الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[بَابٌ في المحافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الصُّبْحِ والعَصْرِ]
(1)
882 -
(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (يَتَعَاقبونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الْصُبْحِ (2) وَصَلاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الذينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي، فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَينَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ) (3). وفي طريق آخرى: (وَالْمَلائِكَةُ يَتَعَاقبونَ فِيكُمْ).
883 -
(2) وعَن جَرِيرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: كُنا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَظرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ فَقَال: (أَمَا إِنكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُونَ (4) في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا عَلَى (5) صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوع الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا). يَعْنِي الْعَصْرَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ قَرَأَ جَرِيرٌ:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} (6)(7). وفي طريق آخرى: (أَمَا إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّكُمْ فَتَرَوْنَهُ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ). ثُمَّ قَرَأَ. وَلَمْ يَقُلْ: جَرِيرٌ.
وقَال البُخَارِيّ: (فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوع الشَّمْسِ
(1) ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(2)
في (ج): "الفجر"، وكذا في حاشية (أ)، وكتب فوقها:"صح".
(3)
مسلم (1/ 439 رقم 632)، البُخَارِيّ (2/ 33 رقم 555)، وانظر (3223، 7429، 7486).
(4)
"تضامون" يجوز فيه ضم التاء وفتحها مع تشديد الميم، والمعنى بضم التاء من الضيم وهو الظلم، أي: لا ينالكم ظلم بل تستوون في رؤيته كلكم، والمعنى على فتح التاء من الضم، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض بل تستوون كلكم في رؤيته.
(5)
في (ج): "عن".
(6)
سورة طه، آية (130).
(7)
مسلم (1/ 439 رقم 633)، البُخَارِيّ (2/ 33 رقم 554)، وانظر (573، 4851، 7434، 7435، 7436).
وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافعَلُوا). ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ (1) بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (2). ذكرهُ في "الصلاة"، وذكره في تفسير سورة ق، وقال فيه: كُنا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيلَةَ أَرْبَع عَشرَةَ فَقَال: (إِنكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ .. ). الحديث. وقال في آخره: ثُمَّ قَرأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} (3). وفي طريق آخرى: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ). وفي أخرى: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَيَانًا)، ذكرها في كتاب "التوحيد".
884 -
(3) مسلم. عَن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَبْيَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوع الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)، يَعْنِي: الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَال لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: نَعَمْ. قَال الرَّجُلُ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي (4). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
885 -
(4) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَنْ صَلَّى الْبَرْدَينِ (5) دَخَلَ الْجَنَّةَ) (6).
886 -
(5) وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَتَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (7)(8).
(1) في (ج): "فسبح".
(2)
سورة ق، آية (39).
(3)
سورة طه، آية (130).
(4)
مسلم (1/ 440 رقم 634).
(5)
"البردين" هما: الصبح والعصر.
(6)
مسلم (1/ 440 رقم 635)، البُخَارِيّ (2/ 52 رقم 574).
(7)
"توارت بالحجاب" أي: استترت بما يحجبها عن الأبصار.
(8)
مسلم (1/ 441 رقم 636)، البُخَارِيّ (2/ 41 رقم 561).
887 -
(6) وعَنْ رَافِعَ بْنِ خَدِيجٍ قَال: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ (1).
888 -
(7)[البُخَارِيّ. عَنْ عَبْدِ اللهِ هُو ابْنُ مُغَفَّلِ الْمُزَنِيُّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (لا يَغلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاةِ الْمَغْرِبِ)، قال: وَيَقُولُ الأَعْرَابُ: هِي العِشَاء (2)](3).
889 -
(8) مسلم عَنْ عَائِشَةَ (4) قَالتْ: أَعْتَمَ (5) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَةً مِنَ اللَّيالي بِصَلاةِ الْعِشَاءِ، وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى: الْعَتَمَةَ فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال لأَهْلِ الْمَسْجِدِ حِينَ خَرَجَ عَلَيهِمْ:(مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيرُكُمْ). وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الإِسْلامُ في النَّاسِ. قَال ابْنُ شِهَابٍ: وَذُكِرَ لِي أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَنْزُرُوا (6) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم للصَّلاةِ) (7). وَذَاكَ حِينَ صَاحَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (8). وقال البُخَارِيّ في بعض طرقه لهذا الحديث: وَلا يُصَلَّى يَوْمَئِذٍ إِلا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ الْعَتَمَةَ فِيمَا بَينَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيلِ الأَوَّلِ. خرَّجه في باب "خروج النساء إلى المسجد
(1) مسلم (1/ 441 رقم 637)، البُخَارِيّ (2/ 40 رقم 559).
(2)
البُخَارِيّ (2/ 43 رقم 563).
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(4)
في (أ): "وعن عائشة".
(5)
"أعتم" أي أخرها حتَّى اشتدت عتمة الليل وهي ظلمته.
(6)
كذا ضبطت في حاشية (أ) وكتب فوقها "صح"، وضبطت في الأصل:"تُنْزِرُوا"، ومعنى "تنزروا" أي: تلحوا عليه.
(7)
في حاشية (ج): "على الصلاة".
(8)
مسلم (1/ 441 - 442 رقم 638)، البُخَارِيّ (2/ 47 رقم 566)، وانظر أرقام (569، 862، 864).
بالليل والغلس"، في باب "النَّوم قبل العشاء لمن غُلِبَ"، وخرجه في باب "وضوء الصبيان وحضورهم الجماعة"، وقال فيه:(لَيسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةَ غَيرُكُمْ)(1). ولم يذكر في شيء من طرقه قول ابن شهاب.
890 -
(9) مسلم. عَنْ عَائشَةَ قَالتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيلِ وَحَتى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى فَقَال:(إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي)(2). وفي رواية: "لَوْلا أَنْ يَشُقَّ". لم يخرج البُخَارِيّ لفظ هذا الحديث، ولا قال:"إِنَّهُ لَوَقتُها".
891 -
(10) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: مَكَثْنَا ذَاتَ لَيلَةٍ نَنْتَظرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَلاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، فَخَرَجَ إِلَينَا حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ الليلِ أَوْ بَعْدَهُ، فَلا نَدْرِي أَشَيءٌ شَغَلَهُ في أَهْلِهِ أَوْ غَيرُ ذَلِكَ؟ فَقَال حِينَ خَرَجَ:(إِنكُمْ لَتَنْتَظِرُونَ صَلاةً مَا يَنْتَظرُهَا أَهْلُ دِينٍ غَيرُكُمْ، وَلَوْلا أَنْ يَثْقُلَ عَلَى أُمَّتِي لَصَلَّيتُ بِهِمْ هَذِهِ السَّاعَةَ)، ثُمَّ أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ الصَّلاةَ وصَلَّى (3)(4). ولا أخرج البُخَارِيّ أَيضًا هذا اللفظ، إلَّا ما تقدم له منه في الحديثين اللذين قبله.
892 -
(11) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيضًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شُغِلَ عَنْهَا لَيلَةً فَأَخَّرَهَا حَتَّى رَقَدْنَا في الْمَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَيقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيقَظْنَا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَال:(لَيسَ أحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ اللَّيلَةَ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ غَيرُكُمْ)(5). زاد البُخَارِيّ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يُبَالِي أَقَدَّمَهَا أَمْ أَخَّرَهَا، إِذَا كَانَ لا يَخْشَى أَنْ يَغْلِبَهُ النوْمُ عَنْ وَقْتِهَا، وَقَدْ كَانَ يَرْقُدُ قَبْلَهَا.
(1) في (ج): "غيرهم".
(2)
انظر الحديث رقم (8) في هذا الباب.
(3)
في (ج): "فصلى".
(4)
مسلم (1/ 442 رقم 639).
(5)
انظر حديث (10)، والبخاري (2/ 50 رقم 570).
813 -
(12) مسلم. عَنْ ثَابِتٍ البَنَانِي أَنَّهُمْ سَأَلُوا أَنَسًا عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيلَةٍ إِلَى شَطْرِ اللَّيلِ أَوْ كَادَ يَذْهَبُ شَطْرُ اللَّيلِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَال:(إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا في صَلاةٍ مَا انتظَرْتُمُ الصَّلاةَ). قَال أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ (1) خَاتَمِهِ مِنْ فِضَّةٍ، وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ (2) الْيُسْرَى بِالْخِنْصِرِ (3). وفي رواية: نَظَرْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَةً حَتَّى كَانَ قَرِيبٌ مِنْ نِصْفِ الليلِ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ أقْبَلَ عَلَينَا بِوَجْهِهِ فَكَأَنمَا أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ في يَدِهِ (4) مِنْ فِضَّةٍ. وقال البخاري: عَنْ قُرةَ بْنِ خَالِدٍ (5): انْتَظَرْنَا الْحَسَنَ وَرَاثَ (6) عَلَينَا حَتَّى قَرُبْنَا مِنْ وَقتِ قِيَامِهِ، فَجَاءَ فَقَال: دَعَانَا جيرَانُنَا هَؤُلاءِ، ثُمَّ قال: قال أنَسٌ: نَظَرْنَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيلِ يَبْلُغُهُ (7)، فَجَاءَ فَصَلَّى لَنَا، ثُمَّ خَطَبَنَا فَقَال:(ألا إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا، ثُمَّ رَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا في صَلاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاةَ). قَال الحَسَنُ: وَإِنَّ الْقَوْمَ لا يَزَالُونَ في خَيرٍ مَا انْتَظَرُوا الْخَيرَ. قال قُرَّةُ -يعنِي ابْن خَالِد- هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (8). وقال: في آخر إلَى شَطرِ الليلِ، لَم يَقُل: يَبلغُه. (9)
(1)"وبيض خاتمه" أي بريقه ولمعانه.
(2)
"ورفع أصبعه اليسرى بالخنصر" أي: رفع أنس إصبعه مشيرًا بالخنصر.
(3)
مسلم (1/ 443 رقم 640)، البُخَارِيّ (51/ 2 ر قم 572)، وانظر أرقام (600، 661، 5869، 847).
(4)
قوله: "في يده" ليس في (ج).
(5)
في (ج): "قرة بن خالد عن أنس"، والمثبت من (أ)، وهو أوضح.
(6)
"وراث علينا" أي أبطأ.
(7)
"يبلغه" أي يقرب منه.
(8)
"هو من حديث أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم "يعني قول الحسن في آخره: "وإن القوم لا يزالون في خير ما انتظروا الخير".
(9)
في حاشية (أ): "بلغ قراءة على الشيخ ضياء الدين رضي الله عنه في الرابع والثمانين والحمد لله".
894 -
(13) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ قَال: كُنْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي الذينَ قَدِمُوا مَعِي في السَّفِينَةِ نُزُولًا في بَقِيع بُطْحَانَ، وَكَانَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَتَنَاوَبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ كُلَّ لَيلَةٍ نَفَر مِنْهُمْ، قَال أَبُو مُوسَى: فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَصْحَابِي، وَلَهُ بَعْضُ الشُّغْلِ في أَمْرِهِ حَتَّى أَعْتَمَ بِالصَّلاةِ حَتَّى ابْهَارَّ (2) الليلُ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتهُ قَال لِمَنْ حَضَرَهُ:(عَلَى رِسْلِكُمْ (3) أُعْلِّمُكُمْ وَأَبْشِرُوا أَنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيكُمْ أَنهُ لَيسَ مِنَ النَّاسِ أحَدٌ (4) يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ غَيرُكُمْ). أَوْ قَال: (مَا صلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ أَحَدٌ غَيرُكُمْ). لا نَدْرِي (5) أَيَّ الْكَلِمَتَينِ قَال. قَال أَبُو مُوسَى: فَرَجَعْنَا فَرِحِينَ بِمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (6).
895 -
(14) وعَنِ ابْنِ جُرَيجٍ قَال: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيُّ حِينٍ أَحَبُّ إِلَيكَ أَنْ أُصَلِّيَ الْعِشَاءَ الَّتِي يَقُولُهَا النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِمَامًا وَخِلْوًا (7)؟ قَال: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ بِالْعِشَاءَ، قَال: حَتَّى رَقَدَ نَاسٌ وَاسْتَيقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَال: الصَّلاةَ! فَقَال عَطَاءٌ: قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيهِ الآنَ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى شِقِّ رَأسِهِ، فَقَال:(لَوْلا أَنْ يَشُقَّ (8) عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا كَذَلِكَ).
(1) قوله: "كان" ليس في (أ).
(2)
"ابهارَّ" أي: انتصف مأخوذ من بهرة الشيء وهو وسطه.
(3)
"على رسلكم" أي: تأنّوا.
(4)
في (ج): "أنَّه ليس أحد من النَّاس".
(5)
في (ج): "لا يُدرى".
(6)
مسلم (1/ 443 - 444 رقم 641)، البُخَارِيّ (2/ 47 رقم 567).
(7)
"خلوًا" أي: منفردًا.
(8)
في حاشية (أ): "أشق"، وعليها "صح".
قَال: فَاسْتَثْبَتُّ عَطَاءً كَيفَ وَضَعَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأسِهِ يَدَهُ كَمَا أَنْبَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ؟ فَبَدَّدَ لِي عَطَاءٌ بَينَ أَصَابِعِهِ شَيئًا مِنْ تَبْدِيدٍ، ثُمَّ وَضَعَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ عَلَى قَرْنِ الرَّأْسِ، ثُمَّ صَبَّهَا يُمِرُّهَا كَذَلِكَ عَلَى الرَّأسِ حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامُهُ طَرَفَ الأُذُنِ مِمَّا يَلِي الْوَجْهَ، ثُمَّ (1) عَلَى الصُّدْغ وَنَاحِيَةِ اللِّحْيَةِ، لا يُقَصِّرُ وَلا يَبْطِشُ (2) بِشَيءٍ إِلا كَذَلِكَ. قُلْتُ لِعَطَاءٍ: كَمْ ذُكِرَ لَكَ أَخرَهَا النبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيلَتَئِذٍ؟ قَال: لا أَدْرِي. قَال عَطَاءٌ: أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أُصَلِّيَهَا إِمَامًا وَخِلْوًا مُؤَخرَةً، كَمَا صَلَّاهَا النبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيلَتَئِذٍ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيكَ ذَلِكَ خِلْوًا أَوْ عَلَى النَّاسِ في الْجَمَاعَةِ وَأَنْتَ إِمَامُهُمْ فَصَلِّهَا وَسَطًا، لا مُعَجَّلَةً وَلا مُؤَخرَةً (3). لم يقل البُخَارِيّ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: كَمْ ذُكِرَ لَكَ أَخَّرَهَا .. إلى آخر الحديث. وفي بعض طرقه: فَقَال يَعنِي عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ! رَقَدَ النِّسَاءُ وَالْولْدَانُ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَمْسَحُ الْمَاءَ عَنْ شِقِّهِ يَقُولُ:(إِنهُ لَلْوَقْتُ لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي).
896 -
(15) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَخِّرُ صَلاةَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ (4). لم يخرج البُخَارِيّ حديث جابر بن سمرة هذا.
897 -
(16) ولمسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَيضًا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ نَحْوًا مِنْ صَلاتكُمْ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الْعَتَمَةَ بَعْدَ صَلاتكُمْ شَيئًا، وَكَانَ يُخِفُّ في الصَّلاةِ (5). ولا أخرج البُخَارِيّ أَيضًا هذا الحديث.
898 -
(17) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَغْلِبَنَّكُمُ
(1) قوله: "ثم" ليس في (ج).
(2)
"لا يقصر ولا يبطش" أي: لا يبطئ ولا يستعجل.
(3)
مسلم (1/ 444 رقم 642)، البُخَارِيّ (2/ 50 رقم 571)، وانظر رقم (7239).
(4)
مسلم (1/ 445 رقم 643).
(5)
انظر الحديث رقم (15) في هذا الباب.
الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتكُمْ أَلا إِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَهُمْ يُعْتِمُونَ بِالإِبِلِ) (1). وفي لفظٍ:(لا تَغْلِبَنَّكُمُ (2) الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمُ الْعِشَاءِ، فَإنهَا في كِتَابِ اللهِ الْعِشَاءُ، وَإِنَّهَا تُعْتِمُ بِحِلابِ الإبِلِ) (3). لم يخرج البُخَارِيّ عن ابن عمر في هذا شَيئًا.
899 -
(18)[وخرَّج عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفلٍ الْمُزَنِيِّ، وتَفَرَّد بهِ؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتكُمُ الْمَغْرِبِ). قَال: وَتَقُول الأَعْرَابُ: هِيَ الْعِشَاءُ (4)](5).
900 -
(19) مسلم. عَن عَائِشَةَ قَالتْ: لَقَدْ كَانَ نِسَاءٌ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ الْفَجْرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَلَفِّعَاتٍ (6) بِمُرُوطِهِنَّ (7)، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بيوتِهِنَّ وَمَا يُعْرَفْنَ مِنْ تَغْلِيسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلاةِ (8). وفي لفظٍ آخر: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ. وقال البُخَارِيّ: ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاةَ لا يَعْرِفهُنَّ أحد مِنْ الغَلَسِ. ذكره في بعض الطرق. وفي رواية: مُتَلَفِّعَاتٍ.
901 -
(20) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي
(1) مسلم (1/ 445 رقم 644).
(2)
في (ج): "لا تغلبكم".
(3)
"وإنها تعتم بحلاب الإبل" معناه: أن الأعراب يسمونها العتمة لكونهم يعتمون بحلب الإبل يؤخرونه إلى شدة الظلام.
(4)
انظر الحديث رقم (7) في هذا الباب.
(5)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(6)
"متلفعات" أي: متجللات ومتلففات.
(7)
"بمروطهن" أي: أكسيتهن.
(8)
مسلم (1/ 445 - 446 رقم 645)، البُخَارِيّ (1/ 482 رقم 372)، وانظر أرقام (578، 867، 872).
الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ (1)، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ (2)، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ (3)، وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا يُؤَخِّرُهَا وَأَحْيَانًا يُعَجِّلُ، كَانَ إِذَا رَآهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ قَدْ أَبْطَئُوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ كَانُوا أَوْ قَال: كَانَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ (4). لم يقل البُخَارِيّ في بعض طرقه: كَانُوا.
902 -
(21) مسلم. عَن شُعْبَةَ أَخْبَرَنِي سَيَّارُ بْنُ سَلامَةَ قَال: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ أَبَا بَرْزَةَ الأَسلَمِيَّ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَال: فَقَال: كَأَنمَا أَسْمَعُكَ السَّاعَةَ. قَال: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُهُ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال (5): كَانَ لا يُبَالِي بَعْضَ تَأْخِيرِهَا. قَال: يَعْنِي الْعِشَاءَ إِلَى نِصْفِ الليلِ، وَلا يُحِبُّ النوْمَ قَبْلَهَا، وَلا الْحَدِيثَ بَعْدَهَا. قَال شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدُ فَسَأَلْتُهُ فَقَال: وَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ يَذْهَبُ الرَّجُلُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ. قَال: وَالْمَغْرِبَ لا أَدْرِي أَيَّ حِينٍ ذَكَرَ. قَال: ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَال: وَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ جَلِيسِهِ الذِي يَعْرِفُ فَيَعْرِفُهُ. قَال: وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا مِن السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ (6). وفي لفظٍ آخر: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيلِ، وَيَكْرَهُ النوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَقْرَأُ في صَلاةِ
(1)"بالهاجرة" هي شدة الحُر نصف النهار بعد الزوال.
(2)
"نقية" أي صافية خالصة لم تدخلها صفرة.
(3)
"وجبت" أي غابت.
(4)
مسلم (1/ 446 رقم 646)، البُخَارِيّ (2/ 41 رقم 560)، وانظر رقم (565).
(5)
في (ج): "قال".
(6)
مسلم (1/ 447 رقم 647)، البُخَارِيّ (2/ 22 رقم 541)، وانظر أرقام (547، 568، 599، 771).