المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب رفع اليدين والتكبير وقراءة أم القرآن وما تيسر، وتعليم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والقراءة خلف الإمام، وترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ١

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌[بَابُ أَيُّ الإِسلام والمُسْلمِين خَير، وَمَا يُوجَدُ بِه حَلاوَةُ الإِيمَانِ، وفِي حُبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحُب الحير للمسْلِمينَ، وَفِي إِكرَامِ الجَارِ والضَّيفِ وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَغْيير الْمُنْكَر، ومَا جَاءَ أَن الإِيمَان فِي اليَمَنِ والحِجَازِ]

- ‌[بَابٌ]

- ‌[بَابٌ فِي الطَّعْنِ فِي النَّسَبِ، والنِّيَاحَةِ، وَفِي العَبْدِ يَأبق مِن سَيِّدهِ، وفِيمَن قَال: مُطِرْنَا بِنَوءِ كَذَا، وَفِيمَن أَبْغَضَ الأنْصَارَ وعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَفِي كُفرَانِ العَشِيرِ]

- ‌[بَابٌ فِي فَضلِ السُّجُودِ، وفِي إِثم تَارِكِ الصَّلاةِ، وفِي أَي الأعَمَالِ أَفضل، وأي الذنُوب أَكبَر، وفِي المُوبقَاتِ، وسَبِّ الوَالِدَينِ، وفِي الكِبر، وتَركِ الصَّلاةِ كُفرٌ]

- ‌[بَابٌ فِي ضَرْبِ الخُدُودِ وَشَقِّ الجيُوبِ وَدَعْوى الجَاهِلِيَّةِ ورَفْع الصَّوتِ عِنْدَ المُصِيبَةِ، ومَا جَاءَ فِي النَّمِيمَةِ]

- ‌[بَابُ أَفْعَالٍ لا يُكلِّمُ الله فَاعِلهَا، وفِيمَن قَتَلَ نَفْسَهُ، وفِي الغلُولِ]

- ‌[بَابٌ فِيمَنْ اقْتَطَعَ مَال مُسْلِمٍ بِيَمِينهِ، وفِيمَن قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ، وفِي الأمِير الغَاش لِرَعِيَّتِهِ]

- ‌[بَابٌ فِي رَفْعِ الأَمَانَةِ، وعَرْضِ الفِتَنِ عَلى القُلُوبِ، وَمَا جَاءَ أَنَّ الإِسْلامَ يَعُودُ كَمَا بَدَأَ، وَفِي رُجُوعِهِ إِلَى المَدِينَةِ، وفِيمَن تُدْركه السَّاعَةُ، وفِي خَوْفِ المِحَنِ والفِتَنِ]

- ‌[بَابُ إِذا لَمْ يَكُنِ الإسْلامُ عَلَى الحَقِيقَةِ وَكان عَلَى الاسْتسْلامِ، واسْتِجْلابِ النَّاسِ لِلإِسْلامِ بِالعَطَاءِ وتَألُّفِهِمْ بِهِ]

- ‌[بَابُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام وَطُلُوع الشمْسِ مِنْ مغْرِبهَا]

- ‌[بَابُ بدءِ الوَحْي]

- ‌[بَابٌ فِي الإسْرَاءِ، وذِكْرِ مَن لَقِي النبي صلى الله عليه وسلم مِن الأَنبِيَاءِ، ومَا رَأَى مِنْ غَيرِ ذَلِكَ، وذِكْر الدَّجَّال، وَقَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَام)، وفِي رُؤَيةِ الله تبارك وتعالى]

- ‌باب أحاديث الشفاعة، وذكر يوم القيامة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأن بركته وشفاعته لا تنال غير المؤمنين، وقوله عليه السلام للسائل: "إن أبي وأباك في النار

- ‌[بَابُ قَوْل النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا وَلِيَّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) وَمَا جَاءَ في مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ]

- ‌بَابُ مَثَل الْمُسْلِمِينَ فِي الكُفَّارِ، وَكَمْ بَعْث الْجَنَّةِ وَبَعْث النَّارِ

- ‌كتاب الطهارة

- ‌باب الوضوء وفضله

- ‌[بَابُ وُجُوبِ الوُضُوءِ وصِفَته وَفَضْله، وفِيهِ ذَكْرُ الوتْر في الاستِنْثَارِ والاسْتِنجَاءِ]

- ‌[بَابُ القَوْلِ بَعْدَ الوُضُوءِ]

- ‌[بَابُ فِي السِّواكِ وفَضْلِه، وفِي أَعْمَالِ الفِطرَةِ والاخْتِتانِ وقَصِّ الشَّارِب وغَيرِ ذَلِكَ]

- ‌بَابُ [الاسْتِنجَاءِ ومَا يَتَعَلَّق بِه مِن النَّهْي عِن اسْتقْبَال القِبْلَة والاسْتنْجَاء باليَمِينِ وغَيرِ ذَلِك]

- ‌[باب لا تُستَقبل القبلة بغائط أو بول]

- ‌[بَابٌ فِي البَوْلِ قَائِمًا وفِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ والعِمَامَةِ فِي الوُضُوءِ وفِي صَلَواتٍ تُصَلَّى بِوُضُوءٍ واحِدٍ]

- ‌[بابٌ فِي المسْتَيقِظ مِنَ النَّومِ لا يَغْمِس يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، وفِي الإِناءِ يَلغُ فِيهِ الكَلْبُ، والفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ]

- ‌[بَابُ النَّهْي عَنِ البَوْلِ فِي الْمَاءِ الدَّائِم، وَعَنِ اغتِسَالِ الجُنبِ فِيهِ، وفِي حُكْمِ البَوْلِ والْمَنِيِّ والدَّمِ]

- ‌[بَابٌ فِي النَّومِ مَعَ الحَائِض، ومَا يَحِل مِنْهَا، وفِي الْمَذِيِّ والجُنب يَتَوضأ للنَّوم، وفِي المُجَامِع يُعَاود، وفِي المرأَة تَحْتَلم]

- ‌بَابٌ فِي الاغْتِسَالِ مِن الجَنَابَةِ، وَكَم يَكْفِي المُغْتَسل والمُتَوَضِّئ مِنَ المَاءِ، وَاغْتِسَال الرجُل والمَرأَة مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَفِي الاغْتِسَال مِنَ المَحِيضِ

- ‌بَابٌ فِي التسَتُّرِ للغُسْلِ وَغَيره

- ‌بَاب فِي الرَّجُلِ يُجَامِع فَيُكسِل

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ مِمَا مَسَّتِ النَّارُ

- ‌بَابُ إِذَا وَجَدَ حَرَكَةً فِي جَوْفِهِ فَلا يَتَوَضأ حَتى يَسْتَيقِنَ

- ‌بَابُ الانْتِفَاعِ بِجُلُودِ المَيتَةِ إِذَا دُبِغَت

- ‌كِتَاب الصلاةِ

- ‌بَابُ الأَذَانِ

- ‌بَابُ رَفْع اليَدَينِ والتكْبِير وقِرَاءَة أمِّ القُرآن ومَا تَيَسَّرَ، وتَعلِيم النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ والقِرَاءةَ خَلْفَ الإِمَامِ، وتَرك الجهْر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- ‌بَابُ تَحْسِين الصَّلاة وإِتْمَامِهَا، والنَّهْي عَنْ مُبَادَرَة الإِمَامِ، وعَنْ رَفْعِ البَصَر إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاةِ، والأمْر بالسُّكُونِ فِيهَا، وفِي الإِشَارَةِ عِنْدَ التَّسْلِيمِ والصُّفُوف، وَفِيمَن رَكَعَ دُون الصَّف، والنَّهْي أَن يَرْفَع النِّسَاءُ قَبْل الرِّجَال، وفِي خُرُوج النِّسَاء إِلَى المسْجِد

- ‌بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}، وقَولِهِ تَعَالى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}، وقِرَاءةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجِنِّ

- ‌في مَنْ عَقَصَ رأْسَهُ فِي الصَّلاةِ

- ‌بَابُ الاعْتِدَالِ في السُّجُودِ، وَكَيفَ يَسْجُدُ، وَمَنْ استَوَى قَاعِدًا في وتْرٍ مِن صَلاتِهِ ثُمَّ نَهَضَ

- ‌بَابٌ في سُتْرَةِ المُصَلِّي، ومَا جَاءَ في المُرُورِ بَين يَديه، والاعْتِراض، ومَا يَقْطَعُ الصَّلاةَ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي الثَّوْبِ الوَاحِد

- ‌بَابٌ في السَاجدِ

- ‌بَابٌ فِي مِنْبَرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصَلاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ في الاخْتِصَارِ فِي الصَّلاةِ، ومَسْحِ الْحَصَى، والبُصَاقِ فِي الصَّلاةِ وَفِي الْمَسْجدِ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي النِّعَالِ فِي الثَّوْبِ المعَلم وَبحَضْرةِ الطَّعَام والنَّهْي عَن إِتْيَان المَسْجِد لِمَنْ أَكَلَ البَصَلَ أو الثَّومَ والنَّهْي عَن إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِيهِ

- ‌بَابُ السَّهْو فِي الصلاةِ

- ‌بَابٌ فِي سجُودِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ صِفَةِ الجلُوسِ فِي الصَّلاةِ، والتَّسْلِيم والتَّكْبِيرِ بَعْدَ الصّلاة، ومَا يُسْتَعَاذ مِنْه فِيهَا، ومَا يُقالُ بَعْدَهَا

- ‌بَابُ مَا يُقَالُ بَينَ التكبِير والقِرَاءَةِ وفَضْلِ الذِّكْرِ عِنْدَ دخُولِ الصَّلاةِ

- ‌بَابُ إِتْيَانِ الصلاةِ بِالسَّكِينَةِ وَمَتَى يَقُومُ النَّاسُ إِلَيهَا، وخُرُوجِ الإِمَامِ بَعْدَ الإِقَامَةِ لِعُذْرٍ، وَمَتَى تُقَامُ الصَّلاةُ، وَفِيمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْهَا

- ‌[بَابُ قَضَاءِ صَلاةِ العَصْرِ بَعْد الغُرُبِ]

- ‌[بَابٌ في المحافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الصُّبْحِ والعَصْرِ]

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَأْخِيرِ الصَّلاةِ عَنْ وَقْتِهَا

- ‌بَابٌ في صَلاةِ الجَمَاعَةِ

- ‌[بَابُ الصَّلاةِ عَلَى الحَصِيرِ]

- ‌[بَابُ فَضْلِ صَلاةِ الجَمَاعَةِ وانْتِظَار الصَّلاة]

- ‌بَابٌ في القُنُوتِ

- ‌بَابٌ في مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةِ أَوْ نَسِيهَا

- ‌[بَابُ بِدْءِ فَرْضِ الصَّلاة رَكْعَتَين رَكْعَتَين]

- ‌بَابُ الصَّلاةِ في الرِّحَالِ في الْمَطَرِ، وَالتَّنَفُّلِ عَلَى الدَّابَّةِ

- ‌بَابُ الجَمْع بَينَ الصَّلاتينِ [فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ]

- ‌باب

- ‌بَابٌ فِيمَنْ صَلَّى ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةَ فِي يَوْمٍ وَلَيلَةٍ، وَالتنَفُّل قَبْل الصَّلاةِ وَبَعْدَهَا، وصَلاة القَاعِدِ

- ‌بَابُ فِي صَلاةِ اللَّيلِ والوتْرِ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيلِ، أَوْ مَرِضَ، أَوْ سَافَرَ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ الأَوَّابِينَ [حِينَ تَرْمضُ الفِصَالُ]

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌بَابُ فَضْلِ طُولِ الصَّلاةِ، وَصَلاةِ اللَّيلِ، وقِيام رَمَضَان، وَلَيلَةِ القَدْرِ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم باللَّيلِ وَدَعَائِهِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ نَامَ اللَّيلَ كُلَّهُ

- ‌صَلاةُ النَّافِلَةِ فِي البُيُوتِ، والمدَاوَمَةُ عَلَي العَمَلِ، ومَا يَفْعَل إِذَا كَسِلَ فِي الصَّلاةِ، أَوْ نَعَسَ فِي الصَّلاةِ

- ‌[بَابُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، وَمَا يَفْعَل إِذَا نَعَسَ فِي الصَّلاةِ]

- ‌[بَابُ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُد]

- ‌بَابُ الجهْرِ فِي صَلاةِ اللَّيلِ

- ‌بَابُ تَعَاهُدِ القُرْآن، وَتَحْسِينِ الصَّوْت بهِ [والتَّرْجِيعِ]

- ‌بَابُ مِنْ فَضْلِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنِ الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ

- ‌[بَابٌ في الرّكْتَينِ بَعْدَ العَصْرِ]

- ‌بَابُ بَين كُلِّ أَذَانَينِ صَلاةٌ

- ‌صَلاةُ الخَوْفِ

- ‌كِتَابُ الْجُمُعَةِ

- ‌[بَابٌ في الْجُمُعَةِ والغُسْلِ لَهَا]

- ‌بَابُ فَضْلِ يَوْمِ الحمُعَةِ

- ‌[بَابُ التعْلِيمِ لِلمُعَلِّم في الخطْبَةِ]

- ‌باب في العيدين

- ‌بَابٌ فِي الاسْتِسْقَاءِ

الفصل: ‌باب رفع اليدين والتكبير وقراءة أم القرآن وما تيسر، وتعليم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والقراءة خلف الإمام، وترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم

الشَّيطَانَ إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ وَلَّى وَلَهُ حُصَاصٌ) (1)(2). لم يذكر البخاري هذه الحكاية إلا ما كان منها في الأذان. (3)

‌بَابُ رَفْع اليَدَينِ والتكْبِير وقِرَاءَة أمِّ القُرآن ومَا تَيَسَّرَ، وتَعلِيم النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ والقِرَاءةَ خَلْفَ الإِمَامِ، وتَرك الجهْر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

527 -

(1) مسلم. عَنِ ابْن عُمَر قَال: رَأيت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا افتتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيهِ حَتى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيهِ، وَقَبْلَ أَنْ يركَعَ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوع، وَلا يَرفَعُهُمَا بَينَ السَّجْدَتَينِ (4). وفِي لفظ آخر: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ لِلصَّلاةِ رَفَعَ يَدَيهِ حَتى تَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيهِ، ثمَّ كبَّرَ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَركَعَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا (5) رَفَعَ مِنَ الرُّكُوع فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلا يَفْعَلُهُ حِينَ يرفَعُ رَأسَهُ مِنَ السُّجُودِ. وقَال البخاري: وَإِذَا (5) قَال: (سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ) فَعَلَ مِثْلَهُ، وَقَال:(رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمدُ)، وَلا يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَسْجُدُ، وَلا حِينَ يرفَعُ رَأسَهُ مِنَ السُّجُودِ. وزاد في آخر: وَإذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَينِ رَفَعَ يَدَيهِ.

528 -

(2) مسلم. عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنهُ رَأَى مَالِكَ بْنَ الْحُوَيرِثِ إِذَا صَلى كبَّرَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَركَعَ رَفَعَ يَدَيهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَاسَهُ مِنَ الرُّكُوع رَفَعَ يَدَيهِ، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ هكَذَا (6).

(1)"حصاص" أي ضراط.

(2)

مسلم (1/ 291 رقم 389).

(3)

في حاشية (أ): "بلغ مقابلة بالأصل والحمد لله. بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في السابع والستين".

(4)

مسلم (1/ 292 رقم 390)، البخاري (2/ 218 رقم 735)، وانظر أرقم (738، 736، 739).

(5)

في (ج): "فإذا".

(6)

مسلم (1/ 293 رقم 391)، البخاري (2/ 219 رقم 737).

ص: 274

529 -

(3) وعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيرِثِ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيهِ حَتى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَال:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ (1). وفي روايةٍ: حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا فُرُوعَ أُذُنَيهِ. لم يخرج البخاري هذا اللفظ.

530 -

(4) مسلم. عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ:(رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ)، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الصَّلاةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الْمَثْنَى (2) بَعْدَ الْجُلُوسِ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيرَةَ: إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3). وفي طريق أخرى (4): فَإِذَا قَضَاهَا وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ، فَقَال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

531 -

(5) البخاري. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ كَانَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ صَلاةٍ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ وَغَيرِهَا فِي رَمَضَانَ وَغَيرِهِ، فَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ. وذكر الحديث بمثله (5)، وزاد في آخره:[وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بصَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم](6)، إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَصَلاتَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. ذكره في

(1) مسلم (1/ 293 رقم 391).

(2)

كذا في (ج) وفي (أ): "التي" وكتب في الحاشية: "فيه نظر" بخط مغاير لخط الناسخ، ثم صوبت الكلمة في الحاشية:"المثنى".

(3)

مسلم (1/ 293 رقم 392).

(4)

في (ج): "آخر".

(5)

البخاري (2/ 269 رقم 785)، وانظر (789، 795، 803).

(6)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

ص: 275

باب "يهوي بالتكبير حين يسجد"، وله في طريق آخر (1):(اللَّهمَ رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ).

532 -

(6) وذَكَرَ في باب "يُكَبِّر وهو يَنْهَض مِن السَّجدَتَين" عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَال: صَلَّى لَنَا أَبُو سَعِيدٍ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَحِينَ سَجَدَ، وَحِينَ رَفَعَ، وَحِينَ قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَينِ، وَقَال (2): هَكَذَا رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (3). تفرد به البخاري عَن أبي سعيد.

533 -

(7) مسلم. عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ فِي الصَّلاةِ كُلَّمَا رَفَعَ وَوَضَعَ فَقلْنَا: يَا أَبَا هُرَيرَةَ! مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَقال: إِنَّهَا لَصَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

534 -

(8) البخاري. عَن عِكْرِمَةَ قَال: صَلَّيتُ خَلْفَ شَيخٍ بِمَكَّةَ فَكبَّرَ ثِنْتَينِ وَعِشرين تَكْبِيرَةً فَقُلْتُ لابْنِ عبَاسٍ: إِنهُ) حْمَقُ! ققَال: ثَكِلَتْكَ أُمك سُنةُ أبي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (5). ذكره في باب "التكبير إذا قام من السجود"، تفرد به البخاري.

535 -

(9) مسلم. عَنْ مُطَرِّفٍ قَال: صَلَّيتُ أنَا وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَينٍ خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَينِ كَبَّرَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الصَّلاةِ أَخَذَ عِمْرَانُ بِيَدِي، ثُمَّ قَال: لَقَدْ صَلَّى بِنَا هَذَا صَلاةَ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، أوْ قَال: قَدْ ذَكْرَنِي هَذَا صَلاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (6).

وفي بعض طرق البخاري: ذَكَّرَنَا هَذَا الرَّجُلُ صَلاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَع رَسُولِ اللهِ

(1) في (ج): "أخرى".

(2)

في (ج): "فقال".

(3)

البخاري (2/ 303 رقم 825).

(4)

انظر الحديثين رقم (4، 5) في هذا الباب.

(5)

البخاري (2/ 272 رقم 787)، وانظر رقم (788).

(6)

مسلم (1/ 295 رقم 393)، البخاري (2/ 269 رقم 784)، وانظر أرقام (786، 826).

ص: 276

- صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَفَعَ، وكُلَّمَا وَضَعَ. (1)

536 -

(10) مسلم. عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: "لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) (2). [وفي لفظ آخر: (لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ). وفي آخر: "يَقْتَرِئْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ". وزاد] (3) في (4) طريق آخرى: "فَصَاعِدًا". لم يقل البخاري (5): "فَصَاعِدًا".

537 -

(11) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ (6) -ثَلاثًا- غَيرُ تَمَامٍ). فَقِيلَ لأَبِي (7) هُرَيرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ؟ فَقَال: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(قَال اللهُ تَعَالى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَينِي وَبَينَ عَبْدِي نِصْفَينِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَال (8): فَإِذَا قَال الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ} قَال اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَال:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَال: يَقُولُ (9) الله تَعَالى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَال:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَال: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَال مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَال: هَذَا بَينِي وَبَينَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سألَ. فَإِذَا قَال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا

(1) في حاشية (أ) قوله: "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في الثامن والستين".

(2)

مسلم (1/ 295 رقم 394)، البخاري (2/ 236 رقم 756).

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(4)

في (أ): "وفي".

(5)

في (ج): "لم يخرج البخاري قوله".

(6)

"خداج" الخداج: النقصان، يقال: خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج.

(7)

في (ج): "يا أبا".

(8)

قوله: "قال" ليس في (ج).

(9)

قوله: "يقول" ليس في (ج).

ص: 277

الضَّالِّينَ} قَال: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ) (1). وفِي لفظٍ آخر:(قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَينِي وَبَينَ عَبْدِي نِصْفَينِ، فَنِصْفُهَا (2) لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي).

لم يخرج البخاري هذا الحديث.

538 -

(12) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (لا صَلاةَ إِلا بِقِرَاءَةٍ). قَال لَنَا (3) أَبُو هُرَيرَةَ: فَمَا أَعْلَنَ لَنَا (4) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَنَّاهُ لَكُمْ، وَمَا أَخْفَاهُ أَخْفَينَاهُ لَكُمْ (5). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

539 -

(13) مسلم. عَنْ عَطَاءٍ قَال: قَال أَبُو هُرَيرَةَ: فِي كُلِّ صَلاةٍ نَقْرَأُ (6) فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْناكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَينَا مِنْكُمْ. فَقَال لَهُ رَجُلٌ: إِنْ لَمْ أَزِدْ عَلَى أُمِّ الْقُرْآنِ؟ فَقَال: إِنْ زِدْتَ عَلَيهَا فَهُوَ خَيرٌ، وَإِنِ انْتَهَيتَ إِلَيهَا أَجْزَأَتْ عَنْكَ (7). أخرج البخاري هذا الحديث الموقوف (8).

540 -

(14) وأَخرَجَ (9) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا أُمِرَ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (10) و {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ} (11). (12)

541 -

(15) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) مسلم (1/ 296 رقم 395).

(2)

في (ج): "نصفها".

(3)

قوله: "لنا" ليس في (أ).

(4)

قوله: "لنا" ليس في (ج).

(5)

مسلم (1/ 297 رقم 396).

(6)

في (ج): "يقرأ".

(7)

مسلم (1/ 297 رقم 396).

(8)

البخاري (2/ 251 رقم 772).

(9)

في (ج): "وخرَّج".

(10)

سورة مريم، آية (64).

(11)

سورة الأحزاب، آية (21).

(12)

البخاري (2/ 253 رقم 774).

ص: 278

قَال: (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ). فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(وَعَلَيكَ السَّلامُ). ثُمَّ قَال: (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ). حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. فَقَال الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيرَ هَذَا، عَلِّمْنِي (1). قَال: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتكَ كُلِّهَا) (2). وفي طريق آخر:(إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ). في بعض طرق البخاري: (ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ (3) قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا). خَرَّجَه فِي كِتَابِ "السَّلام والاسْتِئْذَان" فِي بَابِ، "مَنْ رَدَّ فَقَال: عَليكَ السَّلام". وخرَّجه في بَابِ "مَنْ حَنَثَ نَاسِيًا في الأَيمَان" مِنْ كِتَاب "الأَيمان" وَقَال فِيهِ: (ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوي وَتَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوي قَائِمًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا)(4).

542 -

(16) مسلم. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) في (ج): "فعلمني".

(2)

مسلم (1/ 298 رقم 397)، البخاري (1/ 237 رقم 757)، وانظر أرقام (793، 6251، 6252، 6667).

(3)

في (ج): "تستوي".

(4)

في حاشية (أ) قوله: "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في التاسع والستين".

ص: 279

صَلاةَ الظُّهْرِ أَو الْعَصْرِ، فَقَال:(أَيُّكُمْ قَرَأَ خَلْفِي بِسَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1)؟ ). فَقَال رَجُلٌ: أَنَا، وَلَمْ أُرِدْ بِهَا إِلا الْخَيرَ قَال:(قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالجَنِيهَا)(2)(3). وفي رواية: "قَد ظَنَنْتُ" بدل "قد (4) عَلِمْتُ" وفيهَا: أَنَّهَا كَانَتْ صَلاة الظُّهْرِ. لم يخرج البخاري هذا الحديث.

543 -

(17) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: صَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (5). وفِي لفظٍ آخر: فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ} لا يَذْكُرُونَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لا فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ، وَلا آخِرِهَا (6). لم (7) يقل البخاري: لَم أَسمَع، وَلا قَال: صَلَّيت. ولَفظُهُ عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَفتَتِحُونَ الصَّلاةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ} .

544 -

(18) مسلم. عَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ يَجْهَرُ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ، يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيرُكَ (8).

لم يخرج البخاري هذا القول: قول عمر.

545 -

(19) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: بَينَا (9) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بَينَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

(1) قوله: "اسم ربك الأعلى" ليس في (أ).

(2)

"خالجنيها" أي نازعنيها.

(3)

مسلم (1/ 298 رقم 398).

(4)

قوله: "قد" ليس في (أ).

(5)

مسلم (1/ 299 رقم 399)، البخاري (2/ 226 رقم 743).

(6)

في (أ): "لا أول قراءة ولا في آخرها".

(7)

في (ج): "ولم".

(8)

مسلم (1/ 299 رقم 399).

(9)

في (ج): "بينما".

ص: 280

قَال: (نَزَلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَة فَقَرَأَ: (بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} ثُمَّ قَال: (تَدْرُونَ (1) مَا الْكَوْثَرُ؟ ) فَقُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال: (فَإِنهُ نَهْر وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيهِ خَيرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النجُومِ، فيختلَجُ (2) الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: رَبّ إِنهُ مِنْ أُمَّتِي! فيقَالُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا (3) بَعْدَكَ) (4). وقَال في لَفظٍ آخر: بَينَ أَظْفرِنَا في الْمَسْجِدِ، وَقَال: اهمَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ). وفي آخر: "نَهْر وَعَدَنِيهِ رَبِّي في الْجَنةِ عَلَيهِ حَوْضٌ". وهذا الحديث لم يخرجه البخاري، ولكنه ذكر الكوثر، وسيأتي في "التفسير"، وفي "مناقب النبِي صلى الله عليه وسلم إن شاء الله عز وجل (5).

بَابُ وَضْع اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى في الصَّلاةِ (6)، والتشَهُّد والصَّلاة عَلَى النبِي صلى الله عليه وسلم والتحْمِيد والتأمِين

546 -

(1) مسلم. عَن وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيهِ حِينَ دَخَلَ في الصَّلاةِ كبَّرَ -وَصَفَ هَمَّامٌ حِيَال أُذُنَيهِ (7) -، ثُمَّ الْتَحَف بِثَوْبِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيهِ مِنَ الثوْبِ، ثُمَّ رَفَعَهُمَا، ثُمَّ (8) كبَّرَ فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَال:(سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ) رَفَعَ يَدَيهِ فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَينَ كَفيهِ (9). لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا ما تقدم

(1) في (ج): "أتدرون".

(2)

"يختلج": أي ينتزع ويخرج.

(3)

في (ج): "أحدث".

(4)

مسلم (1/ 300 رقم 400)، (4/ 1801 رقم 2304).

(5)

في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بالأصل والحمد لله".

(6)

قوله: "في الصلاة" ليس في (ج).

(7)

"وصف همام حيال أذنيه" هذا من كلام عفان بن مسلم راوي الحديث عن همام بن يحيى يحكي عنه صفة الرفع، وحيال أذنيه أي قبالتهما.

(8)

قوله: "ثم" ليس في (أ).

(9)

مسلم (1/ 301 رقم 401).

ص: 281

له من رفع اليدين في حديث ابن عمر ومالك بن الحويرث.

547 -

(2) وَخَرَّجَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَال: كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ. قَال أَبُو حَازِمٍ: لا أَعْلَمُهُ إِلا يَنْمِي (1) ذَلِكَ (2) إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَال إِسْمَاعِيلُ (3): يُنْمَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَقُلْ: يَنْمِي (4). تفرد البخاري بهذا.

548 -

(3) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُود قَال: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: السَّلامُ عَلَى اللهِ، السَّلامُ عَلَى فُلانٍ، فَقَال لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ:(إِنَّ اللهَ عز وجل هُوَ السَّلامُ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ، فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَينَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قَالهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ للهِ عز وجل صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ)(5). وفِي لفطٍ آخر: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ كَفِّي بَينَ كَفَّيهِ (6)، كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ وَاقْتَصَّ التَّشَهُّدَ بِمِثْلِ مَا تَقَدم. في بعض طرق البخاري: كُنَّا نَقُولُ التَّحِيَّةَ فِي الصَّلاةِ، وَنُسَمِّي (7) وَيُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، فَسَمِعَهُ (8) رَسُولُ اللهِ

(1)"ينمي ذلك" أي يرفعه ويسنده.

(2)

في (ج): "بذلك".

(3)

"إسماعيل" هو ابن أبي أويس شيخ البخاري.

(4)

البخاري (2/ 224 رقم 740).

(5)

مسلم (1/ 301 رقم 402)، البخاري (2/ 311 رقم 831) وانظر أرقام (835، 1202، 6230، 6328، 6265، 7381).

(6)

في (أ): "كفي في كفيه" وكتب في الحاشية: "بين" وكتب فوقها: "أصل".

(7)

في (ج): "نُسمِّي" بدون واو.

(8)

في (ج): "فنسمعه".

ص: 282

- صلى الله عليه وسلم فَقَال: "قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لله". قَال فِيهِ: "فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ للهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ". وفي طريق آخرى: كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاةِ قُلْنَا: السَّلامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلامُ عَلَى فُلانٍ وَفُلانٍ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُولُوا السَّلامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلامُ، وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ للهِ

) الحديث. وفيه: "ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيهِ فَيَدْعُو به". ذَكَرَهُ في باب "ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، وليس بواجب". وفي أخرى: السَّلامُ عَلَى اللهِ قَبْل عِبَادِه، السَّلامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلامُ عَلَى فُلانٍ وفُلان (1)

الحديث. وفِيه: "ثُمَّ يَتَخَيَّرُ بَعْدُ مِنَ الكَلامِ مَا شَاء". ذكر هذا في "الاستئذان"، وفي "باب السلام اسم من أسماء الله". وفي طريق آخرى:"ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاء مَا شَاء". ذكره في "الدعوات"، وخرجه في كتاب "الاستئذان" أَيضًا في باب "الأخذ باليد"(2)، وزاد فيه بعد قوله: ورَسُولُه: وَهُوَ بَينَ ظَهْرَانِينَا، فَلَمَّا قُبِضَ قُلْنَا: السَّلامُ (3) -يَعنِي (4) - عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

549 -

(4) مسلم. عَنِ ابْنِ عبَاسٍ أَنهُ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلَّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَانَ يَقُولُ: (التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ للهِ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَينَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا

(1) قوله: "وفلان" ليس في (أ).

(2)

في (ج): "باليدين".

(3)

في (ج): "السلام على".

(4)

قائل: "يعني" هو الإمام البخاري، والمراد من هذه اللفظة التفريق بين زمانه صلى الله عليه وسلم فيقال بلفظ الخطاب وأما بعده فيقال بلفظ الغيبة.

ص: 283

رَسُولُ اللهِ) (1). لم يخرج البخاري عن ابن عباس في التشهد شَيئًا.

550 -

(5) مسلم. عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِي قَال: صَلَّيتُ مَعَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ صَلاةً، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ قَال رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أُقِرَّتِ (2) الصَّلاةُ بالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ قَال: فَلَمَّا قَضَى أَبُو مُوسَى الصَّلاةَ وَسَلَّمَ (3) انْصَرَفَ، فَقَال: أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَال: فَأَرَمَّ (4) الْقَوْمُ، ثُمَّ قَال (5): أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَال: فَأَرَمَّ الْقَوْمُ. فَقَال: لَعَلَّكَ يَا حِطَّانُ قُلْتَهَا؟ قَال (6): مَا قُلْتُهَا، وَلَقَدْ رَهِبْتُ أَنْ تَبْكَعَنِي (7) بِهَا. فَقَال رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا قُلْتُهَا، وَلَمْ أُرِدْ بِهَا إِلا الْخَيرَ. فَقَال أَبُو مُوسَى: أَمَا تَعْلَمُونَ كَيفَ تَقُولُونَ فِي صَلاتِكُمْ؟ ! إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا وَعَلَّمَنَا صَلاتنَا، فَقَال:(إِذَا صَلَّيتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، فَإِذَا كبَّرَ فَكَبَّرُوا، وَإِذَا (8) قَال: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، يُجِبْكُمُ اللهُ، فَإِذَا كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا، فَإِنَّ الإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ). فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(فَتِلْكَ بِتِلْكَ (9)، وَإِذَا قَال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعُ اللهُ لَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى قَال

(1) مسلم (1/ 302 رقم 403).

(2)

"أقرت الصلاة" معناه قرنت بهما وأقرت معهما وصار الجميع مأمورًا به.

(3)

قوله: "وسلم" ليس في (ج).

(4)

"فأرم القوم" أي سكتوا.

(5)

في (ج): "فقال".

(6)

في (ج): "قلت".

(7)

"تبكعني" أي تبكتني وتوبخني. وبكعت الرجل إذا استقبلته بما يكره.

(8)

في (ج): "فإذا".

(9)

"فتلك بتلك" معناه أن اللحظة التي سبقكم الإمام بها في تقدمه إلى الركوع تنجبر لكم بتأخيركم في الركوع بعد رفعه لحظة فتلك اللحظة بتلك اللحظة، وصار قدر ركوعكم كقدر ركوعه.

ص: 284

عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَإِذَا كبَّرَ وَسَجَدَ فَكَبِّرُوا وَاسْجُدُوا، فَإِنَّ الإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ). فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(فَتِلْكَ بِتِلْكَ، وَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمُ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ للهِ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَينَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)(1). زاد في طريق آخرى: "وَإِذَا (2) قَرَأَ فَأَنْصِتُوا". وقال في أخرى: "فَإِنَّ اللهَ قَضَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّه [سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ"] (3) بدل "قَال"، تفرد مسلم بهذا الحديث عن أَبي موسى، وبهَذَا اللفظ، وزاد من أَوله إلى ذكر الصفوف، وقوله عليه السلام:"يُجِبْكُم اللهُ" و"إِنَّ الإمَامَ يَركَعُ قَبلكُم ويَرفَعُ قَبْلَكُم" وكذلك في السجود و"تِلكَ بِتلك" في الموضعين و"يَسْمَعُ اللهُ لَكُم" و"فَإِنَّ اللهَ (4) قَضَى". و"قَال عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، "وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا"، وسَائرُه قد ذكره (5) البخاري من حديث ابن مسعود وأَبِي هريرة وغَيرهما.

551 -

(6) مسلم. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَال: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدٍ بْنِ عُبَادَةَ فَقَال لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللهُ تَعَالى أَنَّ نُصَلِّيَ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيفَ نُصَلِّي عَلَيكَ؟ قَال: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(قُولُوا (6): اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ (7) إِبْرَاهِيم، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ (7) إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،

(1) مسلم (1/ 303 رقم 404).

(2)

في (ج): "فإذا".

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(4)

في (أ): "بأن الله".

(5)

في (ج): "فذكره".

(6)

في (ج): "فقولوا".

(7)

قوله: "آل" ليس في (أ).

ص: 285

وَالسَّلامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ) (1)(2). لم يخرج البخاري عن ابن مسعود في هذا شَيئًا.

552 -

(7) مسلم. عَنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَال: خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: قَدْ عَرَفْنَا كَيفَ نُسَلِّمُ، فَكَيفَ نُصَلِّي عَلَيكَ؟ قَال:(قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(3). في روايةٍ: "وَبَارِك". في بعض ألفاظ البخاري عن كعبٍ أَيضًا: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيفَ الصَّلاةُ عَلَيكُمْ أَهْلَ البَيتِ؟ فَإِنَّ الله عَلَّمَنا كَيفَ نُسَلِّمُ. قَال: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى (4) آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). خرجه في "ذكر (5) الأنبياء" عليهم السلام.

553 -

(8) مسلم. عَن أَبِي حُمَيدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيفَ نُصَلِّي عَلَيكَ؟ قَال: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ (6) إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (7).

554 -

(9) البخاري. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: قُلنا: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذَا

(1)"كما قد علمتم" أي كما قد علمتم في التشهد، وهو قولهم:"السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته".

(2)

مسلم (1/ 305 رقم 405).

(3)

مسلم (1/ 305 رقم 406)، البخاري (6/ 408 رقم 3370)، وانظر (4797، 6357).

(4)

قوله: "على" ليس في (ج).

(5)

في (ج): "كتاب".

(6)

قوله: "أن". ليس في (أ).

(7)

مسلم (1/ 306 رقم 407)، والبخاري (6/ 407 رقم 3369) وانظر رقم (6360).

ص: 286

التَّسْلِيمُ عَلَيكَ، فَكَيفَ نُصَلِّي عَلَيكَ؟ قَال:(قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ)(1). خرجه في "الدعوات". وفي رواية: "كَمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ". لم يخرج مسلم عن أبي سعيد في هذا شَيئًا.

555 -

(10) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صلَّى اللهُ عَلَيهِ عَشْرًا)(2). لم يخرج البخاري هذا الحديث. (3)

556 -

(11) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا قَال الإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(4).

557 -

(12) البخاري. عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِي قَال: كُنَّا نُصَلِّي يَوْمًا وَرَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَال: (سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ). قَال رَجُلٌ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طمبا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَال:(مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ ) قَال: أَنَا. قَال: (رَأَيتُ بِضْعَةً (5) وَثَلاثِينَ مَلَكًا بَيتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ) (6). لم يخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث، ولا أخرج عن رفاعة بن رافع في كتابه شَيئًا.

(1) البخاري (8/ 532 رقم 4797)، وانظر رقم (6358).

(2)

مسلم (1/ 306 رقم 408).

(3)

في حاشية (1) قوله: "بلغ قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في السبعين والحمد لله".

(4)

مسلم (1/ 306 رقم 409)، البخاري (2/ 283 رقم 796)، وانظر رقم (3228).

(5)

في (أ): "بضعًا".

(6)

البخاري (2/ 284 رقم 799).

ص: 287

558 -

(13) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). قَال ابْنُ شِهَابٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أمِينَ)(1).

559 -

(14) وعَنْ أبِي هُرَيرَةَ أَيضًا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا قَال أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ: آمِينَ وَالْمَلائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ فَوَافَقَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(2). لم يقل البخاري: "في الصلاة".

560 -

(15) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا قَال الْقَارِئُ: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقَال مَنْ خَلْفَهُ: آمِينَ، فَوَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(3).

561 -

(16) البخاري. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا قَال الإِمَامُ: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَن وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(4). ووقع لمسلم في حديث: "وَإِذَا قَال: {وَلَا الضَّالِّينَ} قُولُوا: آمِينَ"، وسيأتي بَعدُ إن شاء الله.

562 -

(17) البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تُؤَمِّنُ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(5). تفرد بهذا اللفظ "فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تُؤَمِّن". (6)

(1) مسلم (1/ 307 رقم 410)، البخاري (2/ 262 رقم 780)، وانظر رقم (781، 6402).

(2)

انظر الحديث الذي قبله.

(3)

انظر الحديث رقم (13) في هذا الباب.

(4)

البخاري (2/ 266 رقم 782)، وانظر رقم (4475).

(5)

انظر الحديث الذي قبله.

(6)

في حاشية (أ): "بلغ مقابلة بالأصل ولله الحمد".

ص: 288

بَابُ إِمَامَةِ المرِيضِ، واتِّبَاع الإِمَامِ (1)، واسْتخْلافه أَوْ تَقَدُّمِ غَيرِه، والتَّسْبِيح فِي الصَّلاةِ للحَاجَةِ

563 -

(1) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: سَقَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ (2) شِقُّهُ الأَيمَنُ، فَدَخَلْنَا عَلَيهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا، فَصَلَّينَا وَرَاءَهُ قُعُودًا فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَال:(إنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوْا (3) قُعُودًا أَجْمَعُونَ) (4). زاد فِي طريق آخرى: فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوْا قِيَامًا.

وزاد البخاري: "وَإِذَا رَكَعَ فَاركَعُوا" وفي بعض طرقه: "فَصَلَّى بِهِم جَالِسًا وَهُم قِيَام"، وفي آخر:"اللَّهُمَ رَبَّنَا وَلَكَ الحَمد"، ولَهُ فِي آخَر: فَجُحِشَ سَاقُهُ (5) الأَيمَنُ، وذكر أن هذا كان أيام الإيلاء. وفي بعض طرقه:"رَبَّنَا لَكَ الحَمد".

564 -

(2) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فَصَلَّوْا بِصَلاتهِ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَجَلَسُوا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَال:(إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوْا جُلُوسًا)(6). زاد البخاري في حديث عائشة هذا: "وَإِذَا قَال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ

(1) في (ج): "باب اتباع الإمام".

(2)

"فجحش" أي: خدش.

(3)

في (ج): "فصلى".

(4)

مسلم (1/ 308 رقم 411)، البخاري (1/ 487 رقم 378)، وانظر أرقام (689، 732، 733، 805، 1114، 1911، 2469، 5201، 5289، 6684).

(5)

في (ج): "شقه".

(6)

مسلم (11/ 309 رقم 412)، البخاري (2/ 173 رقم 688)، وانظر أرقام (1113، 1236، 5658).

ص: 289

حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ". وقَال: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيتِهِ.

565 -

(3) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1) قال: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّينَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَينَا فَرَآنَا قِيَامًا فَأَشَارَ إِلَينَا، فَقَعَدْنَا، فَصَلَّينَا بِصَلاتِهِ قُعُودًا، فَلَمَّا سَلَّمَ قال:(إِنْ كِدْتُمْ آنِفًا لَتَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ، فَلا تَفْعَلُوا ائْتَمُّوا بِأَئِمَّتِكُمْ إِنْ (2) صَلِّوا قِيَامًا فَصَلُّوْا قِيَامًا، وَإِنْ صَلَّوا قُعُودًا فَصَلُّوْا قُعُودًا) (3).

في طريق آخرى: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ خَلْفَهُ، فَإِذَا كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كبَّرَ أَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُنَا، بنَحو (4) ما تَقَدَّم. تفرد مسلم بهذا الحديث عن جابر، وتفرد منه بذكر فارس والروم وسائره قد خرجه البخاري من حديث أبي هريرة وعائشة وأنس.

566 -

(4) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلا تَخْتَلِفُوا عَلَيهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صلى جَالِسًا فَصَلُّوْا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ)(5). زاد في طريق آخرى: "وإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا". وفِي لفظٍ آخر: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا يَقُولُ: (لا تُبَادِرُوا الإمَامَ، إِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَال:{وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ

(1) قوله: "بن عبد الله" ليس في (ج).

(2)

في (ج): "فإن".

(3)

مسلم (1/ 309 رقم 413).

(4)

في (ج): "نحو".

(5)

مسلم (1/ 309 رقم 414)، البخاري (2/ 208 رقم 722)، وانظر رقم (734).

ص: 290

رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ) (1). زاد في طريق آخرى: "وَلا تَرْفَعُوا قَبْلَهُ". لم يذكر البخاري في حديث أبي هريرة الصلاة قائمًا، ذكر ذلك في حديث أنس، ولا قال:"لا تُبَادِرُوا الإِمَام"، ولا قال:"وَلا تَرْفَعُوا قَبْلَه". (2)

567 -

(5) مسلم. عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا جُعِلَ (3) الإِمَامُ جُنَّةً (4)، فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوْا قُعُودًا، وَإِذَا قَال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (5). لم يَقُل البخاري:"إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ جُنَّةً"، ولكنه قَال:"إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ" كما تقدم. وله في طريق في حديث أبي هريرة: "رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ". ولَه (6) فِي الأَكثر: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، [وفِي بَعضهَا أَيضًا:"اللَّهُمَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"] (7).

568 -

(6) مسلم. عَنْ عُبَيدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ لَهَا: أَلا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالتْ: بَلَى ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (أَصَلَّى النَّاسُ؟ ) قُلْنَا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَال:(ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ)(8). فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ (9) فَأُغْمِيَ عَلَيهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَال:(أَصَلَّى النَّاسُ؟ ). قُلْنَا: لا، وَهْمْ يَنْتَظِرُونَكَ

(1) مسلم (1/ 310 رقم 415) وانظر التخريج الذي قبله.

(2)

في حاشية (أ): "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في الحادي والسبعين والحمد لله".

(3)

قوله: "جعل" ليس في (ج).

(4)

"جنة" أي هو ساتر لمن خلفه ومانع من خلل يعرض في صلاتهم كالجنة وهي الترس الذي يستر من وراءه ويمنع وصول مكروه إليه.

(5)

مسلم (1/ 310 رقم 416)، وانظر الحديث الذي قبله.

(6)

قوله: "له" ليس في (أ).

(7)

ما بين المعكوفين ليس في (ج).

(8)

"المخضب" إناء تغسل فيه الثياب.

(9)

"ينوء" يقوم وينهض.

ص: 291

يَا رَسُولَ اللهِ فَقَال: (ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ). فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَال:(أَصَلَّى النَّاسُ؟ ) فَقُلْنَا: لا، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَال:(ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ). فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَال:(أَصَلَّى النَّاسُ؟ ) فَقُلْنَا: لا، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالتْ: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ (1) فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَلاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. قَالتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقَال أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا: يَا عُمَرُ! صَلِّ بِالنَّاسِ. قَال: فَقَال عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ قَالتْ: فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَينَ رَجُلَينِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلاةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لا يَتَأَخَّرَ. وَقَال لَهُمَا:(أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ). فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلاةِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ. قَال عُبَيدُ اللهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلا أَعْرِضُ عَلَيكَ مَا حَدَّثَتْنِي بِه عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَال: هَاتِ، فَعَرَضْتُ حَدِيثَهَا عَلَيهِ، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيئًا غَيرَ أَنَّهُ قَال: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لا. قَال: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (2).

(1)"عكوف" أي مجتمعون منتظرون لخروج النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

مسلم (1/ 312 رقم 418)، البخاري (1/ 302 رقم 198)، وانظر أرقام (664، 665، =

ص: 292

569 -

(7) وعنها قَالتْ: أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيتِ مَيمُونَةَ فَاسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيتِهَا فَأَذِنَّ لَهُ. قَالتْ: فَخَرَجَ وَيَدٌ لَهُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَيَدٌ لَهُ عَلَى رَجُلٍ آخَرَ، وَهُوَ يَخُطُّ بِرِجْلَيهِ فِي الأَرْضِ (1).

وفِي بعض طرق البخاري ومسلم (2): لَمَّا ثَقُلَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيتِي فَأَذِنَّ لَهُ

الحديث.

570 -

(8) مسلم. عَنْهَا قَالتْ: لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلا أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ أَبَدًا، وَإِلا أَنِّي (3) كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ مَقَامَهُ أَحَدٌ إِلا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ (4).

571 -

(9) وَعَنْهَا قَالتْ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيتِي قَال: (مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ). قَالتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيرَ أَبِي بَكْرٍ. قَالتْ: وَاللهِ مَا بِي إِلا كَرَاهِيَةُ أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَوَّلِ مَنْ يَقُومُ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالتْ: فَرَاجَعْتُهُ مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاثًا، فَقَال:(لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ)(5)(6).

= 679، 683، 687، 712، 713، 716، 2588، 3099، 3384، 4442، 4445، 5714، 7303).

(1)

انظر الحديث الذي قبله.

(2)

قوله: "ومسلم" ليس في (أ).

(3)

في (ج): "أنني".

(4)

انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.

(5)

"صواحب يوسف" أي في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه.

(6)

انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.

ص: 293

572 -

(10) وعنها قَالتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاةِ، فَقَال:(مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ). قَالتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ (1)، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لا يُسْمِع النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. فَقَال:(مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ). قَالتْ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ (2) مَقَامَكَ لا يُسْمِع النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. فَقَالتْ لَهُ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ). قَالتْ: فَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي (3) بِالنَّاسِ. قَالتْ: فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَقَامَ يُهَادَى بَينَ رَجُلَينِ (4) وَرِجْلاهُ تَخُطَّانِ فِي الأَرْضِ قَالتْ: فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ (5)، فَأَوْمَأَ إِلَيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قُمْ (6) مَكَانَكَ. فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أبِي بَكْرٍ قَالتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بالنَّاسِ جَالِسًا، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلاةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَقْتَدِي النَّاسُ بصَلاةِ أبِي بَكْرٍ (7). وفي طريق آخرى: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُهُمُ التَّكْبِيرَ. وفِي بعض طرق البخاري: فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَهْ! إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ). فَقَالتْ حَفْصَةُ

(1)"أسيف" أي حزين، وقيل: سريع الحزن والبكاء.

(2)

في (ج): "يقوم". وكتب فوقها علامة التصويب "صح".

(3)

في (ج): "فصلى".

(4)

"يهادى بين رجلين" أي يمشي بينهما متكئًا عليهما يتمايل إليهما.

(5)

في (ج): "ليتأخر".

(6)

في (أ): "أقم".

(7)

انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.

ص: 294

لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيرًا. وذَكرَ أَنَّ قَولَه عليه السلام: "إِنَّكُنَّ لأَنْتُنُّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ" كَانَ فِي المَرَّةِ الثَّالِثَةِ (1).

573 -

(11) وخرَّج أَيضًا مِن حَدِيث ابْنِ عُمَر قَولَه عليه السلام: (مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ) ومراجعة عائشة له في هذه القصة، وذكر المراجعة مرتين، وفِيهِ قَولُه عليه السلام:(مُرُوه فَليُصَلِّ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ)(2).

574 -

(12) مسلم. عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ (3) فِي وَجَع رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الاثْنَينِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاةِ كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ، فَنَظَرَ إِلَينَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكًا، قَال: فَبُهِتْنَا وَنَحْنُ فِي الصَّلاةِ مِنْ فَرَحٍ بِخُرُوج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَارِجٌ لِلصَّلاةِ، فَأَشَارَ إِلَيهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلاتَكُمْ قَال: ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْخَى السِّتْرَ قَال: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ (4). وفي بعض ألفاظ البخاري: وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلاتهِم فَرَحًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وذكرَ أنَّ ذلك كَانَ فِي صَلاةِ الفَجرِ، وفي آخر (5): فَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

575 -

(13) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَشَفَ السِّتَارَةَ يَوْمَ الاثْنَينِ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ (6)، والأول أتم. لم يخرج البخاري

(1) في (ج): "الثانية".

(2)

البخاري (2/ 165 رقم 682).

(3)

في (ج): "بهم".

(4)

مسلم (1/ 315 رقم 419)، البخاري (2/ 164 رقم 680)، وانظر أرقام (681، 754، 4448، 1205).

(5)

في (ج): "أخرى".

(6)

مسلم (1/ 315 رقم 419).

ص: 295

هذا الكلام: آخر نظرة، إلى آخره.

576 -

(14) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال (1): لَمْ يَخْرُجْ إِلَينَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثًا (2)، فَأُقِيمَتِ (3) الصَّلاةُ فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَقَدَّمُ (4) فَقَال نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجَابِ فَرَفَعَهُ، فَلَمَّا وَضَحَ لَنَا وَجْهُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مَا نَظَرْنَا مَنْظرًا قَطُّ كَانَ أَعْجَبَ إِلَينَا مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَضَحَ لَنَا قَال: فَأَوْمَأَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَأَرْخَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحِجَابَ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيهِ حَتَّى مَاتَ (5).

577 -

(15) وعَنْ أَبِي مُوسَى قَال: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقَال:(مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ). فَقَالتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ مَتَى يَقُمْ (6) مَقَامَكَ لا يَسْتَطِعْ (7) أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَال:(مُرِي (8) أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ). قَال: فَصَلَّى بِهِمْ أبو بَكْرٍ حَيَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (9). ذكر البخاري مراجعة عائشة في حديث أبي موسى هذا (10) مَرَّتَينِ (11)، وقَال في حديث عائشة (12) الذي أوله: لَقد رَاجَعت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: رواه ابن عمر وأبو موسى وابن عباس (13)، عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم (14). (15)

(1) قوله: "قال" ليس في (ج).

(2)

قوله: "ثلاثًا" ليس في (أ).

(3)

في (أ): "قلنا فأقيمت".

(4)

في (أ): "فيتقدم".

(5)

انظر الحديث رقم (12) في هذا الباب.

(6)

في (ج): "يقوم" وفوقها علامة التصويب "صح".

(7)

في (ج): "يستطيع".

(8)

في (أ): "مروا".

(9)

مسلم (1/ 316 رقم 420)، البخاري (2/ 164 رقم 678)، وانظر (3385).

(10)

قوله: "هذا" ليس في (ج).

(11)

في (أ): "ثلاث مرّات".

(12)

في (ج): "وقال بعد فراغه من حديث عائشة".

(13)

في (أ): "وابن عباس وأبو موسى".

(14)

البخاري (8/ 140 بعد رقم 4445).

(15)

في حاشية (أ) قوله: "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في الثاني والسبعين ولله الحمد".

ص: 296

578 -

(16) مسلم. عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَينَهُمْ، فَحَانَتِ الصَّلاةُ فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَال: أَتُصَلِّي بِالنَّاسِ فَأُقِيمُ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ فِي الصَّلاةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ، فَصَفَّقَ النَّاسُ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لا يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاةِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ إِلَيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيهِ فَحَمِدَ اللهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ (1) النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَال:(يَا أَبَا بَكْرٍ (2)! مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ؟ ) قَال أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ لابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَينَ يَدَي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا لِي رَأَيتُكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ؟ مَنْ نَابَهُ شَيءٌ فِي صَلاتهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ)(3). وفي طريق آخرى: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَقَ الصُّفُوفَ حَتَّى قَامَ عِنْدَ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، وَفِيهَا: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجَعَ الْقَهْقَرَى. وقَال البخاري في بعض ألفاظه: فَجَاءَ بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَال: يَا أَبَا بَكْرٍ! إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ حُبِسَ وَقَدْ حَانَتِ الصَّلاةُ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ قَال (4): نَعَمْ إِنْ شِئْتَ. وفيه: "أَيُّهَا النَّاسُ! مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ شَيءٌ فِي الصَّلاةِ أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيقِ؟ ! إِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيءٌ فِي

(1) في (ج): "فتقدم".

(2)

في (ج) تكرر حرف النداء هكذا: "يا يا أبا بكر".

(3)

مسلم (1/ 316 رقم 421)، البخاري (2/ 167 رقم 684)، وانظر أرقام (1201، 1204، 1218، 1234، 2690، 2693، 7190).

(4)

في (ج): "فقال".

ص: 297

صَلاتهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ الله، فَإِنَّهُ لا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ حِينَ يَقُول: سُبحَانَ الله إِلا التَفَتَ، يَا أَبا بَكْرٍ! مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ لِلنَّاسِ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيكَ؟

) الحديث ذكره في آخر باب من كتاب "الصلاة" في باب "الإشارة في الصلاة"، وفي آخر: نَعَمْ إِنْ شِئْتُم. وذكر في كتاب "الأحكام" أن تلك الصلاة كانت صلاة العصر، وأَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بَعدَ مَا صَلَّى الظُّهرَ، وفي:[فَأَوْمَأَ إِلَيهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ هَكَذَا: أَن امْضِه](1)، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ هُنيَّةً يَحْمَدُ اللهَ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى، وقال في الإشارة: فَأَومَأ إلَيه بِيَدِهِ، وقَال:(مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيكَ؟ ). وذكر في كتاب "الصُّلح" أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَال:(اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَينَهُمْ). رَوَاهُ عَنْ سَهْلٍ أيضًا. ومِن تَراجمِه عَلَيهِ: بَاب "مَنْ دَخَلَ لِيَؤمَّ النَّاسَ فَجَاءَ الإِمَامُ الأَوَّلُ فَتَأَخَّر الأَوَّل أَوْ لَمْ يَتَأَخَّر جَازَتْ صَلاُتُهُ". وفي بعض طرقه: فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ وَلَمْ يَأْتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَذَّنَ بِالصَّلاةِ وَلَمْ يَأْتِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم.

579 -

(17) مسلم. عَن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَبُوكَ، قَال الْمُغِيرَةُ: فَتَبَرَّزَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ الْغَائِطِ (2)، فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ صَلاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيهِ مِنَ الإِدَاوَةِ، فَغَسَلَ يَدَيهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَيهِ فِي الْجُبَّةِ حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيهِ مِنْ

(1) ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(2)

في (ج): "فتبزر فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الغائط".

ص: 298

أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيهِ إِلَى الْمِرْفَقَينِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ عَلَى خُفَّيهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ. قَال الْمُغِيرَةُ: فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ حَتَّى نَجِدُ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَصَلَّى لَهُمْ، فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى الرَّكْعَتَينِ فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الآخِرَةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُتِمُّ صَلاتهُ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ فَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلاتهُ أَقْبَلَ عَلَيهِمْ، ثُمَّ قَال:(أَحْسَنْتُمْ) أَوْ قَال: (قَدْ أَصَبْتُمْ). يَغْبِطُهُمْ أنْ صَلَّوُا الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا (1).

وفي روايةٍ: قَال الْمُغِيرَةُ: فَأَرَدْتُ تَأْخِيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(دَعْهُ). لم يخرج البخاري تَقدُّمَ عبد الرحمنِ بنِ عوفٍ، ولا صلاته بالنبي صلى الله عليه وسلم.

أخرج من أول الحديث إلى قوله: عَلَى خُفَّيهِ.

580 -

(18) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ)(2). زَادَ فِي رِوَايَةٍ: "في الصَّلاةِ". قَال ابْنُ شِهَابٍ: وَقَدْ رَأَيتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يُسبِّحُونَ ويُشيرُونَ. خرجه البخاري (3) عن سَهلٍ أيضًا بِهذا اللفظ، ولم يَقُل: في الصلاة، وكذلك لم يَقُله في حديث أَبي هُريرة، ولا ذكر قول ابن شهاب. (4)

(1) مسلم (1/ 317 رقم 421)، البخاري (1/ 285 رقم 182)، وانظر أرقام (203، 206، 363، 388، 2918، 4421، 5798، 5799).

(2)

مسلم (1/ 318 رقم 422)، البخاري (3/ 77 رقم 1203).

(3)

تقدم برقم (16) في هذا الباب.

(4)

في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بالأصل".

ص: 299