الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسيح يدعوك لتبني مستوطنة
في مقال له يقول محمد عبد العاطي: "كان الأمر مستغربًا بالنسبة لي في البداية .. فأعدت القراءة مرة ثانية وثالثة .. ثم قرًّبت عيني من شاشة الكمبيوتر .. فوجدت أن ما قرأته صحيح (يسوع المسيح يدعوك لتبنِّي مستوطنة)، لكي تفوز بملكوت السماء ورضا الرب يسوع، ادعم مستوطنات السامرة. وتحت هذا النداء صورة لعائلة يهودية مكونة من: أب، وأم، وثلاثة من الأولاد، متكئين على حجر أمام إحدى المستوطنات، وحولهم عبارة تخرج من عين دامعة تقول: تذكرهم في صلواتك .. وظللت أتابع هذا الموقع الغريب علي شبكة الإنترنت، فقرأت العنوان التالي: اتصل بنا الآن، كي تعرف كيف تستطيع أنت وكنيستك وطائفتك التي تنتمي إليها، شد أزر هؤلاء المستوطنين الشجعان.
وبالفعل اتصلت بهم فوجدت صفحة كبيرة ـ باللغة الإنجليزية طبعًا ـ عبارة عن خطبة لرئيس المنظمة التي تقوم على الموقع، والتي تطلق على نفسها اسم (منظمة النبي يوشع) ويدعي (تد باكت)، عرفت فيما بعد أنه من كبار أساقفة البروتستانت في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس حاخامًا يهوديًّا، ورحت أقرأ ما قال فكانت كلماته الطويلة والمسهبة حول عملية السلام الدائرة رحاها الآن في الشرق الأوسط وكيف أنها ـ على حد تعبيره ـ تزييف وخداع، واختتم مقالته بقوله: هذا هو الوقت المناسب الذي يتوجب على المسيحيين فيه أن يتوجهوا لعملية السلام الحقيقية، التي ستؤدي للمصالحة والحب، ودعم الشعب اليهودي الذي تنحصر رغبته في الإقامة على الأرض التي أعطاها له الرب. وأضاف الأسقف (تد باكت) أن هؤلاء اليهود لا يسعون لطرد العرب، ولا يقومون بتدمير القرى والبيوت، ولا يقصفون الأحياء السكنية!! كل ما يبتغونه هو أن يعيشوا حياتهم (داخل مستوطناتهم) بسلام حقيقي.!!
ويتابع الكاتب مقاله: دفعني الفضول لمتابعة الموضوع نفسه في الصحف الإسرائيلية، فوجدت فيها الكثير من المقالات والإعلانات الموجهة لمسيحيي الغرب تناشدهم استكمال هذه المستوطنة أو تلك، فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة
(هآرتس) مقالة، تذكر فيها أن حملة التبرعات التي تقوم بها المنظمات المسيحية البروتستانتية في الولايات المتحدة وأوروبا وبلدان الشرق الأقصى أسفرت عن بناء 45 مستوطنة من بينها مستوطنة عيناب التي تكلفت 4.5 مليون دولار. وتضيف الصحيفة أن هذه التبرعات تمت تحت شعار) تبنَّ مستوطنة). وعن الفلسفة المسيحية التي دعت الأسقف (تد باكت) للقيام لتأسيس تلك المنظمة يقول: هنالك مقولة للنبي يوشع تؤكد أن الكثير من غير اليهود ـ الغويم ـ يأتون إلى البلاد قبيل الخلاص، لإيمانهم أن الخلاص سيأتي من إسرائيل، واستنادًا إلي هذه المقولة تؤمن طائفتنا أن بقاء دولة إسرائيل وازدهارها خطوة هامة تمهد الطريق لعودة المسيح وتخليصه لليهود، ولهؤلاء المؤمنين من غير اليهود. ويضيف (باكت) أن الرئيس الأمريكي نفسه من أنصار هذا المذهب.
أما الجمعية الأخرى التي تنشط في جمع التبرعات داخل الأوساط المسيحية لصالح المستوطنات اليهودية فهي جمعية (شوفا يسرائيل) أو (عودة إسرائيل) وهذه المرة الجمعية يهودية وليست مسيحية كسابقتها، ويبدي بعض أفرادها تخوفهم من أن تتحول التبرعات التي تقوم (شوفا يسرائيل) بجمعها من المسيحيين في الولايات المتحدة، إلي وسيلة تبشيرية في أيدي البروتستانت، إلا أن ميل (بورتشتاين) ـ مستشار تجنيد الموارد في الجمعية وصندوق تنمية السامرة ـ طمأنهم، بقوله: حسب الطريقة التي نعمل بها لا نواجه تلك المشكلة بالمرة، والفكرة ببساطة تقوم على أننا لا نجمع التبرعات من منظمة، أو من شخص واحد فقط، بل نكلف أتباعنا بالتنقل بين كل الطوائف الإنجليكانية، وبالتالي لا يمكن لجهة بعينها أن يكون لها تأثير علينا.
أما الحاخامات، فيقولون إن المشكلة في الشريعة التوراتية عندنا ليست في عملية جمع التبرعات في حد ذاتها، ولكن في الطريقة التي تجري بها، ولذا نراهم قد نشطوا في إعطاء الإرشادات الدينية لمن يتولون عملية الجمع، والتي منها تأكيدهم على ألا ينشأ موقف من عملية الجمع يظهر فيه المسيحي في صورة المتفضل على اليهودي، لأن المعروف لا يأتي إلا من قبل اليهودي فقط.!! ويضيفون موجهين