الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالتْ: نَعَمْ (1). (2)
بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} ، وقَولِهِ تَعَالى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} ، وقِرَاءةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الجِنِّ
615 -
(1) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} (3) قَال: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَال الله تَعَالى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ قِرَاءَتَكَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ أَسْمِعْهُمُ الْقُرْآنَ وَلا تَجْهَرْ ذَلِكَ الْجَهْرَ، {وَابْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلًا} يَقُولُ: بَينَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ (4). زاد البخاري: حَتَّى يَأخُذُوا عَنكَ القُرْآن، وقَال: فَيَسمع الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآن.
616 -
(2) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ أنَّ هَذِه الآيَة نَزَلَت فِي الدُّعَاءِ (5).
617 -
(3) وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوْلِهِ عز وجل:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} (6) قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ عَلَيهِ جِبْرِيلُ بِالْوَحْي كَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيهِ (7) فَيَشْتَدُّ عَلَيهِ، فَكَانَ ذَلِكَ يُعْرَفُ
(1) مسلم (1/ 329 رقم 445)، البخاري (2/ 349 رقم 869).
(2)
في حاشية (أ): "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في الرابع والسبعين والحمد لله".
(3)
سورة الإسراء، آية (110).
(4)
مسلم (1/ 329 رقم 446)، البخاري (8/ 404 رقم 4722)، وانظر أرقام (7490، 7525، 7547).
(5)
مسلم (1/ 329 رقم 447)، البخاري (8/ 405 رقم 4723)، وانظر أرقام (6327، 7526).
(6)
سورة القيامة، آية (16).
(7)
"كان مما يحرك به لسانه وشفتيه" معناه كان كثيرًا ما يفعل ذلك.
مِنْهُ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} أَخْذَهُ (1)، {إِنَّ عَلَينَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}: إِنَّ عَلَينَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ وَقُرْآنِهِ (2) فَتَقْرَؤُهُ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قَال: أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ لَهُ، {إِنَّ عَلَينَا بَيَانَه}: أَنْ (3) نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ، فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام أَطْرَقَ، فَإِذَا ذَهَبَ قرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللهُ عز وجل (4). وفِي لفظِ آخر: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً كَانَ (5) يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ، فَقَال لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَا أُحَرّكُهُمَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهُمَا، فَحَرَّكَ شَفَتَيهِ، قَال (6) سَعيد (7): أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَرّكُهُمَا، فَحَرَّكَ شَفَتَيهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَينَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} ، قَال: جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ، قَال: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا أَنْ تَقْرَأَهُ. قَال: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَقْرَأَهُ. وعند (8) البخاري في بعض ألفاظه: فقيل له: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} يَخشَى أَنَّ يَتَفَلَّت مِنهُ {إِنَّ عَلَينَا جَمْعَهُ} .
618 -
(4) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمُ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَة مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَينَ الشَّيَاطِينِ وَبَينَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: حِيلَ بَينَنَا وَبَينَ خَبَرِ السَّمَاءِ،
(1) في (ج): "خذه".
(2)
في (أ): "قراءته".
(3)
قوله: "أن" ليس في (ج).
(4)
مسلم (1/ 330 رقم 448)، البخاري (1/ 29 رقم 5) وانظر أرقام (4927، 4928، 4929، 5044، 7524).
(5)
في (ج): "وكان".
(6)
في (ج): "فقال".
(7)
"قال سعيد" هو ابن جبير الراوي عن ابن عباس.
(8)
في (ج): "عند".
وَأُرْسِلَتْ عَلَينَا (1) الشُّهُبُ، قَالُوا: مَا ذَاكَ إِلا مِنْ شَيءٍ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَال بَينَنَا وَبَينَ خَبَرِ السَّمَاءِ. فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذينَ أَخَذُوا نَحْوَ تِهَامَةَ وَهُوَ بِنَخْلٍ (2) عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ وَقَالُوا: هَذَا الَّذِي حَال بَينَنَا وَبَينَ خَبَرِ السَّمَاءِ. فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} (3) فَأَنْزَلَ الله عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} (4). (5)، لم يذكر البخاري قوله: مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمُ. [وزاد: وإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيهِ قَولُ الجِن. خرجه في باب "الجهر بقراءة صلاة الفجر"](6)، وفي "التفسير"، وقَال: بنخلة، وهو الصواب، وهو موضع قريب من مكة.
619 -
(5) مسلم. عَن عَلْقَمَةَ قَال: سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ: هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَةَ الْجِنِّ؟ قَال: لا، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ، فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَو اغْتِيلَ (7). قَال: فَبِتْنَا بِشَرٍّ لَيلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَل حِرَاءٍ
(1) في (ج): "علينا"، وفي (أ):"عليهم" وفوقها علامة التصويب "صح". وفي الحاشية "علينا" وفوقها "خ".
(2)
"وهو بنخل" أي: مر النفر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخل، ونخل أو نخلة: موضع معروف.
(3)
سورة الجن، آية (1 - 2).
(4)
سورة الجن، آية (1).
(5)
مسلم (1/ 331 رقم 449)، البخاري (1/ 253 رقم 773) وانظر رقم (4921).
(6)
ما بين العكوفين ليس في (ج).
(7)
"اسطير أو اغتيل" استطير: طارت به الجن، أو قتل سرًّا، والغيلة: هي القتل في خفية.
قَال: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ. فَقَال:(أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَقَرَأتُ عَلَيهِمُ الْقُرْآنَ)، قَال: فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ (1) الزَّادَ، فَقَال:(لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيهِ يَقَعُ فِي أَيدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُون لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ)، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(فَلا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ)(2). وفي روايةٍ: وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ. وفي أخرى عَن ابن مَسْعْود: لَمْ أَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَة الجن، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَهُ.
620 -
(6) وعَنْهُ: أَنَّه آذَنَتْهُ (3) بِهِمْ شَجَرَةَ، يَعنِي آذنت النَّبِي عليه السلام بالجِنّ.
لم يخرج البخاري حديث ابن مسعود هذا إلا قوله: آذَنَتْهُ بِهِمْ شَجَرَةٌ. فإنه أخرجه في باب (4)"ذكر الجنّ".
621 -
(7) وأَخرَجَ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الإِدَاوَةَ لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَينَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا فَقَال:(مَنْ هَذَا؟ ) فَقَال (5): أَنَا أَبُو هُرَيرَةَ، فَقَال:(ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بهَا، وَلا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ). فَأَتَيتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيتُ فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَال: (هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ (6) وَنِعْمَ الْجِنُّ فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ الله لَهُمْ أَنْ لا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ إِلا وَجَدُوا عَلَيهِمَا طَعَامًا) (7). خرجه في
(1) في (ج): "فسألوه".
(2)
مسلم (1/ 332 رقم 450)، البخاري (7/ 171 رقم 3859).
(3)
"آذنته" أي: أعلمته.
(4)
في (ج): "كتاب".
(5)
في (ج): "قال".
(6)
"نصيبين": بلدة مشهورة بالجزيرة بين الشام والعراق.
(7)
البخاري (7/ 171 رقم 3860)، وانظر رقم (155).
باب "المناقب" في "ذكر الجن"، ولم يخرج مسلم عن أبي هريرة في هذا شَيئًا، ولا أخرج فيه إلا ما تقدم من حديث ابن مسعود. (1)
بَابُ القِرَاءَةِ فِي الصَّلَواتِ الخَمْس، والأمْر لِلأَئِمَّة بِالتَّخْفِيف، واعْتِدَال الصَّلاة وإتْمَامها، ومَتَى يَسْجُد مَن وَرَاء الإِمَام، ومَا يَقُول فِي الرُّكُوع والسُّجُود، وفَضْل السُّجُود وعَلَى (2) كَمْ يَسْجُدُ؟
622 -
(1) مسلم. عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَينِ الأُولَيَينِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَينِ، ويسْمِعُنَا الآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطَوِّلُ الرَّكْعَةَ الأُولَى مِنَ الظُّهْرِ، ويقَصِّرُ الثَّانِيَةَ، وَكَذَلِكَ فِي الصُّبْحِ (3). وفي طريق آخرى: وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَينِ الأُخْرَيَينِ بفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
623 -
(2) البخاري. عَنْ أبِي قَتَادَةَ [قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَينِ الأُولَيَينِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَينِ يُطَوِّلُ الأُولَى وَيُقَصِّر الثَانِيَةَ، ويسْمِعُ الآيَةَ أَحْيَانًا، وكَانَ يَقْرَأُ فِي العَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وسُورَتينِ، وكَانَ يُطوِّلُ فِي الأُولَى مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، ويُطَوِّلُ فِي الثَّانِيَةِ (4).
624 -
(3) وعنه] (5)؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ فِي الأُولَيَينِ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَسُورَتَينِ، وَفِي الرَّكْعَتَينِ الأُخْرَيَينِ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَيُسْمِعُنَا الآيةَ، وَيُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مَا لا يُطِيلُ (6) فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، وَهَكَذَا فِي الْعَصْرِ
(1) في حاشية (أ): "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في الخامس والسبعين والحمد لله".
(2)
قوله: "على" ليس في (أ).
(3)
مسلم (1/ 333 رقم 451)، البخاري (2/ 243 رقم 759)، وانظر أرقام (762، 776، 778، 779).
(4)
انظر أطراف البخاري للحديث السابق.
(5)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(6)
في (ج): "يطوِّل".
وَهَكَذَا (1) فِي الصُّبْحِ (2). [وفي لفظ آخر: كَانَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآن وَسُورَةٍ مَعَهَا فِي الرَّكْعَتَينِ الأَوْلَيَينِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ وصَلاةِ العَصْرِ](3).
625 -
(4) وذكَرَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَال: قُلْنا لِخَبَّابٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَال: نَعَمْ. فَقُلْنَا: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَلِكَ؟ قَال: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ (4). ولم يخرج مسلم هذا الحديث، ومن تراجم البخاري عليه: باب "مَن خَافَتَ في الظهر والعصر"، وباب "رفع البصر إلى الإِمام في الصلاة"، وعلى الحديث الأول باب "إذا سَمَّعَ (5) الإِمَامُ الآية".
626 -
(5) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: كُنَّا نَحْزِرُ (6) قِيَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَينِ الأُولَيَينِ مِنَ الظُّهْرِ قَدْرَ قِرَاءَةِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الأُخْرَيَينِ قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَينِ الأُولَيَينِ مِنَ الْعَصْرِ عَلَى قَدْرِ قِيَامِهِ فِي الأُخْرَيَينِ مِنَ الظُّهْرِ، وَفِي الأُخْرَيَينِ مِنَ الْعَصْرِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ (7).
وفي طريق آخرى: كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَينِ الأُولَيَينِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ ثَلاثِينَ آيَةً، وَفِي الأُخْرَيَينِ قَدْرَ خَمْسِ عَشْرَةَ آيَةً، أَوْ قَال: نِصْفَ ذَلِكَ، وَفِي الْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَينٍ الأُولَيَينِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ خَمْسِ عَشرَةَ آيَةً، وَفِي الأُخْرَيَينِ قَدْرَ نِصْفِ ذَلِكَ. لم يخرج البخاري هذا الحديث.
(1) المثبت من (ج)، بينما في (أ) ضرب عليها.
(2)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(4)
البخاري (2/ 232 رقم 746)، وانظر أرقام (760، 761، 777).
(5)
في (ج): "أسمع".
(6)
"نحزر" الحزر: التقديرُ بالحدس.
(7)
مسلم (1/ 334 رقم 452).
627 -
(6) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ شَكَوْا سَعْدًا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرُوا مِنْ صَلاتهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيهِ عُمَرُ فَقَدِمَ عَلَيهِ، فَذَكَرَ لَهُ مَا عَابُوهُ بِهِ (1) مِنْ أمْرِ الصَّلاةِ فَقَال: إِنِّي لأُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا أَخْرِمُ عَنْهَا إِنِّي لأَرْكُدُ بِهِمْ فِي الأُولَيَينِ وَأَحْذِفُ في الأُخْرَيَينِ. فَقَال: ذَلكَ (2) الظّنُّ بِكَ أَبَا إِسْحاقَ (3). وفي طريق آخرى: قَدْ شَكَوْكَ في كُلِّ شَيءٍ حَتَّى في الصَّلاةِ! [قَال: أمَّا أَنَا فَأَمُدُّ في الأُولَيَينِ، وَأَحْذِفُ في الأُخْرَيَينِ وَمَا آلُو (4) مَا اقْتَدَيتُ بِهِ مِنْ صَلاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم](5). وزاد في رواية: تُعَلِّمُنِي الأَعْرَابُ بِالصَّلاةِ، [قَال: صَدقْت ذَاكَ ظَنِّي بِكَ، أَوْ الظَّنُّ بِكَ. قَال البخاري في هذا الحدِيث: أمَّا أَنَا وَالله فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا أَخْرِمُ عَنْهَا أُصَلِّي صَلاةَ العِشَاءِ فَأَرْكُدُ في الأُولَيَينِ وَأُخِفُّ في الأُخْرَيَينِ، قَال: ذَلكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إسْحَاق] (5). زاد البخاري: فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيهِمْ عَمَّارًا، فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا أَوْ رجَالً إِلَى الْكُوفَةِ يَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلا سَأَلَ عَنْهُ، ويُثْنُونَ مَعْرُوفًا حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قَال: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلا يَقْسِمُ بِالسَّويَّةِ، وَلا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، قَال سَعْدٌ: أَمَا وَاللهِ لأَدْعُوَنَّ بِثَلاثٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ. وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ
(1) قوله: "به" ليس في (ج).
(2)
في (ج): "ذاك".
(3)
مسلم (1/ 334 رقم 453)، البخاري (2/ 236 رقم 755)، وانظر أرقام (758، 770).
(4)
"ما آلو" أي لا أقصر في ذلك.
(5)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
يَقُولُ: شَيخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ. قَال عَبْدُ الْمَلِكِ -هُوَ ابْنُ عُمَيرٍ-: وَأَنَا رَأَيتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَينَيهِ مِنَ الْكِبَرِ وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي في الطرِيقِ (1) يَغْمِزُهُنَّ. قَال في هذا الحديث: أُصَلِّي صَلاةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ في الأُولَيَينِ. وقال في موضع آخر: صَلاتَي العَشِي. (2)
628 -
(7) مسلم. عَنْ قَزَعَةَ قَال: أَتَيتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَهُوَ مَكْثُورٌ (3) عَلَيهِ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ قُلْتُ: إِنّي لا أَسْأَلُكَ عَمَّا يَسْأَلُكَ هَؤُلاءِ عَنْهُ، قُلْتُ: أَسْأَلُكَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. فَقَال: مَا لَكَ في ذَلكَ (4) مِنْ خَيرٍ (5) فَأَعَادَهَا عَلَيهِ، فَقَال: كَانَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ تُقَامُ فَيَنْطَلِقُ أَحَدُنَا إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الرَّكْعَةِ الأُولَى (6). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
629 -
(8) مسلم. عَن مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَن أبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ وَعَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو (7) وَعَبْدِ الله بْنِ الْمُسَيَّبِ الْعَابِدِيِّ (8)، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ السَّائِبِ قَال: صَلَّى لَنَا (9) النبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ بِمَكةَ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ حَتى جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ أَوْ ذِكْرُ عِيسَى -مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ أَو اخْتَلَفُوا عَلَيهِ- أَخَذَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَعْلَةٌ فَرَكَعَ، وَعَبْدُ الله بْنُ السَّائِبِ حَاضِرٌ
(1) في (ج): "الطرق".
(2)
في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بالأصل والحمد لله".
(3)
"مكثور عليه" أي: عنده ناس كثير.
(4)
في (أ): "ذاك".
(5)
"ما لك في ذلك من خير" معناه: أنك لا تستطيع الإتيان بمثلها لطولها.
(6)
مسلم (1/ 335 رقم 454).
(7)
في (ج): "ابن عمر".
(8)
في (ج): "العائذي".
(9)
كذا في (أ)، وفي الحاشية:"بنا" وكتب فوقها: "صح"، وفي (ج):"بنا"، وفي الحاشية:"لنا".
ذَلِكَ (1). وفي روايةٍ: فَحَذَفَ فَرَكَعَ. علق البخاري هذا الحديث في باب "القراءة بأول سورة"، ولم يسنده، ولم يخرج عن عبد الله بن السائب في كتابه غيرَه.
630 -
(9) مسلم. عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيثٍ أَنَّهُ سَمِعَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ في الْفَجْرِ: {وَاللَّيلِ إِذَا عَسْعَسَ} (2)(3) لم يخرج البخاري هذا الحديث. ولا أخرج عن عمرو بن حريث في كتابه شيئًا.
631 -
(10) مسلم. عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَال: صَلَّيتُ وَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} حَتى قَرَأَ {وَالنخْلَ بَاسِقَاتٍ} (4) قَال: فَجَعَلْتُ أُرَدِّدُهَا، وَلا أَدْرِي (5) مَا قَال (6). وقال في طريق آخرى: "الصُّبح، وفي طريق آخرى] (7): في أَوَّلِ رَكْعَةٍ، وَرُبَّمَا قَال:{ق} . ولا أَخْرَج البخاري أَيضًا هَذَا الحديث، ولا أَخْرَج عَن قُطبَةَ بْنِ مَالك فِي كِتَابه شَيئًا.
632 -
(11) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، وَكَانَتْ (8) صَلاتهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا (9). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
633 -
(12) مسلم. عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَال: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ صَلاةِ النَّبِيِّ فَقَال: كَانَ يُخَفِّفُ الصَّلاةَ، وَلا يُصَلِّي صَلاةَ هَؤُلاءِ. قَال:
(1) مسلم (1/ 336 رقم 455)، البخاري (1/ 255 رقم 106).
(2)
سورة التكوير، آية (17).
(3)
مسلم (1/ 336 رقم 456)، (1/ 346 رقم 475).
(4)
سورة ق، آية (10).
(5)
في (ج): "فلا أدري".
(6)
مسلم (1/ 336 رقم 457).
(7)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(8)
في (جـ): "وكان".
(9)
مسلم (1/ 337 رقم 458).
وَأَنْبَأَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ في الْفَجْرِ بِـ {ق (1) وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} وَنَحْوهَا (2). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
634 -
(13) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ في الظُّهْرِ بِاللَّيلِ إِذَا يَغْشَى، وَفِي الْعَصْرِ بنَحْو (3) ذَلِكَ، وَفِي الصُّبْحِ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ (4).
وفِي لفظٍ آخر: كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَفِي الصُّبْحِ بِأَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ (5). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
635 -
(14) مسلم. عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِي؛ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فَي صَلاةِ الْغَدَاةِ مِنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ (6).
636 -
(15) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ سَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقْرَأُ {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا} ، فَقَالتْ: يَا بُنَيَّ! لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ إِنَّهَا لآخِرُ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ (7). زاد في أخرى: ثُمَّ مَا صَلَّى بَعْدُ حَتى قَبَضَهُ الله عز وجل. أخرج البخاري هذه الزيادة في كتاب "المغازي"، ثم قَال: ما صلى لنا بعدها (8).
637 -
(16) مسلم. عَن جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ
(1) في (أ): "قاف".
(2)
انظر الحديث الذي قبله.
(3)
في (ج): "نحو"، وكذا في حاشية (أ)، وكتب فوقها:"صح".
(4)
مسلم (1/ 337 رقم 459).
(5)
مسلم (1/ 338 رقم 460).
(6)
مسلم (1/ 338 رقم 461) ، (1/ 447 رقم 647) ، البخاري (2/ 22 رقم 541) ، وانظر أرقام (771،599،568،547).
(7)
مسلم (1/ 338 رقم 462) ، البخاري (2/ 246 رقم 763) ، وانظر رقم (4429).
(8)
في (ج): "وقال: ثم ما صلى لنا بعدها".
بِالطُّورِ فِي الْمَغْرِبِ (1). زاد البخاري: فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيطِرُونَ} (2)، كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ. [قَال سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ: حَدَّثُوني عَنِ الزُّهْرِيِّ] (3). وذكره (4) في "المغازي " مختصرًا، وقال فيه: وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا وَقَرَ الإيمَانُ في قَلْبِي. وهذه الزيادة التي زاد على مسلم ليست عنده بمتصلة، أعني:" {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ} إلى آخره"، وذكر في طريق آخر: أنه كان جاء في أُسَارَى بدر، يعني في فدائهم.
638 -
(17) وذكر عن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَال: قَال لِي زَيدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ (5)، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِطُولَي الطُّولَيَينِ (6)(7). لم يخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث. (8)
639 -
(18) مسلم. عَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ، فَقَرَأَ في إِحْدَى الرَّكْعَتَينِ:{وَالتِّينِ وَالزَّيتُونِ} (9). زاد في طريق آخرى: فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ ولم يقل: فِي سَفرٍ (10).
(1) مسلم (1/ 338 رقم 463)، البخاري (2/ 247 رقم 765)، وانظر (4854،4023،3050).
(2)
سورة الطور، آية (25 - 27).
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(4)
في (ج): "وذكر".
(5)
قوله: "المفصل" ليس في (أ).
(6)
"طولى الطوليين" أي: بأطول السورتين الطويلتين، والمراد بها سورة الأعراف.
(7)
البخاري (2/ 246 رقم 764).
(8)
في حاشية (أ): "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في السادس والسبعين ولله الحمد والمنة".
(9)
مسلم (1/ 339 رقم 464)، البخاري (2/ 250 رقم 767)، وانظر أرقام (769، 4952، 7546).
(10)
في (جـ): "سفره".
640 -
(19) وعَنْ (1) جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَأْتِي فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ فَصَلَّى لَيلَةً مَعَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَأَمَّهُمْ، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فَانْحَرَفَ رَجُلٌ فسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى وَحْدَهُ وَانْصَرَفَ، فَقَالُوا لَهُ: أَنَافَقْتَ يَا فُلانُ؟ قَال: لا وَاللهِ! وَلآتِيَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَلأُخْبِرَنهُ، فَأَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ الله! إِنا أَصْحَابُ نَوَاضِحَ (2) نَعْمَلُ بِالنهَارِ، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى مَعَكَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ أَتَى فَافْتَتَحَ (3) بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى مُعَاذٍ فَقَال:(يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ (4) أَنْتَ، اقْرَأْ بِكَذَا، وَاقْرَأْ بِكَذَا). قَال سُفْيَانُ (5): فَقُلْتُ لِعَمْرٍو: إِنَّ أَبَا الزُّبَيرِ حَدَّثَنَا عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَال: (اقْرَأْ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، {وَالضُّحَى} {وَاللَّيلِ إِذَا يَغْشَى} {وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، فَقَال عَمْرٌو: نَحْوَ هَذَا (6). وقال البخاري: إِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا الْبَارِحَةَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ فَتَجَوَّزْتُ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِق فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أنْتَ) ثَلاثًا، ولَمْ يَذْكُرِ الضُّحَى، (اقْرَأْ {والليل}، اقْرَأْ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} و {سَبح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} وَنَحْوَهَا).
641 -
(20) [البخاري. أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِم صَلاةَ الْعِشَاءِ، فَقَرَأْ الْبَقَرَةَ، قَال: فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلاةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا، فَقَال: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1) في (ج): "عن".
(2)
"نواضح": هي الإبل التي يسقى عليها، وأراد أنهم أصحاب عمل.
(3)
في (ج): "فاستفتح".
(4)
"أفتان أنت" أي: منفِّر عن الدين وصاد عنه.
(5)
"قال سفيان": هو سفيان بن عيينة راوي الحديث عن عمرو بن دينار عن جابر.
(6)
مسلم (1/ 339 رقم 465)، البخاري (2/ 192 رقم 700)، وانظر (701، 705، 711، 6106).
فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنا قَوْمٌ نَعْملُ بِأَيدِينَا، ونسْقِي نَواضِحَنا، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى البَارِحَةَ فَقَرَأَ البَقَرَةَ فَتَجَوَّزتُ فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ ! ، اقْرَأ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، ونَحْوَهُمَا)(1)] (2) وفي طريق آخر: فَلَوْلا صَلَّيتَ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى} {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} {وَاللَّيلِ إِذَا يَغْشَى} ، فَإِنهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ). قَال: أَحْسِبُ هَذَا في الحَدِيث ولَيس عِندَه قَول سُفيان لعمرو، وفي بعض طرقه: أَقبَلَ رَجُلٌ بِنَاضحَينِ، وَقَد جَنَحَ اللَّيلُ (3) فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي فَتَرَك نَاضِحَيه (4)، وأَقبَلَ إِلَى مُعَاذٍ. وذَكَرَ حَدِيثَهُ.
642 -
(21) مسلم. عَنْ جَابِرٍ أَيضًا قَال: صَلَّى مُعَاذٌ لأَصْحَابهِ الْعِشَاءَ فَطَوَّلَ عَلَيهِمْ، فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَا فَصَلَّى، فَأُخْبِرَ مُعَاذٌ عَنْهُ فَقَال: إنَّهُ مُنَافِقٌ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ مَا قَال مُعَاذٌ، فَقَال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا يَا مُعَاذُ؟ ! إِذَا أَمَمْتَ النَّاسَ فَاقْرَأْ بـ {الشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (5)} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (6)} ، (وَاللَّيلِ إِذَا يَغْشَى})(7).
643 -
(22) وعَنْهُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عِشَاءَ الآخِرَةَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلاةَ (8). لم يقُل البخاري: تِلكَ الصَّلاة، إِنَّمَا قَال: فَيُصَلِّي بِهِم الصَّلاةَ المَكتُوبَةَ. ذكر هذا في كتاب
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(3)
في (ج): "أقبل الليل".
(4)
في (أ): "ناضحه".
(5)
قوله: "الأعلى" ليس في (ج).
(6)
قوله: "باسم ربِّك" ليس في (أ).
(7)
انظر الحديث رقم (19) في هذا الباب.
(8)
انظر الحديث رقم (19) في هذا الباب.
"الأدب" في باب"من لم يَرَ إكْفَارَ (1) مَن قال ذلك مُتَأولًا أو جاهلًا" يعني قول معاذ: إنَّهُ مُنَافق. وبعض النسخ ليس فيها ذكر المكتوبة (2). وفي رواية مقيدة عن الأصيلي والقَابِسِي: صَلاتَه، وليس فيها أَيضًا: المكتوبة.
644 -
(23) مسلم. عَنْ جَابِرٍ أَيضًا قَال: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدَ قَوْمِهِ فَيُصَلِّي بِهِمْ (3).
645 -
(24) مسلم. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: إِنِّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاةِ الصُّبْح مِنْ أَجْلِ فُلانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ في مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ فَقَال:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ)(4). وفي بعض طرق البخاري: يَا رَسُولَ الله! لا أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلاةَ مِمَّا يُطَوِّلُ بِنَا فُلانٌ، الحديث (5). وفيها:"أيُّهَا النَّاسُ! إِنَّكُمْ مُنَفِّرُون"، وزاد:"الْمَرِيضَ"، وهذه الزيادة ذكرها مسلم من حديث أبي هريرة.
646 -
(25) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمُ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَالْمَرِيضَ، فَإِذَا (6) صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيفَ شَاءَ) (7). زاد في طريق آخرى: "وَذَا الْحَاجَةِ". وفِي لفظٍ آخر:
(1) في (ج) رسمت هكذا: "لم يرى كفار".
(2)
في (ج): "وليس في نسخه المكتوبة، ولا في أكثرها".
(3)
انظر الحديث رقم (19) في هذا الباب.
(4)
مسلم (1/ 340 رقم 466)، البخاري (1/ 186 رقم 90)، وانظر أرقام (702، 704، 6110، 7159).
(5)
قوله: "الحديث" ليس في (أ).
(6)
في (أ): "وإذا".
(7)
مسلم (1/ 341 رقم 467)، البخاري (2/ 199 رقم 703).
"وَإِذَا قَامَ وَحْدَهُ (1) فَلْيُطِلْ صَلاتَهُ مَا شَاءَ". وقال في آخر: "الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ". ولم (2) يقُل البخاري: "الصَّغِير" [في حديث أبِي هريرة، ولا قال فيه:"وَذَا الْحَاجَةِ"(3).
647 -
(26) مسلم. عَن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِي (4)؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال لَهُ: (أُمَّ قَوْمَكَ)، قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي شَيئًا (5)، قَال:(ادْنُهْ)، فَجَلَّسَنِي بَينَ يَدَيهِ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ في صَدْرِي بَينَ ثَدْيَيَّ، ثُمَّ قَال:(تَحَوَّلْ)، فَوَضَعَهَا في ظَهْرِي بَينَ كَتِفَيَّ، ثُمَّ قَال:(أُمَّ قَوْمَكَ، فَمَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ، وَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ، وَإِنَّ فِيهِمْ ذَا الْحَاجَةِ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيفَ شَاءَ)(6). لم يخرج البخاري عن عثمان بن أبي العاص في كتابه شَيئًا. وقد أخرج في التخفيف عن أبي هريرة، وغيره.
648 -
(27) ولمسلم. عَن عُثمَان أيضًا قَال: آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (إِذَا أَمَمْتَ قَوْمًا فَأَخِفَّ بِهِمُ الصَّلاةَ)(7). ولم يذكر البخاري أَيضًا هذا.
649 -
(28) مسلم. عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوجِزُ فِي الصَّلاةِ وَيُتِمُّ (8).
(1) رسمت في (ج) هكذا: "وحدته".
(2)
في (ج): "لم".
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(4)
قوله: "الثقفي "ليس في (أ).
(5)
"إني أجد في نفسي شيئًا": يحتمل أنه يريد بذلك الوسوسة، فإنها كانت تعرض له في صلاته، ويحتمل أنه أراد الخوف من حصول شيء من العجب والكبر بتقدمه على الناس.
(6)
مسلم (1/ 341 رقم 468).
(7)
انظر الحديث الذي قبله.
(8)
مسلم (1/ 342 رقم 469)، البخاري (2/ 301 رقم 706). وانظر رقم (708).
650 -
(29) وعَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلاةً في تَمَامٍ (1).
651 -
(30) وعَنْهُ؛ مَا صَلَّيتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلاةً وَلا أَتَمَّ (2) مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (31).
652 -
(31) وعَنْهُ؛ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مَعَ أُمّهِ وَهُوَ في الصَّلاةِ، فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ الْخَفِيفَةِ أَوْ بِالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ (3).
653 -
(32) وعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي لأَدْخُلُ في الصَّلاةِ أُرِيدُ إِطَالتهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأُخَفِّفُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ بِهِ (4). هذا الحديث في بكاء الصبي خرجه البخاري من حديث أنس وأبي قتادة (5)، وقال في حديث أنس المتقدم: يُوجِزُ الصَّلاةَ ويُكمِلهَا. وفي حديثه أَيضًا: (فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّز فِي الصَّلاةِ مِمَا أَعلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِن بُكَائِه). وقَال في حدِيث أبِي قَتَادَة: (فَأَتَجَوَّزُ في صَلاتي كَرَاهِيَةَ أَن أَشُقَّ عَلَى أُمِّه).
654 -
(33) مسلم. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: رَمَقْتُ الصَّلاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَينَ السَّجْدَتَينِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ، وجَلْسَتَهُ مَا بَينَ التَّسْلِيمِ، وَالانْصِرَافِ: قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ (6). من ألفاظ البخاري عَنِ الْبَرَاءِ أَيضًا قَال: كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسُجُودُهُ، وَبَينَ السَّجْدَتَينِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، مَا خَلا
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
في (ج): "أخف ولا أتم صلاة".
(3)
انظر الحديث رقم (28) في هذا الباب.
(4)
مسلم (1/ 343 رقم 469)، البخاري (2/ 202 رقم 709)، وانظر رقم (710).
(5)
حديث أبي قتادة في (2/ 201 رقم 707)، وانظر رقم (868).
(6)
مسلم (1/ 343 رقم 471)، البخاري (2/ 276 رقم 792) وانظر (820،801).
الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ: قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
655 -
(34) مسلم. عَنْ ثَابتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَال: إِنِّي لا آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا رَأَيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا، قَال: فَكَانَ أَنَسٌ يَصْنَعُ شَيئًا لا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ انْتَصَبَ قَائِمًا حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: قَدْ نَسِيَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ مَكَثَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: قَدْ نَسِيَ (1).
656 -
(35) وعَنْ أَنَسٍ قَال: مَا صَلَّيتُ خَلْفَ أَحَدٍ أَوْجَزَ صَلاةً مِنْ صَلاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي تَمَامٍ، كَانَتْ صَلاةُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مُتَقَارِبَةً، وَكَانَتْ صَلاةُ أَبِي (2) بَكْرٍ مُتَقَارِبَةً، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَدَّ في صَلاةِ الْفَجْرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَامَ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ، ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقْعُدُ بَينَ السَّجْدَتَينِ حَتى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ (3). لم يذكر البخاري صلاة أبي بكر وعمر.
657 -
(36) مسلم. عَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَ (4) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا رَكِعَ رَكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوع فَقَال:(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)، لَمْ نزَلْ قِيَامًا (5) حَتى نَرَاهُ قَدْ وَضَعَ وَجْهَهُ في الأَرْضِ، ثُمَّ نَتَّبِعُهُ (6). لم يقُل البخاري: فَإِذَا رَكَعَ رَكَعُوا. وفي بعض طرقه: لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا. (7)
(1) مسلم (1/ 344 رقم 472)، البخاري (2/ 287 رقم 800)، وانظر رقم (821).
(2)
في (ج): "أبو".
(3)
مسلم (1/ 344 رقم 473)، انظر الحديث الذي قبله.
(4)
في (ج): "خلف"، وفي الحاشية:"مع".
(5)
في (ج): "لم يزل قائمًا".
(6)
مسلم (1/ 345 رقم 474)، البخاري (2/ 181 رقم 690)، وانظر (747، 811).
(7)
في حاشية (أ): "بلغت قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في السابع والسبعين، والحمد لله".
658 -
(37)[وعنه، أَنهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ خَلْفَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ أَرَ أَحَدًا يَحْنِي ظَهْرَهُ حَتَّى يَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَهُ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ نَخِرُّ مِنْ وَرَائِهِ سُجَّدًا (1)](2).
659 -
(38) مسلم. عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيثٍ قَال: صَلَّيتُ خَلْفَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (3) وَكَانَ لا يَحْنِي رَجُلٌ مِنَّا (4) ظَهْرَهُ حَتَّى يَسْتَتِمَّ سَاجِدًا (5). لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا ما ذكر من السجود في حديث البراء، ولا أخرج عن عمرو بن حريث في كتابه شَيئًا.
660 -
(39) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ ظَهْرَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَال: (سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ)(6).
وفي طريق آخرى: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ)، الحديث. ولم يذكر صلاةً (7). وفي أخرى: أَنَّهُ كَانَ عليه السلام يَقُولُ: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ، [وَمِنَ الدَّرَنِ، وَمِنَ الدَّنَس])(8).
لم يخرج البخاري حديث عبد الله بن أبي أوفى.
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(3)
سورة التكوير، آية (15 - 16).
(4)
في (ج): "منا رجل".
(5)
تقدم برقم (8) في هذا الباب.
(6)
مسلم (1/ 346 رقم 476).
(7)
في (ج): (الصلاة).
(8)
ما بين المعكوفين ليس في (أ). والمراد أنه في رواية: "من الدرن"، وفي رواية أخرى:"من الوسخ"، وفي رواية أخرى:"من الدنس".
661 -
(40) مسلم. عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَال: (رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَال الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ)(1). لم يخرج البخاري أيضًا هذا الحديث.
662 -
(41) مسلم. في حَدِيثٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَقَال: وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَينَهُمَا)(2). والأوَّل أتمُّ، ولم يخرج البخاري أَيضًا حديث ابن عباس.
663 -
(42) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَشَفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَال:(أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، أَلا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ (3) أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) (4). وفِي لفظٍ آخر: كَشَفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم السِّتْرَ وَرَأْسُهُ مَعْصُوبٌ في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَال:(اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ -ثَلاثَ مَرَّاتٍ- إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤْيَا يَرَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، أَوْ تُرَى لَهُ). بِمِثْلِ مَا تَقدَّم. لم يخرج البخاري هذا الحديث. (5)
(1) مسلم (1/ 347 رقم 477).
(2)
مسلم (1/ 347 رقم 478).
(3)
"فقمن" معناه: حقيق وحري.
(4)
مسلم (1/ 348 رقم 479).
(5)
في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بالأصل والحمد لله".
664 -
(43) مسلم. عَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَال: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ (1). [في لفظ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ](2). [زاد في طريق](3) أخرى: ولا أَقُول نَهَاكم.
لم يخرج البخاري هذا الحديث (4).
665 -
(44) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ (5). هَكَذا هُو لَيسَ فِي الإِسْنَادِ ذكر عَلِي، ولا فيه (6) ذكرُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم. ولم يذكره البخاري.
666 -
(45) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ)(7). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
667 -
(46) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرهُ، وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّهُ)(8). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
668 -
(47) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ (9).
669 -
(48) وعنها: قَالتْ: مَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ نَزَلَ عَلَيهِ: {إِذَا جَاءَ
(1) مسلم (1/ 348 رقم 480).
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(4)
في (ج): "خرَّج البخاري هذا الحديث".
(5)
مسلم (1/ 350 رقم 481).
(6)
قوله: "فيه" ليس في (ج).
(7)
مسلم (1/ 350 رقم 482).
(8)
مسلم (1/ 350 رقم 483).
(9)
مسلم (1/ 350 رقم 484)، البخاري (2/ 281 رقم 794)، وانظر (817، 4293، 4968، 4967).
نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ} يُصَلِّي صَلاةً إِلا دَعَا أَوْ قَال فِيهَا: (سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)(1).
670 -
(49) وعَنْ عَائِشَةَ أَيضًا قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيكَ)، قَالتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا تَقُولُهَا؟ قَال: (جُعِلَتْ لِي عَلامَةٌ في أُمَّتِي إِذَا رَأَيتُهَا قُلْتُهَا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ. وَرَأَيتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ)(2). وفِي لفظٍ آخر: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: (سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيهِ). قَالتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَاكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيهِ)؟ ! قَالتْ (3): فَقَال: (أَخْبَرَنِي رَبِّي أَنِّي سَأَرَى عَلامَةً في أُمَّتِي فَإِذَا رَأَيتُهَا أَكْثَرْتُ مِنْ قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيهِ، فَقَدْ رَأَيتُهَا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ}: فَتْحُ مَكَّةَ، {وَرَأَيتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ. إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. لفظ البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَيضًا: كَانَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ. وفي أخر: كَانَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، ولَيس فِيه: يُكْثِر. وفي لفظ ثَالث قَالتْ: مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلاةً بَعدَ أَن أُنزِلَت (4) عَلَيهِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} إِلا يَقُولُ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
انظر الحديث رقم (47) في هذا الباب.
(3)
قوله: "قالت" ليس في (أ).
(4)
في (ج): "ما أنزلت".
وعِنْدَ ابن السَّكَن (1) بَعد قَولِهَا يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ: قَال أبو عَبد الله: يعنِي: {فَسَبِّحْ بِحَمدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} .
671 -
(50) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتِ: افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ، يَقُولُ:(سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ). فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
672 -
(51) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ:(اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيتَ عَلَى نَفْسِكَ)(3).
ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
673 -
(52) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ)(4). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
674 -
(53) مسلم. عَن مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ قَال: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ، أَوْ قَال: قُلْتُ: بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى الله تَعَالى؟ قَال (5): فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ
(1)"وعند ابن السكن": هو أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن أحد رواة "الصحيح" عن الفربري عن البخاري رحمهم الله.
(2)
مسلم (1/ 351 - 352 رقم 485).
(3)
مسلم (1/ 352 رقم 486).
(4)
مسلم (1/ 353 رقم 487).
(5)
قوله: "قال" ليس في (أ).
فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَقَال: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَال:(عَلَيكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لا تَسْجُدُ للهِ سَجْدَةً إِلا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً). قَال مَعْدَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَال لِي مِثْلَ مَا قَال لِي ثَوْبَانُ (1). لم يخرج البخاري هذا الحديث، ولا أخرج عن ثوبان في كتابه شَيئًا.
675 -
(54) مسلم. عَن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ قَال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَآتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَال لِي:(سَلْ). فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنةِ. قَال: (أَوْ غَيرَ ذَلِكَ؟ ). قلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَال: (فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ)(2). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث، ولا أخرج عن ربيعة بن كعب في كتابه شَيئًا.
676 -
(55) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: الْجَبْهَةِ وَأَشَارَ بيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وَالْيَدَينِ، وَالرُّكْبَتَينِ (3)، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَينِ، وَلا أَكْفِتَ (4) الثِّيَابَ وَلا الشَّعْرَ) (5).
وفِي لفظٍ آخر: (أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلا أَكْفِتَ الشَّعْرَ وَلا الثِّيَابَ: الْجَبْهَةِ، وَالأَنْفِ، وَالْيَدَينِ، وَالرُّكْبَتَينِ، وَالْقَدَمَينِ).
(1) مسلم (1/ 353 رقم 488).
(2)
مسلم (1/ 353 رقم 489).
(3)
كذا في الأصول وكتب في حاشية (أ): "والرجلين" وفوقها "صح".
(4)
في (ج): "ولا أكف"، والمراد لا أجمعه وأكفه عن الوقوع في الأرض عند السجود.
(5)
مسلم (1/ 354 رقم 490)، البخاري (2/ 295 رقم 809) وانظر أرقام (810، 812، 816، 815).