الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى في قَوْمِهِ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ فَرَأَيتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيتُ سَوَادًا كثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ). وذكر الحديث، وقول الناس في السبعين ألفًا إلى آخره. وفي آخر (1):(هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا)، ذكر هذا في "الطب". وفي آخر: فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا في الشِّرْكِ وَلَكِن آمَنَّا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا
…
الحديث، [ولم يقل في كتابه:"يَرقُون"] (2).
بَابُ مَثَل الْمُسْلِمِينَ فِي الكُفَّارِ، وَكَمْ بَعْث الْجَنَّةِ وَبَعْث النَّارِ
295 -
(1) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَال لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أمَّا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ). قَال: فَكبَّرْنَا، ثُمَّ قَال:(أَمَا تَرْضَوْنَ أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ). قَال: فَكبَّرْنَا، ثُمَّ قَال:(إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلا كَشَعْرَةٍ بَيضَاءَ في ثَوْرٍ أَسْوَدَ، أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ في ثَوْرٍ أَبْيَضَ)(3). وفِي لفظٍ آخر قَال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في قبّةٍ نَحْوًا مِنْ أَربعِينَ رَجُلًا، فَقَال:(أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ) قُلْنَا: نَعَم. قَال: (أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكونوا ثُلُثَ أهْلِ الْجَنةِ؟ ). فَقُلنا: نَعَمْ. فَقَال: (وَالَّذِي نفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرْجُو أنْ
(1) في (ج): "وفي آخره".
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (ج)، وفي حاشية (أ):"بلغ على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في الخامس والأربعين والحمد لله".
(3)
مسلم (1/ 200 رقم 221)، البخاري (11/ 378 رقم 6528)، وانظر (6642).
تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ (1) أَنَّ الْجَنَّةَ لا يَدْخُلُهَا إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ في أَهْلِ الشِّرْكِ إِلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ). بهذا اللفظ أخرجه البخاري، ولم يقل:"أَربَعيِن رَجُلًا". [خرَّجهُ البخاري في بَابِ "كَيفَ كانت يَمِين النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في "الإِيمان"، قَال فِيه: "أَفَلَمْ تَرْضَوْا "بدل" أَتَرْضَوْنَ"](2).
ولمسلم في لَفْظٍ آخَر عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيضًا قَال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةِ أَدَمٍ (3) فَقَال: (أَلا لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللهُمَّ اشْهَدْ، أَتُحِبُّونَ أَنَّ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ) فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَال: (أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ) فَقَلنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: (إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، مَا أَنْتُمْ في مَنْ (4) سِوَاكُمْ مِنَ الأُمَمِ إلا كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ في الثَّوْرِ الأَبْيَضِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ في الثَّوْر الأَسْوَدِ). تفرد مسلم بما في هذا الحديث من الألفاظ الزائدة على الحديث الَّذي قبله، وقال البخاري:"أَدَم يَمَاني"(5).
296 -
(2) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللهُ عز وجل: يَا آدَمُ! فَيَقُولُ: لَبَّيكَ وَسَعْدَيكَ وَالْخَيرُ في يَدَيكَ. قَال يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ (6). قَال: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَال: مِنْ كُلّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ
(1) في (ج): "وذلك".
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(3)
"قبة أدم": خيمة من جلد.
(4)
قوله: "من" ليس في (ج).
(5)
في (ج): "يمان".
(6)
"بعث النار": أي المبعوثين إليها، ومعناه ميز أهل النار من غيرهم.
وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قَال: فَذَاكَ (1) حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}) (2) قَال: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيهِمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ فَقَال: (أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأجُوجَ أَلْفًا وَمِنْكُمْ رَجُلٌ). قَال: ثُمَّ قَال: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ). فَحَمِدْنَا اللهَ وَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَال:(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ). فَحَمِدْنَا اللهَ وَكبَّرْنَا، ثُمَّ قَال:(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ مَثَلَكُمْ في الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ في ذِرَاع الْحِمَارِ (3)(4). وفي لفط آخر: (مَا أَنْتُمْ يَؤمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ في الثوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ في الثَّوْرِ الأَبْيَضِ). وَلَمْ يَقُل (5): "أَوْ كَالرَّقْمَةِ فَي ذِرَاع الْحِمَارِ"! . خرَّجه البخاري (6) وفي بعض طرق البخاري: (يَقُولُ اللهُ تَعَالى: يَا آدَمُ! فَيَقُولُ: لبَّيكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيكَ، فَيُنَادَى بِصَوتٍ: إنَّ الله يَأْمُرُكُ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ
…
) الحديث بطوله. وقال فيه (7): (مِن يَأْجُوج ومَأْجُوج تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ومِنكُمْ وَاحِد). ذكره في "تفسير سورة الحج".
297 -
(3) وقال في كِتَابِ "التَّوْحِيدِ" في بَابِ قَوْلِه تَعَالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ
(1) في (ج): "فذلك".
(2)
سورة الحج، آية (2).
(3)
"كالرقمة في ذراع الحمار": هو الأثر الناتئ بباطن ذراعه مستدير لا شعر فيه.
(4)
مسلم (1/ 201 رقم 222)، البخاري (6/ 382 رقم 3348)، وانظر أرقام (4741، 6530، 7483).
(5)
في (ج): "ولم يذكر".
(6)
قوله: "خرجه البخاري" ليس في (أ).
(7)
قوله: "فيه" ليس في (أ).
عِندَه إلا لِمَن أَذِنَ لَهُ} (1): ويُذكر (2) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيسٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(يَحْشُر الله العِبَاد فَيُنَادِيهم بِصَوتٍ يَسْمَعهُ مَن بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَن قَرُبَ: أَنَا المَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ)(3). في قال: ويُذكر عَن جَابر، ولم يُسنِدْهُ. وقَدْ رُوي مُسنَدًا مُتَّصِلًا مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَال: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَابْتَعتُ بَعِيرًا فَشَدَدْتُ عَلَيهِ رَحْلِي، ثُمَّ سِرتُ إِلَيهِ فَسِرتُ شَهْرًا حَتَّى قَدِمتُ الشَّامَ، فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيسٍ الأَنْصَارِي (4)، فأَتَيتُ مَنزِلَهُ، فَأَرسَلتُ إِلَيهِ أَنَّ جَابِرًا عَلَى البَابِ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَيَّ (5)، فَقَال: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قُلتُ: نَعَمْ. فَرَجَعَ إلَيه، فَخَرَجَ، فَاعتَنَقْتُهُ واعْتَنَقَنِي، قُلْتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ سَمِعتَهُ مِن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم في المَظَالِم لَمْ أَسْمَعْهُ، قَال: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (يَحشُرُ اللهَ العِبَادَ - أَوْ قَال: النَّاسَ، وأَومَأَ بِيَدهِ إِلَى الشَّامِ- عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا)، قَال: قُلْنَا: مَا بُهْمًا؟ قَال: (لَيسَ مَعَهُم شَيءٌ، فَيُنَادِيهمْ بِصَوتٍ يَسْمَعهُ مَن بَعُدَ، وَيَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا المَلِكُ، أَنَا الدَّيِّانُ، لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ، وأَحدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارَ يَطلبُهُ بِمَظلَمَةٍ حَتَّى اللَّطْمَة (6)، ولا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وأَحدٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَطلبُهُ بِمَظلَمَةٍ، حَتَّى اللَّطْمَة). قُلْنَا: كَيفَ؟ وإِنَّمَا نَأتِي الله حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا! قَال: (بِالحَسَنَاتِ والسَّيئَاتِ).
رَويته من طريق الحارث بن أبي أسامة، ومِن "مسند" نَقلته (7)، وقَد
(1) سورة سبأ، آية (23).
(2)
علقه في كتاب "التوحيد" بصيغة التمريض "ويذكر"، وعلق طرفًا منه في كتاب "العلم" بصيغة الجزم.
(3)
البخاري (13/ 453).
(4)
في (ج): "الأنصار".
(5)
قوله: "إليّ" ليس في (أ).
(6)
قوله: "حتَّى اللطمة" ليس في (أ).
(7)
انظر زوائد مسند الحارث (ص 32 رقم 39).
خرجه علي بن عبد العزيز الجرجَانِي وغَيره (1).
298 -
(4) البُخَاري. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ، فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ، فيقَالُ: هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَقُولُ: لبَّيكَ وَسَعْدَيكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! كَمْ أُخْرِجُ؟ فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِذَا أخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ (2) فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا؟ قَال: (إِنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كَالشَّعَرَةِ الْبَيضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ)(3). لم يخرج مسلم عن أبي هريرة في هذا شَيئًا (4). (5)
(1)"وغيره" فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وأحمد، وأبو يعلى، والطبراني من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر، وأخرجه الطبراني في "مسنده الشاميين"، وتمام في "فوائده" من طريق الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وأخرجه الخطيب في "الرحلة" من طريق أبي الجارود العنسي عن جابر، والحديث حسن بمجموع طرقه، وانظر "الفتح"(1/ 174)، و"تغليق التعليق"(15/ 355).
(2)
في (أ): "تسعةً وتسعين".
(3)
البخاري (11/ 378 رقم 6529).
(4)
في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بالأصل والحمد لله"، وأيضًا:"بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في السادس والأربعين".
(5)
في (ج): "تم كتاب الإيمان والحمد لله حق حمده، يتلوه كتاب الطهارة إن شاء الله تعالى".