المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[باب في فضل السجود، وفي إثم تارك الصلاة، وفي أي الأعمال أفضل، وأي الذنوب أكبر، وفي الموبقات، وسب الوالدين، وفي الكبر، وترك الصلاة كفر] - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ١

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌[بَابُ أَيُّ الإِسلام والمُسْلمِين خَير، وَمَا يُوجَدُ بِه حَلاوَةُ الإِيمَانِ، وفِي حُبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحُب الحير للمسْلِمينَ، وَفِي إِكرَامِ الجَارِ والضَّيفِ وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَغْيير الْمُنْكَر، ومَا جَاءَ أَن الإِيمَان فِي اليَمَنِ والحِجَازِ]

- ‌[بَابٌ]

- ‌[بَابٌ فِي الطَّعْنِ فِي النَّسَبِ، والنِّيَاحَةِ، وَفِي العَبْدِ يَأبق مِن سَيِّدهِ، وفِيمَن قَال: مُطِرْنَا بِنَوءِ كَذَا، وَفِيمَن أَبْغَضَ الأنْصَارَ وعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَفِي كُفرَانِ العَشِيرِ]

- ‌[بَابٌ فِي فَضلِ السُّجُودِ، وفِي إِثم تَارِكِ الصَّلاةِ، وفِي أَي الأعَمَالِ أَفضل، وأي الذنُوب أَكبَر، وفِي المُوبقَاتِ، وسَبِّ الوَالِدَينِ، وفِي الكِبر، وتَركِ الصَّلاةِ كُفرٌ]

- ‌[بَابٌ فِي ضَرْبِ الخُدُودِ وَشَقِّ الجيُوبِ وَدَعْوى الجَاهِلِيَّةِ ورَفْع الصَّوتِ عِنْدَ المُصِيبَةِ، ومَا جَاءَ فِي النَّمِيمَةِ]

- ‌[بَابُ أَفْعَالٍ لا يُكلِّمُ الله فَاعِلهَا، وفِيمَن قَتَلَ نَفْسَهُ، وفِي الغلُولِ]

- ‌[بَابٌ فِيمَنْ اقْتَطَعَ مَال مُسْلِمٍ بِيَمِينهِ، وفِيمَن قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ، وفِي الأمِير الغَاش لِرَعِيَّتِهِ]

- ‌[بَابٌ فِي رَفْعِ الأَمَانَةِ، وعَرْضِ الفِتَنِ عَلى القُلُوبِ، وَمَا جَاءَ أَنَّ الإِسْلامَ يَعُودُ كَمَا بَدَأَ، وَفِي رُجُوعِهِ إِلَى المَدِينَةِ، وفِيمَن تُدْركه السَّاعَةُ، وفِي خَوْفِ المِحَنِ والفِتَنِ]

- ‌[بَابُ إِذا لَمْ يَكُنِ الإسْلامُ عَلَى الحَقِيقَةِ وَكان عَلَى الاسْتسْلامِ، واسْتِجْلابِ النَّاسِ لِلإِسْلامِ بِالعَطَاءِ وتَألُّفِهِمْ بِهِ]

- ‌[بَابُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام وَطُلُوع الشمْسِ مِنْ مغْرِبهَا]

- ‌[بَابُ بدءِ الوَحْي]

- ‌[بَابٌ فِي الإسْرَاءِ، وذِكْرِ مَن لَقِي النبي صلى الله عليه وسلم مِن الأَنبِيَاءِ، ومَا رَأَى مِنْ غَيرِ ذَلِكَ، وذِكْر الدَّجَّال، وَقَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا يَنَامُ ولا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَام)، وفِي رُؤَيةِ الله تبارك وتعالى]

- ‌باب أحاديث الشفاعة، وذكر يوم القيامة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأن بركته وشفاعته لا تنال غير المؤمنين، وقوله عليه السلام للسائل: "إن أبي وأباك في النار

- ‌[بَابُ قَوْل النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا وَلِيَّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) وَمَا جَاءَ في مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ]

- ‌بَابُ مَثَل الْمُسْلِمِينَ فِي الكُفَّارِ، وَكَمْ بَعْث الْجَنَّةِ وَبَعْث النَّارِ

- ‌كتاب الطهارة

- ‌باب الوضوء وفضله

- ‌[بَابُ وُجُوبِ الوُضُوءِ وصِفَته وَفَضْله، وفِيهِ ذَكْرُ الوتْر في الاستِنْثَارِ والاسْتِنجَاءِ]

- ‌[بَابُ القَوْلِ بَعْدَ الوُضُوءِ]

- ‌[بَابُ فِي السِّواكِ وفَضْلِه، وفِي أَعْمَالِ الفِطرَةِ والاخْتِتانِ وقَصِّ الشَّارِب وغَيرِ ذَلِكَ]

- ‌بَابُ [الاسْتِنجَاءِ ومَا يَتَعَلَّق بِه مِن النَّهْي عِن اسْتقْبَال القِبْلَة والاسْتنْجَاء باليَمِينِ وغَيرِ ذَلِك]

- ‌[باب لا تُستَقبل القبلة بغائط أو بول]

- ‌[بَابٌ فِي البَوْلِ قَائِمًا وفِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ والعِمَامَةِ فِي الوُضُوءِ وفِي صَلَواتٍ تُصَلَّى بِوُضُوءٍ واحِدٍ]

- ‌[بابٌ فِي المسْتَيقِظ مِنَ النَّومِ لا يَغْمِس يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، وفِي الإِناءِ يَلغُ فِيهِ الكَلْبُ، والفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ]

- ‌[بَابُ النَّهْي عَنِ البَوْلِ فِي الْمَاءِ الدَّائِم، وَعَنِ اغتِسَالِ الجُنبِ فِيهِ، وفِي حُكْمِ البَوْلِ والْمَنِيِّ والدَّمِ]

- ‌[بَابٌ فِي النَّومِ مَعَ الحَائِض، ومَا يَحِل مِنْهَا، وفِي الْمَذِيِّ والجُنب يَتَوضأ للنَّوم، وفِي المُجَامِع يُعَاود، وفِي المرأَة تَحْتَلم]

- ‌بَابٌ فِي الاغْتِسَالِ مِن الجَنَابَةِ، وَكَم يَكْفِي المُغْتَسل والمُتَوَضِّئ مِنَ المَاءِ، وَاغْتِسَال الرجُل والمَرأَة مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَفِي الاغْتِسَال مِنَ المَحِيضِ

- ‌بَابٌ فِي التسَتُّرِ للغُسْلِ وَغَيره

- ‌بَاب فِي الرَّجُلِ يُجَامِع فَيُكسِل

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ مِمَا مَسَّتِ النَّارُ

- ‌بَابُ إِذَا وَجَدَ حَرَكَةً فِي جَوْفِهِ فَلا يَتَوَضأ حَتى يَسْتَيقِنَ

- ‌بَابُ الانْتِفَاعِ بِجُلُودِ المَيتَةِ إِذَا دُبِغَت

- ‌كِتَاب الصلاةِ

- ‌بَابُ الأَذَانِ

- ‌بَابُ رَفْع اليَدَينِ والتكْبِير وقِرَاءَة أمِّ القُرآن ومَا تَيَسَّرَ، وتَعلِيم النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ والقِرَاءةَ خَلْفَ الإِمَامِ، وتَرك الجهْر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- ‌بَابُ تَحْسِين الصَّلاة وإِتْمَامِهَا، والنَّهْي عَنْ مُبَادَرَة الإِمَامِ، وعَنْ رَفْعِ البَصَر إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاةِ، والأمْر بالسُّكُونِ فِيهَا، وفِي الإِشَارَةِ عِنْدَ التَّسْلِيمِ والصُّفُوف، وَفِيمَن رَكَعَ دُون الصَّف، والنَّهْي أَن يَرْفَع النِّسَاءُ قَبْل الرِّجَال، وفِي خُرُوج النِّسَاء إِلَى المسْجِد

- ‌بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}، وقَولِهِ تَعَالى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}، وقِرَاءةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجِنِّ

- ‌في مَنْ عَقَصَ رأْسَهُ فِي الصَّلاةِ

- ‌بَابُ الاعْتِدَالِ في السُّجُودِ، وَكَيفَ يَسْجُدُ، وَمَنْ استَوَى قَاعِدًا في وتْرٍ مِن صَلاتِهِ ثُمَّ نَهَضَ

- ‌بَابٌ في سُتْرَةِ المُصَلِّي، ومَا جَاءَ في المُرُورِ بَين يَديه، والاعْتِراض، ومَا يَقْطَعُ الصَّلاةَ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي الثَّوْبِ الوَاحِد

- ‌بَابٌ في السَاجدِ

- ‌بَابٌ فِي مِنْبَرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصَلاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ في الاخْتِصَارِ فِي الصَّلاةِ، ومَسْحِ الْحَصَى، والبُصَاقِ فِي الصَّلاةِ وَفِي الْمَسْجدِ

- ‌بَابُ الصَّلاةِ فِي النِّعَالِ فِي الثَّوْبِ المعَلم وَبحَضْرةِ الطَّعَام والنَّهْي عَن إِتْيَان المَسْجِد لِمَنْ أَكَلَ البَصَلَ أو الثَّومَ والنَّهْي عَن إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِيهِ

- ‌بَابُ السَّهْو فِي الصلاةِ

- ‌بَابٌ فِي سجُودِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ صِفَةِ الجلُوسِ فِي الصَّلاةِ، والتَّسْلِيم والتَّكْبِيرِ بَعْدَ الصّلاة، ومَا يُسْتَعَاذ مِنْه فِيهَا، ومَا يُقالُ بَعْدَهَا

- ‌بَابُ مَا يُقَالُ بَينَ التكبِير والقِرَاءَةِ وفَضْلِ الذِّكْرِ عِنْدَ دخُولِ الصَّلاةِ

- ‌بَابُ إِتْيَانِ الصلاةِ بِالسَّكِينَةِ وَمَتَى يَقُومُ النَّاسُ إِلَيهَا، وخُرُوجِ الإِمَامِ بَعْدَ الإِقَامَةِ لِعُذْرٍ، وَمَتَى تُقَامُ الصَّلاةُ، وَفِيمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْهَا

- ‌[بَابُ قَضَاءِ صَلاةِ العَصْرِ بَعْد الغُرُبِ]

- ‌[بَابٌ في المحافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الصُّبْحِ والعَصْرِ]

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَأْخِيرِ الصَّلاةِ عَنْ وَقْتِهَا

- ‌بَابٌ في صَلاةِ الجَمَاعَةِ

- ‌[بَابُ الصَّلاةِ عَلَى الحَصِيرِ]

- ‌[بَابُ فَضْلِ صَلاةِ الجَمَاعَةِ وانْتِظَار الصَّلاة]

- ‌بَابٌ في القُنُوتِ

- ‌بَابٌ في مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةِ أَوْ نَسِيهَا

- ‌[بَابُ بِدْءِ فَرْضِ الصَّلاة رَكْعَتَين رَكْعَتَين]

- ‌بَابُ الصَّلاةِ في الرِّحَالِ في الْمَطَرِ، وَالتَّنَفُّلِ عَلَى الدَّابَّةِ

- ‌بَابُ الجَمْع بَينَ الصَّلاتينِ [فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ]

- ‌باب

- ‌بَابٌ فِيمَنْ صَلَّى ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةَ فِي يَوْمٍ وَلَيلَةٍ، وَالتنَفُّل قَبْل الصَّلاةِ وَبَعْدَهَا، وصَلاة القَاعِدِ

- ‌بَابُ فِي صَلاةِ اللَّيلِ والوتْرِ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيلِ، أَوْ مَرِضَ، أَوْ سَافَرَ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ الأَوَّابِينَ [حِينَ تَرْمضُ الفِصَالُ]

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌بَابُ فَضْلِ طُولِ الصَّلاةِ، وَصَلاةِ اللَّيلِ، وقِيام رَمَضَان، وَلَيلَةِ القَدْرِ

- ‌بَابٌ فِي صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم باللَّيلِ وَدَعَائِهِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ نَامَ اللَّيلَ كُلَّهُ

- ‌صَلاةُ النَّافِلَةِ فِي البُيُوتِ، والمدَاوَمَةُ عَلَي العَمَلِ، ومَا يَفْعَل إِذَا كَسِلَ فِي الصَّلاةِ، أَوْ نَعَسَ فِي الصَّلاةِ

- ‌[بَابُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، وَمَا يَفْعَل إِذَا نَعَسَ فِي الصَّلاةِ]

- ‌[بَابُ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُد]

- ‌بَابُ الجهْرِ فِي صَلاةِ اللَّيلِ

- ‌بَابُ تَعَاهُدِ القُرْآن، وَتَحْسِينِ الصَّوْت بهِ [والتَّرْجِيعِ]

- ‌بَابُ مِنْ فَضْلِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنِ الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ

- ‌[بَابٌ في الرّكْتَينِ بَعْدَ العَصْرِ]

- ‌بَابُ بَين كُلِّ أَذَانَينِ صَلاةٌ

- ‌صَلاةُ الخَوْفِ

- ‌كِتَابُ الْجُمُعَةِ

- ‌[بَابٌ في الْجُمُعَةِ والغُسْلِ لَهَا]

- ‌بَابُ فَضْلِ يَوْمِ الحمُعَةِ

- ‌[بَابُ التعْلِيمِ لِلمُعَلِّم في الخطْبَةِ]

- ‌باب في العيدين

- ‌بَابٌ فِي الاسْتِسْقَاءِ

الفصل: ‌[باب في فضل السجود، وفي إثم تارك الصلاة، وفي أي الأعمال أفضل، وأي الذنوب أكبر، وفي الموبقات، وسب الوالدين، وفي الكبر، وترك الصلاة كفر]

قال مسلم: بمثله، ولم يذكر النص، وخرجه البخاري من حديث أبي سعيد وذكر النص، وقَال (1) فِيهِ:(أَلَيسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ ) قُلْنَ: بَلَى. قَال: (فَذَاكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا)(2). خرجه في كتاب "الصوم" وفي كتاب "الوضوء" ولم يخرج فيه عن ابن عمر شَيئًا، ولا ذكر أبا هريرة في هذا الحديث.

[بَابٌ فِي فَضلِ السُّجُودِ، وفِي إِثم تَارِكِ الصَّلاةِ، وفِي أَي الأعَمَالِ أَفضل، وأي الذنُوب أَكبَر، وفِي المُوبقَاتِ، وسَبِّ الوَالِدَينِ، وفِي الكِبر، وتَركِ الصَّلاةِ كُفرٌ]

(3)

109 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قَرَأَ ابْن آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيطَان يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيلَهُ، أُمِرَ ابْن آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيتُ فَلِيَ النَّارُ)(4). [وفي آخر: "فَعَصَيتُ" بدل "أَبَيتُ"](5). وفي رواية: "يَا وَيلَتَا". لم يخرج البخاري هذا الحديث.

110 -

(2) مسلم. عَنْ جَابِر بن عَبد الله قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (بَينَ الرَّجُلِ وَبَينَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ)(6). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

(1) قوله: "قال" من (ج) فقط.

(2)

البخاري (1/ 405 رقم 304)، وانظر أرقام (1462، 1951، 2658).

(3)

ما بين المعكوفين من (ج) فقط.

(4)

مسلم (1/ 87 رقم 81).

(5)

ما بين المعكوفين من (ج) فقط.

(6)

مسلم (1/ 88 رقم 82).

ص: 59

111 -

(3) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَال: (إِيمَانٌ بِاللهِ). قَال: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ). قَال: ثُمَّ مَاذَا؟ قَال: (حَجٌّ مَبْرُورٌ)(1)(2). وَفِي رِوَايَةِ: "إِيمَان بِالله وَرَسُوله".

ترجم عليه البخاري باب: "من قال: إن الإيمان هو العمل، لقول الله عز وجل {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (3)، وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (4) عن قول: "لا إله إلا الله".

112 -

(4) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَال: (الإِيمَانُ بِاللهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ). قَال: قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَال: (أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا (5)، وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا). قَال: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَال: (تُعِينُ ضَائِعًا (6)، أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ) (7). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ!

(1)"حج مبرور": هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم، وقيل المبرور: المتقبل.

(2)

مسلم (1/ 88 رقم 83)، البخاري (1/ 77 رقم 26)، وانظر (1519).

(3)

سورة الزخرف، آية (72).

(4)

سورة الحجر، الآيتان (92، 93).

(5)

"أنفسها عند أهلها": أرفعها وأجودها.

(6)

"ضائعًا" الرواية المشهورة بالضاد المعجمة من الضياع. وكذا هو لجميع الرواة في البخاري، وهي رواية هشام بن عروة عن أبيه، عن أبي مراوح الليثي، عن أبي ذر. أما رواية الزهري، عن حبيب مولى عروة، عن عروة فالمحفوظ فيها بالصاد والنون "صانعًا". وقد روى معمر عنه أنه قال: صحف هشام وإنما هو بالصاد والنون. قال الدارقطني: وهو الصواب لمقابلته بالأخرق وهو الذي ليس بصانع ولا يحسن العمل. على أن لرواية "ضائعًا" وجهًا. وهو أن يراد به ذو الضياع من فقر وعيال.

(7)

"لأخرق": الأخرق الذي ليس بصانع. يقال: أخرق لمن لا صنعة له.

ص: 60

أَرَأَيتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟ قَال: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ الناسِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ)(1). هكذا قال: "ضائعًا"، وكذلك عند البخاري، والصواب:"صانعًا" بالنون.

113 -

(5) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! أَيُّ الأَعْمَالِ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ؟ قَال: (الصّلاةُ عَلَى مَوَاقِيتهَا). قُلْتُ: وَمَاذَا يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَال: (بِرُّ الْوَالِدَينِ). قُلْتُ: وَمَاذَا يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَال: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ)(2). وفي لفظ آخر: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إلَى اللهِ تعالى؟ قَال: (الصَّلاةُ عَلَى وقتها). قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَال: (بِرُّ الْوَالِدَينِ). قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَال: (ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ). قَال: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَو اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. وفي آخر: أَي العَمَل (3) أَفضَل؟ قَال: "الصَّلاةُ لِوَقتِهَا. . ." الحديث (4)، وفيه: فَمَا تَرَكتُ أَسْتَزِيدُه إلا إِرْعاءً عَلَيه (5).

114 -

(6) وعَنْهُ قَال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذنْبِ أَعْظمُ عِنْدَ اللهِ؟ قَال: (أَنْ تَجْعَلَ لِلهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ). قَال: قُلْتُ لَهُ: إنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قَال: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَال: (ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ). قَال: قُلْتُ: ثُمَّ أيّ؟ قَال: (ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ (6) جَارِكَ) (7).

(1) مسلم (1/ 89 رقم 84)، البخاري (5/ 148 رقم 2518).

(2)

مسلم (1/ 89 رقم 85)، البخاري (912 رقم 527)، وانظر أرقام (2782، 5970، 7534).

(3)

في (ج): "الأعمال".

(4)

قوله: "الحديث" من (ج) فقط.

(5)

"إرعاءً عليه": إبقاءً عليه ورفقًا به.

(6)

في (ج): "بحليلة".

(7)

مسلم (1/ 90 رقم 86)، البخاري (8/ 163 رقم 4477)، وانظر أرقام (4761، 6001، 6811، 6861، 7520، 7532).

ص: 61

115 -

(7) وعَنْهُ قَال: قَال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ؟ قَال: (أَنْ تَدْعُوَ لِلهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ). قَال: ثُمَّ أيٌّ؟ قَال: (أنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ). قَال: ثُمَّ أيٌّ؟ قَال: (أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ). فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل تَصْدِيقهَا: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (1)(2).

116 -

(8) وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَال: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (أَلا أُنبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ -ثَلاثًا-: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ). وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَمَا زَال يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيتَهُ سَكَتَ (3). في بعض ألفاظ البخاري: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلا أُنبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِر؟ ) فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: (الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَينِ)، وَكَانَ مُتِّكِئًا فَجَلَسَ فَقَال:(أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ). فَمَا زَال يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ: لا يَسْكُتُ. خرجه في "الأدب"، وفي آخر:"أَلا وقَوْل الزُّورِ"، ولم يذكر الشَّهَادة. خرجه في "الشهادات".

117 -

(9) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْكَبَائِرِ قَال:(الشِّرْكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَقَوْلُ الزُّورِ)(4).

118 -

(10) وعَنْهُ قَال: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَبَائِرَ أوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ

(1) سورة الفرقان، آية (68).

(2)

مسلم (1/ 91 رقم 86).

(3)

مسلم (1/ 91 رقم 87)، البخاري (5/ 261 رقم 2654)، وانظر (5976، 6273، 6274، 6919).

(4)

مسلم (1/ 91 رقم 88)، البخاري (5/ 261 رقم 2653)، وانظر أرقام (5977، 6871).

ص: 62

فَقَال: (الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَينِ). وَقَال: (أَلا أُنبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ) قَال: (قَوْلُ الزُّورِ، أَوْ قَال: شَهَادَةُ الزُّورِ). قَال شُعْبَةُ: وَأَكْبَرُ (1) ظَنِّي أَنَّهُ: (شَهَادَةُ الزُّورِ)(2). في بعض طرق البخاري: "شَهَادةُ الزُّور" من غير شك. وقال: سُئل عَن الكَبائِر. خرجه في كتاب "الشهادات"(3). وخرجه في كتاب "الديات"، قال:(أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإِشرَاك بالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وقَوْلُ الزُّورِ، أَوْ قَال: وَشَهَادَةُ الزُّورِ). وخرجه (4) من حديث أنس أَيضًا.

119) (11) وخرَّجه كتاب "الأيمان والنذور" من حديث عبد الله بن عمرو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(الكَبَائِرُ: الإِشرَاكُ بالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وَقَتْلُ النفْسِ، واليَمِين الغَمُوس)(5).

120 -

(12) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ)(6). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا هُنَّ؟ قَال: (الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ (7)، وَقَذْفُ الْمُحْصِنَاتِ الْغَافِلاتِ (8) الْمُؤْمِنَاتِ) (9).

121 -

(13) مسلم. عَنْ (10) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ

(1) في (ج): "وأكثر".

(2)

انظر الحديث الذي قبله.

(3)

في (ج): "الشهادة".

(4)

في (ج): "خرجه" بدون واو.

(5)

البخاري (11/ 555 رقم 6675)، وانظر أرقام (6870، 6920).

(6)

"الموبقات": المهلكات.

(7)

"الزحف": القتال.

(8)

"المحصنات الغافلات": المراد بالمحصنات هنا العفائف. وبالغافلات: الغافلات عن الفواحش وما رمين به من سوء.

(9)

مسلم (1/ 92 رقم 89)، البخاري (5/ 393 رقم 2766)، وانظر (5764، 6857).

(10)

في (أ): "وعن".

ص: 63

- صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ مِنَ الْكَبَائرِ شَتْمَ الرَّجُلِ وَالِدَيهِ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيهِ؟ ! قَال: (نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ)(1). وقال البخاري: (إِنَّ مِنْ أَكْبَر الكَبَائِر أَن يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيه). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيفَ يَلْعَن الرَّجُلُ وَالِدَيهِ؟ قال: (يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ وأُمَّهُ).

122 -

(14) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ). قَال رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَال:(إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَال. الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ (2) وَغَمْطُ النَّاسِ) (3)(4). وفي لفظ آخر: (لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ (5) مِنْ إِيمَانٍ، وَلا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْر). لم يحزج البخاري هذا الحديث.

123 -

(15) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا دَخَلَ النَّارَ). قُلتُ (6) أنَا: ومَن مَات لا يُشْرِك بِالله شَيئًا دَخَلَ الجَنَّة (7). من ألفاظ البخاري عَن عَبْد الله فِي هَذا الحَدِيث: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَة، وقُلت أُخرى: مَن مَات. . . وذكر الحديث (8).

(1) مسلم (1/ 92 رقم 90)، البخاري (10/ 403 رقم 5973).

(2)

"بطر الحق": إبطاله بدفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا.

(3)

"غمط الناس": احتقارهم واستصغارهم لما يرى من رفعته عليهم.

(4)

مسلم (1/ 93 رقم 91).

(5)

"خردل": الخردل نبات له حب أسود صغير جدًّا.

(6)

في (ج): "وقلت".

(7)

مسلم (1/ 94 رقم 92)، البخاري (3/ 110 رقم 1238)، وانظر (4497، 6683).

(8)

في (ج): "وذكره".

ص: 64

124 -

(16) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الْمُوجِبَتَانِ (1)؟ قَال: (مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا دَخَلَ النَّارَ)(2).

125 -

(17)[وعَنْهُ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ لَقِيَ اللهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ) (3)](4). لم يخرج البخاري عن جابر في هذا شَيئًا.

126 -

(18) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَال: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ)(5).

127 -

(19) وعَنْهُ قَال: أَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَائِمٌ عَلَيهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، ثُمَّ أَتَيتُهُ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيتُهُ وَقَدِ اسْتَيقَظَ، فَجَلَسْتُ إِلَيهِ فَقَال:(مَا مِنْ عَبْدٍ قَال: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ). قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَال: (وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ). قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَال: (وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرقَ) ثَلاثًا، ثُمَّ قَال فِي الرَّابِعَةِ:(عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ). قَال: فَخَرَجَ أَبُّو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ (6) أَبِي ذَرٍّ (7). قال البخاري في

(1)"الموجبتان": سميتا بذلك لأن الله أوجب بهما ما ذكره من الخلود في الجنة أو في النار.

(2)

مسلم (1/ 94 رقم 93).

(3)

مسلم (1/ 94 رقم 93).

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (ج).

(5)

مسلم (1/ 94 رقم 94)، البخاري (3/ 110 رقم 1237)، وانظر أرقام (1408، 2388، 3222، 5827، 6268، 6443، 6444، 7487).

(6)

"وإن رغم أنف": الرغام التراب، يقال: أرغم الله أنفه أي ألصقه بالتراب، والمراد: خضع وذل، فكأنه لصق بالتراب.

(7)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 65

إِثرِ هَذا الحديث: هَذا عِند المَوْت أَو قَبلَه إذَا تَاب ونَدِم (1)، وقال: لا إله إِلا الله.

128 -

(20) مسلم (2). عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ قَال: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأيتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفارِ فَقَاتَلَنِي، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ (3)، فَقَال: أَسْلَمْتُ لِلهِ أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالهَا؟ ! قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تَقْتُلْهُ). قَال: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّهُ قَدْ قَطَعَ يَدِي، ثُمَّ قَال ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ قَطَعَهَا أَفَأَقْتُلُهُ؟ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلتهُ فَإِنهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقتلَهُ، وَإنكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَال)(4)(5). وفِي رِوَاية: فَلَمَّا أَهَوَيت لأَقْتلَه قَال: لا إِله إِلا الله. ذَكرَ البخاري هَذا الحَدِيث في أول "الديات" وقَال بَعد انقضَائه: وَقَال حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمِقْدَادِ: (إِذَا كَانَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ يُخْفِي إِيمَانَهُ مَعَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَأَظْهَرَ إيمَانَهُ، فَقَتَلْتَهُ فَكَذَلِكَ كُنْتَ أَنْتَ تُخْفِي إِيمَانَكَ بِمَكَّةَ مِنْ قَبْلُ). وقال فِي "المغَازي": وكان ممن شَهِد بدرًا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يعني المقداد.

129 -

(21) مسلم. عَنْ أبِي ظِبْيَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ قَال: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)"إذا تاب وندم": قول البخاري رحمه الله هو أحد الأقوال في معنى الحديث، وأرجح منه أن يقال:"دخل الجنة" أي صار إليها إما ابتدءًا لمن شاء الله له المغفرة، وإما بعد أن يقع له ما يقع من العذاب ثم يدخلها. وفي ذلك حجة لمذهب أهل السنة: أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بدخول النار، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة.

(2)

قوله: "مسلم" من (ج) فقط.

(3)

"لاذ مني بشجرة": أي استتر واعتصم بها.

(4)

في (ج): "قالها".

(5)

مسلم (1/ 95 رقم 95)، البخاري (7/ 321 رقم 4019)، وانظر (6865).

ص: 66

فِي سَرِيَّةٍ، فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ (1) مِنْ جُهَينَةَ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَال: لا إلَهَ إِلا اللهُ، فَطَعَنْتُهُ فَقَتَلْتُه، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَقَال لا إلَهَ إلا اللهُ وَقَتَلْتَهُ؟ ! ). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إنَّمَا قَالهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاح، قَال:(أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالهَا أَمْ لا؟ ). فَمَا زَال يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنيتُ أَنِّي أسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ. قَال: فَقَال سَعْدٌ: وَأَنَا وَاللهِ لا أَقتلُ مُسْلِمًا حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبُطَينِ (2) يَعْني أسَامَةَ، قَال: قَال رَجُلٌ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ عز وجل: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (3)؟ فَقَال سَعْدٌ: قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَأنْتَ وَأصْحَابُكَ تُرِيدُرنَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ (4). وفي لفظ آخر: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَينَةَ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ (5) قَال: لا إلَهَ إِلا الله، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، وَطَعَنْتُهُ بِرُمْحي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَما قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال لِي:(يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلَهَ إِلا اللهُ؟ ! ). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا (6). قَال: فَقَال: (أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلَهَ إِلا اللهُ؟ ! ). قَال: فَمَا زَال يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنيتُ أنِّي لَمْ أكُن أسْلَمْتُ قَبْلَ

(1)"الحرقات": بطن من جهينة والمنسوب إليه الحرقة، ويقال لجماعة المنسوبين الحرقات، ونسبة الواحد إليهم حرقي.

(2)

"ذو البطين": قيل لأسامة: ذو البطين، لأنه كان له بطن عظيم.

(3)

سور الأنفال، آية (39).

(4)

مسلم (1/ 96 رقم 96)، البخاري (7/ 517 رقم 4269)، وانظر (6872).

(5)

"غشيناه": أي لحقناه حتى تغطى بنا.

(6)

"إنما كان متعوذا": أي لاجئًا ومعتصمًا بهذه الشهادة ليدفع عن نفسه القتل، وليس بمخلص في إسلامه.

ص: 67

ذَلِكَ الْيَوْمِ. لَم يُخرِج البخاري اللفظ الأول مِن حدِيث أُسَامَة هَذَا، وذَكَرَ مِثل قَوْلِ سَعْدٍ للرَّجلِ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، أَوْ مَعْنَاه (1).

130 -

(22) مسلم. عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا (2) مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِنهُمُ الْتَقَوْا فَكَانَ (3) رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا شَاءَ أنْ يَقْصِدَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ، وَإِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ غَفْلَتَهُ، قَال: وَكُنا نُحَدَّثُ أَنَّهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيدٍ فَلَمَّا رَفَعَ (4) عَلَيهِ (5) السَّيفَ، قَال: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَقَتَلَهُ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ، وَأَخْبَرَهُ حَتَّى أَخْبَرَهُ خَبَرَ الرَّجُلِ كَيفَ صَنَعَ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ، فَقَال:(وَلِمَ قَتَلتهُ؟ ! ). قَال: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلَ فُلانًا وَفُلانًا، وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيهِ، فَلَمَّا رَأَى السَّيفَ قَال: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَقَتَلْتَهُ؟ ! ). قَال: نَعَمْ. قَال: (فَكَيفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ! ). قَال: يَا رَسُولَ اللهِ! اسْتَغْفِرْ لِي. قَال: (وَكَيفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ! )(6). قَال: فَجَعَلَ لا

(1) البخاري (6/ 235 رقم 3130)، وانظر أرقام (3698، 3704، 4066، 4513، 4514، 4650، 4651، 7095).

(2)

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا": أول الخبر في مسلم: عن صفوان بن محرز أنه حدث أن جندب بن عبد الله بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزبير فقال: اجمع لي نفرا من إخوانك حتى أحدثهم. فبعث رسولًا إليهم، فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنس أصفر فقال: تحدثوا. بما كنتم تحدثون به. حتى دار الحديث، فلما دار الحديث إليه حسر البرنس عن رأسه فقال: إني أتيتكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثًا من المسلمين. . .

(3)

في (ج): "وكان".

(4)

في (أ): "رجع".

(5)

في (ج): "إليه".

(6)

في (أ) تكررت عبارة: "قال: يا رسول الله! استغفر لي. قال: فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة".

ص: 68

يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ: (كَيفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ! )(1). لم يُخرج البخاري هَذا الحديث عَن جُندب، أخرج حديث أُسَامة في معنَاه.

131 -

(23) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَنْ حَمَلَ عَلَينَا السِّلاحَ فَلَيسَ مِنَّا)(2).

132 -

(24) وعَنْ أَبِي مُوسَى مثلهُ مَرفُوعًا (3) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

133 -

(25) وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ سَلَّ عَلَينَا السَّيفَ فَلَيسَ مِنَّا)(4). تفرد مسلم بِهَذا عَن سلمة.

134 -

(26) مسلم. عَنْ أبي هُرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ (5) طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَال:(مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطعَامِ؟ ) قَال: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ (6) يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: (أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطعَامِ كَي يَرَاهُ النَّاسُ! مَنْ غَشَّ فَلَيسَ مِنِّي)(7). لم يخرج البخاري هَذا الحَدِيث.

135 -

(27) ولمسلم عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أيضًا قَال: قَال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ عَلَينَا السِّلاحَ فَلَيسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيسَ مِنَّا)(8). لم يُخرج البخاري من هَذَا الْحَدِيث وَلا الَّذِي قَبْلَهُ إلا حَدِيث (9): "مَنْ حَمَلَ عَلَينَا السِّلاحَ"، أخرجه عن ابن عمر، وأبي موسى، كما تقدم.

(1) مسلم (1/ 97 رقم 97).

(2)

مسلم (1/ 98 رقم 98)، البخاري (12/ 192 رقم 6874)، وانظر رقم (7070).

(3)

مسلم (1/ 98 رقم 100)، البخاري (13/ 23 رقم 7071).

(4)

مسلم (1/ 98 رقم 99).

(5)

"صبرة": الكومة المجموعة من الطعام.

(6)

"أصابته السماء": أي المطر.

(7)

مسلم (1/ 99 رقم 102).

(8)

مسلم (1/ 99 رقم 101).

(9)

في (أ): "لم يخرج البخاري هذا الحديث إلا حديث".

ص: 69