 137

الْغَيبَ إلا الله} (1)(2)، وفي رواية: وَلَوْ كَانَ كَاتِمًا مُحَمَّد (3) شَيئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيهِ لَكَتَمَ هَذِهِ الآية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيهِ أَمْسِكْ عَلَيكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} (4). لم يخرج البخاري هذه الرواية، أخرج الحديث الذي قبلها (5).

236 -

(31) ولمسلم (6) عَنْ مَسْرُوقٍ قَال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ رَأَى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ؟ فَقَالتْ: سُبْحَانَ الله! لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي (7) لِمَا قُلْتَ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ. (8)

237 -

(32) وعَنْهُ قال: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: فَأَينَ قَوْله عز وجل {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (9)؟ قَالتْ: إِنمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ عليه السلام كَانَ يَأتِيهِ فِي صُورَةِ الرِّجَالِ، وَإِنهُ أَتَاهُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ فِي صُورَتهِ التي هِيَ صُورَتُهُ فَسَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ. (2)

238 -

(33)[البخاري. عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَفَاتِيحُ الْغَيبِ خمسٌ: لا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إلا الله، ولا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلا الله، وَلا يَعْلَمُ مَتَى يَأتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلا الله، وَلا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلا الله، وَلا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا الله) (10). ذكره في "التوحيد" في رابع ترجمة](11).

(1) سورة النمل، آية (65).

(2)

مسلم (1/ 159 رقم 177)، البخاري (6/ 313 رقم 3234)، وانظر أرقام (3235، 4612، 4855، 7380، 7531).

(3)

في (أ): "محمدًا".

(4)

سورة الأحزاب، آية (37).

(5)

في (أ): "قبله".

(6)

في (ج): "مسلم".

(7)

"قف شعري": أي قام من الفزع.

(8)

انظر الحديث الذي قبله.

(9)

سورة النجم، الآيات (9 - 11).

(10)

البخاري (2/ 524 رقم 1039)، وانظر أرقام (4627، 4697، 4778، 7379).

(11)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

ص: 138

239 -

(34) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَال: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأيتَ رَبَّكَ؟ قَال: (نُورٌ أَنى أَرَاهُ)(1). وفي لفظ آخر: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ قَال: قُلْتُ لأَبِي ذَر: لَوْ رَأَيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَسَأَلتهُ، قَال (2): فَقَال: عَنْ أَيّ شَيءٍ كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ فَقَال (3): كُنْتُ أسْأَلُهُ: هَلْ رَأَيتَ ربكَ؟ قَال أَبو ذَر: قَدْ سَأَلتهُ، فَقَال:(رَأيتُ نُورًا). لم يخرج البخاري هذا الحديث: حديث أبي (4) ذر.

240 -

(35) ولمسلم، عَنْ أبِي مُوسَى الأشعَري، قَال: قَامَ فِينَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَال: (إِن الله عز وجل لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ (5) وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إلَيهِ عَمَلُ الليلِ قَبْلَ عَمَلِ النهَارِ، وَعَمَلُ النهَارِ قَبْلَ عَمَلِ الليل، حِجَابُهُ النورُ، لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ (6) وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إليه بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ) (7). وَفِي رِوَاية:[بِأَربع كَلِمَاتٍ"، وفي رواية](8): "حِجَابُه النار". وفي لَفظٍ آخر مُخْتصر: قَامَ فِينَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِأرَبعٍ: (إِنَّ الله (9) لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ، ويرفَعُ إلَيهِ عَمَلُ النهَارِ بِالليلِ، وَعَمَلُ الليل بِالنهَارِ). ولم يخرج البخاري هذا الحديث.

(1) مسلم (1/ 161 رقم 178).

(2)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(3)

في (ج): "فقلت".

(4)

في (أ): "أبو".

(5)

"القسط": هو الميزان.

(6)

"سبحات": سبحات وجهه نوره وجلاله وبهاؤه.

(7)

مسلم (1/ 161 رقم 179).

(8)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(9)

لفظ الجلالة ليس في (ج).

ص: 139

241 -

(36) مسلم. عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قَال:(جَنتانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا (1) وَمَا فِيهِمَا، وَجَنتانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا (1) وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَينَ الْقَوْمِ وَبَينَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ (2) عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنةِ عَدْنٍ) (3).

242 -

(37) وعَنْ صُهَيبٍ عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنةِ الْجَنةَ، قَال: يَقُولُ الله تبارك وتعالى: تُرِيدُونَ شَيئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنةَ وَتُنَجّنَا مِنَ النار؟ قَال: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيئًا أَحَبَّ إِلَيهِمْ (4) مِنَ النظَرِ إِلَى رَبّهِمْ عز وجل (5). زاد في رواية: ثُمَّ تلا هَذِهِ الآيةَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (6). لم يخرج البخاري هذا الحديث. (7)

(1) في (أ): "أتيتهما".

(2)

في (ج): "الكبر".

(3)

مسلم (1/ 163 رقم 180)، البخاري (6/ 623 رقم 4878)، وانظر (4880، 7444).

(4)

قوله: "إليهم" ليس في (أ).

(5)

مسلم (1/ 163 رقم 181).

(6)

سورة يونس، آية (26).

(7)

في حاشية (أ): "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رحمه الله في الخامس والثلاثين والحمد لله".

ص: 140