الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويعتقد الأصوليون المسيحيون أنه "لما كان مجيء المسيح يعتبر تجديداً للعالم، فلابد وأن يسبق مجيئه عودة للفوضى، ويعتبرون أن كل الآلام والمصاعب التي تحملها اليهود والمسيحيون ـ عبر تاريخهم ـ تفسر وتقبل على أنها (آلام المخاض). وبعد مجيء المسيح وانقضاء فترة (المخاض) فإن العالم، الجديد المقبل لن يكون كالعالم (اليوم): فالسلام سيعم العالم الجديد، البكاء والأنين يختفيان من العالم، ولن يكون بعد ذلك شكوى أو احتجاج أو حزن، تبارك إسرائيل بمجيء المسيح المسيحي، وينتهي عنها الضغط، وتتبوأ مركزها العالمي الذي أعده لها الرب. ويتبدل مصير إسرائيل لدرجة أن كثيراً من الغرباء سيحاولون الانضمام إلى الطائفة"(1).
السلام يحل بعودة المسيح فقط
يركز القس (بيلى جريهام) في دعوته على أن يوم مجدو على المشارف، وقد حذر عام 1970م من أن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة مجدو، وأن الجيل الحالي قد يكون آخر جيل في التاريخ، وقال:"إن أكبر معركة في التاريخ ستقع في هذا الجزء من العالم (الشرق الأوسط) ". أما عن علاقة هذا اليوم بقضية الأرض المقدسة، وبناء الهيكل، ومجيء المسيح، فإن النصارى الإنجيليين يعتقدون بأنه لن يكون هناك سلام حقيقي في الشرق الأوسط ولا في العالم إلى أن يأتي المنتظر الموعود، ويجلس المسيح على عرش داود في القدس، ويحارب أعداء إسرائيل. وسوف تعلم جميع الأمم عندئذ أن جميع الآلام التي كابدها بنو إسرائيل على مر قرون- سبيهم وتشتتهم- إنما كانت بسبب ذنوبهم وآثامهم. ولذلك حجب الله وجهه عنهم، وأسلمهم ليد أعدائهم، فهلك أكثرهم. وبسبب نجاستهم ومعاصيهم الكثيرة، رفض الله أن يتدخل لمصلحتهم، ولكن هذا كله سينتهي في اليوم القادم، لأنهم سيرجعون إليه تائبين فيشرق الله بوجهه ويباركهم، وهذه الأحداث ستقع في زمان الضيقة العظيمة الذي سيسبق مجيء الرب يسوع المسيح بصفته ملك الملوك ورب الأرباب" (2).
(1) العرب واليهود في التاريخ - د. احمد سوسة ص405
(2)
راجع معركة هرمجيدون وتأسيس مملكة الرب في التوراة والإنجيل والقرآن - تأليف كارلوتا جيزن ـ نشر مكتبة دار الكتاب العربي بالقاهرة ودمشق سنة 2002
ومن العجيب ـ أيضاً ـ أن الحديث عن (الهرمجدون) يتداول على نطاق واسع، وعلى أعلى المستويات، وفي أدق القضايا العالمية وأخطرها. قال المبشر (جيمى سواجارت) في برنامج تلفزيوني أذيع في 22 سبتمبر 1985م:"يجب أن لا نتوصل إلى اتفاقات مع الإتحاد السوفيتي .. إن معركة (هرمجدون) مقبلة، ستقع هذه المعركة في سهل مجدو .. إنها مقبلة، في وسعهم أن يوقعوا كل معاهدات السلام التي يريدون .. كلها لن تحل .. ومشكلات أوروبا لن تحل، بل ستصبح أسوأ .. حتى يأتي المسيح المخلص". وينظم هذا المبشر رحلات دورية إلى الأرض المقدسة، يطوف فيها بالمسيحيين الإنجيليين في أنحاء القدس شارحاً لهم كيف ومتى ستحدث الأحداث العظام في هذه المناطق؟!! (1).
أما (جيرى فالويل) فقد قام برحلة إلى فلسطين عام 1983م، اصطحب فيها 630 مسيحياً استقلوا الطائرة من نيويورك إلى تل أبيب، وذهبوا إلى (مجدو) مكان المعركة المنتظرة. وفي خطبة ألقاها (جيرى فالويل) يوم 2 ديسمبر1984م، قال معلقاً على اقتباس من سفر الرؤيا، ومشيراً إلى معركة مجدو:"إن هذه الكلمة (مجدو) تنزل الخوف في صدور الناس، سيحدث اشتباك أخير، وسيدمر الخالق هذا الكون" وقال: "وبالرغم من التوقعات الوردية وغير الواقعية من جانب حكومتنا بشأن اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، فإن هذه المعاهدة لن تدوم طويلاً". ثم قال: "من المؤكد أننا نصلى من أجل سلام القدس، ومن المؤكد أننا نكن الاحترام لمن وقعا اتفاقية السلام، إنني أعلم وأنتم تعلمون، أنه لن يكون هناك سلام حقيقي في الشرق الأوسط إلى أن يجلس المسيح يوماً على عرش داود في القدس". وعموماً فإن الحديث عن مجدو في الأوساط المسيحية، البروتستانتية، واليهودية، لا يفوت هؤلاء وأولئ، عندما يحدث أي حدث غير عادى على أرض الواقع، حيث يربطون ما حدث بما سيحدث، ويرجعون هذا وذاك إلى ما حدث بالأمس
…
(1) النبوءة والسياسة ص 41