الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللهجة ضد الزواجات المختلطة في عام 1949م. وكانت المشاعر متبادلة بالطبع، إذ عمل الزعماء الكاثوليك على عدم تشجيع الزواج المختلط بهمة ونشاط لا تقل عما بدر من البروتستانت" (1).
سميث الكاثوليكي يخسر انتخابات 1928 امام هوفر البروتستانتي
في انتخابات عام 1928 كان مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة هو حاكم ولاية نيويورك (سميث) الذي كانت فرصته لدخول البيت الأبيض عظيمة. فقد أعيد انتخابه أربع مرات على التوالي حاكماً لولاية نيويورك، كما أنه أول كاثولويكي حقق مثل هذا الفوز في عام 1915. وأهم ما تميزت به انتخابات الرئاسة في عام 1928 هو استخدام منظمة (الكوكلاكس كلان) البروتستامتية المتطرفه كقوة ضاربة ضد الديمقراطيين، حيث بدأت كلان العمل ضد سميث منذ عام 1925 بعد ان رأت فيه المرشح الاوفر حظاً للنجاح، حيث خاضت كو ـ كلوكس ـ كلان الحملة الانتخابية في عام 1928 تحت شعار: (حزب روما الكاثوليكي ـ الاكليريكي بدأ حملة كبيرة بهدف السيطرة على أمريكا باسم البابا في روما). ولجأت إلى استغلال الأوهام السائدة لدى ملايين البورجوازيين من أجل التحريض ضد مرشح الحزب الديمقراطي حيث وصمته بالكاثوليكية واتهمته بمعارضته (قانون منع الخمور)، وبانعدام الحس الوطني الصادق لديه. وباختصار كان هذا المرشح في نظر كلان (حليفاً للشيطان)، و (ابن بابا روما).
كان سميث المولود في أسرة من المهاجرين الايرلنديين يجسد في عين الريف الزراعي الأمريكي البروتستانتي، (بابل الحديثة- نيويورك)، وتعاطي الكحول، والكاثوليكية، واليهود، والأجانب. كما أتهم سميث ببناء نفق يستطيع باباً روما من خلاله ان يزور البيت الأبيض دون ان يدري به أحد. والغريب ان الكثيرين قد صدقوا هذه الأكذوبة. بينما كانت كلان تقدم نفسها دائماً بوصفها المدافع الأمين عن البروتستانتية، وتؤكد في دعايتها أن الله هو صانع (الكلانية)، بل ان أحد رجال الدين قد أعلن ان (ك ك ك) هي (الكنيسة البروتستانتية في ميدان المعركة).
(1) الدين والثقافة الأمريكية - جورج مارسدن - ترجمة صادق عودة ص239
ان ديماغوجية كلان في عدائها للكاثوليكية قد ضمنت لها تأييد الكنيسة البروتستانتية التي تمثل قوة هائلة في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان كثير من قادة كلان وموظفيها يمارسون أعمالهم أيضاً لدى الكنيسة البروتستانتية حيث اعتبر الرهبان المعمدانيون والمنهجيون وسطاً ملائماً تماماً لتجنيد الناس للعمل في صفوف كلان. وقد بينت الاحصائيات أن حوالي 40 ألف راهب بروتستانتي انتسبوا إلى كلان. وكان الرهبان الموالون لكلان يخاطبون رعيتهم بثمل هذه الكلمات: "حين تصوتون لصالح ايل سميث فانكم تصوتون ضد عيسى المسيح، وبهذا تحل عليكم اللعنة"، أو يطرحون هذا السؤال:"هل حقاً ان أمريكا الرصينة ستختار رئيساً لها يحب كوكتيل الكحول؟. ولما كان سميث هو الذي اتخذ في عام 1923 أولى الخطوات على طريق الغاء "قانون تحريم الكحول" فقد استغل خصومه هذه الحقيقة للطعن والتشهير به. وكان منافسه البروتستانتي (هوفر) في ذلك الوقت يدعو إلى (الأمريكانية الكاملة)، والولاء المطلق لقيم الاخلاق البروتستانتية، والابقاء على قانون تحريم الكحول.
ومن الذين عملوا ضد مرشح الحزب الديمقراطي كذلك السناتور هيفلين (عن ولاية الاباما) وهو صديق مخلص لكلان التي كانت تدفع له مبلغ 150 ـ 250 دولاراً عن كل خطاب يهاجم فيه سميث، وقد استغل هيفلين هذا الوضع ووزع في جميع أنحاء البلاد 556600 نسخة من الخطابات التي القاها في الكونغرس والتي فصح فيها الكنيسة الكاثوليكية، وايل سميث ـ أهم عميل لبابا روما في السياسة الأمريكية. كما أكد هيفلين ان جميع الرؤساء الأمريكيين الذين قتلوا كان قاتلوهم من الكاثوليكيين. وفي حملة الانتخابات التمهيدية استخدام هذا السناتور سلاح العنصرية، واتهم خصمه بتأييد المساواة الاجتماعية التي تتناقض مع نظرية تفوق البيض، وأشار إلى ان سميث كان من الذين ايدوا قانون منع التمييز العنصري في الفنادق والمطاعم. كما نشرت إحدى صحف الجنوب مقالة ساخرة تتهم سميث بمناصرة الزنوج.
لقد مارس الكلانيون مختلف أنواع الترهيب مع انصار سميث. ومن ذلك استقبالهم له بصليب مشتعل حين زار اوكلاهوما ستي في نطاق الحملة الانتخابية.