الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النتيجة أن أصبح الكلام بحرية عن الشرق الأوسط وسياسة أمريكيا في المنطقة، مقيداً حتى قبل أن يبدأ" (1).
وقد نجح هذا التيار المسيحي الأصولي في الحصول على ما يريد في أغلب الأحيان، بسبب تنظيمه وتوحيد جهوده من خلال منظمات وجمعيات منتشرة في طول وعرض الولايات المتحدة الأمريكية، يزيد عددها على أكثر من 250 منظمة وجمعية، من أبرزها، منظمة الأغلبية الأخلاقية ومؤسسات روبرتسون الإعلامية التي تمتلك محطة تلفزيون وإذاعة الشرق الأوسط في جنوب لبنان، ومؤسسة
السفارة المسيحية الدولية
، ومؤسسة المعبد، وجماعة حق الدين وغيرها الكثير. "وتقوم هذه الجمعيات والمنظمات بإحياء وتنظيم مناسبات عديدة تضامناً مع إسرائيل، مثل يوم الاعتراف بإسرائيل، وسبت التضامن مع إسرائيل، وحفلات الفطور تكريماً لإسرائيل والتي أصبحت حدثاً سنوياً تقوم بتنظيمها جماعة المائدة المستديرة. وفي إحدى الاحتفالات أصدرت لجنة صلاة الفطور، بيانها الخاص لمباركة إسرائيل، باسم ما يزيد عن خمسين مليون مسيحي يؤمنون بالتوراة في أمريكيا. وتضمن البيان خليطاً عجيباً من النقاط الدينية والسياسية والعسكرية، تشمل ما يلي:
"دعوة للتعاون الإستراتيجي مع إسرائيل، يعقبها نداء إلى إله إسرائيل الذي أعطى العالم عبر الشعب اليهودي الكتب السماوية .... مختارات من الكتاب المقدس تؤكد حق اليهود الإلهي في الأرض
…
ثم دعوة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشفوعة بوصية تقول: إن حدود الأرض المقدسة التي رسمها الكتاب المقدس، لا يمكن أن تغيرها رمال المقتضيات السياسية والاقتصادية المتحركة" (2).
السفارة المسيحية الدولية
تعتبر منظمة السفارة المسيحية الدولية، من أكثر المنظمات والقوى الصهيونية المعاصرة انتشاراً ونفوذاً على الساحة الدولية. وقد ولدت هذه المنظمة في نهاية سبتمبر 1980م حينما اجتمع أكثر من ألف رجل دين مسيحي جاءوا من أكثر من 23
(1) من يجرؤ على الكلام ـ بول فندلى ـ ص 393.
(2)
من يجرؤ على الكلام ـ بول فندلى ـ ص 400.
دولة، في مؤتمر بمدينة القدس، تعبيراً عن الدور المركزي لهذه المدينة في فكر وحركة الصهيونية المسيحية المعاصرة. وقد جاء تأسيسها أثر رفض المجتمع الدولي لقرار الحكومة الإسرائيلية اعتبار القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، وكرد فعل على قيام عدد من دول العالم بنقل سفاراتها من القدس إلى تل أبيب.
"وقد افتتحت السفارة مكاتب لها في القسم الغربي من مدينة القدس، وأعلنت عن افتتاح أكثر من 37 قنصلية لها في دول العالم، وأخذ يدير هذه المكاتب رجال دين مسيحيون متعصبون للصهيونية. وقد اتخذت السفارة ولاية كارولينا الشمالية، مقراً لها وافتتحت فروعاً لها في عدد كبير من المدن الأمريكية الرئيسة. وتقوم هذه المراكز بجمع التبرعات لإسرائيل وعقد المؤتمرات وتسيير المظاهرات وحشدها، وبيع المنتجات الإسرائيلية، وتنظيم الرحلات السياسية إليها، وممارسة الضغوط السياسية على صانعي القرار في دول العالم لصالح إسرائيل. ويؤمن أعضاء وأنصار هذه السفارة، بأنه على إسرائيل أن تمتد من النيل إلى الفرات. وقد اختصر زعيم هذه السفارة أهداف منظمته بقوله: إننا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم"(1).
وتصل موازنة السفارة إلى أكثر من 100 مليون دولار، وملايين الأتباع، وعشرات الألوف من الأعضاء في جميع أنحاء العالم. وقد نظمت السفارة على مدى الأعوام الماضية، مهرجانات ومسيرات حاشدة في شوارع القدس، احتفالاً بتأسيس إسرائيل وبالأعياد الدينية اليهودية، مثل عيد العرش، الذي شارك فيه آلاف المسيحيين الأصوليين. وتستخدم السفارة، شبكة واسعة من أجهزة الأعلام لنشر أهدافها وتثقيف أتباعها في كيفية خدمة القضايا الإسرائيلية. فهي تصدر مجلة إخبارية ربع سنوية، اسمها المراجعة، بالإضافة إلى عشرات الأوراق والنشرات والبيانات الدورية. وأنتجت فليماً صهيونياً، وشكلت لجان للعمل السياسي ونظمت حملات مستمرة من الرسائل البريدية إلى صانعي القرار في عدد من دول العالم، وصارت تدعى لجلسات الاستماع في الكونغرس الأمريكي، وفي نفس الوقت رتبت حملات لجمع الدم، دعماً لجنود إسرائيل أثناء غزو لبنان عام 1982م، وأنشأت فرقة
(1) من أوراق واشنطن ـ يوسف الحسن ـ ص 128.
للغناء سمتها، فرقة أغاني صهيون، وجمعت المساعدات المالية وشجعت بيع السندات الإسرائيلية داخل الكنائس الأمريكية.
وفي أواخر أغسطس 1985م نظمت السفارة الدولية، أول مؤتمر صهيوني دولي في مدينة بازل بسويسرا، وفي نفس القاعة التي انعقد فيها المؤتمر الصهيوني الأول بزعامة هرتزل. وقد شارك في المؤتمر أكثر من 600 رجل دين ومفكر مسيحي بروتستانتي، قدموا من 37 دولة، وهتفوا جميعاً بحياة إسرائيل الكبرى، وصلوا من أجل عاصمتها الموحدة والأبدية، القدس، وقرروا الانتشار في الأرض تنظيماً وحركة لخدمة وحماية وتكملة المشروع الصهيوني
…
ومن أجل إرضاء الرب أيضاً.
وقد اتخذ المؤتمر العديد من القرارات كان أبرزها:
1ـ الضغط باتجاه مزيد من الاعتراف الدولي بإسرائيل كدولة لليهود ودعم عمليات تجميعهم من شتى أنحاء العالم، وخصوصاً من الاتحاد السوفيتي، لاستيطان الضفة الغربية وغزة، وتكملة المشروع الصهيوني الممتد من الفرات إلى النيل تحقيقاً للنبوءات التوراتية.
2ـ مطالبة جميع الدول والمؤسسات الدولية والحكومية والخاصة، فتح أبوابها كاملة لمشاركة الإسرائيليين، وعلى الدول الصديقة الانسحاب من هذه التجمعات إذا ما طردت منها إسرائيل.
3ـ مطالبة جميع الأمم بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، وبالتالي نقل سفاراتها إليها.
4ـ تشجيع أطروحة توطين الفلسطينيين ـ يسميهم المؤتمر اللاجئون من إسرائيل ـ في الوطن العربي، وتوفير العدالة للاجئين اليهود العرب في إسرائيل.
5ـ دعم ومساندة الاقتصاد الإسرائيلي، وإنشاء صندوق استثمار مسيحي دولي لهذه الغاية، مقره في أمستردام، وبرأسمال مبدئي قدره مائة مليون دولار،