الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العراقي والمنطقة إلى تلك اللحظة التي تتيح لها السيطرة العسكرية على منطقة الخليج العربي، والتحكم بالنفط، ومن ثم الهيمنة على العالم (1). ولهذا كان القرار السياسي العسكري باستخدام القوة يحاول كسب الوقت وتسريع التنفيذ من ناحية، وحشد الحلفاء وإقناعهم بأنه لا يمكن تأخير الخطوة العسكرية أكثر مما تأخرت. بل إن الخشية الكبرى كانت تنبع من احتمال أن يقيم صدام حسين نظاماً صورياً في الكويت وينسحب منها فوراً، وهو ما سمي بـ"السيناريو الكابوس" كما يقول تشومسكي (2).
الهدف حماية إسرائيل وليس تحرير الكويت
!!
من العرض السابق اتضح لنا حجم المؤامرة التي دبرتها أمريكا لتدمير القوة العسكرية العراقية، من أجل حماية مشروعها الصليبي "إسرائيل"، وليس كما بدا لكثير من المخدوعين، من اجل تحرير الكويت. ونزيد الأمر إيضاحاً فنضيف إلى ما تقدم بعض الحقائق.
مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية أعدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي تقريراً قالت فيه أن العراق سيكون الدولة المرشحة الأولي لإشعال فتيل الحرب مع إسرائيل، وانه إذا ما اشتعل هذا الفتيل فأن الدول العربية الأخرى ستنظم لتأييده. وأضاف التقرير أن العراق يسعى للثأر من إسرائيل بسبب تدمير الطيران الإسرائيلي للمفاعل النووي العراقي عام 1981م، ولمواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة التي تهدف إلى تحجيم القوة العسكرية العراقية والتي باتت تهدد إسرائيل بشكل مباشر. وعندما خرج العراق من حربه قوياً منتصراً عام 1988م اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية اكبر قوة عسكرية في المنطقة، وانه سوف يستخدم قوته ضد إسرائيل. ولهذا بذلت أمريكا جهوداً سياسية مباشرة مع العراق، ومن خلال بعض الأنظمة العربية أيضاً لإقناعه بالتخلي عن مبادئه وسياسته المتعلقة بالموقف من إسرائيل إلا أنها لم تفلح، مما دفعها إلى زيادة الدعم العسكري
(1) زلزال في أرض الشقاق العراق (1915ـ2015) ـ كمال ديب ـ عرض/ إبراهيم غرايبةـ المصدر: الجزيرة ـ 19/ 2/2004م
(2)
العراق تحت الحصار: الأثر المميت للعقوبات والحرب تأليف أنتوني آرنوف (محرر) - ص 50
لإسرائيل وبالشكل الذي يردع العراق عن القيام بأي عمل عسكري ضدها وهنا بدأت التصريحات الإسرائيلية الاستفزازية للعراق. "ففي 30 آذار 1990م أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي (أهود باراك) أن إسرائيل لابد أن تكون جاهزة لضربة وقائية ضد العراق في أي وقت تشعر فيه أن قوته خطر عليها. تم تبعه اسحق شامير بالقول: إن إسرائيل سوف تهاجم العراق إذا أحست انه اقترب من إنتاج أسلحة نووية. ولكن سرعان ما جاء الرد العراقي المشهور على تلك التهديدات ففي 2 أبريل 1990م أطلق الرئيس العراقي صدام حسين تصريحا قويا شغل العالم، وبدأت أزمة إقليمية وعالمية، فقد ذكر في لقاء مرئي مع الضباط العراقيين، أن الباحثين العراقيين استطاعوا تطوير صناعات عسكرية متقدمة وأن العراق قادر إذا هددته إسرائيل على أن يحرق نصفها (1).
وهنا قررت إسرائيل القيام بعملية عسكرية جديدة ضد العراق، بعد أن وصلتها معلومات عن امتلاك العراق تسع مخابئ للأسلحة الكيماوية، بالإضافة إلى مخبأين للصواعق النووية، حيث وصل إلى واشنطن في شهر نيسان 1990م وزير الدفاع الإسرائيلي (موشيه ارنيز) للتشاور حول الموضوع مع الأمريكان. وقد أوضح (ارنيز) للمسئولين الأمريكان بان العراق سيهاجم إسرائيل، وطلب المساعدة الأمريكية في توجيه ضربه له وأضاف: ليس من صالحنا أو صالحكم الإبقاء على صدام حسين
…
أو الإبقاء على قوته العسكرية.
وبعد عودة (ارينز) إلى إسرائيل، تزايدت حدة التهديدات الإسرائيلية بضرب العراق، ولكن لم يحدث الهجوم لان الرئيس الأمريكي (بوش) ورئيسة الوزراء البريطانية (تاتشر) طلبا من شامير الاكتفاء بالحملات السياسية والإعلامية، وإظهار روح التحدي ضد العراق دون عمل عسكري مباشر. ذلك أن الأمريكان كانوا لا يريدون أن يجمعوا العرب مع العراق، وبقيادته ضد إسرائيل، وإنما أرادوا أن يجمعوا الأنظمة العربية مع إسرائيل ضد العراق، فجاءت عملية حماية إسرائيل من خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق، بدعوى تحرير الكويت (2).
(1) حرب آل بوش - تأليف/ أريك لوران، ترجمة: سلمان حرفوش ـ عرض/إبراهيم غرايبة
(2)
الطريق إلى حرب الخليج (من موهافى إلى الكويت) لمؤلفه محمد مظفر الادهمى ص51ـ57