الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنشاء دولة إسرائيل هو إنجاز النبوءة التوراتية وجوهرها". واعترف في خطابه نفسه أن عليه "التزاماً كاملاً ومطلقاً نحوها كإنسان وكأمريكي وكشخص متدين".
وعندما استقبل (جيمي كارتر) في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي (مناحيم بيغن) وعده أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إلى الأبد، وقال في خطبة له:"إنه منذ تدمير القدس في العام 7م استمر اليهود في الصلاة ليكون عامهم القادم في القدس، وأنهم عادوا أخيرا إلى ارض التوراة بعد ألفى عام من المنفى والشقاء والتمييز العنصري ضدهم"(1). وعندما ظهر كارتر في معبد اليزابت اليهودي في نيوجرسى، وهو يرتدى رداء القضاة المخملي قال:"إنني أقدس الإله الذي تقدسونه. نحن (كمسيحيين) ندرس التوراة التي تدرسونها". واختتم كلمته بالقول: "إن الحفاظ على بقاء إسرائيل لا يدخل في نطاق السياسة، انه واجب أخلاقي"(2). وربما هذا ما دفع احد وزاءه لوصفه بانه "واعظ اكثر منه استراتيجي"(3)
ريجان ومعركة هرمجيدون
!
لو انتقلنا إلى رونالد ريجان الممثل القادم من هوليود وتتبعنا سياسته اتجاه الصراع العربي الإسرائيلي، فإننا سنجد أن النظرة الدينية البحتة هي التي حكمت سياسته تجاه إسرائيل، هذا بالرغم من أنه لم يكن مديناً لليهود في إعادة انتخابه. فقد أعطوا 68 % من أصواتهم الانتخابية للمرشح الديمقراطي (والتر مونديل)، الذي كان شعاره الانتخابي يقول:"إنني أفضل أن أخسر المعركة الانتخابية واليهود يدعمونني على أن أربحها بدون أصوات اليهود ودعمهم"(4). وهنا يفسر جورج شولتز أسباب إجماع الحزبيين الديمقراطي والجمهوري على دعم إسرائيل والتعاون معها بالقول: "إن تعاوننا مع إسرائيل حقيقة ثابتة بصرف النظر عن الحزب الذي يحكم في
(1) المسيحية والإسلام والاستشراف - محمد فاروق الزين ص278
(2)
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية - روجيه جارودى ص264
(3)
معركة السلام (يوميات شمعون بيريس) - تحرير ديفيد لانداو - ترجمة: عمار فاضل و مالك فاضل - ص 305 - الاهلية للنشر والتوزيع - عمان - الطبعة الأولى 1995
(4)
اندماج ـ يوسف الحسن ـ ص 67.
أي من البلدين، لأن هذه العلاقة مغروسة بعمق في وجدان شعبينا وفي قيم حضارتنا" (1).
والرئيس ريجان لم يشد عن هذه القاعدة، حيث يعتبر من أكثر الرؤساء الأمريكيين تديناً وإيمانا بالنبوءات والخرافات التوراتية، وبالذات تلك المتعلقة بمعركة هرمجيدون الرهيبة، حيث صرح "بأنه كان يشعر عند خوضه الانتخابات الأمريكية بأن المسيح يأخذ بيده، وانه سوف ينجح ليقود معركة (الهرمجدون) التي يعتقد أنها ستقع خلال الجيل الحالي في منطقة الشرق الأوسط"(2). وقد عبر (رولاند ريجان) عن الأبعاد التوراتية لالتزام الولايات المتحدة الأمريكية ـ الأخلاقي والروحي والثراتى والأدبي ـ بإسرائيل بقوله، مخاطباً المدير التنفيذي للمنظمة الصهيونية (ايباك):"حينما أتطلع إلى نبوءاتكم القديمة في العهد القديم وإلى العلامات المنبئة بمعركة هرمجيدون ـ أي نهاية العالم ـ أجد نفسي متسائلاً، عما إذا كنا نحن الجيل الذي سيرى ذلك لاحقاً. ولا أدرى إذا كنت قد لاحظت مؤخراً أي من هذه النبوءات، ولكن صدقني إنها تنطبق على زماننا الذي نعيش فيه".
ويقول أيضاً: "إن نهاية العالم قادمة، ويراها الرئيس كما تفسر النظريات معركة ـ هرمجيدون ـ حينما تغزو جيوش السوفيت والعرب وآخرين دولة إسرائيل، وستباد جيوش الغزاة بواسطة قنبلة ذرية محدودة وسيموت ملايين اليهود، أما المتبقي منهم فإنه سيتم إنقاذهم بواسطة جيش المسيح، والذي سيعود إلى الأرض لمعاقبة القوى المضادة للإسرائيليين وسيقضى على قوى الشر في معركة تسمى هرمجيدون، وتقع في سهل مجدو في فلسطين، وستنتهي هذه المحنة بقبول اليهود للمسيح كمنقذ لهم، وبزوغ فجر عصر الألف عام السعيدة تحت حكم المسيح"(3). وآراء ريجان هذه ليست الأولى من نوعها، فلها سوابق كثيرة في المكتب البيضاوي،
(1) زعماء ودماء ـ ايمن ابو الروس ص99
(2)
المسيخ الدجال (قراءة سياسية في اصول الديانات الكبرى ـ سعيد أيوب-ص 167 - دار الاعتصام- ط1 1989
(3)
ريغان الرجل والرئيس ـ تأليف مجموعة من الصحفيين الأمريكيين- من سميث، هيدريك- ص 78 - الدار العربية للموسوعات- ط1 1982.