الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهوية التقليدية لشعوبه وأممه ما زالت مع وعيها العذري الفطري، والدين بالنسبة لها عقد سياسي واجتماعي وحيد تقيم به جسراً بين الآخرة والأولى" (1). ولهذا لم يكن مستغرباً أن يعبر دالاس عن التزامه الديني تجاه إسرائيل في تصريح أدلى به، أمام جمعية بنى بريت (أبناء العهد) بتاريخ 8 مايو 1958م قال فيه: "إن مدنية الغرب قامت في أساسها على العقيدة اليهودية في الطبيعة الروحية للإنسانية، لذلك يجب أن تدرك الدول الغربية أنه يتحتم عليها أن تعمل بعزم أكيد من أجل الدفاع عن هذه المدنية التي معقلها إسرائيل" (2).
أما الشقيق الثاني فهو (آلان دالاس) في موقع مدير وكالة المخابرات المركزية، "التي أوكلت إليه مهمة إدارة الحرب الجديدة (الباردة) وسلاحها (إطلاق الأفكار وليس إطلاق النار)، وبما أن الاستراتيجية الأمريكية في العالم الثالث اعتمدت على سلاح الاعتقاد ضد تهديد الإلحاد، فإن وكالة المخابرات الأمريكية تجاسرت على اتخاذ شعارات الإسلام، وهى العقيدة الأكثر انتشاراً في المنطقة لتكون وسيلتها وذخيرة سلاحها. وبهذا العملية تم وضع حجر الأساس لاستغلال الإسلام والجماعات الإسلامية لخدمة المخططات الأمريكية"(3).
جون كنيدى الرئيس الكاثوليكي الوحيد
تولى جون كيندى الحكم في بداية الستينات، حيث كانت فترة ولايته من الفترات القليلة والنادرة التي تم فيها ضبط السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، حيث جاء ذلك نتيجة لبعض العوامل الخارجية التي تكلمنا عنها سابقاً، والتي أدركها كيندى بوضوح، حيث كان يرى:"أن الانحياز الأمريكي في النزاع العربي الإسرائيلي لا يهدد الولايات المتحدة فحسب، بل يهدد العالم بأسره"(4). ولكن الأمر المهم هنا والذي طبع سياسة الرئيس كيندي وميزه عن غيره من الرؤساء، هو أن
(1) من نيويورك إلى كابول ـ محمد حسنين هيكل - ص 209
(2)
الماسونية في المنطقة 245 ـ ابو إسلام أحمد عبد الله ـ ص 53 - القاهرة، دار الزهراء للإعلام العربي، ط 1 - 1986م
(3)
من نيويورك إلى كابول ـ محمد حسنين هيكل - ص 209
(4)
إني أتهم ـ روجيه ديلورم ـ ترجمة نخله كلاس ـ ص 81.