الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَخَرَقَ). وفي رِوَاية: "لَيس مِنَّا" ولم يَقُل: "بَرِيء". خَرجَه البخاري، ولَم يَصل سنده بأَبي موسى هذا (1)، ولَم يَقل:"لَيس مِنَّا".
138 -
(3) مسلم. عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَال: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيفَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَينَا، فَقِيلَ لِحُذَيفَةَ: إِنَّ هَذَا يَرْفَعُ إِلَى السُّلْطَانِ أَشْيَاءَ، فَقَال حُذَيفَةُ إِرَادَةَ أَنْ يُسْمِعَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لا يَدْخُلُ الْجَنةَ قَتَّاتٌ)(2). وفي لَفظ آخَر: "نَمَّام". وعِند البخاري: كُنَّا عِنْدَ حُذَيفَةَ، فَقِيلَ لَهُ (3): إِنَّ رَجُلًا يَرْفَعُ الحَدِيثَ إِلَى عُثْمَان، فَقَال لَهُ حُذَيفَةُ: وذكر الحديث.
[بَابُ أَفْعَالٍ لا يُكلِّمُ الله فَاعِلهَا، وفِيمَن قَتَلَ نَفْسَهُ، وفِي الغلُولِ]
(4)
139 -
(1) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيهِمْ وَلا يُزَكِّيهِم، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). قَال: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ مَرَّات. قَال أَبُو ذَرِّ: خَابُوا وَخَسِرُوا! مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (الْمُسْبِلُ (5)، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ (6) بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ) (7). وفي لفظ آخر:(ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْمَنَّانُ الَّذِي لا يُعْطِي شَيئًا إلا مَنَّهُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ). وليس فِي بَعض الطُّرق "يَوْمَ القيَامَة". لم يخرج البخاري هَذا الحَدِيث، خرج ذكر
(1) قوله: "هذا" من (ج) فقط.
(2)
مسلم (1/ 101 رقم 105)، البخاري (10/ 472 رقم 6056).
(3)
قوله: "له" ليس في (ج).
(4)
ما بين المعكوفين من (ج) فقط.
(5)
"المسبل": إسبال الثوب إطالته أسفل من الكعبين.
(6)
"المنفق سلعته": نَفَاقُ السلعة نفادها وخروجها بالبيع من مالكها.
(7)
مسلم (1/ 102 رقم 106).
الحَالف من حَدِيث أَبِي هُريرة.
140 -
(2) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائلٌ (1) مُسْتَكْبِرٌ) (2). زاد في رواية: "وَلا يَنْظرٌ إلَيهِمْ". لم يخرج البخاري هذا الحديث.
141 -
(3) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَنْظرٌ إِلَيهِمْ، وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلاةِ (3) يَمْنَعُهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَهُ بِاللهِ لأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ، وَهُوَ عَلَى غَيرِ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلا لِدُنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ) (4). وفي رِواية:"وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ". وفِي أُخرى: "ورَجُلٌ (5) حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ عَلَى مَالِ مُسْلِمٍ فَاقْتَطَعَهُ". وَبَاقِي الحَدِيثِ نَحْوُ الأَوَّل. وشك الراوي في رفع هذا الحديث الذي فيه ذكر صلاة العصر. وخرجه البخاري في كتاب "التوحيد" من حديث أَبِي هُرَيرَةَ (6) أَيضًا عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَال: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ
(1)"عائل": هو الفقير. وخص هؤلاء بهذه العقوبة في هذا الحديث لأن كلًّا منهم وقع في معصية مع ضعف دواعيها عنده.
(2)
مسلم (1/ 102 رقم 107).
(3)
"فضل ماء بالفلاة": فضل الماء ما فضل عن كفاية السابق إليه، والفلاة: القفر.
(4)
مسلم (1/ 103 رقم 108)، البخاري (5/ 34 رقم 2358)، وانظر أرقام (2369، 2672، 7212، 7446).
(5)
في (أ): "رجل" بحذف الواو.
(6)
في (ج) بعد هذا الموضع: "مرفوعًا و"، وهو تكرار في المعنى.
الْقِيَامَةِ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ (1) لَقَدْ أُعْطيَ بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أُعْطى وَهُوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَال امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَيَقُولُ اللهُ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ). وخرجه في كتاب "الشرب" ولفظه: (ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيهمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ كَانَ لَهُ فَضْلُ مَاءٍ بالطرِيقِ فَمَنَعَهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا (2) لا يُبايِعُهُ إِلا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا سَخِطَ، وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَال: وَاللهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيرُهُ لَقَدْ أَعْطتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ (3)، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيةَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}) (4). وخرجه في كتاب "الأحكام" قال:"فَإِن أَعْطَاهُ مَا يُرِيد وَفَّى لَهُ، وإِلا لَم يَفِ لَه". من تراجمه على هذا الحديث: باب "مَن رأَى أَن صَاحِب الحَوضِ والقِرْبَة أَحَقُّ بِمَائِه".
142 -
(4) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ (5) بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ (6) فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى (7) مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) (8). وفِي بعض طرق البخاري عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا
(1) في (ج): "سلعته".
(2)
في (أ): "إمامه".
(3)
في (أ): "الرجل".
(4)
سورة آل عمران، آية (77).
(5)
"يتوجأ": يطعن.
(6)
"يتحساه": يشربه ويتجرعه.
(7)
"تردى": سقط.
(8)
مسلم (1/ 103 رقم 109)، البخاري (3/ 237 رقم 1365)، وانظر رقم (5778).
قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فَي النَّارِ).
143 -
(5) مسلم. عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ أَنَّهُ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بِمِلَّةٍ غَيرِ الإِسْلامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَال، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَيسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِي شَيءٍ لا يَمْلِكُهُ)(1). وفي لفظٍ آخَر: (لَيسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لا يَمْلِكُ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً لِيَتَكَثَّرَ بِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللهُ تَعَالى إلا قِلَّةً، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ فَاجِرَةٍ (2). وفِي آخَر: (مَنْ حَلَفَ بمِلَّةٍ سوَى الإِسْلامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا، فَهُوَ كَمَا قَال، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ عَذَّبَه الله بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّم). وفِي آخر: (وَمَنْ (3) ذَبَحَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ ذُبِحَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). لم يذكر البخاري: "وَمَن ادَّعَى دَعْوَى" إلى قوله: "فَاجِرَة". وزاد: "وَمَن (3) قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُو كَقَتْلِه". [وفِي بعض طرقه: "مَنْ حَلَفَ بغَيرِ مِلَّةِ الإِسْلامِ فَهُوَ كَمَا قَال"](4).
144 -
(6) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُنَينًا فَقَال
(1) مسلم (1/ 103 رقم 110)، البخاري (3/ 236 رقم 1363)، وانظر أرقام (4171، 4843، 6047، 6105، 6652).
(2)
"صبر فاجرة": يمين الصبر هي التي يلزم بها الحالف عند حاكم ونحوه. ولم يأت في الحديث الخبر عن هذا الحالف فيحتمل أنه عطفه على ما قبله فكأنه قال: ومن حلف على يمين صبر فاجرة لم يزده الله بها إلا قلة.
(3)
في (ج): "من" بدون واو.
(4)
ما بين المعكوفين من (ج) فقط.
لِرَجُلٍ مِمَّنْ يُدْعَى بِالإِسْلامِ (1): (هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ). فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَال، قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الرَّجُلُ الذِي قُلْتَ لَهُ آنِفًا: إِنهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِنهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ. فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِلَى النارِ). فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَينَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: فَإِنهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الليلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاح، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَال:(اللهُ أَكْبَر! أشْهَدُ أنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ). ثُمَّ أمَرَ بِلالًا فَنَادَى فِي الناسِ: (أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَأَن اللَّهَ يؤيَّدُ هَذَا الدَّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)(2).
وقال البخاري: "خَيبَر"، لم يَقُل "حُنَينًا" إلا في طريق منقطعة (3)، وخيبر هو الصواب. ذكر الحديث في "غزوة خيبر"، وفي كتاب "القدر"، وفي بعض طرقه:"لا يَدْخُلَ الجنَّةَ إلا مُؤمِنٌ".
145 -
(7) مسلم. عَنْ سَهْلِ بْنِ سعْدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم التقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقتتَلُوا، فَلَمَّا مَال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَال الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلا فَاذَّةً (4) إِلا اتبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيفِهِ (5)، فَقَالُوا: مَا أَجْزَأَ مِنا (6) الْيَوْمَ (7) أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلانٌ، فَقَال
(1) في (أ): "يدَّعي الإسلام".
(2)
مسلم (1/ 105 رقم 111)، البخاري (6/ 179 رقم 3062)، وانظر أرقام (4203، 4204، 6606).
(3)
في (ج): "منقطع".
(4)
"شاذة ولا فاذة": الشاذ الخارج عن الجماعة، والفاذ المتفرد، والمعنى أنه لا يلقى أحدًا إلا قتله.
(5)
في (أ): "بالسيف".
(6)
"ما أجزأ منا": المعنى: ما أغنى ولا كفى.
(7)
في (أ): "اليوم منا".
رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (أَمَا إِنهُ مِنْ أَهْلِ النّارِ). فَقَال رَجُل مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ أَبَدًا. قَال: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ. قَال: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعِ سَيفَهُ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ (1) بَينَ ثَدْيَيهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَال: أَشْهَدُ أَنكَ رَسُولُ اللَّه. قَال: (وَمَا ذَاكَ؟ ). قَال: الرَّجُلُ الذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ الناسُ ذَلِكَ (2)، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ حَتى جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيفِهِ (3) بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَينَ ثَدْيَيهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ:(إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ (4) الْجَنةِ فِيمَا يَبْدُو لِلناسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ (4) النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلناسِ وَهُوَ مِنْ أهْلِ الْجَنةِ) (5). زاد البخاري:"وَإِنمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ" ذكره في كتاب "القدر" وقال فيه بعد قوله: "وَمَا ذَاكَ؟ " قَال: قُلْتُ لِفُلانٍ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أهلِ النَّارِ فَلْيَنْطرْ إلَيهِ، فَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ فَعَرَفْتُ أنهُ لا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ. وفي طريق أخرى: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّه! مَا أجْزَأ أَحَدٌ مَا أجْزَأَ فُلان. فَقَال: (إنهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ). فَقَالُوا: أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النارِ؟ فَقَال رَجُل مِنَ الْقَوْمِ:
(1)"ذبابه": ذباب السيف طرفه الأعلى المحدد المهلل.
(2)
"أعظم الناس ذلك": أي عظموه وكبر علبهم.
(3)
"نصل سيفه": نصل السيف حديدته كلها، والمراد هنا طرفه الأسفل وهو مقبضه.
(4)
قوله: "أهل" ليس في (أ).
(5)
مسلم (1/ 106 رقم 112)، البخاري (6/ 89 رقم 2898)، وانظر أرقام (4202، 4207، 6493، 6607).
لأَتَّبِعَنَّهُ
…
الحديث. خرجه في "غَزْوَةِ خَيبَر".
146 -
(8) مسلم. عَن الْحَسَن بن أَبِي الحَسَن قَال: إنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قُرْحَة، فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ (1) فَنَكَأَهَا فَلَمْ يَرْقَأ (2) الدَّمُ حَتى مَاتَ، قَال رَبُّكُمْ: قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيهِ الْجَنةَ. ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ إلَى الْمَسْجِدِ فَقَال: إِي وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَنِي بِهَذَا جُنْدَبٌ عَنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَسْجِدِ (3). خرجه البخاري في باب "مَا ذُكرَ عَن بَنِي إِسرِائِيل" من كتاب "بدء الخلق" ولفظه: عَن الْحَسَن، حَدَّثَنَا (4) جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، ومَا نَسِينَا مُنْذ حَدَّثنَا وَمَا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ كَذَبَ جُنْدَبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَال: قَال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُل بهِ جُرْح فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَا الدَّمُ حَتى مَاتَ. قَال اللَّهُ عز وجل: بَادَرَني عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ). قَول الحسن في جُندب ذكره مسلم أَيضًا.
147 -
(9) مسلم. عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطابِ رضي الله عنه قَال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيبرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فُلانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(كَلا إِنِّي رَأَيتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا (5) أَوْ عَبَاءَةٍ). ثُمَّ قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا ابْنَ الْخَطَّابِ! اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا الْمُؤْمِنُونَ). قَال: فَخَرَجْتُ، فَنَادَيتُ:
(1)"كنانته" هي الجعبة التي تجعل فيها السهام.
(2)
"يرقأ": أي ينقطع.
(3)
مسلم (1/ 107) رقم 113)، البخاري (3/ 226 رقم 1364)، وانظر (3463).
(4)
في (أ): "نا".
(5)
غلَّها": الغلول الخيانة في الغنائم.
أَلا إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا الْمُؤْمِنُونَ (1). خرج البخاري معنى هذا الحديث من حديث أبي هريرة.
148 -
(10) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيبَرَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَينَا، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلا وَرِقًا، غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ، ثُمَّ انْطلقْنَا إِلَى الْوَادِي، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ لَهُ وَهَبَهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ يُدْعَى: رِفَاعَةَ بْنَ زَيدٍ مِنْ بَنِي الضُّبَيبِ، فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ (2) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحُلُّ رَحْلَهُ (3) فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ (4)، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَال (5) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (كَلا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ (6) لَتَلْتَهِبُ عَلَيهِ نَارًا أَخَذَهَا مِنَ الْمَغَانِمِ يَوْمَ خَيبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ (7). قَال: فَفَزِعَ النَّاسُ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ (8) أَوْ شِرَاكَينِ (9)، فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَبْتُ يَوْمَ خَيبَرَ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ، أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ)(10). في بعض طرق البخاري: إنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالإِبِلَ (11) وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ (12). وقال: عَبْدٌ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ، وقال: جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ (13).
(1) مسلم (1/ 107 رقم 114).
(2)
في (ج): "عند".
(3)
"رحله": هو مركب الرجل على البعير كالسرج للفرس.
(4)
"حتفه": أي موته.
(5)
في (ج): "فقال".
(6)
"الشملة": كساء يتغطى به ويتلفف فيه.
(7)
في (ج): "المغانم".
(8)
"بشراك" الشراك: هو السير الذي يكون في النعل على ظهر القدم.
(9)
في (ج): "أو بشراكين".
(10)
مسلم (1/ 108 رقم 115)، البخاري (7/ 487 ر قم 4234)، وانظر رقم (6707)، إلا أن فيه" الغنائم" بدل "المغانم".
(11)
في (أ): "الإبل والبقر".
(12)
قوله: "الحوائط" ليس في (ج).
(13)
"سهم عائر": هو الذي لا يدري من رماه.
149 -
(11) ولَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (1) قَال: كَانَ عَلَى ثَقَلِ (2) النبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ فَمَاتَ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(هُوَ فِي النَّارِ). فَذَهَبُوا يَنْظُرونَ إِلَيهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا (3). أخرجه في كتاب "الجهاد"، وترجم عليه: باب "القليل من الغلول"، ولم يخرج مسلم بن الحجاج عن عبد الله بن عمرو في هذا شَيئًا. (4)
150 -
(12) مسلم. عَنْ أَبِي الزُّبَيرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ الطُّفَيلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ (5)؟ قَال: حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلَّذِي ذَخَرَ اللهُ عز وجل لِلأَنْصَارِ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيهِ الطُّفَيلُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوُا (6) الْمَدِينَةَ، فَمَرِضَ فَجَزِعَ، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ (7) فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ (8)، فَشَخَبَتْ (9) يَدَاهُ حَتى مَاتَ، فَرَآهُ الطُّفَيلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ (10) فَرَآهُ وَهَيئَتُهُ حَسَنَةٌ، وَرَآهُ مُغَطّيًا يَدَيهِ، فَقَال لَهُ: مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟ فَقَال: غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيّهِ صلى الله عليه وسلم،
(1) في (ج): "عبد الله بن عمر".
(2)
"ثقل": الثقل: متاع المسافر.
(3)
البخاري (6/ 187 رقم 3074).
(4)
في حاشية (1): "بلغت مقابلته بالأصل ولله الحمد".
(5)
"منعة": جمع مانع، أي جماعة يمنعونك ممن يقصدك بسوء.
(6)
"فاجتووا": أي كرهوا المقام بالمدينة لسأم أو مرض، وأصله من الجوى وهو داء يصيب الجوف.
(7)
"مشاقص": جمع مشقص وهو السهم العريض.
(8)
"براجمه": البراجم مفاصل الأصابع.
(9)
"شخبت": أي سالت بالدم.
(10)
في (ج): "في المنام".
فَقَال: مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيكَ؟ قَال: قِيلَ لِي: لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ، فَقَصَّهَا الطُّفَيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(اللهُمَّ وَلِيَدَيهِ فَاغْفِرْ)(1). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
[بَابُ ذِكْر الرِّيح التِي تُبْعَثُ مِنَ اليَمَنِ، والمُبَادَرَةِ بالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْل الفِتَنِ، وفِي قَوْلِ الله عز وجل {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (2)، وَفِيمَن أَسَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ والإِسْلامِ، وَمَا جَاءَ أَنَّ الإِسلامَ والحجَّ يَهْدِمَان مَا كَانَ قَبْلهُمَا، فِيهِ حَدِيثُ عَمْرو بْنِ العَاصِ](3)
151 -
(1) مسلم، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ فَلا تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ الإِيمَانٍ إِلا فَبَضَتْهُ)(4). وفي رواية: "مِثْقَالُ ذَرَّةٍ". ولا أخرج البخاري أيضًا هذا الحديث.
152 -
(2) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللِّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيلِ الْمُظِلْمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، ويمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا، ويصْبِحُ كَافِرًا، يَبيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)(5). تفرد مسلم بهذا الحديث.
153 -
(3) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنهُ لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيهِ (6) هَذِهِ الآيةُ:
(1) مسلم (1/ 108 رقم 116).
(2)
سورة الحجرات، آية (2).
(3)
ما بين المعكوفين من (ج) فقط.
(4)
مسلم (1/ 109 رقم 117).
(5)
مسلم (1/ 110 رقم 118).
(6)
قوله: "عليه" ليس في (ج).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (1) إِلَى آخِرِ الآيةِ، جَلَسَ ثَابتُ بنُ قَيسٍ فِي بَيتهِ، فَقَال: أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَاحْتَبَسَ عَنِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَسَألَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَقَال:(يَا أَبَا عَمْرٍو! مَا شَأنُ ثَابِتٍ؟ أشْتَكَى؟ )، قَال سَعْدٌ: إِنهُ لَجَارِي، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ شَكْوَى (2)، قَال: فَأَتَاهُ سَعْدٌ، فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَقَال ثَابِث: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيةُ، وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أنِّي مِنْ أرْفَعِكُمْ صَوْتًا عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنَا (3) مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدٌ لِلَّنبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(4). وَزادَ فِي رِوَايةٍ: فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَينَ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وفي أخرى: كَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيسٍ خَطِيب الأَنْصَارِ.
154 -
(4) وعَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مسَعُودٍ قَال: قَال أُنَاسٌ لِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّه! أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ تَال: (أَمَّا مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الإِسْلامِ فَلا يُؤَاخَذُ بِهَا، وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِعَمَلِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ)(5). وفي لفظ آخر: (مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أسَاءَ فِي الإِسْلامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ).
155 -
(5) وعَنْ عَبد الرحمَن بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهرِيِّ قَال: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ يَبْكِي، فَبَكَى (6) طَويلًا، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ،
(1) سورة الحجرات، آية (2).
(2)
في (ج): "شكوى"، وكذا في أصل (أ) وأشار في حاشيتها أنه في نسخة أخرى "بشكوى".
(3)
في (أ): "وأنا".
(4)
مسلم (1/ 110 رقم 119).
(5)
مسلم (1/ 111 رقم 120)، البخاري (12/ 265 رقم 6921).
(6)
في (أ): "بيكي"، وفي (ج):"يبكي فبكى".
فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ (1) يَا أبَتَاهُ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِكَذَا؟ أمَّا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بكَذَا؟ قَال: فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ، فَقَال: إنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ (2) شَهَادَةُ أَنْ لا إلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه، إنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ (3) ثَلاثَةٍ (4)، لَقَدْ رَأَيتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا لِرَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنِّي، وَلا أحَبَّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ، فَلَوْ مُتُّ عَلَى تلْكَ الْحَالِ (5) لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيتُ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأبَايِعْكَ. فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَال: فَقَبَضْتُ يَدِي قَال: (مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟ ! ). قَال: قُلْتُ: أرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ قَال: (تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟ ! ). قُلْتُ: أنْ يُغْفَرَ لِي. قَال: (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ). وَمَا كَانَ أحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَلا أَجَلَّ فِي عَيني مِنْهُ، وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلأَ عَينَيَّ مِنْهُ إِجْلالًا لَهُ، وَلَوْ سُئلْتُ أَنْ أصِفَهُ مَا أَطَقْتُ لأَنِّي (6) لَمْ أَكُنْ أَمْلأ عَينَيَّ مِنْهُ، وَلَوْ مُتُّ عَلَى تلكَ الْحَالِ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ وَلِينَا أشْيَاءَ مَا أدْرِي مَا حَالِي فِيهَا، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَلا تَصْحَبْنِي (7) نَائحَةٌ وَلا نَارٌ، فَإذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا (8)، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ
(1) قوله: "ما يبكيك" ليس في (أ).
(2)
في (ج): "تعد".
(3)
"أطباق": أي أحوال.
(4)
في الأصول: "ثلاثة" وكتب في حاشية (أ): "ثلاث"، وكذلك هو في المطبوع من نسخ "مسلم":"ثلاث".
(5)
في أصل (ج): "على ذلك"، وفي حاشيتها:"على تلك الحالة".
(6)
في (ج): "لأنني".
(7)
في (ج): "يصحبني".
(8)
في (أ): "فسنوا .... سنًّا" بالسين المهملة، وفي حاشية (ج) كتب:"فسنوا بمهملة".=
جَزُورٌ (1) ويقْسَمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَسْتَأنِسَ بِكُمْ، وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
[بَابٌ فِي قَوْلِ اللَّه تَعَالى: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (3)، وقوله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (4) و {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا} (5) وفِيمَن هَمَّ بِحَسَنَةٍ أَو بِسَيّئَةٍ، ومَا جَاءَ فِي الوَسْوَسَةِ وَحَدِيثِ النَّفْسِ](6)
156 -
(1) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا فَأكثرُوا، وَأَتَوْا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيهِ لَحَسَنٌ وَلَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفارَةً فَنَزَلَ {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (7) وَنَزَلَ {قُلْ (8) يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (9) الآية (10)(11).
157 -
(2) وعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، أَنهُ قَال لِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَي رَسُولَ اللَّه!
= قال النووي: "ضبطناه بالسين المهملة وبالمعجمة، وكذا قال القاضي عياض: إنه بالمعجمة والمهملة، قال: وهو الصب. وقيل: بالمهملة: الصب في سهولة. وبالمعجمة: التفريق".
(1)
"جزور" هو البعير ذكرًا كان أو أنثى.
(2)
مسلم (1/ 112 رقم 121).
(3)
سورة الزمر، آية (53).
(4)
سورة لقمان، آية (13).
(5)
سورة البقرة، آية (286).
(6)
ما بين المعكوفين من (ج) فقط.
(7)
سورة الفرقان، الآيتان (68، 69).
(8)
قوله: "قل" ليس فِي (ج).
(9)
سورة الزمر، آية (53).
(10)
قوله: "الآية" ليس في (أ).
(11)
مسلم (1/ 113 رقم 122)، البخاري (8/ 549 رقم 4810).
أرَأَيتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ أَوْ صِلَةِ رَحِمٍ أَفِيهَا أَجْرٌ؟ فَقَال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أسْلَفْتَ مِنْ خَير)(1). زاد في طريق أخرى: قُلْتُ: فَوَاللَّهِ لا أدَعُ شَيئًا صَنَعْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلا فَعَلْتُ فِي الإِسْلامِ مِثْلَهُ. وقَال فِي أُخرى: إِنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَعْتَقَ فِي الْجَاهلِيَّةِ مِائَةَ رَقَبَةٍ، وَحَمَلَ عَلَى مِائَةِ بَعِير، ثُمَّ أعْتَقَ فِي الإسْلامِ مِائةَ رَقَبَةٍ، وَحَمَلَ عَلَى مِائَةِ بَعِر، ثُمَّ أتَى النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحوَ مَا تَقَدم. والتحَنث: التعَبد.
158 -
(3) وعَنِ ابْنِ مَسْعُود قَال: لَمَّا نَزَلَت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ} (2) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أيُّنَا لا يَظلمُ نَفْسَهُ، فَقَال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:(لَيسَ هُوَ كَمَا تَظُنونَ، إنمَا هُوَ كَمَا قَال لُقْمَانُ لابنهِ: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ})(3)(4). وقال البخاري في بعض طرقه: {لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} : بِشِرْكٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ:{لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} الآية. خرَّجهُ فِي "ذِكْرِ الأنبياء"، وقَال فِي مَوْضع آخر:(إنمَا هُوَ الشِّرْكُ، أوَلَمْ تَسْمَعُوا إلَى (5) مَا قَال لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ) الآية.
(1) مسلم (1/ 114 رقم 123)، والبخاري (3/ 301 رقم 1436). وانظر أرقام (2220، 2538، 5992).
(2)
سررة الأنعام، آية (82).
(3)
سورة لقمان، آية (13).
(4)
مسلم (1/ 114 رقم 124)، البخاري (1/ 87 رقم 32)، وانظر أرقام (3360، 3428، 3429، 4629، 4776، 6918، 6937).
(5)
قوله: "إلى" ليس في (أ).
وقَال فِي مَوضعٍ (1) آخر: قَال أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّنَا لَمْ يَلْبِس إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ ! فَنَزَلَتْ: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} الآية.
159 -
(4) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: لَمَّا أُنْزِلَتْ (2) عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ} (3) قَال: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: أَي رَسُولَ اللَّهِ! كُلِّفْنَا مِنَ الأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ: الصَّلاةَ، وَالصَّيَامَ وَالْجِهَادَ، وَالصَّدَقَةَ. وَقَدْ نَزَلَتْ (4) عَلَيكَ هَذِهِ الآيَةُ وَلا نُطِيقُهَا. قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَال أَهْلُ الْكِتَابَينِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَينَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ ربَّنَا وَإِلَيكَ الْمَصِيرُ). قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ الْمَصِيرُ، فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ وَذَلَّتْ (5) بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ الْمَصِيرُ} (6) فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَال: نَعَمْ {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَينَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَال: نَعَمْ
(1) في (ج): "وفي موضع".
(2)
في (ج): "نزلت".
(3)
سورة البقرة، آية (284).
(4)
في (ج): "أنزلت".
(5)
في (ج): "ذلت" بدون واو.
(6)
سورة البقرة، آية (285).
{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قَال: نَعَمْ {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (1) قَال: نَعَمْ (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
160 -
(5) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآية {وَإِنْ (3) تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} (4) قَال: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (قُولُوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}. قَال: فَأَلْقَى اللَّهُ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَال: قَدْ فَعَلْتُ {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَينَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَال: قَدْ فَعَلْتُ {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قَال: قَدْ فَعَلْتُ {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا} قَال: قَدْ فَعَلْتُ (5). ولا أخرج البخاري أَيضًا عن ابن عباس في هذا الباب شَيئًا.
161 -
(6) وخرج عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَدْ نُسِخَتْ {وَإِنْ (6) تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} الآية (7). وفي طريق أخرى: نسختها الآية التي بعدها. ولا أخرج مسلم بن الحجاج عن ابن عمر في هذا الباب شَيئًا.
162 -
(7) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ
(1) سورة البقرة، آية (286).
(2)
مسلم (1/ 115 رقم 125).
(3)
في (ج): "إن" بدون الواو.
(4)
سورة البقرة، آية (284). وقوله {الله فيغفر لمن يشاء} ليس في (أ).
(5)
مسلم (1/ 116 رقم 126).
(6)
في (أ): "إن" بدون الواو.
(7)
البخاري (8/ 205 رقم 4545)، وانظر رقم (4546).
لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ) (1)(2). وفي لفظ آخر: (مَا لَمْ تَعْمَلْ أوْ تَتَكَلَّمْ (3) بِهِ). وفي بعض طرق البخاري: (عَمَّا وَسْوَسَت بِهِ صُدُورُهَا). ومن تراجمه عليه: باب "إذا حنث ناسيًا"في "الأيمَان" وباب "الخطأ والنسيان" في "العتاقة والطلاق" ونحوه، خرجه في "العتق" وفي "الإيمان والنذور (4) ".
163 -
(8) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (قَال اللَّهُ عز وجل: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيَّئَةٍ فَلا تَكْتُبُوهَا عَلَيهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً، وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا)(5).
سيأتي بعض ألفاظ البخاري في هذا الحديث.
164 -
(9) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (قَال اللَّهُ عز وجل: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيّئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا سَيِّئَةً وَاحِدَةً)(6). ولم يخرج البخاري هذا اللفظ.
165 -
(10) مسلم. عَن أبِي هُرَيرَةَ أَيضًا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(قَال اللَّهُ عز وجل: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتَبُهَا لَهُ حَسَنَةً (7) مَا لَمْ
(1) قوله: "به" ليس في (ج).
(2)
مسلم (1/ 116 رقم 127)، البخاري (5/ 160 رقم 2528)، وانظر (5269، 6664).
(3)
كذا في (ج) و (أ)، وفي حاشية (أ) كتب:"تَكَلَّمْ" إشارة إلى أنه كذلك في نسخة أخرى.
(4)
قوله: "والنذور" ليس في (أ).
(5)
مسلم (1/ 117 رقم 128)، البخاري (13/ 465 رقم 7501).
(6)
مسلم (1/ 117 رقم 128).
(7)
قوله: "حسنة" ليس في (أ).
يَعْمَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ (1) بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيَّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا). وَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(قَالتِ الْمَلائِكَةُ: رَبَّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ، فَقَال: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ). وَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيَّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عز وجل (2). خرج البخاري من حديث أبي هريرة هذا من قوله عليه السلام: "إِذَا أَحسَن أَحَدُكُم إِسْلامَهُ" إلى "بمثلها"(3) وبوَّب عليه باب "حُسن إسلام المرء"، وخرج أَيضًا في باب "قول الله عز وجل {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (4) "قَال:(يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيَّئَةً فَلا تَكْتُبُوهَا عَلَيهِ سَيَّئَةً حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ)(5). تفرد بهذا اللفظ "وإن تركها من أجلي" ذكره في كتاب "التوحيد"(6) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
166 -
(11) وخرَّج مِنْ حَدِيثِ أَبِي (7) سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِذَا أَسْلَمَ العَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ يُكَفِّرُ الله عَنْهُ كُلَّ سَيّئَةٍ كَانَ
(1) قوله: "له" ليس في (أ).
(2)
مسلم (1/ 117 رقم 129).
(3)
البخاري (1/ 100 رقم 42).
(4)
سورة الفتح، آية (15).
(5)
قوله: "ضعف" ليس في (ج).
(6)
البخاري (13/ 465 رقم 7501).
(7)
في (ج): "وخرج عن أبي".
زَلَفَهَا، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ القِصَاصُ: الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعمَائَةِ ضِعفٍ، والسَّيَّئةُ بِمِثْلِهَا، إِلا أَنْ (1) يَتَجَاوَز اللهُ عَنْهَا) (2). لم يصل سند هذا الحديث، ووصله النسائي (3)، ولم يخرج مسلم بن الحجاج عن أبي سعيد في هذا الباب (4) شَيئًا.
167 -
(12) ولمسلم عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ إِلَى (5) سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ) (6).
قد تقدم ذكر (7) ما أخرج البخاري من حديث أبي هريرة في هذا النوع.
168 -
(13) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوي عَنْ رَبَهِ تَعَالى قَال:(إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ (8) هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عز وجل عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ (9) هَمَّ بِسَيَّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً) (10). زاد في طريق أخرى:"وَمَحَاهَا اللَّهُ وَلا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلا هَالِكٌ". لم يخرج البخاري هذه الزيادة.
(1) في (ج): "إلى أن".
(2)
البخاري (1/ 98 رقم 41) تعليقًا.
(3)
النسائي (8/ 105 رقم 4998) كتاب الإيمان وشرائعه، باب حسن إسلام المرء.
(4)
قوله: "الباب" ليس في (ج).
(5)
قوله: "إلى" ليس في (أ).
(6)
مسلم (1/ 118 رقم 130).
(7)
قوله: "ذكر" ليس في (ج).
(8)
في (أ): "فإن".
(9)
في (ج): "وإذا".
(10)
مسلم (1/ 118 رقم 131)، البخاري (11/ 323 رقم 6491).
169 -
(14) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَال: (وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ ). قَالُوا: نَعَمْ. قَال: (ذَاكَ (1) صَرِيحُ الإِيمَانِ) (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
170 -
(15) ولمسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُود قَال: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوَسْوَسَةِ فَقَال: (تِلْكَ (3) مَحْضُ (4) الإيمَانِ) (5). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
171 -
(16) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَال: هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ)(6). وفي لفظ آخر: (يَأتِي الشَّيطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ)، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ وَزَادَ:"وَرُسُلِهِ". وفي آخر: (مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ). وي رواية: "يَأْتِي العَبْدَ الشَّيطَانُ". هذا اللفظ خرَّج البخاري أو نحوه.
172 -
(17) مسلم. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَكُمْ عَنِ الْعِلْمِ حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ ) قَال: وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ رَجُلٍ فَقَال: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ،
(1) في (ج): "ذلك".
(2)
مسلم (1/ 119 رقم 132).
(3)
في حاشية (أ): "ذلك".
(4)
"محض الإيمان": أي خالصه وصريحه.
(5)
مسلم (1/ 119 رقم 133).
(6)
مسلم (1/ 119 رقم 134)، البخاري (6/ 336 رقم 3276).