الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبوءات أنبياء التوراة كانت أشبه بشلال لعن متدفق، لدرجة أن (اللعنة أكلت الأرض) كما يقول النبي اشعيا" (1).
هذا ما تخبأه التوراة للعرب كافة، وهذا ما كشف عنه الصهاينة عبر مجلتهم كيفونيم .. دمار وقتل وتخريب وإذلال، وكأن امتنا أمة ميتة وجثه هامدة لا حراك فيها. لقد كذبوا وكذبت مجلتهم كيفونيم
…
وكذب منجميهم وأحبارهم .. إننا قطعاً لسنا ذلك القلب الميت الذي تصورته صحافتهم في الثمانينات من هذا العصر
…
إن ذلك القلب الميت قد هزم التتار ودحر الصليبين وحطم خط بارليف
…
ونحن (الأمة العربية) ما زلنا مخزن الوقود في العالم رغم الاستنزاف الحاصل
…
ونحن رمز لحضارة إيمانيه عريقة بين حضارات وثنيه وعلمانية، وماديه تملأ هذه الدنيا بضجيجها .. ونحن رأسمال عملاق (وإن كانت مودعاً في البنوك اليهودية) ولكننا نستطيع أن يكون لنا صندوق عربي للدفاع، لنصنع أمننا، ونبني دفاعاتنا، ونستطيع أن نكون تكتلًا عربياً له وزنه، وخطورته
…
وقديماً قال، عنا أعظم الأنبياء: إننا خير أجناد الأرض .. وهي كلمة نبي قال عنه أعداؤه: إنه الأمين الذي لم يجرب عليه أحد انه كذب في شيء" (2).
التوراة وكيفية التعامل مع الآخرين
لم ترسم التوراة اليهودية فقط الخطط والبرامج لكيفية التعامل مع دول المنطقة، بل وحددت كيفية التعامل مع شعوبها تنفيساً لأحقاد وضغائن قديمة جديدة. وقد تقصى الدكتور (أسعد زروق) موقف التلمود من العرب، فوجد أنه في بعض نواحيه، تعبير عن نفس الانعزالية المتعالية التي تميز بها اليهود. وقد جاء في سفر سوكاه (52ب) أن الإله قد ندم على خلقه أربعة أشياء: المنفى، والكلدانيين، والإسماعيليين (أي العرب)، ونزعة الشر" (3). فالعودة إلي النصوص التوراتية والتلمودية، تفضح الممارسات الصهيونية بحق الآخرين من البشر (الأجانب، أو الغرباء) حسب تعبيراتهم، وتبين أن ما تنفذه الدولة اليهودية الصهيونية، ما هو إلا
(1) المصدر السابق - ص146
(2)
إسرائيل .. البداية والنهاية - مصطفى محمود ص15.
(3)
البروتوكولات واليهودية والصهيونية - د. عبد الوهاب المسيري ص 55
من وحي التعاليم التوراتية التلموذية. وهاكم مجموعة من الأمثلة والنماذج المستمدة من النصوص المذكورة مطبقة على الواقع الحي على الأرض، والناس" (1).
جمعت قوانين الحرب في العهد القديم في سفر التثنية، وفيها بيان في كيفية الاستيلاء على المدن، وأسلوب التعامل مع أهل البلاد (2)، وهي أصبحت مرجعاً وقانوناً ومصدراً لإلهام ووحي القادة الصهاينة، ومنها:"إذا تقدمت إلى مدينة لتقاتلها فادعها أولا إلى السلم، فإذا أجابتك وفتحت يكن جميع الشعب، الذي فيها تحت الجزية، ويتعبدون لك، وان لم تسالمك وحاربتك فحاصرتها، وأسلمها الرب إلهك إلى يدك فاضرب كل ذكر بحد السيف، وأما النساء والأطفال وذوات الأربع، وجميع ما في المدينة من غنيمة فاغتنمها لنفسك، وكل غنيمة أعداءك التي أعطاكها الرب إلهك"(3). وفي هذا السفر نرى ملامح الذبح والسلخ الدائمين ونشم منه رائحة الشي والحرق، باعتبارها الإثارة المغرية للروح اليهودي في التعامل مع كل ما هو حي. وهي إثارة يحددها الادعاء الكبير للإله القومي، الذي ما هو في افضل الأحوال سوى شيطان أمرد. وهو اله لا يربي في الإنسان بعدا إنسانياً، بسبب خضوعه لنزوات عبدته. لذا نراه في سفر (التكوين) يحزن ويتأسف ويرغي ويزبد في رغبته لمحو الإنسان عن وجه الأرض" (4).
ويقول التلمود: "أنه مسموح لليهودي بقتل غير اليهودي دون معاقبة، وعليه ـ أيضا ـ ألا ينقذ غير اليهودي من خطر يهدد حياته مثل وقوعه في حفرة". ويفسر ذلك الحاخام الشهير (ميمانود) بقوله: "إن الشفقة ممنوعة لغير اليهودي، فإذا رأيته واقعاً في نهر ومهددا بخطر، فإنه محرم عليك أن تنقذه منه لأن السبعة الشعوب الذين كانوا في أرض كنعان، وكان مطلوب إبادتهم، ولكنهم لم يقتلوا عن آخرهم، وإنما
(1) العنصرية الصهيونية اليهودية والبعد الايديولوجى الديني ـ على حسن طه ص60 - دار الهادي /بيروث- ط1 2002
(2)
المجتمع الاسرائيلى وثقافة الصراع - د. عمر عبد العلى علام - ص 53 - دار العلوم للنشر والتوزيع - ط1 2007
(3)
صناعة الإرهاب ـ د. عبد الغني عماد - ص115
(4)
ثالوث الإله القومي والشعب المختار والقوة الغضبية (الصورة والمعنى في الصراع العربي - اليهودي) - د. ميثم الجنابي- مجلة المؤتمر عدد 1174 - 14 - آب-2006 - http://www.inciraq.com/Al-Mutamar/2006/1101_1200/1174/060814_1174_5.htm
هرب بعضهم واختلط بباقي الشعوب والأمم، ولذلك فإنه يلزم قتل الأجنبي، إذ يحتمل أن يكون من نسل السبعة الشعوب، وبالتالي فعلى اليهود قتل من يتمكن من قتله، فإذا لم يفعل ذلك فانه يخالف الشريعة". ويرى الحاخام (ميمانود) ـ أيضاً:"إن وصية (لا تقتل): "هي خاصة فقط بمنع قتل اليهود" (1).
ويوضح إسرائيل شاحاك في كتابه، الديانة اليهودية ذلك بقوله:"عندما تكون الضحية من الأغيارـ يختلف الوضع تماماً، فاليهودي الذي يقتل أحد الأغيار يكون مذنباً فقط بارتكاب معصية ضد شرائع السماء، وهي معصية غير قابله لعقوبة صادرة عن محكمه، أما التسبب غير المباشر، بقتل أحد الأغيار فهذا ليس بمعصية على الإطلاق، وعلى هذا النحو يشرح أحد أهم المعلقين على شرائع التلمود (شولحان عاروخ) ذلك بقوله: "على المرء ألا يرفع يده لإيذاء الغريب، ولكنه يستطيع أن يؤذيه بطريقة غير مباشرة، كأن يزيل السلم بعد إن يكون الشخص المعين قد سقط في هوة إذ لا يوجد خطر هنا، لأن الأذى لم يرتكب بصورة مباشرة". ويشرح (موسى بن ميمون) المبدأ الأساسي التلمودي بوجوب الامتناع عن إنقاذ حياة الغرباء (من غير اليهود) فهناك حكمة تلموديه تقول:"لا تدفع الأغيار إلى البئر فهذا محرم، ولا تنقذ أحدا منهم، إذا ما وقع فيه، لأنه محرم أيضاً .. وهناك عشرات من الأمثلة التلموديه التي قام بفضحها الأب (آ، ب برانايتس) في كتابه فضح التلمود الصادر عن دار النفائس ومن إعداد زهدي الفاتح"(2). وهكذا فإن ذهنية الإباده هذه التي حواها التلمود، تتجلى في التربية الاستئصاليه تجاه الأغيار، وتظهر بوضوح في العديد من النصوص التوراتيه مثل:"هو ذا شعب كلبوءة يقوم، وكشبل ينهض، لا يربض حتى يأكل الفريسة، ويشرب دم الصرعى". فعبارات القتل والإفناء والاستئصال تتكرر في الأسفار التوراتيه عند كل حديث أو احتلال لمدينة وقرية وبلدة، وتعدد التوراة عدد الملوك الذين قتلهم (يشوع) وأفني شعوبهم، فيقول:"جميع الملوك واحد وثلاثون"(سفر يوشع).
(1) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص 11
(2)
على أعتاب الألفية الثالثةـ الجذور المذهبية لحضانة الغرب وأمريكا لإسرائيلـ حمدان حمدان ص183
وليس غريباً بعد كل ما تقدم أن يعمد الصهاينة إلى التذكير الدائم بهذه الأساطير باعتبارها وقائع تاريخية، وبطولات يجب تمثلها وإعادة إنتاجها، حيث يتبين لنا أن محتويات التوراة هي المخزون الحقيقي للإرهاب والعنف، وفي هذا النص تجليات ذهنية الإبادة والعدوان والتوسع:"بقيت ارض للامتلاك كثيرة جداً كل بقاع الفلسطينيين وكل أرض الكنعانيين إلى تخوم الأموريين وأرض الجبليين وجميع لبنان جهة مشرق الشمس، من بعل جاد حتى جبل حرمون إلى مدخل حماه، كل سكان الجبل من لبنان إلى مياه مسروفوت كل الصيدونيين، سأطردهم من وجه بني إسرائيل وكل جبل حرمون وكل باشان ـ الجولان إلى سلكة"(1).
وفي سفر يوشع ذلك السفاح الذي جاء غازياً لأرض فلسطين، والذي ارتكب من المجازر والمذابح الفظيعة ضد سكان فلسطين، نجده يكشف عن أحقاده ودمويته ليبرر جرائمه فيقول على لسان اله الدمار (يهوه):"تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها. بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق"(2). فالذي يضحك ويبكى هو أن إله الدمار المزعوم عند يشوع ومن إليه من مصاصي الدماء .. قد أطلق العنان لعدوانيته ونيران حقده دفعه واحدة (3). وليس يوشع فقط، بل كافة أسفار التوراة تكشف عن حقدها الدفين ودمويتها، وترسم الطريق لأعداء البشرية حول كيفية التعامل مع الشعوب:"والآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة وطفلاً ورضيعاً. بقراً وغنماً. جملاً وحماراً (سفر استر: 10ـ3). "فأرسل جدعون رسلاً إلى كل جبل أفرايم قائلاً انزلوا للقاء المديانيين، وخذوا منهم المياه إلى بيت بارة والأردن، فاجتمع كل رجال أفرايم واخذوا المياه إلى بيت بارة والأردن" (سفر القضاة 7:24ـ25) .. "وأما امصيا فتشدد واقتاد شعبه وذهب إلى وادي الملح وضرب من ساعير عشرة آلاف. وعشرة آلاف أحياء سباهم بنو يهوذا، وأتوا بهم إلى رأس سالع وطرحوهم عن رأس سالع فتكسروا أجمعون"(سفر الايام 25:11ـ12).
(1) صناعة الإرهاب ـ د. عبد الغني عماد - ص118
(2)
سفر يوشع 13ـ16
(3)
رسائل حضارية في مواجهة اليهوديةـ الأب فوتيوس خليل ص48