الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفرد البُخَارِي بهذا الحديث.
1105 -
(12) وذكر مسلم أَيضًا -وتفرد به- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيلَةَ الْقَدْرِ، فَقَال أُبَيٌّ: وَاللهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ -يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي-، وَوَاللهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَيُّ لَيلَةٍ هِيَ: هِيَ اللَّيلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِهَا، هِيَ لَيلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا (1).
بَابٌ فِي صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم باللَّيلِ وَدَعَائِهِ
(2)
1106 -
(1) مسلم. عنِ ابْنِ عَبَّاسِ قَال: بِتُّ لَيلةً عَنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيلِ فَأَتَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا (3)، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَينَ الْوُضُوءَينِ وَلَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَيتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَنْتَبِهُ لَهُ (4)، فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَأَتَاهُ بِلال فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأ، وَكَانَ فِي دُعَائِهِ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِيني نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا،
(1) مسلم (1/ 525 رقم 762).
(2)
قوله: "ودعائه" ليس في (ج).
(3)
"شناقها": هو الخيط الذي تعلق به القربة في الوتد، وقيل: الخيط الذي يربط به فمها.
(4)
قوله: "له" ليس في (أ).
وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَعَظِّمْ لِي نُورًا). قَال كُرَيبٌ: وَسَبْعًا فِي التَّابُوتِ (1)، فَلَقِيتُ (2) بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، فَذَكَرَ:"عَصَبِي، وَلَحْمِي، وَدَمِي، وَشَعْرِي، وَبَشَرِي"، وَذَكَرَ خَصْلَتَينِ (3). خرَّج البُخَاري هذا الحديث في كتاب "الدعوات"، وقال فيه: فَتَمَطَّيتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَرْقُبُهُ. وقيَّده ابن أسد والأصيلي، عن ابن السكن: أَبْقيه: مِن بَقيتُ الرَّجُلَ، فَأَنَا أَبقِيه: إذا رَعَيتُهُ ونَظَرتُهُ. وفي بعض طرق: فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرُ قَعَدَ فَنَظرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَال:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (4)، ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ، فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلالٌ، فَصَلَّى رَكْعَتَينِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ بِالناسِ. خرَّجه في كتاب "التفسير".
1107 -
(2) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيضًا أَنَّهُ بَاتَ لَيلَةً عِنْدَ مَيمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَهِيَ خَالتُهُ، قَال: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى انتصَفَ اللَّيلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَمْسَحُ النوْمَ عَنْ
(1)"التابوت" يعني به "الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره، وشبهه بالتابوت وهو الصندوق الذي يحفظ به المتاع. والمعنى: وذكر سبع دعوات هن في قبي ولكني نسيتها.
(2)
"فلقيت" القاتل: هو سلمة بن كهيل الراوي عن كريب.
(3)
مسلم (1/ 525 - 526 رقم 763)، البخاري (1/ 212 رقم 117)، وانظر أرقام (138، 183، 697، 698، 699، 726، 728، 859، 992، 1198، 4569، 4570، 4571، 4572، 5919، 6215، 6316، 7452).
(4)
سورة آل عمران، آية (190).
وَجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآياتِ الْخَوَاتِمَ (1) مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ (2) مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ (3) مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَينِ، ثُمَّ رَكْعَتَينِ، ثُمَّ رَكْعَتَينِ، ثُمَّ رَكْعَتَينِ، ثُمَّ رَكْعَتَينِ، ثمَّ رَكْعَتَينِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ (4) الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ (5). وفِي رِوَايَةٍ: فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ وَأَسْبَغِ الْوُضُوءَ وَلَمْ يُهْرِقْ مِنَ الْمَاءِ إِلا قَلِيلًا، ثُمَّ حَرَّكَنِي فَقُمْتُ (6). وَسَاق الْحَدِيث نَحْوَ مَا تَقدَّم. وفي أخرى: فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا، قَال: وَصَفَ وُضُوءَهُ، وَجَعَلَ يُخَفِّفُهُ ويُقَلِّلُهُ (7). الحديث، وَفيه: فَصَلَّى الصُّبْحَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَال سُفْيَانُ: وَهَذَا (8) لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً؛ لأَنهُ بلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَينَاهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ.
1108 -
(3) وعَن ابْنِ عَبَّاسِ أَيضًا: بِتُّ لَيلَةً عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَقُلْتُ لَهَا: إِذَا قَامَ رَسُولُ اللهَ صلى الله عليه وسلم فَأَيقِظِينِي، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ الأَيسَرِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَجَعَلَنِي مِنْ شِقِّهِ الأَيمَنِ، فَجَعَلْتُ إِذَا أَغْفَيتُ أَخَذَ (9) بِشَحْمَةِ أُذُنِي، قَال: فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ احْتَبَى (10) حَتَّى إِنِّي لأَسْمَعُ
(1) في (ج): "الخواتيم".
(2)
"الشن": القربة الخَلَقَة.
(3)
في (ج): "وصنعت".
(4)
في (ج): "جاء".
(5)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(6)
قوله: "فقمت" ليس في (أ).
(7)
قوله: "الحديث" ليس في (أ).
(8)
في (ج): "هذا".
(9)
في (ج): "يأخذ".
(10)
"احتبى" الاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها.
نَفَسَهُ رَاقِدًا (1)، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ (2). وفي لفظ آخر: قَال: بِتُّ عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ، فَبَقَيتُ (3) كَيفَ يُصَلِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَال: فَقَامَ فَبَال، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفيهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ أَو الْقَصْعَةِ فَأَكبَّهُ بِيَدِهِ عَلَيهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَينَ الْوُضُوءَينِ، ثُمَّ قَامَ يصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ قَال: فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ (4) صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ:(اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وعَن يَمِينِي نُورًا، وعَن شِمَالِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا، -أَوْ قَال: وَاجْعَلْنِي (5) نُورًا-). وفِي رِوَايَةٍ: "وَاجْعَلْنِي نُورًا" مِنْ غَيرِ شَكٍّ. فِي أُخْرَى: [ثُمَّ أتَى الْقِرْبَةَ، فَحَلَّ شِنَاقَهَا فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا بَينَ الْوُضُوءَينِ، ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ فَنَامَ، ثُمَّ قَامَ قَوْمَةً أُخْرَى فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأ وُضُوءًا هُوَ الْوُضُوءُ، وَقَال: "وَأَعْظِمْ لِي نُورًا"، وَلَمْ يَقل: "وَاجْعَلْنِي نُورًا"](6). وَفِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا هُوَ الْوُضُوءُ. وفي لفظ آخر: أنَّهُ بَاتَ لَيلَةً عِنْدَ
(1) معناه: احتبى أوَّلًا، ثم اضطجع حتى إني لأسمع نفسه راقدًا.
(2)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(3)
في (أ): "فبغيت"، وفِي هامش (ج):"فرقبت"، مع الإشارة إلى أنها نسخة.
(4)
في هامش (1): "فتكاملت" مع الإشارة إلى أنها الأصل، وفي الصلب:"فكملت" مع الإشارة إلى أنها نسخة.
(5)
في (أ): "اجعلني".
(6)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْقِربةِ فَسَكَبَ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ وَلَمْ يُكْثِرْ مِنَ الْمَاءِ، وَلَمْ يُقَصِّرْ فِي الْوُضُوءِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ قَال (1): وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَتَئِذٍ تِسْعَ عَشرةَ كَلِمَةً. قَال سَلَمَةُ: حَدَّثَنِيهَا كُرَيبٌ فَحَفِظْتُ مِنْهَا ثِنْتَي عَشْرَةَ كَلِمَةً (2)، وَنَسِيتُ مَا بَقِيَ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَينِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا). وفي آخر قَال (3): رَقَدْتُ فِي بَيتِ مَيمُونَةَ لَيلَةَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا لأَنْظُرَ كَيفَ كَانَتْ (4) صَلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيلِ. قَال: فَتَحَدَّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً، ثُمَّ رَقَدَ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأ وَاسْتَنَّ (5). وفي آخر: أَنَّهُ (6) رَقَدَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَيقَظَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (7)، فَقَرَأَ هَوُلاءِ الآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ فَأطَال فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ سِتَّ رَكَعَاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلاء الآياتِ، ثُمَّ أوْتَرَ بِثَلاثٍ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَهُوَ يَقُولُ:(اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا. . .) الحديث، وَفِيه:(اللهُمَّ أَعْطِنِي نورًا). وفي آخر: عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ
(1) قوله: "قال" ليس في (ج).
(2)
قوله: "كلمة" ليس في (ج).
(3)
قوله: "قال" ليس في (أ).
(4)
قوله: "كانت" ليس في (ج).
(5)
"استن" الاستنان: استعمال السواك.
(6)
قوله: "أنه" ليس في (ج).
(7)
سورة آل عمران، آية (190).
ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: بِتُّ ذَاتَ لَيلَةٍ عِنْدَ خَالتِي مَيمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مُتَطَوِّعًا مِنَ اللَّيلِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْقِرْبَةِ فَتَوَضَّأَ، فَقَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ لَمَّا رَأَيتُهُ صَنَعَ ذَلِكَ، فَتَوَضَّأْتُ مِنَ الْقِرْبَةِ، ثُمَّ قُمْتُ إلَى شِقِّهِ الأَيسَرِ، فَأَخَذَ بِيَدِي مِنْ وَرَاء ظَهْرِي (1) يَعْدِلُنِي كَذَلِكَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ إِلَى الشِّقِّ الأَيمَنِ. قُلْتُ: أَفِي التَطَوُّع كَانَ ذَلِكَ؟ قَال: نَعَمْ.
1109 -
(4) وعَن ابْنِ عَبَّاسٍ أَيضًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَال: بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي فيِ خَالتِي مَيمُونَةَ، فَبِتُّ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيلَةَ، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَتَنَاوَلَنِي مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ (2). وفي بعض طرق البُخَارِي: فَأَخَذَ بِذُؤَابَتِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ.
1110 -
(5) وذكر في باب "السمر بالعلم" من كتاب "العلم" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيضًا قَال: بِتُّ فِي بَيتِ خَالتِي مَيمُونَةَ بنْتِ الْحَارِثِ زَوْج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا فِي بَيتهَا (3)، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ (4)، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ قَال:(نَامَ الْغُليِّمُ) أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، ثُمَّ قَامَ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ أَوْ خَطِيطَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ (5). ولم يقُل:"وأَعْظِم لِي نُورًا"، ولا قَال:"واجْعَلنِي نورًا". قَال: "واجْعَلْ لِي نُورًا". وفي أخرى: وذكر الوضوء وَقَال (6): يُخَفِفهُ عَمْرٌو (7)،
(1) في (ج): "ظهره".
(2)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(3)
في (ج): "ليلتها".
(4)
في (أ): "ثم قام".
(5)
راجع أطراف البخاري مع الحديث رقم (1) في هذا الباب
(6)
في (ج): "قال".
(7)
"عمرو" هو عمرو بن دينار الراوي عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنه.
ويُقَلِلهُ جِدًّا (1).
111 -
(6) مسلم. عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً (2).
1112 -
(7) وعَن زَيدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَال: لأَرْمُقَنَّ صَلاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيلَةَ (3)، فَصَلَّى رَكْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ طَويلَتَينِ طَويلَتَينِ طَويلَتَينِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ وَهُمَا دُونَ اللَّتينِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَينِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَينِ قَبْلَهُمَا، [ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَينِ قَبْلَهُمَا](4)، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلاثُ عَشْرَةَ رَكْعَةً (5). لم يخرج البُخَارِي هذا الحديث.
1113 -
(8) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَانْتَهَينَا إِلَى مَشْرَعَةٍ (6) فَقَال: (أَلا تُشْرِعُ (7) يَا جَابِرُ! ؟ ). قُلْتُ: بَلَى. قَال: فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشْرَعْتُ (8)، قَال: ثُمَّ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ وَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا قَال: فَجَاءَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ خَالفَ بَينَ طَرَفَيهِ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ (9). لم يخرج البُخَارِي هذا الحديث
(1) قوله: "جدًّا" ليس في (ج).
(2)
مسلم (1/ 531 رقم 764)، البخاري (3/ 20 رقم 1138).
(3)
قوله: "الليلة" ليس في (أ).
(4)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(5)
مسلم (1/ 531 - 532 رقم 765).
(6)
"مشرعة" المشرعة والشريعة هي: مورد الشاربة التي يردها الناس، فيشربون ويستقون، والعرب لا تسميها شريعة حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهرًا لا يسقى بالرشاء.
(7)
"تشرع" ترد الشريعة فتشرب أو تستقي.
(8)
في (ج): "فأسرعت".
(9)
مسلم (1/ 532 رقم 766).
بهذه الصفة، إنما قَال: عَنْ جَابِرٍ، خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَجِئْتُ مَرَّةً لِبَعْضِ أَمْرِي، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ فَاشْتَمَلْتُ بِهِ وَصَلَّيتُ إِلَى جَانِبِهِ. . الحديث وقد تقدم (1).
1114 -
(9) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيلِ لِيُصَلِّيَ افْتَتَحَ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ (2). لم يخرج البُخَارِي هذا الحديث
1115 -
(10) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ)(3). ولا أخرج البُخَارِي أَيضًا هذا الحديث.
1116 -
(11) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيلِ: (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنْتَ قيَّامُ (4) السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيكَ تَوَكَّلْتُ، وَإلَيكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأخَّرْتُ، وَأسْرَرْتُ وَأعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ) (5) وفِي رِوَايَةٍ:"قَيِّمُ". مَكَانَ "قيَّامُ".
(1) في (ص 346 برقم 709).
(2)
مسلم (1/ 532 رقم 767).
(3)
مسلم (1/ 532 رقم 768).
(4)
"قيّام" قال التوربشتي: المعنى أنت الذي تقوم بحفظها أو حفظ من أحاطت به واشتملت عليه، تؤتي كلًّا ما به قوامه، وتقوم على كل شيء من خلقك بما تراه من تدبيره.
(5)
مسلم (1/ 532 - 533 رقم 769)، البخاري (313 رقم 1120)، وانظر أرقام (6317، 7385، 7442، 7449).
خرَّجه البُخَارِي في باب "التهجد بالليل" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيضًا قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا قَامَ مِنَ اللَّيلِ يَتَهَجَّدُ قَال: (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ (1) السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ (2) الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيكَ تَوَكلْتُ، وَإلَيكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإلَيكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إِلا أَنْتَ -أَوْ: لا إِلَهَ غَيرُكَ (3) -). قَال سُفْيَانُ (4): وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ: "وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاللهِ". وخرَّجه في كتاب "التوحيد" في باب "قول الله عز وجل {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} "(5) وفَال فِيهِ: "أَنْتَ إِلاهِي لا إلَه لِي غَيركَ".
وفي طريق آخر: "ومَا أَسْرَرتُ ومَا أَعْلَنتُ، ومَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِه مِنِّي، [أَنْتَ إِلَهِي، (6)، لا إلَه إلا أَنْتَ". ذكره في "التوحيد" أَيضًا، وقد خرَّجه بمثل ما خرَّجه مسلم رحمه الله.
1117 -
(12) مسلم. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ
(1) في (ج): "ولك الحمد لك مُلْكُ".
(2)
في (ج): "وقولك".
(3)
في (ج): "ولا إله غيرك".
(4)
قوله: "سفيان" ليس في (أ).
(5)
سورة الأنعام، آية (73).
(6)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيءٍ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيلِ؟ قَالتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيلِ افْتَتَحَ صَلاتَةُ: (اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَينَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ (1) تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (2). لم يخرج البُخَارِي هذا الحديث.
1118 -
(13) مسلم. عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ قَال:(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلا تِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ (3) الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لا إلَهَ إلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّى وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، وَاصْرفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ، لبَّيكَ وَسَعْدَيكَ، وَالْخَيرُ كُلُّهُ فِي يَدَيكَ، وَالشَّرُّ لَيسَ إِلَيكَ، أَنَا بِكَ وَإلَيكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَاليتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيكَ). وَإِذَا رَكَعَ قَال:(اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي). وَإِذَا رَفَعَ قَال: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ [وَمِلْءَ مَا بَينَهُمَا] (4)، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ).
(1) في (ج): "أنت".
(2)
مسلم (1/ 534 رقم 770).
(3)
كذا في (أ) و (ج)، وفي حاشية (ج):"من" وكتب عليها: "صح"، ولعلها الصواب في هذه الرواية.
(4)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
وَإِذَا سَجَدَ قَال: (اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَينَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ)(1). وفي لفظ آخر: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَفتحَ الصَّلاةَ كبَّرَ، ثُمَّ قَال:(وَجَّهْتُ وَجْهِي). وَقَال: (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ). وَقَال: وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوع قَال: (سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ). وَقَال: (وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ). وَقَال: وَإِذَا سَلَّمَ قَال: (اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ. .) إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ. وَلَمْ يَقُلْ: بَينَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ. لم (2) يخرج البُخَارِي هذا الحديث إلا ألفاظًا يسيرة تقدمت في حديث ابن عباس، [في الحديث الذي قبل هذا الحديث](3).
1119 -
(14) مسلم. عَنْ حُذَيفَةَ قَال: صَلَّيتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ:(سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ)، فَكَانَ (4) رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَال:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَويلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَقَال:(سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى)،
(1) مسلم (1/ 534 - 536 رقم 771).
(2)
في (ج): "ولم".
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(4)
في (ج): "وكان".
فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ (1). وفِي رِوَايَةٍ: (سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا ولَكَ الْحَمْدُ). كذا وقَع: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكعة، وإنما هوَ: في رَكعتَين (2)، والله أعلم. ولم يخرج البُخَارِي هذا الحديث.
1120 -
(15) مسلم. عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ هُو (3) ابْنُ مَسْعُودٍ قَال: صَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَطَال حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ شَرٍّ (4). قِيلَ: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ قَال: هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ (5). وقَال البُخَارِي: صَلَّيتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيلَةً.
1121 -
(16)[عَنْ مَسْرُوقٍ قَال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيلِ، [فَقَالتْ](6): تِسْعٌ، وَسَبْعٌ، وَإحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ (7).
وتقَدَّمَ فِي بَابِ "المدَاوَمةِ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْرِ" عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: صَلَّى النَّبِيُّ [صلى الله عليه وسلم](8) صَلاةَ الْعِشَاءِ، وَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَرَكْعَتَينِ جَالِسًا، وَرَكْعَتَينِ بَينَ النِّدَاءَينِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدَعُهَا أَبَدًا (9)] (10).
(1) مسلم (1/ 536 - 537 رقم 772).
(2)
"وإنما هو في ركعتين": يشير المؤلف رحمه الله إلى أن الصواب في الرواية: "فقلت: يصلّي بها في ركعتين"، ولكن يمكن تصويب هذه الرواية ويكون المراد بقوله:"ركعة" أي تسليمة.
(3)
قوله: "هو" في حاشية (أ).
(4)
في (ج): "سوء".
(5)
مسلم (1/ 537 رقم 773)، البخاري (3/ 19 رقم 1135).
(6)
ما بين المعكوفين ليس في النسخة، وأثبتها من "صحيح البخاري".
(7)
البخاري (3/ 20 رقم 1139).
(8)
زيادة لا بدّ منها.
(9)
تقدم في باب "صلاة الضحى وركعتي الفجر"، حديث رقم (13).
(10)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
باب (1) فَضْلِ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيلِ فَصَلَّى
1122 -
(1) البُخَارِي. عَنْ عُبَادَةِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ تَعَارَّ (2) مِنَ اللَّيلِ فَقَال: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ، ثُمَّ قَال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى (3) قُبِلَتْ صَلاُتهُ) (4). تفرد به البُخَارِي.
1123 -
(2) وذكر في هذه الترجمة عَنْ الْهَيثَمِ بْنِ أبِي سِنَان أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ وَهُوَ يَقُصُّ فِي قَصَصِهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخًا لَكُم (5) لا يَقُولُ الرَّفَثَ (6)، يَعْنِي بِذَلِكَ ابْنَ رَوَاحَةَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ
…
إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا
…
بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَال وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ
…
إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجعُ
تفرد البُخَارِي أَيضًا بهذا (7).
(1) قوله: "باب" ليس في (أ).
(2)
"تعار" التعارّ: اليقظة مع صوت.
(3)
قوله: "وصلى" ليس في (أ).
(4)
البخاري (3/ 39 رقم 1154).
(5)
"إن أخًا لكم" أي أن أبا هريرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستطرد إلى حكاية ما قيل في وصفه، فذكر كلام عبد الله بن رواحة.
(6)
"الرفث": الباطل والفحش.
(7)
البخاري (3/ 39 رقم 1155).